أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مؤتمر صحفي مشترك مع زعيمي كوريا الجنوبية واليابان في ختام قمة كامب ديفيد، الجمعة، أن العالم وصل إلى "نقطة تحول". 

وأشار الزعماء الثلاثة إلى أن بلدانهم سترفع اعتمادها على التعاون الأمني مواجهة الأزمات في المنطقة، مؤكدين أن الأزمات العالمية ناجمة عن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وأنشطة كوريا الشمالية والصين.

 

وقال بايدن إن "العالم وصل إلى نقطة تحول وعلينا اعتماد سبل جديدة من التعاون".

وشدد على أنه "نعول على التعاون الأمني بتشاطر المعلومات وبمستوى غير مسبوق من التدريبات المشتركة". 

وأضاف الرئيس الأميركي "سنستمر في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية بما في ذلك تبييض الأموال الالكترونية". 

ونوه إلى أنه "سيكون لدينا خط ساخن لتشارك المعلومات وتنسيق الاستجابة للأزمات في منطقة المحيط الهادئ"، مضيفا "نعمل على تعزيز أمن وسلامة التكنولوجيات الجديدة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي".

من جهته، أكد الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، أن بلاده تود التعاون مع الولايات المتحدة واليابان من أجل تعزيز "التعاون الثلاثي في مجالات وقطاعات مختلفة".

وقال يول: "اتفقنا على وضع قناة تواصل لتنسيق ردنا على أي أزمة تطرأ في المنطقة".

وذكر الرئيس الكوري الجنوبي أن "كوريا الشمالية تعمل على انتهاك حقوق الإنسان واستغلال العمال لتطوير برامجها التسليحية".

وأضاف "سنواجه كل محاولة لتغيير الوضع القائم في المنطقة بالقوة".

كما ذكر رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، أن "هذه القمة الثلاثية هي الأولى من نوعها في التاريخ".

وأكد كيشيدا أن "النظام العالمي يشهد اهتزازا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وبسبب أنشطة الصين وكوريا الشمالية". 

وفي البيان الثلاثي الختامي لقمة كامب ديفيد قالت الدول المجتمعة: "نتعهد بالتشاور فيما بيننا للتنسيق بشأن الرد على التحديات والاستفزازات والتهديدات التي تمس مصالحنا وأمننا الجماعي في المنطقة".

وأضافت أن "الشراكة الثلاثية بين واشنطن وطوكيو وسول تعزز الأمن والازدهار لشعوب الدول الثلاث وللمنطقة والعالم".

وقالت: "نتعهد بنزع سلاح كوريا الشمالية بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ونحث بيونغ يانغ على التخلي عن برنامج صواريخها الباليستية".

واستقبل بايدن، الجمعة، الزعيمين في كامب ديفيد قرب العاصمة واشنطن، في إطار قمة "تاريخية" كان من المتوقع أن تفضي فعلا إلى تعزيز التعاون العسكري في مواجهة كوريا الشمالية والصين.

واعتبر الرئيس الأميركي أن اللقاء يدشن "حقبة جديدة من التعاون".

كذلك،  كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول "الشجاعة السياسية" التي أظهراها عبر العمل على هذا التقارب، رغم الماضي المؤلم الذي تمثل في استعمار اليابان لكوريا الجنوبية.

وحرص بايدن في مبادرة رمزية، على تنظيم هذه القمة في كامب ديفيد، المقر الرئاسي الأميركي المرتبط بتاريخ من مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.

وتبادل الزعماء الثلاثة الذين لم يرتد أي منهم ربطة عنق تعبيرا عن الأجواء الودية بينهم، المصافحات قبل أن يجلسوا مع وفودهم حول طاولة كبيرة ويبدوا ملاحظات سريعة أمام الصحفيين.

"يوم تاريخي"

وقال الرئيس الكوري الجنوبي في افتتاح القمة: "سنستذكر هذا اليوم بوصفه يوما تاريخيا، نضع فيه قاعدة مؤسساتية صلبة ونعلن تعهدات من أجل شراكتنا الثلاثية".

من جهته، صرح رئيس الوزراء الياباني "أنا مسرور بإجراء محادثات صريحة للبدء بحقبة جديدة من الشراكة"، مشددا خصوصا على ضرورة مواجهة كوريا الشمالية.

وفي وقت سابق قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جايك ساليفان. أن هذه القمة، ستشهد اتفاق بايدن ويول وكيشيدا على خطة لسنوات عدة لإجراء تدريبات عسكرية منتظمة في جميع المجالات، تمضي أبعد من تدريبات لمرة واحدة ردا على كوريا الشمالية، وإعلانهم عن "التزام للتشاور" في حال نشوب أزمات،

لكن ساليفان حرص على القول إن هذا التعاون الثلاثي المعزز ليس بمثابة "حلف أطلسي في المحيط الهادئ".

وأكد أن إقامة تحالف دفاعي متبادل مماثل لحلف شمال الأطلسي ليس "هدفا معلنا"، مشددا على أن قمة الجمعة ليست موجهة "ضد أي طرف"، وذلك بعدما انتقدت بكين المبادرة بشدة.

سيتفق القادة على تشارك المعطيات بشكل آني بشأن كوريا الشمالية وعقد اجتماعات قمة كل عام، بحسب مسؤولين.

وسيقيمون أيضا قناة تواصل طارئ على أعلى مستوى، في ما يشبه "خطا أحمر" ثلاثيا في منطقة تعيش على وقع الخطر النووي الكوري الشمالي وتخشى غزوا صينيا لتايوان.

"معرفة الجذور"

لم تخف الصين موقفها المعادي لهذا الحوار الثلاثي، بحسب تعبير فرانس برس.

وحض وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، طوكيو وسيول على العمل مع بكين "لإنعاش شرق آسيا".

وقال في فيديو نشرته وسائل إعلام رسمية: "مهما صبغتم شعركم بالأشقر أو جعلتم شكل الأنف رفيعا لن تصبحوا أوروبيين أو أميركيين، لا يمكنكم أن تصبحوا غربيين أبدا".

أضاف "ينبغي أن نعرف أين هي جذورنا".

تراهن واشنطن على استعداد اليابان وكوريا الجنوبية للالتفات صوب الغرب وللتعاون معا رغم الماضي الأليم المتمثل في الاستعمار الياباني العنيف لشبه الجزيرة الكورية، بين عامي 1910 و1945.

لكن البيت الأبيض يدرك أن هذا التقارب لا يحظى بإجماع الرأي العام، سواء في كوريا الجنوبية أو اليابان.

وخاطب بايدن ضيفيه، الجمعة، قائلا: "لقد كنتما على الموعد"، مبديا "امتنانه العميق" لهما.

ويبقى التحدي بالنسبة إلى واشنطن أن يستمر هذا التعاون الثلاثي بمعزل عن تبدّل القادة. فالرئيس الكوري الجنوبي مثلا ينهي ولايته، في عام 2027، ولا يمكنه الترشح لولاية جديدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الرئیس الکوری الجنوبی کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة کامب دیفید فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

زعيم كوريا الشمالية يهدد باستخدام الأسلحة النووية بحال أي هجوم

هدد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أن بلاده ستستخدم الأسلحة النووية "دون أي تردد" بحال تعرضها لهجوم من جارتها الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن كيم تحذيره: "إذا حاول العدو استخدام قوات مسلحة للتعدي على سيادة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية (...) فإن جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية ستستخدم دون تردّد كلّ قوة هجومية تمتلكها، بما في ذلك الأسلحة النووية"، مستخدما الاسم الرسمي لبلاده.

وأشارت الوكالة إلى أن تصريح كيم، جاء خلال تفقّده قاعدة تدريب عسكرية للقوات الخاصة غرب بيونغ يانغ.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، هدد خلال عرض عسكري لبلاده في وقت سابق من هذا الأسبوع "بإنهاء النظام الكوري الشمالي"، إذا استخدمت بيونغ يانغ الأسلحة النووية.

وقال يون "إذا حاولت كوريا الشمالية استخدام أسلحة نووية فهي ستواجه ردا حاسما وساحقا من جيشنا، ومن التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا".



ويتمركز عشرات آلاف من العسكريين الأميركيين في كوريا الجنوبية، ولا تمتلك سول أسلحة نووية خاصة بها، لكنها تتمتع بحماية المظلة النووية الأمريكية.

ووصلت العلاقات بين الكوريتين الشمالية والجنوبية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، وأعلنت بيونغ يانغ مؤخرا نشر 250 قاذفة صواريخ بالستية على حدودها الجنوبية.

وأعلنت كوريا الجنوبية، الشهر الماضي، إطلاق جارتها الشمالية عددا من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى قبالة الساحل الشرقي.

ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، عن هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، قولها إن "الصواريخ انطلقت من كيتشون الواقعة شمالي العاصمة بيونغيانغ.

وأضافت أن الصواريخ أطلقت في اتجاه الشمال الشرقي، وحلقت لمسافة 400 كيلومتر تقريبا، دون تحديد عدد الصواريخ التي أُطلقت ومكان سقوطها.

وأشرف كيم مؤخرا على تجربة إطلاق قاذفة صواريخ متعدد من عيار 240 ميلليمترا، مزودة بنظام توجيه جديد.

وفي تموز/ يوليو الماضي، قالت كوريا الشمالية إنها اختبرت بنجاح صاروخا باليستيا تكتيكيا جديدا يمكنه حمل رأس حربي ضخم يزن 4.5 طن.

وشدد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، على اتباع بلاده سياسة تهدف إلى بناء قوة نووية من أجل زيادة عدد الأسلحة النووية بشكل كبير، وذلك في ظل تواصل التوترات بين بيونغيانغ وجارتها الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة.

كما عرضت كوريا الشمالية أول صور لأجهزة طرد مركزي لإنتاج الوقود النووي، وذلك بعد زيارة للزعيم كيم جونغ أون، دعا فيها إلى زيادة إنتاج المواد النووية المخصبة بدرجة تصلح لإنتاج أسلحة تعزز ترسانة البلاد النووية.

مقالات مشابهة

  • عاجل - علام الصراع؟.. تبادل تهديدات بين زعيمي كوريا الشمالية والجنوبية
  • كوريا الشمالية ترسل «بالونات قمامة» إلى جارتها الجنوبية.. والأخيرة ترد بالأغاني
  • زعيم كوريا الشمالية يهدد باستخدام الأسلحة النووية بحال أي هجوم
  • زعيم كوريا الشمالية: سنستخدم السلاح النووي إذا هوجمنا
  • زعيم كوريا الشمالية يهدد باستخدام الأسلحة النووية
  • سول وطوكيو تتفقان على تنسيق الاستجابة تجاه استفزازات كوريا الشمالية
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط
  • الرئيس الكوري الجنوبي يأمر بإرسال طائرة عسكرية لإجلاء رعاياه في الشرق الأوسط
  • ترامب يدلي بتصريحات مثيرة.. هل يحاول زعيم كوريا الشمالية قتله؟
  • الاتحاد الكوري الجنوبي خالف اللوائح عند اختيار المدرب هونغ