نجاة عبد الرحمن تكتب: القاهرة البيت الكبير
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
سمع معظمنا أو أغلبنا كلمة البيت الكبير و الاحتكام عند أي خصومة أو خلاف للبيت الكبير، و أحيانا يطلق عليها قعدة عرب عند الكبير، هكذا مصر أم الدنيا هي الكبير و القاهرة هي البيت الكبير الذي يتجمع فيه الخصوم لتصفية خلافاتهم، و يلجأ إليها كل ضعيف طلبنا للنجدة و الإنصاف لأنها هي الكبيرة بل سيدة العالم، لان الكون بدأ منها و أول الخلق بدأ فيها و أول الرسالات نزلت بها، بل جميع الرسالات السماوية بعثت فيها عدا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام.
استضافت القاهرة القمة الفلسطينية شملت الفصائل الثلاث حركة المقاومة الإسلامية حماس و حركة الجهاد الإسلامي، و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، للاتفاق على بنود وثيقة "لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة" كاتفاق بين حركتي فتح وحماس، تأتي تلك القمة ضمن مئات القمم و المباحثات التي نظمتها و أستضافتها مصر منذ أندلاع القضية الفلسطينية عقب إتفاقية سيكس بيكو، فضلا عن الحروب التي خاضتها مصر من أجل تحرير فلسطين و دفعت في سبيل ذلك كل غال و نفيت.
قدر مصر هو الدفاع عن المنطقة العربية منذ فجر التاريخ، إذا جاع العالم أطعمتهم مصر منذ العهد الفرعوني و خاصة عصر الملك الشجاع بطل الحرب و الانتصارات تحتمس الثالث في زمن السنوات العجاف و حتى اليوم مازالت ترسل المعونات و المساعدات، حتى خلال أزمة كوفيد -19، كان العالم يعاني أزمة المستلزمات الطبية من مطهرات و كمامات، فقامت مصر بمدهم بشاحنات منها كهدية من مصر الكبيرة.
نعود لحديثنا حول الازمة الفلسطينية و قمة القاهرة وثيقة "لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة" كاتفاق بين حركتي فتح وحماس و بالمناسبة الدولة المصرية صاحبة الفضل في فكرة و اقتراح إنشاء تلك اللجنة، التي تهدف لإدارة شئون قطاع غزة في عدة مجالات، و الهدف من هذه اللجنة أن يدار قطاع غزة ب لجنة وطنية بعيدة عن الفصائل، للإشراف على الأمور المدنية و تقديم كافة الخدمات للمواطنين، و محو آثار الحرب و إعادة الإعمار و كذلك أعمال الإغاثة والتواصل والتنسيق مع الحكومة الفلسطينية.
ستكون بمنزلة أداة تنفيذية لخدمة الفلسطينيين بعيدا عن حركات المقاومة و التصرف في إدارة المعابر و عدم الفصل بين غزة و الضفة، و المناطق الفلسطينية المختلفة، و سينضم للجنة ممثل عن وزارة المالية الفلسطينية ليكون مسئولا ضمن أعضاء صندوق الإعمار.
مخرجات تلك اللجنة هي توصيل رسالة عالمية مفادها أن الشعب الفلسطيني الأعزل هو من يدير شئونه و ليست الفصائل السياسية، لبطلان حجج نتنياهو الواهية التي يقوم بموجبها بحرب إبادة ضد الأخوة الفلسطينيين بقطاع غزة تحت زعم القضاء على حركة حماس.
الجميل في شأن تلك اللجنة هو وصول عدد المرشحين للانضمام لها لأكثر من 65 من بينهم 31 مرشح لمنصب رئيس اللجنة، مما يعطي مؤشرا إيجابيا بأن مستقبل الشعب الفلسطيني سيكون أفضل حالا.
و لكن السؤال الذي يدور بخلدي هو هل يسمح نتنياهو بتشكيل تلك اللجنة و تفعيل دورها على الأرض خاصة و أن من أهداف اللجنة اعتبار القدس جزء أصيل من الأراضي الفلسطينية و متابعة و إدارة شئونه كباقي المدن الفلسطينية؟ !
أعتقد أن نتنياهو سيحارب معركة الرمق الأخير و سيعمل جاهدا لمنع تفعيلها حتى لا تكون نهايته خاصة و أنه أتخذ من معركته في قطاع غزة ساترا حصينا حتى لا يتم تقديمه للمحاكمة و تهدئة أنصاره المتطرفين الذين يجيدون راحتهم في رؤية الدماء الفلسطينية مراقه لتمهيد الأرض لبدء تنفيذ المشروع القديم الحديث خِطَّة جيورا إيلاند.
ذلك المشروع الذي سبق و نشرت تفاصيله مرارا خلال عدة مقالات سابقة، الذي يهدف إلي إعادة ملك سليمان عليه السلام، الذي كان يحكم بشكل مطلق و إستطاع التوسع في سلطانه بالزواج من بنات ملوك الممالك المحيطة به و منهن ابنة الفرعون المصري حينذاك، وأُعتبر اليهود حينها هذا الزواج حلفاً سياسياً بين مملكة إسرائيل و مصر و بموجب هذا الزواج استطاع سيدنا سليمان عليه السلام فرض سيطرته على أرض كنعان و ما حولها وازدهرت مملكة إسرائيل نتيجة العلاقات التجارية والسياسية، و استعباد العالم من حولهم لذلك تسعى إسرائيل جاهدة لاستعادة ذلك الملك الذي ورد بالعهد القديم و لا يوجد دليل واضح على صحة وجود ذلك الملك في منطقة بين النهرين النيل و الفرات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القاهرة البيت الكبير المزيد تلک اللجنة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 45361 شهيدًا
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45361 شهيدًا وإصابة 107803 آخرين، منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.
وأكدت الصحة الفلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت نحو 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، مما راح ضحيتها 23 شهيدًا و39 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت الصحة الفلسطينية في تقريرها اليومي، أنه لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
يذكر أن، حركة حماس بدأت عملياتها العسكرية «طوفان الأقصى» ضد الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، وجاء ذلك كرد فعل على كافة الأعمال الإجرامية والمجازر المتنافية للقوانين الدولية التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي منتصف تلك الأحداث نفذت هدنة بين طرفي الصراع لمدة 7 أيام تقريبًا، وتم ذلك بوساطة جهود مصرية قطرية أمريكية، وشملت هذه الهدنة وقف إطلاق النار داخل قطاع غزة والحفاظ على أرواح الأطفال والمدنيين، بالإضافة إلى تبادل الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين المتواجدين في أيدي المقاومة والاحتلال الصهيوني.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ 445 ردًا على عملية طوفان الأقصى، مما أسفر عن وقوع أكثر من 54 ألف شهيد وآلاف المصابين والمفقودين.
اقرأ أيضاًالصحة الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي لإدخال المساعدات إلى مستشفى كمال عدوان
الصحة الفلسطينية تدين اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمركز طوارئ «سلواد»
الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 43985 شهيدا