نضال الكلمة السورية من قلب المعتقلات إلى فضاء الشهرة
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
كان السجن هو المعترك والبوتقة التي منها خرج العديد من الكتّاب والروائيين السوريين المعروفين على الساحة العربية الآن، وبعضهم حملتهم كتاباتهم عن المعتقلات على جناحي الشهرة إلى عوالم الأدب والقراء.
ينطبق هذا على الروائي السوري مصطفى خليفة صاحب رواية "القوقعة" الذي اعتقل في المطار وهو عائد من باريس حيث كانت أمه وأبوه في استقباله، بعد أن درس الإخراج السينمائي في فرنسا، لكنه لم يرهما، وخرج من باب آخر على المعتقل وحكم عليه 13 عاما بسبب تقرير دسه عليه زميله عن نكتة قالها وهو في البعثة عن الرئيس حافظ الأسد، ولما أفرج عنه، ذهب إلى البيت ولم يجد أمه وأباه حيث ذهبا لعالم آخر.
وكما يقول الروائي مصطفى خليفة:
"تاريخ سوريا منذ عام 1970، هو تاريخ سجون ومعتقلات وإعدامات ومجازر، ونسبة قليلة من العائلات السورية هي التي لم تكتوِ بهذه النار بشكل أو بآخر".
وكثير من الكتّاب والأدباء السوريين تعرضوا للمطاردات والتهديدات المتكررة والاعتقالات والملاحقات الأمنية، ولم يستثنِ نظام الأسد أحدا ما بين اعتقالات وتعذيب وتصفيات جسدية داخل المعتقلات وخارجها، منذ حكم حافظ الأسد، إلا أن حجم الوحشية تضاعف بشدّة عقب اندلاع الاحتجاجات الأولى للثورة في 2011، ومن خلال مظاهرات الكتّاب تضامنا مع الشعب قُبض على الكثير منهم، وارتكبت بحق بعضهم جرائم قتل وتصفية جسدية، كان ضحيتها الكاتب أكرم رسلان تحت التعذيب في أقبية أمن النظام في سبتمبر/أيلول (2015) وكانت الوفاة بعد أشهر قليلة من اعتقاله في عام 2013.
دير الزوروفي قلب مدينة دير الزور، نفذ عناصر النظام إعداما ميدانيا بحق الكاتب والروائي "إبراهيم خرّيط"، عضو رابطة الكتاب السورية مع ولديه سومر وراني وابني أخته، حيث قامت قوات الأمن السورية بتنفيذ حكم الإعدام ميدانيا بالكاتب هو وابنه سومر أمام عائلته وجيرانه بحي القصور بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2012 عقابا للكاتب على نشاطه السلمي في الثورة السورية وبسبب استنكاره العلني للجرائم التي ترتكبها كتائب الموت الأسدية وشبيحته، وفي نفس الوقت قامت فرق الإعدام في دير الزور بتنفيذ أكثر من 150 عملية إعدام ميدانية، ثم عادت فرق الموت وطاردت الابن الثاني للكاتب راني الخريط وأعدمته هو الآخر ميدانيا أمام نساء الأسرة وجيرانها، وكان شقيقه سومر الخريط طالبا بجامعة الفرات قسم الأدب الإنكليزي، ومن مؤلفات الكاتب إبراهيم الخريط:
إعلان "القافلة والصحراء" قصص- 1989. "الحصار" قصص- 1994. "قصص ريفية"- 1994. "الاغتيال" اتحاد الكتاب العرب- 1997.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، عثر على جثة الكاتب والروائي "محمد رشيد الرويلي" الرئيس السابق لاتحاد الكتاب العرب متفسخة بعد شهرين من اختطافه من قبل مخابرات النظام بدير الزور، فضلا عن اعتقال كل من الفنان والمؤلف محمد أوسو أكثر من مرة بسبب مشاركاته في المظاهرات، وجلال الطويل الذي تعرض للضرب من قبل الشبيحة إثر مشاركته في مظاهرة في حي الميدان الدمشقي.
وكان الاعتداء على فنان الكاريكاتير السوري، علي فرزات، صباح 25 أغسطس/آب 2011، بمثابة منحى جديد في نهج النظام، وما نتج عنه من تكسير وتهشيم أصابع يديه كان مؤشرا خطيرا على ما قد يحدث للسوريين لاحقا.
أما عن حالات الاعتقال، فالقائمة تطول كثيرا، وتعود إلى فترات مبكرة من عمر الثورة، وقبلها كما جرى مع الشاعر والكاتب فرج بيرقدار في سبتمبر/أيلول 2012:
الشاعر والروائي فرج بيرقدار، صاحب كتاب "الخروج إلى النهار" والذي سرد تجربته في كتاب "خيانات اللغة والصمت: تغريبتي في سجون المخابرات السورية" ولد عام 1951 اعتقل للمرة الأولى عام 1978 بسبب مشاركته في إصدار مطبوعة أدبية في جامعة دمشق، ثم اعتقل عام 1987 لانتمائه لحزب العمل الشيوعي، وبعد 6 سنوات أحيل إلى محكمة أمن الدولة العليا الاستثنائية في دمشق التي قضت بسجنه 15 عاما مع الأشغال الشاقة والحرمان من الحقوق المدنية والسياسية، وبعد 14 عاما من الاعتقال نجحت حملة دولية في دفع السلطات السورية للإفراج عنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2000.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سبتمبر أیلول عبد الرحمن دیر الزور
إقرأ أيضاً:
شباب الزور يتوَّج بكأس تجمع ثوبان السنوي الثاني
الثورة /عادل الطشي
أسدل الستار بمديرية الحدا -محافظة ذمار عن منافسات بطولة دوري شباب ثوبان السنوي الثاني الذي نظمه نخبة من شباب عزلة ثوبان برئاسة المهندس أبو مازن الكبر- رئيس اللجنة المنظمة وتحت إشراف مكتب الشباب والرياضة بالمديرية وبدعم مدير مجمع المتكامل لخدمات السيارات بالعاصمة صنعاء أحمد محمد الشلوف، وبمشاركة ثمان فرق مثلت عموم مناطق عزلة ثوبان.
حيث أقيم اللقاء النهائي الذي جمع فريقا شباب الزور وحزم الخراب، وشهد تنافساً قوياً بين الفريقين حتى الدقيقة 25 التي شهدت تسجيل الهدف الأول لفريق الحزم عبر لاعبه أيمن الكبر، وفي الشوط الثاني تحسن أداء الفريقين كثيرا وتبادلا الهجمات حتى الدقيقة 32 التي شهدت احتساب الحكم أبو يزن الميثالي ضربة جزاء لشباب الزور انبرى لها صافي الزوري ليضعها في المرمى معادلاً النتيجة، وفيما كان الجميع يتهيأ لخوض ركلات الترجيح، جاءت الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لتشهد تسجيل هدف الفوز لشباب الزور عبر لاعبه طارق فتشه وهي النتيجة التي انتهت بها المباراة ليتوَّج شباب الزور بكأس البطولة في نسختها الثانية تاركا مركز الوصافة والميداليات الفضية لحزم الخراب.
وعقب المباراة قام أحمد صالح الشلوف- مندوب راعي البطولة ورئيس اللجنة المنظمة ناصر الكبر وأعضاء اللجنة المنظمة بتكريم الفائزين كالتالي:
الأول/فريق شباب الزور كأس البطولة + شهادة مركز + ميداليات ذهبية، الثاني/فريق حزم الخراب ميداليات فضية + شهادة مركز، أفضل لاعب/محمد مبارك الكبر، أفضل حارس/عبدالله أحمد جبران، هداف البطولة/حسين عبدالله، اللاعب المثالي/عادل القديمي.
كما كرم شباب عزلة ثوبان واللجنة المنظمة راعي البطولة أحمد محمد الشلوف بدرع تقديراً وعرفاناً له نظير ما قدمه للبطولة، كما قدم شباب عزلة ثوبان واللجنة المنظمة شهادة شكر وتقدير للأخ عتيق الاسلمي راعي البطولة في نسختها الأولى التي أقيمت العام الماضي.