رشيد جابر: أصبحنا خبراء في "الريمونتادا".. ولاعبونا يمتلكون "الروح القتالية"
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
رؤية تحليلية من مدرب منتخبنا الوطني رشيد جابر حول الأداء والتحديات
الكويت- أحمد السلماني
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب مواجهة منتخبنا الوطني مع شقيقه الإماراتي في بطولة خليجي 26، تحدث المدرب الوطني رشيد جابر عن تفاصيل المباراة والصعوبات التي واجهها الفريق، بالإضافة إلى التغييرات التكتيكية التي أجراها خلال مجرياتها.
التحديات في الشوط الأول
وبدأ رشيد جابر حديثه قائلاً: "كانت المباراة صعبة للغاية، خاصة بعد استقبالنا هدفًا مبكرًا في الشوط الأول. هذا الهدف أثر على تركيز اللاعبين في البداية، لكن مع مرور الوقت، بدأ الفريق في استعادة توازنه، وتضاعفت الجهود بشكل ملحوظ، مما مكننا من العودة إلى أجواء المباراة وتحقيق هدف التعادل، وهنا أؤكد على إننا بتنا نمتلك ثقافة العودة".
وأشار جابر إلى أن الهدف المبكر الذي سجله المنتخب الإماراتي كشف بعض الثغرات في منظومة الفريق، لكنه أشاد بردة فعل اللاعبين الذين تمكنوا من التعامل مع الضغط النفسي الكبير وتقديم أداء تصاعدي في الشوط الثاني.
التغييرات الاضطرارية والتكتيكية
وأوضح المدرب أن التغييرات التي أجراها خلال المباراة كانت نتيجة لظروف استثنائية، حيث قال: "بعد إصابة أمجد الحارثي وصلاح اليحيائي، اضطررنا لإجراء تغييرات جوهرية، ليس فقط لتعويض الغيابات، ولكن أيضًا لتعزيز الجانب الدفاعي بناءً على قراءتنا لسير المباراة".
وأضاف: "كان علينا تعديل النهج التكتيكي في ظل الضغوط التي مارسها المنتخب الإماراتي، واعتمدنا على تنشيط الأطراف والاستفادة من سرعة اللاعبين مثل المنذر العلوي، وهو ما أثمر عن صناعة هدف التعادل الذي أعادنا إلى المنافسة".
الإشادة بروح الفريق
وختم جابر حديثه بالإشادة بالروح القتالية التي أظهرها اللاعبون، مؤكدًا: "الأداء في الشوط الثاني كان رائعًا، واللاعبون أظهروا إصرارًا كبيرًا على تحقيق نتيجة إيجابية رغم الظروف الصعبة. تصدي إبراهيم المخيني لركلة الجزاء في اللحظات الأخيرة كان تتويجًا لجهود الفريق بأكمله، وأظهر الروح العالية التي يتحلى بها اللاعبون".
وأكد جابر أن الفريق سيستفيد من هذه التجربة لتصحيح الأخطاء وتعزيز الأداء في المباريات القادمة، مشيرًا إلى أن الهدف المُقبل هو تقديم مستوى أفضل في نصف النهائي ومواصلة المشوار نحو تحقيق اللقب.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رشيد حموني يكتب..مغربُنا القويّ في حاجةٍ إلى فضاء سياسي قوي.. وسائط مجتمعية قوية.. وإلى حكومة قوية
رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب
كَأيِّ مغربيٍّ أصيل أشعرُ بفخرٍ عارم بالانتماء إلى هذا الوطن العظيم، وإلى إشراقِ تاريخه وحضارته وهويته، وإلى طموحه الجماعي نحو الازدهار، ولَوْ في عالَمٍ متقلب، ونحو توطيد الاستقرار، ولوْ في مُحيطٍ مضطرب، وذلك استناداً إلى تراكُمِ المكتسبات الوطنية في جميع الميادين.
اليوم، لا يمكنُ لأحدٍ أن يُنكِرَ أنَّ بلدَنا المغرب، بفضل التوجُّهات الوجيهة لجلالة الملك، باتَ قوةً صاعدةً لا تُخطــــــئُـــــها العين، وصارَتْ مكانتُهُ العالمية يُضربُ لها ألفُ حسابٍ وحِساب، على كل الأصعدة.
ويكفي هنا التمعُّنُ في دلالاتِ ثِقة المجتمع الدولي في المغرب وفي مصداقيته، وفي النجاحات الديبلوماسية الفارقة، وفيما أصبح المغربُ، بأجهزته المختلفة، يُجسِّدهُ كنموذجٍ ناجعٍ يُحتذى به في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظَّمة والهجرة غير النظامية.
إنَّ هذه المكانة المتميزة والصورة الرائعة لبلادنا تحتاجُ إلى مواصلةِ واستكمال بناء المسار التنموي-الديموقراطي، بِنَفَسٍ أقوى، دون كَلَلٍ أو مَلَلٍ أو تراخي. كما تحتاجُ إلى اليقظة الضرورية لِصَوْنِ المكتسبات من أيِّ تآكُل ومن أيّ تراجع.
وتحتاجُ كذلك هذه المكانةُ إلى الارتقاء بها وحمايتها من حِقدِ الخُصوم القلائل لبلادنا المسعورين إزاءَ نجاحاتنا، ومن أيِّ تأثُّـــــــرٍ داخلي مهما كان صغيراً بتلك الأصوات النشاز، الجبانة والمعزولة، التي تَــــــــنْـــــعَـــــقُ خارج السرب، وخارج السياق، وخارج الوطن، وخارج التاريخ.
هذه اليقظة مطلوبة أولاً لكيْ نحقق طموحاتنا الوطنية ونُــــــلَــــــبـــّيَ انتظاراتِ مواطناتِنَا ومُواطنينا. فَقَدَرُنا، الذي لا خيار سواه هُوَ بثُّ ديناميةٍ لا تتوقف في المجتمع وفي المؤسسات، على أساسِ تقوية جبهتنا الداخلية ديموقراطيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، ومن خلال جعل الإصلاح ورشاً دائماً ومفتوحاً وشاملاً في كل المستويات والمجالات.
وكما يحتاج هذا التحدِّي إلى معارضةٍ وطنية مسؤولة ونقدية، بنَّاءة واقتراحية ومُنَـــــــبِّـــــهة، تُرَكِّزُ على السياسات والبدائل، وليس على أيِّ شيء آخر، فإنه يحتاجُ أيضاً إلى إعلامٍ حرٍّ ومستقل، بيداغوجي ومسؤول، مُدَعَّمٍ بتكافُــــؤٍ وشفافية، ويشكِّلُ فعلاً “سلطةً رابعة” وضميراً جمْعياًّ جدِّياًّ وتعبيراً راقياًّ عن الرأي العام.
وبالأساس، يحتاجُ تحدّيُّ الارتقاءِ ببلادنا، نحو مراتب الريادة، إلى فضاءٍ سياسي قوي، وحياة ديموقراطية سليمة، وإلى أحزابٍ سياسية ونقاباتٍ قوية ومُجدِّدَة وذات جدوى ومصداقية، تحظى بثقة الناس، ولها القدرة المتطورة على تقديم الإضافة بشكلٍ مسترسل …. وإلى مجتمعٍ مدني حيّ وفاعل يخدم فعلاً مبدأ الديموقراطية التشاركية وليس تابعاً للأجندة والحسابات السياسية ومزاجها المتقلب.
ولأن البناء الدستوري لسنة 2011 أوْكَلَ للمؤسسة التنفيذية اختصاصاتٍ محورية وأساسية، ومَتَّعها بما يلزم ويكفي من إمكانيات ووسائل، فإنه عليها أن تتحمل القسطَ الأكبر من الأعباء والمسؤوليات بنفس قدر وحجم ما تطرحه تحدياتُ حماية المكتسبات والارتقاء بها نحو الأفضل تنمويا وديموقراطيا وحقوقيا.
وعليه، فإن مغرباً أقوى مما هو عليه اليوم يحتاج إلى حكومةٍ قوية بمصداقيتها، تعرفُ كيف تترافعُ عن الإيجابيات، وكيف تُواجِهُ السلبيات، وكيف تستثمر المكتسبات المتراكِمة منذ عقود لتحَوِّلَها إلى فرص للتقدم… حكومة تعرفُ كيف تُدَبِّرُ الأزمات، وكيف تستبقُ الاحتقان لتمنعه.. حكومة تُقنعُ الناس وتتواصلُ معهم، وتعرف كيفُ تُنصتُ إلى المجتمع بمختلف تلاوينه ومشاربه، حكومة تستطيعُ زرع مناخ الثقة، ولها القدرة على تحرير طاقات المجتمع، وخلق التعبئة والحماس والروح الإيجابية، حكومة تُصالِحُ الشباب مع الشأن العام………. حكومة تُقَوّي فعلياًّّ مشاعر الارتباط والانتماء إلى هذا الوطن الجميل والعظيم…..
فمغربُنا القوي، إذن، يحتاجُ إلى حكومةٍ تنجحُ في تحريك الملفات المجتمعية الأساسية، وفي إثراء النقاش العمومي، ولا تتركُ الفضاء السياسي العام أمام انسدادٍ يُخيف ويُقلِق، وأمامَ فراغٍ قاتل تَملؤُهُ الضبابية، ويَملؤُهُ أحياناً، للأسف، مدوِّنون ومأجورون ومؤثرون وأشباهُ مثقفين وأشباهُ سياسيين وأنصافُ مناضلين ومنتحلي صفة “الخبير”…
مغربُنا القوي محتاج إلى حكومةٍ يراها الشعبُ قادرةً على حَمْلِ آلامه وآماله، بحُرقةٍ وتواضُع، وبلا غرورٍ أو استعلاء.. حكومة بكفاءة سياسية وتنموية وتدبيرية وتواصلية وحقوقية حقيقية.. كفاءةٍ يستشعرها الناسُ ويَـــشهدون بها حتى وإِنِ اختلفوا مع بعض القرارات والتوجُّهات.
نحتاج إلى كل ذلك.. من أجل مغربٍ أقوى يفتحُ الآفاق، بعنوان الثقة، مغربٍ تتحقق فيه التطلعات والطموحات لجميع بناته وأبنائه.. على قدم المساواة التامة في كافة المجالات الترابية.