خالد عامر يكتب: قرارات إعلامية مدروسة
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
الإعلام أداة موضوعية تدافع عن ثوابت المجتمع ومنظومته القيمية، فالإعلام ليس ابتزازًا ولا إساءة ولا تسقيطًا، فوسائل الإعلام، كما هو معروف، لها قوة تفوق قوة السلاح العسكري، وتلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الرأي العام وتحديد مجريات الأحداث، وضبط الإيقاع الإعلامي لضمان توصيل الرسالة الصحيحة إلى الجمهور وتحقيق الأهداف المطلوبة.
لكن مؤخرًا، تحول الإعلام إلى وسيلة لترويج الدجل والشعوذة والاستخفاف بعقول الناس، بل امتد الأمر إلى الأديان، فنشاهد شيوخ الفضائيات أكثر من يثير الفتن بين الناس من خلال فتاويهم التي هي بعيدة عن صحيح الدين، عبر الاتفاق على مداخلات تثير الجدل أو مناظرات مشبوهة لصناعة الترند، وآخر يدعي أنه عالم فلك ويتنبأ بمصير البلاد والعباد، وهم في الحقيقة أخبث خلق الله.
فكان قرار رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الكاتب أحمد المسلماني، لضبط الإيقاع الإعلامي وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، بتوجيه جميع قنوات وإذاعات ومواقع الهيئة بحظر استضافة العرافين والمنجمين، والابتعاد عن الترويج لخرافاتهم، مهما كانت شهرتهم، هؤلاء الأشخاص يستهدفون إهانة العقل وتسفيه المعرفة، ويؤسسون شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها، بهدف رفع نسب المشاهدات لتحقيق الأرباح المادية.
ويسبق هذا القرار الخاص بالمشعوذين، قرار آخر متعلق بالبرامج الدينية التي تثير الفتنة وتهدم ثوابت الدين، من خلال منع الإطالة والمداخلات، لأن معظم هذه المداخلات تكون مصطنعة ومنفلتة، وتهدف إلى صناعة الترند والفتاوى الغريبة من شيوخ ليس لهم علاقة لا بالأزهر الشريف ولا بدار الإفتاء، إلا القليل منهم، فمعظم شيوخ الفضائيات لا يقدمون إلا الهراء الفارغ، أما الشيوخ الحقيقيون، فستجدهم في الأزهر الشريف ودار الإفتاء وإذاعة القرآن الكريم وبعض البرامج الدينية المتخصصة.
هذه القرارات تعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، فدار الإفتاء تقوم بدورها في تقديم الفتوى لمن يحتاج، والأزهر يقوم بدوره في نشر تعاليم الدين الإسلامي الوسطي الخالي من العنف والتطرف، فكل الأديان بها أشخاص متطرفون فكريًا وعقائديًا.
ولم ينس المجلس ما نشهده من انفلات أخلاقي ومهني في بعض البرامج الرياضية، وتعصب يصل في بعض الأحيان إلى الشجار الدموي وأحيانًا الكراهية بين أفراد الأسرة الواحدة، فأصدر قرارات محترمة لضبط أداء البرامج الرياضية.
هذه الضوابط والقرارات الجديدة ممتازة وتصُب في مصلحة الإعلام المصري، وتسهم في الحد من فوضى تلك البرامج لضبط الإيقاع الإعلامي، لأنه أمر ضروري لضمان توصيل الرسالة الصحيحة إلى الجمهور بشكل صحيح ودقيق لتحقيق الأهداف المرجوة وتعزيز الثقة بين الجمهور والإعلام، للحفاظ على بلدنا الغالية مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرأي العام الإعلام ثوابت المجتمع المزيد
إقرأ أيضاً:
اللافي يكرم عناصر قناة الجزيرة القطرية لدورهم في تدريب إعلامية
حضر وزير الدبيبة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، اليوم، الخميس، ورش العمل التدريبية ضمن إطار مبادرة الإعلام من أجل التنمية، التي ينظمها صندوق دعم الإعلاميين والمؤسسة الوطنية للإعلام بالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام.
شارك في هذه الورش 122 متدربًا من مختلف التخصصات الإعلامية، الذين أنهوا البرنامج التدريبي بنجاح، وحصلوا على شهادات معتمدة تقديرًا لجهودهم والتزامهم.
وأشرف اللافي على تكريم المدربين لدورهم الفاعل في إنجاح هذه المبادرة، وإسهامهم في نقل الخبرات والمعارف للمتدربين، وفق بيانه.