لماذا صعّد الاحتلال عملياته الانتقامية شمالي غزة؟ خبير عسكري يجيب
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية شمالي قطاع غزة بكثافة نارية كبيرة وصلت حد إحراق مستشفى كمال عدوان بعد أيام من عمليات نسف وتفجير بالروبوتات المفخخة في محيط المبنى.
ويرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمد الصمادي أن قوات الاحتلال فشلت على مدار 84 يوما من العمليات العسكرية شمالي القطاع في تحقيق نصر "حاسم" وهو ما دفعها لتصعيد عمليات الانتقام ضد السكان الموجودين هناك.
ووفق حديث الصمادي -للجزيرة- فإن إيقاع المقاومة خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال على مستوى الأفراد والآليات دفع القوات الإسرائيلية إلى تنفيذ عمليات انتقامية "قد تكون الأصعب من نوعها على شمال القطاع".
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنفيذ عملية مركبة شرقي مخيم جباليا شمالي القطاع، في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابطين وإصابة آخرين.
وأوضحت القسام أن أحد مقاتليها فجّر نفسه بقوة إسرائيلية مكونة من 5 جنود وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أن مقاتليها تمكنوا -باستخدام قنابل يدوية إسرائيلية الصنع- من قنص جنديين ضمن قوة نجدة تقدمت نحو تل الزعتر شرقي جباليا.
إعلانوأعرب الخبير العسكري عن قناعته بأن إسرائيل وصلت إلى نقطة اللاعودة، إذ لا توجد أهداف عسكرية وإنما عملية قتل ممنهجة للفلسطينيين وتهجيرهم قسرا ومنعهم من العودة إلى المدن المدمرة، واصفا جيش الاحتلال بأنه "عصابات للقتل والإبادة والحرق".
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن ضابط استخبارات بالقيادة الجنوبية قوله إن عملية الجيش شمالي القطاع تتعثر، مشيرا إلى أن نسبة استعادة حركة حماس لذراعها العسكرية مرتفعة.
وحسب الصمادي، فإن إسرائيل تحاول اختلاق مبررات أمام الرأي العام المحلي والعالمي من أجل ارتكاب مزيد من عمليات القتل والإجرام ضد الفلسطينيين، لكنه أقر بأن المقاومة تخوض معارك ضارية ولديها عقيدة قتالية في الحرب الحالية تكبد الاحتلال خسائر فادحة.
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن ضباطا بالجيش الاسرائيلي يديرون عملية تدمير ممنهجة في غزة لعرقلة أو منع الفلسطينيين من العودة إلى المدن المدمرة، ولفتت إلى أن استمرار الحرب في غزة يؤدي إلى أزمة في القوى البشرية بالجيش.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدء عملية عسكرية جديدة شمال القطاع، بذريعة "منع حركة حماس وفصائل المقاومة من استعادة قوتها في المنطقة".
ومنذ ذلك الوقت، قُتل 35 جنديا وضابطا من الجيش الإسرائيلي في المعارك داخل المخيم وحوله وجُرح المئات منهم، وفق محلل الشؤون العسكرية بصحيفة هآرتس.
وتعد هذه المرة الثالثة التي يجتاح فيها الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا، بعد اجتياحه في ديسمبر/كانون الأول 2023 وفي مايو/أيار الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يبدأ إجراءات لفصل غزة.. وتقليص مساحة القطاع
قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بما يحدث في الضفة، بل يعمل على تغيير الواقع الجغرافي والأمني في غزة أيضًا، عبر شق محاور جديدة داخل القطاع مثل محور صلاح الدين، بطول يتجاوز 55 مترًا داخل الأراضي الفلسطينية، بما يمثل اعتداءً صريحًا على الحدود الجغرافية.
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذه الإجراءات تؤسس لفصل كامل بين غزة ومحيطها، حتى بات الاحتلال يعيد تعريف حدود القطاع، مدعيًا أنها تقلصت إلى 300 كلم فقط، بدلاً من 360 كلم.
وأكمل: مدينة القدس تشهد موجة من الاقتحامات من قبل المتطرفين الإسرائيليين، بهدف فرض التقسيم الزماني والمكاني داخل المسجد الأقصى، وتحويل ساحاته إلى أماكن عامة، ضمن خطة صريحة لتصفية القضية الفلسطينية.
استدعاء المواقف
وتابع: استدعاء المواقف التاريخية للأنظمة العربية يكشف حجم الفارق بين الماضي والحاضر في التعاطي مع القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية واستشهد بلقاء جمع بين الملك فيصل وهنري كيسنجر عقب حرب أكتوبر 1973، حين طلب كيسنجر تزويد طائرته بالوقود في الرياض، فكان رد الملك فيصل حازمًا: "بلغت من العمر ما يجعلني أرغب في الصلاة في المسجد الأقصى... وإذا أردت الوقود، فخذني إلى الأقصى لأصلي هناك".
وأوضح غباشي أن هذا النموذج من المواقف العربية القوية أصبح نادرًا في الزمن الحالي، مؤكدًا أن ما يحدث الآن أخطر من "صفقة القرن" التي طُرحت سابقًا، بل ويتجاوز خطورتها إلى مستوى مقارب لاتفاقية "سايكس بيكو" من حيث التأثير على مستقبل المنطقة.
وأكد أن ما يحدث في فلسطين لا يمكن فصله عن بقية العالم العربي، بل هو بوابة لتفكيك المنطقة بالكامل.
وأشار إلى أن إعادة هيكلة المخيمات والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية تجري بطريقة ممنهجة، مستشهدًا باجتياح مناطق مثل جنين، مخيم نور شمس، طمون، وطولكرم، ما أدى إلى نزوح قسري لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، وسط صمت دولي وعربي.
وأتم قائلاً: "من أَمِن العقاب أساء الأدب"، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي على هذه الانتهاكات هو ما يشجع الاحتلال على المضي قدمًا في مخططاته.