تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الغيوم، بنات البحر المبهمات، أمهات الأنهار الكريمات، جواري الريح المخلصات.  بالنسبة لجنود يحرسون تلك الأراضي التي عذبها المطر، فإن الغيوم هي أبواب الجحيم التي تفتح لترسل المطر ليجلد أجسادهم الهشة.  عندما يهطل المطر على أزيائهم المتسخة، فإنه يغسل القذارة التي خلفتها توابيتهم الموحلة من عليهم، وفي المقابل يمتص الدفء القليل المتبقي في عظامهم.

  بعض هؤلاء الجنود احتضنوا المطر البارد، ورحبوا به وهو يجلد عظامهم الفارغة، ويضرب الأجزاء السائبة من معاطفهم.

 

ومع ذلك، فإن مثل هذا الحديث ونحن واقفون فوق جثثهم لا فائدة منه.  فقد جاءت الأوامر من مكتب رجل لم يمسك الحديد أو يعذب يديه قط، بدفنهم في قبر واحد حتى لا تشعر عظامهم بالوحدة.

 

وهل ترى ذلك الرجل هناك؟ الذي يبدو مبتسمَا؛ الذي يعانق المظلة. فإن لديه قصة مثيرة للاهتمام، لديهم جميعًا، ولكن أعتقد أنك تريد سماع هذه القصة. على بعد بضعة كيلومترات كانت هناك بلدة صغيرة.  ظن ضباطنا أن السيطرة على تلك المدينة الصغيرة حدث يستحق عرضًا عسكريًا عبر طريق المدينة الرئيسي، لقد كان مشهدًا محبطًا؛  جنود مصابون يسيرون بزي رسمي ملطخ بالدماء على طرق موحلة عبر قرية مزقتها الحرب، ولكن بطريقة ما في هذه الحالة القاتمة، تعرفت عليه امرأة أنقذها هذا المستجد من بيننا جميعًا، اقتربت منه وأعطته مظلتها وطلبت منه أن يحتفظ بها ويأتي إليها بعد الحرب ويريها المظلة حتى يتزوجا.  كل من في الوحدة كان يحسده... إلا أنا.

 

لا أعرف إذا كانت العناية الإلهية أم الحظ المسئول، لكنه لم يقم بالحراسة الليلية حيث كنت، فقد رأيت نفس المرأة التي جلبت لصديقنا كل هذه الفرحة بين ذراعي رجل آخر، ورجل آخر في الليلة التالية، ورجل ثالث في الليلة التي تليها. كانوا جميعًا يأتون بكيسين مليئين ويغادرون وكلاهما فارغًا.  لماذا لم أخبره؟  لماذا أقتل فرحة الرجل؟  قبل أن يحصل على تلك العصا الممجدة ذات غطاء السرير المعلق في نهايتها، كان أقدم رجل على الموت في وحدتنا، كان يقفز في طريق الرَّصاصات فاتحاً لها ذراعيه لينهو حياته، لكنه الآن وجد سبب وجوده، حتى وإن كان أحضان عاهرة.  فها هو يرقد محتضنًا مظلتها كما يعانق الرجال من حوله الصليب، مبتسماً، وهم عابسون.

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الغيوم يوسف أسامة بني سويف إبداعات

إقرأ أيضاً:

مقهى كوري.. تهطل فيه الأمطار كل 15 دقيقة

تحوّل مقهى كوري إلى معلم سياحي في سيؤول بدمجه بين الاسترخاء والتكنولوجيا، حيث يتساقط فيه المطر الصناعي بشكل منتظم كل 15 دقيقة، مستقطباً الزوار الباحثين عن لحظات من الهدوء وسط صخب المدينة.

في قلب منطقة إيتايوان السكنية في سيؤول، يستقطب مقهى "راين ريبورت" عشاق الهدوء ويستمتعون بإحتساء المشروبات الساخنة وسط زخات المطار الاصطناعي. ولحمايتهم من البلل، يُقدّم لهم المظلات والأحذية المطاطية والمعاطف البلاستيكية الواقية من المطر.

@matadornetwork A cafe where the rain never ends – and neither does the magic ????️ @angela gives us a peek inside Seoul's Rain Cafe ☕️ ???? @angelagiakas ???? Rain Report in Seoul, South Korea #seoultravel #seoulkorea #southkorea???????? #rainydays #coffeetok #cafes ♬ original sound - Matador | Travel + Adventure

يتمتع المكان بتصميم عصري، حيث يغلب اللون الأسود على ديكوراته ويحيط به أشجار البامبو، مما يعزز الإحساس بالتواجد في بيئة طبيعية بعيداً عن صخب العاصمة.
ويضم نوافذ بانورامية توفر إطلالة واضحة على الفناء الداخلي للمكان، حيث يتساقط في المطر كل 15 دقيقة، بغض النظر عن حالة الطقس اليومية.

شعبية كبيرة

على الرغم من أن فكرة تصميم مقهى مستوحى من المطر قد تبدو غير مألوفة، إلا أن المقهى حظي بشعبية واسعة في البلاد، من خلال تقييماته المرتفعة على غوغل.

وذكر موقع "أوديتي سنترال" أنه منذ افتتاحه الجزئي في مايو (أيار) من هذا العام، أصبح شائعاً بين المؤثرين على إنستغرام الذين يتهافتون لالتقاط صورهم تحت الأمطار.

وحتى بعد الافتتاح الكبير في يونيو (حزيران)، لا يزال يحظى بشعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي في كوريا الجنوبية.

لكن هذه شعبية هذا المقهى تتحول إلى مصدر إزعاج في بعض الأحيان، إذ يصاب الكثير من الزبائن بالإحراج بسبب ظهورهم في الصور ومقاطع الفيديو التي يتلقطها الزوار خلال توثيقهم تجربة المطر الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • أمطار حتى الثلاثاء / تفاصيل
  • إبداعات|| «ميس هناء»..هشام محمد يوسف - قنا
  • إبداعات|| "يا مطره رُخِّى".. أسماء عبدالراضي - قنا
  • إبداعات|| "بين عيون الناس".. عبدالله شعبان - بنى سويف
  • إبداعات|| "باب موارب".. ماجد يحيى – بني سويف
  • إبداعات|| “فى البَدءِ”.. سيف أيمن.. بنى سويف
  • تفسير حلم المطر الخفيف في المنام
  • دعاء الاستسقاء وطلب المطر
  • مقهى كوري.. تهطل فيه الأمطار كل 15 دقيقة