الحديث النبوي: من هم الذين تحرم عليهم النار؟
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
في حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟» فسأله الصحابة: «بلى يا رسول الله»، فأجاب صلى الله عليه وسلم: «عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ، لَيِّنٍ، قَرِيبٍ، سَهْلٍ». (صحيح ابن حبان)
معنى الحديث وشرح الكلماتهذا الحديث الشريف يوضح لنا صفات بعض الأشخاص الذين تُحَرَّمُ عليهم النار يوم القيامة.
1. "هَيِّن":
يأتي من كلمة "الهون"، وهي تعني السهولة واللين في التعامل مع الناس. الشخص "الهين" هو الذي لا يصعب عليه أمر في الحياة ولا يحمل قلبه قسوة تجاه الآخرين. بل هو شخص بسيط ومتواضع.
2. "لَيِّن":
اللين ضد الخشونة، وتعني أن يكون الشخص حليمًا، قادرًا على التحمل والتفاهم مع الآخرين، بعيدًا عن الانفعال والغضب. الشخص "اللين" هو الذي يتعامل مع المواقف والأشخاص بمرونة وصبر.
3. "قَرِيب":
أي أن الشخص يكون قريبًا من الناس في علاقاته، ويميل إلى مجالستهم وملاطفتهم. الشخص "القريب" هو الذي يسعى للتواصل مع الآخرين ويُظهر عاطفته لهم، ما يجعلهم يشعرون بالراحة والألفة.
4. "سَهْل":
يعني أن الشخص سهل المعاملة، لا يحمل في قلبه صعوبة تجاه الآخرين. فهو يساعدهم في قضاء حوائجهم بسهولة وبدون تردد. الشخص "السهل" هو الذي لا يعقّد الأمور ويقدم يد العون للآخرين دون تأخير أو تعسف.
في هذا الحديث الشريف، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد بوضوح مجموعة من الصفات التي يتمتع بها المؤمن الذي يُحَرَّمُ عليه عذاب النار.
من خلال هذا الحديث، يتضح أن الإسلام يحث على التسامح والرفق في التعامل مع الآخرين، ويشجع على أن يكون المسلم شخصًا سهلًا في حياته الاجتماعية، لا يكلف الآخرين أعباءً أو صعوبات.
3 فضائل مستفادة من الحديثالرفق في التعامل مع الناس:
يُظهر هذا الحديث أهمية الرفق واللين في العلاقات الإنسانية. فإذا كان الشخص يتمتع باللين والتفاهم مع الآخرين، فإنه يبتعد عن النزاعات ويعمل على بناء علاقات طيبة.
التيسير في قضاء حوائج الناس:
الحديث يلفت نظرنا إلى أن المؤمن يجب أن يسعى لتسهيل الأمور على الآخرين، وأن يكون عونًا لهم في الأوقات الصعبة، وهو بذلك يحقق معاني التعاون والتآزر.
البساطة والتواضع:
الحديث يؤكد على أن التواضع والبساطة في التعامل مع الناس، وعدم تعقيد الأمور، من السمات التي يحبها الله ورسوله، وتؤدي إلى النجاة من عذاب النار.
إن هذا الحديث يوضح لنا الطريقة المثلى للتعامل مع الناس في حياتنا اليومية، من خلال التحلي بالصفات الأربعة المذكورة، يمكن للمؤمن أن يكون قريبًا من الله سبحانه وتعالى، وأن يكسب رضا الله ورسوله، مما يضمن له النجاة من النار في الآخرة. لذلك، علينا أن نتذكر دائمًا هذه الصفات ونحاول تطبيقها في حياتنا اليومية، لنكون من الذين تُحَرَّمُ عليهم النار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي حديث النبي تحرم عليهم النار النار فی التعامل مع مع الآخرین هذا الحدیث مع الناس أن یکون هو الذی
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الاقتراض لأداء فريضة الحج؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل
ورد سؤال إلى دار الإفتاء حول مدى جواز الاقتراض لأداء فريضة الحج، وجاءت الإجابة لتؤكد اتفاق الفقهاء أنه لا يجب على المسلم أن يقترض لأداء الحج.
ونقل الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" هذا الاتفاق بقوله: "لا يجب عليه استقراض مالٍ يحج به، بلا خلاف".
ومع ذلك، لا مانع من الاقتراض للحج بشرط أن يكون الشخص مطمئنًا لقدراته على سداد الدين، دون أن يتسبب ذلك في ضرر لمن يعولهم أو يؤثر سلبًا على معيشتهم.
ونُقل عن بعض السلف النهي عن الاقتراض لهذا الغرض، فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه قال: "يسترزق الله ولا يستقرض"، وكانوا يرون أن الاستدانة لا تجوز إلا إذا وُجدت القدرة على السداد.
وفي مذهب الشافعية، لا حرج على من اقترض للحج إذا كان لديه ما يوفّي به الدين وكان الدائن راضيًا بذلك.
أما الحنفية، فذهبوا إلى وجوب الاستقراض في حالة ما إذا كان الحج قد وجب على الشخص لكنه فرّط حتى فاتته الاستطاعة، حتى ولو لم يكن قادرًا على السداد، بينما يرى المالكية أن الاقتراض مكروه أو محرم إن لم يكن للمقترض قدرة على السداد.
ومن مجمل الآراء يتضح أن الحكم يختلف حسب حال الشخص: فإن كان القرض سيؤدي إلى تحميله أو من يعولهم فوق طاقتهم، أو يعرضهم للفتن أو المشقة، فالأرجح تحريمه.
أما إذا كان القرض سيعطله عن الطاعات والمكارم فالأرجح كراهته، لكن إذا غلب على الظن قدرة المقترض على السداد دون ضرر له أو لأسرته، فلا بأس حينها من الاقتراض، ولا يكون فيه حرمة ولا كراهة.
وفي جميع الأحوال، ومع اختلاف الأحكام بتنوع الظروف، فإن من حج بمال اقترضه فله أجر الحج بإذن الله، وتسقط عنه الفريضة إذا كانت هذه الحجة هي حجة الإسلام.