الجزيرة:
2025-01-30@21:05:49 GMT

سوريون يعيدون اكتشاف دمشق من أعالي قاسيون

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

سوريون يعيدون اكتشاف دمشق من أعالي قاسيون

حين علمت عفاف المحمد بسقوط الرئيس بشار الأسد، قادت سيارتها في الصباح الباكر باتجاه جبل قاسيون المشرف على دمشق، لتعيد اكتشاف مدينتها "من فوق"، وتستمتع بمشهد بانورامي كان ممنوعا على السوريين لأكثر من عقد من الزمن.

تقول طبيبة الأسنان (30 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية والابتسامة تزيّن وجهها "حين بدأت الثورة، كان الصعود إلى قاسيون وأماكن أخرى عامة ممنوعا علينا".

وتضيف "أما الآن وبعدما انتصرنا فالإحساس الذي شعرنا به عندما وصلنا إلى قاسيون كان جميلا للغاية. لا تخشى أن تصادف أحدا في طريقك ويسبب لك أذى، ولا قيود من حولك".

بعد اندلاع الثورة في عام 2011، أغلقت السلطات الطريق المؤدي الى أعالي جبل قاسيون أمام المدنيين، ووضعت نقاطا أمنية على امتداده كونه يوفّر إشرافا استراتيجيا على دمشق وعلى القصور الرئاسية فيها. ونصب الجيش مرابض مدفعية في نقاط عدة، استخدمها خلال سنوات لقصف أحياء في دمشق كانت خارج سلطته ومدنا مجاورة خصوصا في الغوطة الشرقية.

حرم السوريون من هذه الإطلالة طوال 13 عاما (الفرنسية)

وبعد الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تشهد الطريق المؤدية إلى جبل قاسيون يوميا زحمة سير، خصوصا في ساعات المساء وعطلة نهاية الأسبوع. وتتقدم السيارات ببطء في طابور طويل صعودا إلى الجبل، حيث تحول شارع بأكمله إلى متنزه تنيره أضواء ملونة ليلا يكتظ برواده وبأكشاك صغيرة تقدم الشاي والقهوة أو عرانيس الذرة والحلويات.

إعلان

ويوفّر المكان الذي تحول ملتقى للعائلات والأصدقاء ليلا، رغم برودة الطقس، إطلالة استثنائية على دمشق.

وتقول عفاف التي جاءت ليل الخميس للمرة الثانية إلى قاسيون برفقة شقيقتها ملاك "حين جئت للمرة الأولى عند السادسة صباحا.. شعرت بخوف على الطريق، فكرت لوهلة أن ما حصل يمكن أن يكون كذبة، لكن الحمدلله تبيّن أنه حقيقة".

وتضيف السيدة التي وضعت عباءة على كتفيها تقيها البرد "أنا سعيدة الآن بتكرار التجربة، إنه لأمر ممتع بعد ثورة استمرت 13 عاما.. وبعد منعنا من مشوار قاسيون لمدة 13 عاما".

نسترجع بلدنا

على جانبي الطريق، تصطف السيارات الواصلة، بينما تصدح الموسيقى الحماسية من شاحنات صغيرة تقدم المشروبات الساخنة والنرجيلة. ويجلس رواد المكان المكتظ على كراس بلاستيكية تتوسطها طاولات، ويتناوبون على التقاط الصور لدمشق أو لأنفسهم على طريقة "السلفي" بينما تبدو العاصمة خلفهم.

ويعبر بعضهم عن فرحته بالغناء والرقص احتفالا بسقوط الأسد الذي حكمت عائلته البلاد بيد من حديد أكثر من خمسة عقود انتهت بفراره نحو موسكو.

ويتنقل بائع قهوة عربية يرتدي لباسا تقليديا بين الطاولات بحثا عن زبائن، وهو يضع علم الاستقلال ذا النجوم الثلاثة على كتفه، والذي تتخذه السلطة الجديدة علما لها.

وتعرب ملاك المحمد (27 عاما)، شقيقة عفاف، عن سعادتها لزيارة قاسيون الذي لطالما رأته يظلل العاصمة من بعد.

وتضيف على وقع أصوات مفرقعات نارية أطلقت في مكان قريب "أشعر بفرح كبير، ويعتريني في الوقت ذاته شعور غريب. كما لو أننا نسترجع بلدنا، بعدما كنا محرومين من كل شيء".

وتتابع "لم يكن لدينا إلا البقاء في المنزل، أو ارتياد السوق" في أوقات الفراغ.

وتسيّر قوات الأمن دوريات في المكان، ويمكن رؤية عناصر بزيّ عسكري يأخذون استراحة بينما يتناولون الشاي ويلتقطون الصور أحيانا وقربهم أسلحتهم.

بائع قهوة عربية في جبل قاسيون متوشحا العلم السوري (الفرنسية)

أمام شاحنته الصغيرة التي وضع في صندوقها ماكينة لصنع القهوة على أنواعها، يجلس محمّد يحيى وبقربه طاولة عليها قوارير مياه وشوكولا وبسكويت للبيع.

إعلان

ويعرب الرجل عن سعادته للعودة إلى جبل قاسيون الذي ارتاده لكسب قوته اليومي قبل اندلاع الثورة في 2011.

ويقول "رأينا الويلات.. وضاقت الدنيا بنا" خلال السنوات الماضية التي بات فيها غالبية السوريين يعيشون تحت خط الفقر وبالكاد يتمكنون من توفير احتياجاتهم الرئيسية.

ويروي يحيى كيف اصطحب ابنه فور سقوط الأسد إلى قاسيون لرؤية دمشق "من فوق" بعدما تعذر عليه تلبية طلبه خلال السنوات الماضية بسبب الإجراءات الأمنية.

ويضيف الرجل الذي ارتدى سترة من الصوف ووضع قبعة على رأسه "هذه المنطقة هي المتنفس الوحيد لأهل الشام كلهم: منطقة سياحية وإطلالة جميلة جدا".

ويتابع "أشاهد هذا المنظر وأنسى هموم الماضي كلها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى قاسیون جبل قاسیون

إقرأ أيضاً:

اكتشاف أنبوب نفط غير قانوني بميناء الضبة في حضرموت

كشفت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت اليوم الخميس عن وجود خط لأنبوب نفط كبير يمتد من قرب خزانات النفط نحو أحد الأحواش، يستخدم لضخ النفط الخام وتصفيته بشكل غير قانوني من ميناء الضبة غرب مدينة الشحر شرقي المحافظة.

 

وقال المركز الإعلامي لعضو مجلس القيادة الرئاسي، فرج البحسني، أن هذه الزيارة جاءت للاطلاع على أوضاع الميناء بعد توقف نشاطه نتيجة استهداف جماعة الحوثي لمرفأ الضبة النفطي في نوفمبر 2022، وذلك بناءا على معلومات استخباراتية حول الأنبوب

 

ووفق المركز فإن البحسني وجه باستئناف تزويد ميناء الضبة بالكميات اللازمة من مادة الديزل لضمان تشغيل الكهرباء بشكل مستمر.

 

كما أكد على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفات المتعلقة بتهريب ونهب كميات من النفط بطرق غير شرعية، مشددًا على محاسبة جميع المتورطين في هذه الأنشطة.

 

و استمع البحسني من المسؤولين في الميناء وشركة بترومسيلة إلى شرح حول سير العمل والتحديات التي يواجهونها.


مقالات مشابهة

  • اكتشاف أنبوب نفط غير قانوني بميناء الضبة في حضرموت
  • اكتشاف عناصر أساسية للحياة على كويكب بينو
  • أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون معضلة اللغة
  • أمير قطر يصل سوريا.. أول زعيم عربي يزور دمشق بعد سقوط الأسد
  • أول أمير عربي يزور دمشق بعد إعلان الشرع رئيسا لسوريا للمرحلة الانتقالية
  • بعد انقطاع 14 عاما.. السماح للأردنيين بالسفر جوا إلى سوريا
  • اكتشاف جديد لوزارة البترول في خليج السويس
  • اكتشاف كويكب يحتمل اصطدامه بالأرض في 2032
  • محافظ ريف دمشق يلتقي ممثلي الغوطة الشرقية لمناقشة التحديات التي تواجه العمل وسبل تحسين الخدمات للمواطنين
  • سوريون يتظاهرون في القنيطرة مطالبين بانسحاب إسرائيل