البوابة نيوز:
2025-02-06@04:22:43 GMT

إبداع|| "سينما".. نورا عثمان – المنصورة

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بكى ألـمًا، ورَدَّ البابَ،

بـابـًا لم يكن مِن خلفِهِ ريحٌ ولا طُـرُقٌ ولا إنـسٌ ولا جنٌّ،

كأنَّ البابَ مِن وهمٍ.

بكى ألـمًا، وقالَ:

شُفِيتُ منكِ، ومن عذابِكِ، ما أعادكِ؟

وارتجى منها جوابـًا، أيَّ حرفٍ عابثٍ يتلوهُ حرفٌ عابثٌ،

وأنا مُسَمَّرَةٌ على التِلْـفازِ أهمسُ:

قَــبــِّليهِ، أو اذهبي.

فى الليلِ يقتتلانِ فى نــَفَقٍ، ويظفَرُ واحدٌ.

وهنيهةً بعدَ النجاةِ، يُثَـبِّتُ السهمَ الحديديَّ الطويلَ بذقــنِهِ، ويُفَجِّرُ الرُّوحَ التى كانت قبيلَ الفجرِ أشبَهَ بالفراشةِ...

ثُمَّ تعلو رنَّةُ النايِ الشَّجـِيَّةُ، مِن دَوِيٍّ، كالصدى.

وأظلُّ أنظرُ للدماءِ، كأنّنى أُمٌّ، فُجِعتُ.

وإنَّهُ لـم يستطع هذا، تخـيّلَ أو تمنَّى فعــلَهُ.

يتبادلانِ الصدَّ. لو قامتْ إليهِ لضمَّها،

أمّا هي، الرئةَ الجريحةَ، لو دنا منها،

وقد عرفتْ عبيرًا ليسَ منها فى ملابسِهِ، لثارت كالزوابعِ..

"كيفَ أَمكَـنَـكَ؟!" استطاعتْ أن تقولَ لهُ.

أجابَ بنظرةٍ أسيانةٍ.

ووجدتُ عينيَّ اللتيـنِ اخضلَّتا تتذكّرانِ خيانةً.

وضعتْ يديها حولَ سيِّدِها، وقالتْ:

أنتَ أجملُ مَن على الأرضِ ابتسامًا.

ثُمَّ فى مكرٍ، وفى شرٍّ،

أرادَ لها المؤلـــِّفُ أن تموتَ عليهِ حُزنًـا؛

فجأةً تصحو فإذ هى فى منامٍ...

والفتى المقتولُ ينزفُ عمرَهُ فى الطَّستِ، فى الحمامِ.

والفرسانُ خلفَ السورِ، فوقَ السورِ،

حولَ حبيـبِها المغدورِ.

تبكي،

بينما أدركتُ أنّ حدادَها سيكونُ أسبوعًا. وقلتُ:

لعلَّ تلكَ الحـيَّةَ الرَّقطاءَ تخلـعُ جلدَها فى نحـوِ أسبوعٍ فقط، وتعاشِرُ الملكَ الجديدَ.

يمرُّ عبرَ حوائطٍ، بَشَرٍ، بناياتٍ، جذوعٍ سامقاتٍ...

بل وعبرَ بهائـها،

وهى السويعاتُ القليلةُ قبلَ ضوءِ الفجرِ:

سَمتٌ هادئٌ، وجمالُ موسيقى الفلوتِ.

وكلّما مرَّ الزمانُ تحـرَّكتْ نحوَ السعادةِ.

كلّما مرَّ الزمانُ توقَّفتْ عن ذكرِهِ.

ومنعتُ نفسى من بكاءٍ حارقٍ

دعها لــِتَهنأَ؛ لن تعودَ، ولن تعودَ.

"أجئتِ وحدَكِ؟ أم أتى ذاكَ القطيعُ من الأيائـلِ خلفَ مشيتــِكِ الخفيفةِ كالندى وَقـعًا على الأعشابِ؟"

يسألــُها.

تقولُ:

"تَـعِـبتُ؛ هل تدرى بأنَّ مسافةً ما بينَ بيـتـيـنا تــُقَـدَّرُ بالقـرونِ؟"

فيفتحُ الشفتيـنِ وحشٌ قائمُ الساقيـنِ، ممشوقٌ، دميمٌ...

لم يكن يدرى بأنّ الموتَ قد أعفاهُ.

ظلَّ يحاولُ الكلماتِ، يفشلُ.

واختنقتُ بدمعةٍ؛ فى وجهِـهِ شيءٌ بريءٌ صادمٌ

لدقائقَ احتشدتْ طيورٌ فوقَ بـحرٍ.

والرياحُ، وزرقةُ البحرِ المثيرةُ للشجونِ، وشاطئٌ...

يتجاوبونَ مع الشعورِ الـحُرِّ للطيرانِ.

ثُمَّ رَصاصةٌ، موتٌ، وجسمٌ أزغبُ ارتعدتَ فرائصُهُ على الزبـَدِ الـمُتاخِمِ للرمالِ.

وإنّنى أسقطتُ قلبى من فمي، وعلتْ عيونى دمعتي.

جسدٌ صفا كالماءِ...

ماءٌ خالصٌ،

ويكادُ فى الخطواتِ يـُشرَبُ.

عندما وجدتْ أخيرًا واحدًا من جنسِها ذابا.

وكنتُ أنا أحدِّقُ فى ابتسامٍ حالـمٍ...

وأظـنُّ أنّ غزالةً فى غُبـرَةِ الصحراءِ يَـبـلُغـُها مع المطرِ الغزيرِ

مذاقُها ومذاقُهُ.

"باللهِ؟"

تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.

جوابــُها: واللهِ.

تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.

وإنّ ذاكَ الصمتَ يظهـرُ للعيونِ كأنَّهُ سورٌ...

وفيهِ منافذُ انفتحتْ تـُطـِلُّ على الخرابِ،

على الفراغِ،

على بيوتٍ كلُّها سقطتْ، وناسٍ كلُّهم ماتوا.

وإنّى كنتُ أبصرُهُ لأوّلِ مرَّةٍ،

وأشكُّ فى لُغـةِ الغرامِ بأسرِها.

قد يسمعُ الخطواتِ فى البهـوِ الطويلِ،

وقد يقولُ أتى بمنجـلِهِ ملاكُ الموتِ.

لكنْ...

كلَّ يومٍ، مَن يجيءُ، صغيرةٌ نزلتْ بذاتِ الموضعِ المعزولِ بالمشفى.

تقولُ لهُ:

أتكملُ لى الحكايـةَ؟ ما جرى؟

ويصيحُ:

هل تـبـغينَ حـقًّا أن تـطـولَ بـلا انـتـهاءٍ؟!

- إنّها ليست تُحِسُّ بما يُحِسُّ مِن المرارةِ.

إنّهُ يـقسو عليها-

يرجفُ القلبُ الصغيـرُ وليسَ يفهـمُ ذنبـَهُ!

وأنا أقولُ:

كفاكَ! لا تفعلْ بها هذا، تمسَّكْ بالحياةِ ولا تــَمُـتْ.

فى هيبـةِ الأربابِ، يمشى تارةً، ويطيـرُ أخرى...

يسحبُ الشمسَ الجميلةَ من أصابـعِها فتتبعُه دلالاً.

كان يـغفو فوقَ نهرِ النيلِ عريانًا، ويصحو صحوةَ المكلومِ؛

"لى ثأرٌ" ويدرِكُهُ.

أقالَ لهُ: إليكَ الآنَ عينى فالتهمها؟!

وقفتُ هُنا.

وقفتُ كأنــّنى أدركتُ سرَّ الرُّوحِ،

أو كُشِفتْ ليَ الأسرارُ شتّى.

قالَ: يا أبتا، إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!

وقعتُ فريسةَ السِّحرِ الخرافـيِّ القديمِ...

وكلّما أبصرتُ شيئًا -أيَّ شيءٍ- قلتُ فلتأخذْ عيوني،

ولتعدْ شيئًا جميلاً لا دميمًا،

ولتعدْ حـيًّا لأجلى أيـُّها الماضى مع الموتى...

كأنّا لم نَـعِشْ إلّا بفيلمٍ. كأنّكَ لم تَمُتْ إلّا بفيلمٍ

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إبداع سينما بكى الباب

إقرأ أيضاً:

الأرجنتين تقول إنها ستنسحب من منظمة الصحة العالمية

فبراير 5, 2025آخر تحديث: فبراير 5, 2025

المستقلة/- أعلنت الأرجنتين أنها ستنسحب من منظمة الصحة العالمية، في خطوة مماثلة اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة مانويل أدورني في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء: “أمر الرئيس (خافيير) ميلي (وزير الخارجية) جيراردو فيرتهاين بسحب مشاركة الأرجنتين في منظمة الصحة العالمية”.

وأضاف: “نحن الأرجنتينيون لن نسمح لمنظمة دولية بالتدخل في سيادتنا، ناهيك عن صحتنا”.

أعلن ترامب، الذي يعتبره ميلي حليفًا أيديولوجيًا، في أول يوم له في البيت الأبيض في يناير أنه يسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، مما أثار انتقادات من خبراء الصحة العامة.

وقال أدورني إن قرار الأرجنتين استند إلى “اختلافات عميقة فيما يتعلق بإدارة الصحة، وخاصة أثناء الوباء الذي قادنا إلى أطول إغلاق في تاريخ البشرية والافتقار إلى الاستقلال في مواجهة النفوذ السياسي لبعض الدول”.

وفي وقت لاحق، اتهم بيان صدر عن مكتب الرئاسة الأرجنتينية منظمة الصحة العالمية بالتسبب في أضرار اقتصادية خلال جائحة كوفيد-19 من خلال “[الترويج] للحجر الصحي الذي لا نهاية له”.

وورد في البيان: “من الضروري إعادة التفكير من جانب المجتمع الدولي في سبب وجود منظمات فوق وطنية، ممولة من الجميع، لا تحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها، وتشارك في السياسة الدولية، وتسعى إلى فرض نفسها فوق الدول الأعضاء”.

كما انتقد ترامب وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة في أمره التنفيذي في 20 يناير/كانون الثاني، مشيرًا إلى “سوء تعامل المنظمة مع جائحة كوفيد-19 التي نشأت في ووهان، الصين، وغيرها من الأزمات الصحية العالمية، وفشلها في تبني الإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل، وعدم قدرتها على إظهار الاستقلال عن النفوذ السياسي غير المناسب للدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية”، كأسباب لانسحاب الولايات المتحدة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في ذلك الوقت إنه “يأسف” لقرار ترامب بالانسحاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تستفيد أيضًا من الوكالة التي تساهم فيها.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية تعمل في الأرجنتين، إلا أن أدورني قال إن بلاده لا تتلقى تمويلاً من منظمة الصحة العالمية لإدارة الصحة. وأضاف: “لذلك فإن هذا الإجراء لا يمثل خسارة للأموال بالنسبة للبلاد ولا يؤثر على جودة الخدمات”.

وزعم أن الانسحاب من شأنه أن يوفر “مرونة أكبر لتنفيذ السياسات” لصالح الأرجنتين و”توافرًا أكبر للموارد”.

وأضاف: “إنه يؤكد مسارنا نحو دولة ذات سيادة أيضًا في المسائل الصحية”.

تأسست منظمة الصحة العالمية في عام 1948 في محاولة لحماية صحة العالم. وحذر دستورها، الذي وقعه جميع أعضاء الأمم المتحدة في ذلك الوقت، من أن “التنمية غير المتكافئة” في أنظمة الصحة في مختلف البلدان تشكل “خطرًا مشتركًا”.

واليوم، تعمل الوكالة في أكثر من 150 موقعًا حول العالم، وتقود الجهود الرامية إلى توسيع التغطية الصحية الشاملة وتوجه الاستجابة الدولية لحالات الطوارئ الصحية، من الحمى الصفراء إلى الكوليرا والإيبولا.

مقالات مشابهة

  • حتى لدى أكبر منتج بن في العالم.. القهوة المغشوشة تقول كلمتها
  • الحكاية مش بس سينما يفتتح مهرجان الإسماعيلية
  • الأرجنتين تقول إنها ستنسحب من منظمة الصحة العالمية
  • البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يبيع حصته المتبقية في ابن سينما فارما
  • الوفد ترصد أفلام وفعاليات نادي سينما أوبرا الإسكندرية
  • الرياض تقول ان تخفيض النفط كما يريد ترامب سيؤثر على مواطنيها 
  • المنصورة تحصد المركز " الأول " في منافسات الدوري الثقافي المعلوماتي بمهرجان « إبداع 13 » لشباب الجامعات
  • 5 أفلام قصيرة بنادى سينما أوبرا الإسكندرية .. تعرف عليها
  • 5 افلام قصيرة بنادى سينما أوبرا الإسكندرية
  • مهرجان للأضواء في كوبنهاجن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة الشتاء