دفاع عن السنة النبوية: توضيح شبهة حول علاقة الرجال بالنساء في الإسلام
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
صرح الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، بأن هناك رواية متداولة تُنسب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي: "شاوروهنَّ وخالفوهنَّ"، موضحًا أن هذا الحديث لا أصل له من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأن معناه غير صحيح.
أدلة عدم صحة الحديث
قال الدكتور مرزوق: "هذا الحديث لا أصل له في السنة النبوية الشريفة، وقد أجمع العلماء المتخصصون في علم الحديث على ذلك.
ذكر الإمام الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة تحت رقم (76) أن هذا الحديث لا أصل له.
جاء في كتاب المصنوع في الحديث الموضوع للإمام علي القاري أن هذا الحديث غير ثابت بهذا اللفظ.
أكد الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (رقم 430) أن الحديث لا أصل له مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن معناه مخالف للواقع والتوجيهات النبوية الصحيحة.
أوضح مرزوق أن مثل هذه الروايات المكذوبة تُستخدم من قبل أعداء الإسلام لترويج شبهة أن الإسلام يعادي المرأة أو يقلل من شأنها. وأضاف: "هذا الادعاء باطل؛ فالسيرة النبوية مليئة بالأمثلة التي تبين احترام الإسلام لرأي المرأة وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمشورتها في مواقف عظيمة".
وأشار مرزوق إلى حادثة صلح الحديبية، عندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها. وقال: "كانت مشورتها رضي الله عنها أن يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذبح هديه حتى يقتدي به الصحابة. وقد استجاب النبي لمشورتها، وكانت بركة على المسلمين، حيث قام الصحابة بالتحلل بعد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك".
وأكدر مرزوق على أهمية التحقق من صحة الأحاديث قبل تداولها أو نشرها، مشيرًا إلى أنه قد سمع بنفسه بعض الدعاة يرددون هذا الحديث المكذوب. وأضاف: "نُذكّر الجميع بضرورة الرجوع إلى المصادر الصحيحة والمعتمدة، وعدم الاعتماد على روايات ضعيفة أو مكذوبة تسيء للسنة النبوية وتربك المسلمين".
اختتم الدكتور مرزوق حديثه بدعوة المسلمين إلى الاطلاع على كتب الأحاديث الصحيحة، مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم، ومراجعة ما كتبه العلماء في كتب الأحاديث الموضوعة، مثل الفوائد المجموعة وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، للحصول على معلومات موثوقة ومؤكدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرزوق الأحاديث الحديث النبي القرآن صحة الحديث النبی صلى الله علیه وسلم هذا الحدیث
إقرأ أيضاً:
هل على المرأة إثم لعدم الاعتناء بنفسها؟.. الأزهر للفتوى يكشف وصية النبي
أجابت الدكتورة إيمان قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن سؤال حول حكم تقصير المرأة في الاهتمام بصحتها وذاتِها، خاصة في حالات المرأة التي تهمل نفسها بسبب انشغالها بتلبية احتياجات أسرتها.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أنه لا يوجد حكم شرعي خاص بالمرأة في هذه الحالة، لافتة إلى أن الشريعة الإسلامية تحث الإنسان على الحفاظ على صحته.
واستشهدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى بما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة، قائلاً "قم ونم وصم وافطر، فإن لجسدك عليك حقًا"، وهذه الوصية تبيّن أن الإنسان يجب أن يعتني بنفسه وبصحته، وأن للجسد حقًا على صاحبه.
أمينة الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية حق أصيل للمرأة وليست أمرًا مستحدثًا
حكم خروج المرأة المعتدة من وفاة زوجها للعمل؟.. الإفتاء تجيب
هل تصح صلاة المرأة بجوار زوجها بسبب ضيق المكان؟.. الإفتاء توضح
أمين الفتوى: النقاب من العادات والحجاب واجب على المرأة شرعا
وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "من المعروف أن المرأة، وخاصة في المجتمع المصري، قد تتجاهل صحتها بشكل كبير بسبب انشغالها في خدمة بيتها وأطفالها، قد لا تشعر بالتعب أو الإرهاق إلا عندما يصبح هذا التعب شديدًا، ولكن من المهم أن تحافظ المرأة على صحتها وتستجيب لاحتياجات جسدها قبل أن يصبح التعب لا يُحتمل".
وأكدت أن الحفاظ على الصحة لا يعني فقط الوقاية من الأمراض، ولكن أيضًا الاهتمام بالعناية الجسدية والنفسية، مشيرة إلى أنه يجب على المرأة أن تتبع نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الجسد له حقوق، بما في ذلك أخذ فترات من الراحة والاعتناء بالنفس.
قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن الحجاب من الواجبات الشرعية؛ لقوله تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31].
حكم النقابوكان أمين الفتوى كتب منشورا عن حكم النقاب: أمَّا النقاب -والذي هو الغطاء الذي يوضع على وجه المرأة- فهو من قبيل العادات، ولا يُعَد إنكاره إنكارًا لما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ لقوله النبي: «لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين» (رواه البخاري).
وتابع: ولو كان الوجه والكف عورة ما حَرُم سترهما حال الإحرام؛ لقول النبي للسيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: «يا أسماء، إنَّ المرأة إذا بلغت الْمَحِيضَ لم تَصْلُحْ أن يُرَى مِنْهَا إلا هذا وهذا» وأشار إلى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ النبي (رواه أبو داود).
وأكدت دار الإفتاء أن النقاب ليس فرضًا ولكن الحجاب فرض مستشهدة بقوله تعالى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ والزي الشرعي المطلوب من المرأة المسلمة هو أي زي لا يصف ولايشف مفاتنَ جسد المرأة، ويستر الجسم كلًّهُ ما عدا الوجهَ والكفين، ولا مانع كذلك أن تلبس المرأة الملابسَ الملونة بشرط ألا تكون لافتةً للنظرِ أو تثيرُ الفتنة، فإذا تحققت هذه الشروط على أي زيِّ جاز للمرأة المسلمة أن ترتديَه وتخرج به.
ونصت المذاهب الأربعة على أنَّ النقاب ليس واجبًا، وأنه يجوز لها أن تكشفَ وجههَا وكفَّيهَا أخذًا من قول الله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]، وفسَّر جمهورُ العلماء من الصحابة ومَن بعدهم الزينةَ الظاهرةَ بالوجهِ والكفينِ، قال تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31].
النقاب في القرآنولم يرد نص من القرآن على وجوب النقاب روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلا تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ»، هذا الحديث فيه دلالة واضحة أن الوجه والكفين ليس بعورة لأن هناك اتفاق على كشفِهِما في الصلاةِ ووجوب كشفهما في الإحرامِ.
كما أنه من المعروف شرعًا أنه لا يمكن ولايجوز كشفِ العورةِ في الصلاة ووجوب كشفها في الإحرام، إن المرأة إذا سترت وجهها وكفيها فهو جائزٌ، وإن اكتفت بالحجاب الشرعي دون أن تغطي وجهها وكفيها فقد برِئت ذمتُها وأدت ما عليها من أمور دينية وشرعية.