بوابة الوفد:
2024-12-28@10:18:42 GMT

شكراً دكتور أحمد زايد

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

لهذه الحكاية بداية ونهاية، ولكل منهما قصة تستحق أن تروى. ولمن يهوى رؤية الأمور من ثقب الإبرة، ويظن أنها محض حكاية شخصية، لا أقل ولا أكثر، إما يمتنع عن القراءة، أو هو حر. لماذا؟ لأن للحكاية أبطالاً، وهم من قال عنهم الصوفى الكبير «ابن عربى»: القِلُ دان له، والكُثردان له، فليس يعجزه قل ولا كثر.
قبل ثلاثة أيام مرت الذكرى السابعة لرحيل الكاتب والمؤرخ والمناضل «صلاح عيسى».

وبعد رحيله فى الخامس والعشرين من ديسمبر عام 2017 بثلاثة أشهر، سلمت مكتبة الإسكندرية فى 20 مارس  2018 مجموعة هائلة من الوثائق السياسية، التى جمعها طوال نحو أكثر من أربعين عاماً، من شتى مظانها، إن فى وزارة العدل أو دار الوثائق القومية أو دار الكتب لكى يستكمل بما هو منشور فى الصحف والدوريات بعض نواقص تلك الوثائق، أو حتى من أفراد من كل التيارات السياسية، ممن وردت أسماؤهم فى تلك الوثائق، كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
وعكف صلاح عيسى على العمل فى تلك الوثائق لاستكمال الناقص منها وفهرستها وتجليدها ووضع هوامش توضيحية لما هو غامض من نصوصها، فى سياق مشروع بحثى، كان قد بدأ العمل من أجل إنجازه، وهو دراسة ونشر مجلدات للحركة الشيوعية المصرية منذ نشأتها فى الربع الأول من القرن العشرين حتى بداية الألفية الجديدة. هذا فضلاً عن وثائق مماثلة لقضايا جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الجهادية المنبثقة عنها فى نفس الفترة. تضمنت تلك الوثائق محاضر التحقيقات والتحرى والأحكام القضائية الصادرة بحق المتهمين بها، والمنشورات والبيانات المتعلقة بفصيلين من فصائل الحركة السياسية هما التيار الإسلامى والتيار اليسارى اللذان شكلا محورالصراع السياسى فى تاريخ مصر المعاصر. لكن الحياة لم تكن سخية معه بما يكفى، ورحل قبل إنجاز مشروعه. وكما يبدو، فتلك ثروة معرفية للباحثين والدارسين، والمحامين والقضاة وللسلطات التنفيذية.
تسلمت منى مكتبة الإسكندرية تلك الوثائق، التى كنت قد رفضت كل المغريات لإيداعها فى جهات غير مصرية، ووعدنى مستلموها برقمنة تلك الوثائق لإتاحاتها على أسطوانات مدمجة ووضعها فى ركن باسم صلاح عيسى للتعريف بما تنطوى عليه. بعد عام من ترك المسئولين عن تلك الوثاق مواقعهم الإدارية فى مكتبة الإسكندرية لأسباب غير واضحة لى حتى الآن، بجانب هبوب جائحة كورونا، بدأت أتلقى إشارات سلبية حول مصير تلك الوثائق. وبعد طول عناء فى التحرى لما آل إليه ذلك الوعد، قيل لى «وش كده» كلغة شباب اليوم، إن المكتبة لا تقيم أركاناً لصحفيين، بل لرؤساء وزعماء فقط، وهو قول جاء مرفقاً ببعض تطمينات بأن الوثائق فى الحفظ والصون، وأن المشكلة تكمن فى أن رقمنتها تحتاج إلى وقت. ولأننى من نماذج البشر الذين يصنفون لدى البعض بـ«الهبل» ولدى غيرهم بـ«سلامة الطوية» لم أجد مبرراً لكيلا أثق بمن وعدنى بأن المشروع فى حيز التنفيذ، أو أشكك فى عدم تنفيذ وعده.
لكن أربع سنوات مرت دون أن ينجز أى شىء. وقبل نحو عام التقيت صدفة بالدكتور «أحمد زايد» الذى كان قد تولى رئاسة مكتبة الإسكندرية قبل عام آخر من هذا اللقاء. وحين شرحت له محنتى مع المكتبة، قال لى إنه يسمع بذلك الموضوع للمرة الأولى، ما زاد من توجسى. وقطع لى وعداً فى برنامج الإعلامى «خيرى رمضان» بحل تلك المشكلة.
وكشأن كل الكبار، والعلماء الأجلاء، نفذ الدكتور أحمد زايد ما تعهد به، وأوفى بوعده. ويوم الثلاثاء الماضى دشنت مكتبة الإسكندرية احتفالية رائعة للإعلان عن رقمنة وثائق «صلاح عيسى» على موقع ذاكرة مصر المعاصرة الذى يضم نخبة عالية التأهيل والكفاءة من خبراء شباب فى وسائل الرقمنة، برئاسة الدكتور «سامح فوزى». لم يكن ممكناً الوصل إلى تلك اللحظة لولا توجيهات ورعاية الدكتور زايد، الذى قادته ثقافته الرفيعة وولعه بالتاريخ بجانب العلوم الاجتماعية، إلى إدراك قيمة تلك الوثائق ومدى أهميتها لخدمة مصالح عامة،وثقته فى قيمة صاحبها كمفكر ومؤرخ وصاحب رسالة ومدرسة. شكراً دكتور زايد ودامت لنا كل جهودك المتنوعة لخدمة مصالح الشعب والوطن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش دار الكتب مكتبة الإسكندرية مکتبة الإسکندریة تلک الوثائق صلاح عیسى

إقرأ أيضاً:

قيمتها 20 ألف دولار.. مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة عالمية

أطلقت مكتبة الإسكندرية في مصر جائزة ثقافية علمية عالمية تقدم للمبدعين في مختلف المجالات من أنحاء العالم بقيمة مليون جنيه (نحو 20 ألف دولار) مع ميدالية ذهبية وشهادة تقدير.

وقال مدير المكتبة أحمد زايد في بيان، اليوم الخميس، إن جائزة مكتبة الإسكندرية العالمية، تقدم في مجال واحد يتغير سنوياً، وتحدد اللجنة العليا للجائزة موضوعه.
وأضاف أن الجائزة تمنح "لشخصية بارزة في مجالات العلوم البحتة أو العلوم التطبيقية، أو الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والإنسانية، على أن تكون هذه الشخصية قد قدمت إسهاماً علمياً متميزاً لخدمة البشرية، كما يجوز منح الجائزة لمؤسسة تكون قد قدمت إسهاماً متميزاً في موضوع الجائزة".
وأوضح أن مجال الجائزة في دورتها الأولى هو "تطبيقات التكنولوجيا الخضراء، لتحقيق الرفاهية والسعادة للإنسانية".
يبدأ استقبال الترشيحات للجائزة في ديسمبر (كانون الأول)، ويستمر لـ3 أشهر لتنطلق بعدها أعمال لجان الفرز الأولي والقراءة واستيفاء الشروط، ويتم إعلان القائمة القصيرة للمرشحين في نهاية مايو (آيار).
ويقام حفل تسليم الجائزة في النصف الثاني من يوليو (تموز)، بالتزامن مع معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.
وكانت مكتبة الإسكندرية قد أطلقت في يوليو (تموز) الماضي جائزة محلية للقراءة مخصصة للفئة العمرية من سن 18 عاماً إلى 40 عاماً، بهدف تشجيع الشبان على القراءة وتنشيط الحركة الثقافية.
ومكتبة الإسكندرية شخصية اعتبارية مستقلة لها مجلس أمناء يضم في عضويته عدداً من الشخصيات العربية والأجنبية المرموقة.

مقالات مشابهة

  • أحمد زايد: باب الترشيح لجائزة مكتبة الإسكندرية مستمر لمدة 3 أشهر | فيديو
  • بمليون جنيه.. مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة ثقافية علمية للمبدعين حول العالم
  • قيمتها 20 ألف دولار.. مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة عالمية
  • مكتبة الإسكندرية تُطلق جائزة ثقافية علمية عالمية
  • مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة ثقافية علمية عالمية
  • مكتبة الإسكندرية تناقش مستقبل النظام الإقليمى العربى
  • مكتبة الإسكندرية تناقش "مستقبل النظام الإقليمى العربى" في ندوة بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي
  • مكتبة الإسكندرية: إتاحة 92 ألف وثيقة ضمن أوراق صلاح عيسى على "ذاكرة مصر المعاصرة"
  • مكتبة الإسكندرية تنظم ندوة عن الهوية الحضرية لمدينة بغداد