إبداع|| "سينما".. نورا عثمان – المنصورة
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بكى ألـمًا، ورَدَّ البابَ،
بـابـًا لم يكن مِن خلفِهِ ريحٌ ولا طُـرُقٌ ولا إنـسٌ ولا جنٌّ،
كأنَّ البابَ مِن وهمٍ.
بكى ألـمًا، وقالَ:
شُفِيتُ منكِ، ومن عذابِكِ، ما أعادكِ؟
وارتجى منها جوابـًا، أيَّ حرفٍ عابثٍ يتلوهُ حرفٌ عابثٌ،
وأنا مُسَمَّرَةٌ على التِلْـفازِ أهمسُ:
قَــبــِّليهِ، أو اذهبي.
فى الليلِ يقتتلانِ فى نــَفَقٍ، ويظفَرُ واحدٌ.
وهنيهةً بعدَ النجاةِ، يُثَـبِّتُ السهمَ الحديديَّ الطويلَ بذقــنِهِ، ويُفَجِّرُ الرُّوحَ التى كانت قبيلَ الفجرِ أشبَهَ بالفراشةِ...
ثُمَّ تعلو رنَّةُ النايِ الشَّجـِيَّةُ، مِن دَوِيٍّ، كالصدى.
وأظلُّ أنظرُ للدماءِ، كأنّنى أُمٌّ، فُجِعتُ.
وإنَّهُ لـم يستطع هذا، تخـيّلَ أو تمنَّى فعــلَهُ.
يتبادلانِ الصدَّ. لو قامتْ إليهِ لضمَّها،
أمّا هي، الرئةَ الجريحةَ، لو دنا منها،
وقد عرفتْ عبيرًا ليسَ منها فى ملابسِهِ، لثارت كالزوابعِ..
"كيفَ أَمكَـنَـكَ؟!" استطاعتْ أن تقولَ لهُ.
أجابَ بنظرةٍ أسيانةٍ.
ووجدتُ عينيَّ اللتيـنِ اخضلَّتا تتذكّرانِ خيانةً.
وضعتْ يديها حولَ سيِّدِها، وقالتْ:
أنتَ أجملُ مَن على الأرضِ ابتسامًا.
ثُمَّ فى مكرٍ، وفى شرٍّ،
أرادَ لها المؤلـــِّفُ أن تموتَ عليهِ حُزنًـا؛
فجأةً تصحو فإذ هى فى منامٍ...
والفتى المقتولُ ينزفُ عمرَهُ فى الطَّستِ، فى الحمامِ.
والفرسانُ خلفَ السورِ، فوقَ السورِ،
حولَ حبيـبِها المغدورِ.
تبكي،
بينما أدركتُ أنّ حدادَها سيكونُ أسبوعًا. وقلتُ:
لعلَّ تلكَ الحـيَّةَ الرَّقطاءَ تخلـعُ جلدَها فى نحـوِ أسبوعٍ فقط، وتعاشِرُ الملكَ الجديدَ.
يمرُّ عبرَ حوائطٍ، بَشَرٍ، بناياتٍ، جذوعٍ سامقاتٍ...
بل وعبرَ بهائـها،
وهى السويعاتُ القليلةُ قبلَ ضوءِ الفجرِ:
سَمتٌ هادئٌ، وجمالُ موسيقى الفلوتِ.
وكلّما مرَّ الزمانُ تحـرَّكتْ نحوَ السعادةِ.
كلّما مرَّ الزمانُ توقَّفتْ عن ذكرِهِ.
ومنعتُ نفسى من بكاءٍ حارقٍ
دعها لــِتَهنأَ؛ لن تعودَ، ولن تعودَ.
"أجئتِ وحدَكِ؟ أم أتى ذاكَ القطيعُ من الأيائـلِ خلفَ مشيتــِكِ الخفيفةِ كالندى وَقـعًا على الأعشابِ؟"
يسألــُها.
تقولُ:
"تَـعِـبتُ؛ هل تدرى بأنَّ مسافةً ما بينَ بيـتـيـنا تــُقَـدَّرُ بالقـرونِ؟"
فيفتحُ الشفتيـنِ وحشٌ قائمُ الساقيـنِ، ممشوقٌ، دميمٌ...
لم يكن يدرى بأنّ الموتَ قد أعفاهُ.
ظلَّ يحاولُ الكلماتِ، يفشلُ.
واختنقتُ بدمعةٍ؛ فى وجهِـهِ شيءٌ بريءٌ صادمٌ
لدقائقَ احتشدتْ طيورٌ فوقَ بـحرٍ.
والرياحُ، وزرقةُ البحرِ المثيرةُ للشجونِ، وشاطئٌ...
يتجاوبونَ مع الشعورِ الـحُرِّ للطيرانِ.
ثُمَّ رَصاصةٌ، موتٌ، وجسمٌ أزغبُ ارتعدتَ فرائصُهُ على الزبـَدِ الـمُتاخِمِ للرمالِ.
وإنّنى أسقطتُ قلبى من فمي، وعلتْ عيونى دمعتي.
جسدٌ صفا كالماءِ...
ماءٌ خالصٌ،
ويكادُ فى الخطواتِ يـُشرَبُ.
عندما وجدتْ أخيرًا واحدًا من جنسِها ذابا.
وكنتُ أنا أحدِّقُ فى ابتسامٍ حالـمٍ...
وأظـنُّ أنّ غزالةً فى غُبـرَةِ الصحراءِ يَـبـلُغـُها مع المطرِ الغزيرِ
مذاقُها ومذاقُهُ.
"باللهِ؟"
تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.
جوابــُها: واللهِ.
تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.
وإنّ ذاكَ الصمتَ يظهـرُ للعيونِ كأنَّهُ سورٌ...
وفيهِ منافذُ انفتحتْ تـُطـِلُّ على الخرابِ،
على الفراغِ،
على بيوتٍ كلُّها سقطتْ، وناسٍ كلُّهم ماتوا.
وإنّى كنتُ أبصرُهُ لأوّلِ مرَّةٍ،
وأشكُّ فى لُغـةِ الغرامِ بأسرِها.
قد يسمعُ الخطواتِ فى البهـوِ الطويلِ،
وقد يقولُ أتى بمنجـلِهِ ملاكُ الموتِ.
لكنْ...
كلَّ يومٍ، مَن يجيءُ، صغيرةٌ نزلتْ بذاتِ الموضعِ المعزولِ بالمشفى.
تقولُ لهُ:
أتكملُ لى الحكايـةَ؟ ما جرى؟
ويصيحُ:
هل تـبـغينَ حـقًّا أن تـطـولَ بـلا انـتـهاءٍ؟!
- إنّها ليست تُحِسُّ بما يُحِسُّ مِن المرارةِ.
إنّهُ يـقسو عليها-
يرجفُ القلبُ الصغيـرُ وليسَ يفهـمُ ذنبـَهُ!
وأنا أقولُ:
كفاكَ! لا تفعلْ بها هذا، تمسَّكْ بالحياةِ ولا تــَمُـتْ.
فى هيبـةِ الأربابِ، يمشى تارةً، ويطيـرُ أخرى...
يسحبُ الشمسَ الجميلةَ من أصابـعِها فتتبعُه دلالاً.
كان يـغفو فوقَ نهرِ النيلِ عريانًا، ويصحو صحوةَ المكلومِ؛
"لى ثأرٌ" ويدرِكُهُ.
أقالَ لهُ: إليكَ الآنَ عينى فالتهمها؟!
وقفتُ هُنا.
وقفتُ كأنــّنى أدركتُ سرَّ الرُّوحِ،
أو كُشِفتْ ليَ الأسرارُ شتّى.
قالَ: يا أبتا، إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!
وقعتُ فريسةَ السِّحرِ الخرافـيِّ القديمِ...
وكلّما أبصرتُ شيئًا -أيَّ شيءٍ- قلتُ فلتأخذْ عيوني،
ولتعدْ شيئًا جميلاً لا دميمًا،
ولتعدْ حـيًّا لأجلى أيـُّها الماضى مع الموتى...
كأنّا لم نَـعِشْ إلّا بفيلمٍ. كأنّكَ لم تَمُتْ إلّا بفيلمٍ
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إبداع سينما بكى الباب
إقرأ أيضاً:
بمواصفات ممتازة.. إليك أفضل هاتف من موتورولا
إذا كنت تبحث عن هاتف بمواصفات عصرية يمكنك التفكير في هاتف موتورولا Edge 60 Pro ويتصدر هاتف Edge 60 Pro قائمة الهواتف المتاحة فهو يأتي مزود بشاشة OLED بقياس 6.67 بوصة بجوانب منحنية، وتصميم مميز لسلسلة هواتف Edge من موتورولا.
مواصفات هاتف Edge 60 Proتتميز شاشة الهاتف بدقة 1.5K وهي فائقة الوضوح، وتحتوي على ماسح بصمات الأصابع أسفلها و يبدو الهاتف، بحواف دقيقة وكاميرا سيلفي في المنتصف.
على الجانب الآخر، يأتي هاتف Edge 60 Pro بسمك 7.25 مم فقط ووزن 188 جرامًا.
يعمل هاتف Edge 60 Pro بمعالج MediaTek Dimensity 8350 بتردد أقصى يبلغ 3.35 جيجاهرتز وستتضمن خيارات الذاكرة 8/12/16 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) مع سعة تخزين 128/256/512 جيجابايت و1 تيرابايت.
يبدو أن موتورولا تُحرز تقدمًا ملحوظًا في بطارية هاتف Edge 60 Pro. فهو يضم بطارية ضخمة بسعة 6000 مللي أمبير/ساعة، أي أكثر بـ 1500 مللي أمبير/ساعة من بطارية الإصدار السابق.
مع تحسن أداء البطارية، يأتي هاتف موتورولا ليدعم الشحن السريع بقوة 125 واط ويُفترض أن يكون هذا أكثر من كافٍ لشحن الهاتف بالكامل في أقل من ساعة وقد يأتي الهاتف بعدسة مقربة مع تقريب بصري 3x في المقدمة، يحتوي الهاتف على كاميرا سيلفي بدقة 32 ميجابكسل و لم تؤكد موتورولا موعد الإطلاق بعد.