بسواد الوشاح المُكتسي حشمةً وحياءً، خرجت المرأة اليمنيّة وهي حاملةٌ شذرات الفرحة والبهجة؛ احتفاءً بمولد سيّدة نساء العالمين، وكوثر المرأة المعطاءة، السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، مجددةً عهد المسير على خطاها، ورافعة بيارق الصّمود الأسطوري في وجه عواصف الحروب الغربيّة الشيطانيّة.. مواسيةً في ذات الوقت نساء غزة ولبنان، اللواتي سطرن أعظم ملاحم الصّبر في مواجهة الغطرسة الصّهيونيّة.


في هذه المناسبة الغالية على قلب المرأة اليمنيّة، واكب المركز الإعلامي للهيئة النسائيّة للأمانة هذا الحدث العزيز، وأجرى استطلاعا لـ “الأسرة” مع المشاركات في هذه المناسبة.. إلى التفاصيل:

الثورة / خاص

البداية مع سارة المهدي، التي تحدثت قائلة: أتيتُ إلى هذه الساحة للمشاركة في إحياء ذكرى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فهي القدوة والمثال الأعلى لنا جميعًا في الصبر والثبات والإيمان.
وأضافت المهدي قائلة: يمكننا إحياء هذه المناسبة العظيمة من خلال إقامة الفعاليات، مثل عقد المجالس في المنازل والأحياء، وتقديم الأطعمة البسيطة كتعبير عن المشاركة والفرح، بالإضافة إلى تعزيز وعي الأجيال الجديدة بقيم السيدة الزهراء وسيرتها المشرقة.
وعن رسالتها للأعداء تقول: إن كل محاولاتكم لن تثنينا عن السير على نهج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). نحن مستمرون في اتباع مسيرتها، متمسكون بقيمها، واثقون بأننا على طريق الحق الذي سينتصر مهما طال الزمن.
وكامرأة يمنية تقول: السيدة الزهراء (عليها السلام) تمثل لنا رمزًا للوعي الهائل والثقافة الدينية العميقة، نحن نسير على خطاها، نستلهم من نهجها القوة في مواجهة المحن، ونعمل على ترسيخ هذه القيم في مجتمعنا.
ولنساء غزة ولبنان تقول المهدي: إنكن القدوة في الصبر والثبات، تمامًا كما كانت السيدة الزهراء (عليها السلام)، أنتنّ تحملن أمانة عظيمة، وأصواتكنّ هي صرخة الحق في وجه الظلم، أمّهات وأخوات وزوجات الشهداء، تضحياتكنّ تعزز مسيرة الحق وتجسد معاني الوفاء، نحن معكنّ، قلوبنا مع صمودكنّ، ودعاؤنا أن يكون النصر حليفكنّ قريبًا بإذن الله.
جهاد أبو نجوم المحاقري تقول: جئنا اليوم للاحتفال بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء -عليها السلام- واليوم العالمي للمرأة، هذه مناسبة مهمة، جئنا فيها لتهنئة النساء المسلمات بهذا اليوم العظيم الذي رفع شأن المرأة، وحرم عليها الذل والظلم والجور، وأعطاها مكانة عظيمة في الإسلام، هذا اليوم هو يوم المرأة المخلصة المجاهدة، التي كانت مثالاً في الحشمة والعفة والجهاد والعطاء.
اتباع سيرتها
وأضافت قائلة: هذا اليوم هو يوم عظيم للمرأة اليمنية الصامدة، الثابتة على الحق، والوفية لفاطمة الزهراء. ومن خلال هذا اليوم، نؤكد على أهمية الثبات والتمسك بقيم الزهراء في وجه كل الصعاب، العدو لا يريدنا أن نحتفل بهذا اليوم ولا أن نعيش في ظل قيم فاطمة الزهراء، ولا يريد لنا أي خير على الإطلاق.
وعن كيفيّة تعزيز هذه المناسبة في وجدان المرأة تقول المحاقري: نعززها أولاً باتباع سيرة الزهراء -عليها السلام- في صمودها وثباتها، لأننا في واقعنا بحاجة لتلك الروحية التي كانت تتسم بها الزهراء، التي كانت تخدم دين الله وتجسد قيم العطاء والتضحية.
أما بالنسبة للأعداء فوجهت المحاقري رسالة تقول: رسالتنا للأعداء الذين يحاولون تحريف مسارنا عن سيرة الزهراء، فإنهم لا يدركون عظمة المرأة في الإسلام، المرأة المسلمة تعرف وتطبق أوامر الله سبحانه وتعالى في كل جوانب حياتها، ولن يستطيع الأعداء أن يذلوها أو يسيطروا عليها، الزهراء كانت رمزاً لأكبر حرية وكرامة للمرأة، وهذا ما يجب أن نسعى لتحقيقه جميعاً.
ورسالتها لنساء غزة ولبنان فهي أن يكنَّ مثل فاطمة الزهراء في صبرهن وجهادهن وعطائهن، مثلما أثبتت الأمهات في حزب الله وفلسطين ثباتهن وصمودهن، فإن أمهات الشهداء هن المثال الحقيقي للكرامة والإيمان، هنيئاً لهن بهذا الفضل العظيم الذي لا يقدر بثمن، وهن بفضل الله يقدمن أبناءهن من أجل رفعة دين الله عز وجل.
وشاركت غدير الحمزي رسائلها المتعددة بالقول: تُعرف هذه المناسبة العظيمة من خلال إقامة الفعاليات الدينية والثقافية التي تسلط الضوء على سيرة الزهراء المباركة، يتم ذلك عبر إحياء المجالس في المنازل والمساجد، وتنظيم الأنشطة التي تُذكّرنا بمكانتها العظيمة، كما يمكن تقديم الهدايا البسيطة للأطفال لتعزيز ارتباطهم بهذه المناسبة، وإشراكهم في فهم قيمها العظيمة.
مضيفة: رسالتي للأعداء هي أن محاولاتكم مهما بلغت لن تمحو مكانة بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قلوبنا، سيرة الزهراء –عليها السلام- تعلمنا أن الحق دائمًا ينتصر، وأن الظلم مهما طال سيزول، نحن نستلهم من سيرتها الثبات والصبر، ونعلم أن النصر قريب بإذن الله.
كما بلغت رسالة لنساء غزة ولبنان في هذه المناسبة قائلة: إلى قلب غزة ولبنان، رسالة النساء واضحة، نحن على نهج السيدة الزهراء (عليها السلام)، صامدات في وجه المحن، وواقفات بجانب الرجال في ساحات الصبر والتحدي، ومهما اشتدت الظروف، نظل متمسكين بقيمها ومبادئها.
كامرأة يمنية، أرسل رسالة لكل العالم: نحن على خطى السيدة الزهراء (عليها السلام)، نسير بثبات رغم المحن، معًا، رجالًا ونساءً، نستلهم من سيرتها القوة والإيمان، نحن مؤمنون أن النصر قريب، وأن الله معنا ما دمنا على الحق.
سيدة نساء العالم
على صعيدٍ متصل، تؤكد هناء أبو نجوم المحاقري قائلة: نحن في مرحلة مفصلية، في معركة فتح الموعود وجهاد المقدس، التي هي قاصمة للعدو، ونحن اليوم نحيي ذكرى ميلاد سيدة النساء في هذا العالم، سيدة نساء أهل الدنيا والآخرة، فاطمة الزهراء، عليها السلام.
مضيفة: نتعلم من سيرة الزهراء الأخلاق والقيم، الثبات في مواجهة التحديات، ففاطمة الزهراء -عليها السلام- هي قدوة لنا إلى يوم القيامة، كانت مثالاً في الجهاد، العبادة، والتضحية، وكان لها من الروحانية العالية ما يجعلها المرأة التي يجب أن يُحتذى بها في صبرها، ثباتها، وجهادها، فلولا الزهراء -عليها السلام- لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
ومضت تقول: ونحن نرى في شعبنا اليمني العظيم نساء يفتدين الأوطان، نساء يمنيات يربين أجيالاً تخاف الله فقط، أجيالاً لا تخشى الطغاة، وهي دائماً في مواجهة الظلم، ثابتة في جميع الساحات، سواء في الداخل أو الخارج، وهذا بفضل الله وفضل الالتزام بمبادئ ديننا.
وواصلت المحاقري: نُعزز إحياء هذه المناسبة لنتعلم من الزهراء -عليها السلام- معاني الحكمة، الحياء، والصدق في العمل، فأن نكون قدوة في الإيمان والقرآن، وأن نسعى دائماً لرضا الله سبحانه وتعالى. في هذه المناسبة نتعلم منها الكثير من الدروس والعبر، مهما تحدثنا عن سيدة النساء فاطمة الزهراء، فلن نتمكن من الإحاطة بكل جوانب عظمتها.
أما عن رسالتها إلى الأعداء فتقول: مهما حاولتم نشر نماذج من النساء اللاتي لا صلة لهن بالإسلام ولا بالدين، فإن كل محاولاتكم ستزول، إن النماذج التي وضعها الله لنا هي التي نرتقي بها في الإيمان، الأخلاق، وفي كل شيء، مهما فعلتم، فإن مخططاتكم إلى زوال، ولن تحققوا أهدافكم.
وللأمة قالت: رسالتنا هي أن نكون معاً، في اتحاد تام، في مواجهة الطغاة، وفي مقاومة ظلمهم، هنيئاً لنا جميعاً بهذه المناسبة العظيمة، ونسأل الله أن يمنحنا المزيد من التوفيق والبركة في مسيرتنا نحو الخير والحق.
سيدتي ومولاتي
ختام استطلاعنا مع الكوثر ياسين، التي تحدثت بالقول: جئنا اليوم للاحتفاء بذكرى سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء -عليها السلام-، يا سيدتي ويا مولاتي، مهما حاول الأعداء أن يروجوا لنا الأفكار الغربية، سنظل أمة ثابتة على مبادئنا التي نستمدها من قيم سيدة نساء الدنيا وسيدة نساء الآخرة، التي جعلها الله قدوة لنا.
وللأعداء تقول ياسين: والله، مهما فعلوا من محاولات لتغيير مسارنا، فلن نبتعد عن القدوة التي حددها لنا الله سبحانه وتعالى، الزهراء -عليها السلام- هي الأسوة الحسنة التي يجب أن نقتدي بها في حياتنا في جميع جوانبها.
أما عن رسالتها لنساء غزة ولبنان في هذه المرحلة فوجهتها قائلة: هي رسالة محبة واعتزاز، في مواجهة العدوان الصهيوني والأمريكي، أنتن مثال للثبات والصبر، قد قدَّمتن الغالي والنفيس من رجالكن وأموالكن في سبيل الله، كما قدمت فاطمة الزهراء -عليها السلام- كقدوة لنا في جميع نواحي الحياة، وأنتن قدوة لنا جميعاً في صبركن وجهادكن، كتب الله عز وجل لكن ولأهل غزة ولبنان النصر والتمكين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فى ذكرى مقاومة العدوان الثلاثى: بورسعيد تكتب تاريخ النصر

فى مثل هذه الأيام من عام 1956م، سطرت مدينتا «بورسعيد وبورفؤاد» ملحمة بطولية خالدة فى مواجهة العدوان الثلاثى. تلك المقاومة الشعبية لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت درسًا قاسيًا لقوى استعمارية عظمى، أكدت فيه أن الوطنية الصادقة وحب الوطن والتضحية من أجله هى الأسلحة الأقوى التى لا تعرف سوى النصر أو الشهادة.

ورغم التفاوت الكبير فى الإمكانات العسكرية بين المعتدين وأبناء المدينتين، إلا أن جزءًا صغيرًا من أرض الوطن استطاع أن يواجه بثبات وإصرار قوى استعمارية كبرى، ليكسر أطماعها ويضع حدًا لنفوذها... وكان ذلك الانتصار بمثابة رسالة عالمية بأن الإيمان بالقضية والوحدة الوطنية يمكن أن يهزمان أقوى الجيوش مهما كانت عدتها وعتادها.

فبورسعيد وبورفؤاد لم تقف عند حدود الدفاع عن أراضيهما، بل أسهمتا فى كتابة فصل جديد فى تاريخ الكفاح الوطنى ضد الاستعمار، فصل أكد للعالم أن إرادة الشعوب قادرة على تغيير مسار التاريخ.

فانتصار أهالى بورسعيد مثل يحتذى به فى كل دول العالم لا شك فى ذلك، فهو لم يكن مجرد ذكرى أو تخليدًا للتاريخ، ولكن عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وشعبها، فلا أحد يمكنه أن يتصور أن مدينة صغيرة تواجه 3 دول عظمى، وتكتب النصر بإرادة وعزيمة مصرية لا مثيل لها فى العالم أبدا، لذا تحظى هذه المدينة بمكانة خاصة فى قلوب المصريين جميعًا وليس قلوب أبنائها فقط.

هذا التاريخ العريق والمكانة الخاصة جعل لها نصيبا كبيرا من اهتمام القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى اهتمت بدفع وتعزيز مكانة المدينة سياحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا لما تمتلكه من مقومات ومقاصد قادرة على جذب السائحين، وتنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية الضخمة، على رأسها نفقان أسفل قناة السويس، ومشروعات الإسكان الاجتماعى، وسوق الأسماك الجديد والذى تم إنشاؤه على الطراز الأوروبى، ويعد أكبر سوق فى الشرق الأوسط، والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد، وتشغيل الأرصفة الجديدة بميناء شرق بورسعيد والتى شهدت تصدير أول شحنة فى الأول من مارس ٢٠١٩.

مقومات بورسعيد الباسلة، وضعتها فى دائرة اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، ودفعت إلى توجيهات سيادته بإنشاء مجمع صناعة السيارات متعددة الأغراض بالمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد التابع للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يستهدف توطين وتنمية صناعة السيارات فى مصر، بالإضافة إلى توجيهات القيادة السياسية أيضًا للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بزيارة بورسعيد للوقوف على أهم التطورات التى تشهدها المدينة.

أيضا إعلان وزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير عن بحث إزالة العراقيل والمعوقات أمام المستثمرين فى بورسعيد والكشف عن منطقة صناعية جديدة هناك، جميع هذه الجهود تؤكد اهتمام القيادة السياسية والدولة المصرية بوضع بورسعيد فى مكانة تليق بها وبأهلها، لتكون واحدة من أهم قاطرات التنمية فى مصر.

 

 

مقالات مشابهة

  • المرأة اليمنية.. كيف توفق بين الأدوار الأسرية والمهنية؟
  • رسائل للعائلة والأصدقاء في بداية العام الجديد 2025
  • ثقافيات وناشطات لـ”الثورة ” : فاطمة الزهراء قدوة زكية طاهرة سعى الإعلام الغربي لتغييبها جيلاً بعد جيل
  • صنعاء .. افتتاح المعرض الفني “أنامل يمانية” لتعزيز دور الأسر المنتجة في التنمية
  • فعالية خطابية بصنعاء احتفاءً بذكرى مولد فاطمة الزهراء عليها السلام
  • افتتاح المعرض الفني الـ 16 (أنامل يمانية) في الحيمة الداخلية بصنعاء
  • رسائل في صباح عيد الكريسماس
  • متى أفضل وقت لقيام الليل؟.. انتبه فأنت الآن في حضرة الرحمن
  • فى ذكرى مقاومة العدوان الثلاثى: بورسعيد تكتب تاريخ النصر