صحيفة الاتحاد:
2024-09-19@03:52:50 GMT

الثقافة وتعزيز الوعي بالاستدامة

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
لاشك في أهمية الثقافة ضمن أساسيات الحياة، وأبجديات سلوك الفرد وتمثّله لنفسه والعالم، وكعنصر مؤسس للهوية الفردية والاجتماعية. ولهذا كان من أولويات جهود اليونسكو إدراج الثقافة ضمن جدول أعمالها الدولي للتنمية المستدامة، وذلك في سياق أهداف التنمية التي اعتمدتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015.

فترسيخ الثقافة ضمن أولويات التنمية، وفي عمق القيم الإنسانية، من شأنه أن يعزز صياغة إدراك واعٍ مُلهم باستمرارية استدامة موارد حياة أكثر فاعلية وإيجابية وعطاء. فتوظيف الثقافة واحتضانها وتطويرها، كممارسات وقيم، وسيلة ملهمة للمساهمة في تحقيق رؤية التنمية المستدامة من حيث الأفكار والعمل الإبداعي والإدراك الواعي والطرح البنَّاء، وأن يكون هناك مجتمع إنساني قادر على الاستجابة للتحديات الراهنة ومواكبة المستجدات التي تؤثر على الحياة والإنسان في كل مكان. ومن أهداف التنمية المستدامة تعزيز المبادرات المجتمعية الخلّاقة ما يفضي بالتالي إلى حضور دائم ومستمر للثقافة في مشهد الاستدامة.

رسالة توعوية
وفي هذا السياق قال الدكتور سيف راشد الجابري، رئيس اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب: إن الحديث عن مفهوم الثقافة حديث متصل بالتجديد لأن أوجه الثقافة مرنة ومتعددة بين الثوابت والمتغيرات، ونحن في زمن العولمة والتطور المادي والمعنوي، وخاصة أن الشبكة العنكبوتية أوجدت ثقافات مختلفة، هذا فضلاً عن سهولة انتقال البشر اليوم عبر العالم مما يزيد من سرعة تبادل مختلف صور الثقافة والمعرفة بين الناس في مختلف قارات العالم. ولذلك فإن للثقافة اليوم الكثير مما تستطيع تقديمه خدمة للاستدامة، بما في ذلك استدامة العمل الثقافي نفسه. وتابع الجابري: إن للثقافة رسالة توعوية، وهي وعاء عميق تجتمع فيه كافة أطياف المجتمع البشري بكل معتقداتهم وأعراقهم، وهي قادرة على تعظيم مختلف أوجه الالتقاء بين الناس، وجمعهم على مصالح مشتركة، وهي الخيار الأمثل في بناء المجتمع وسعادته وتلاقيه مع مختلف الشعوب. ونحن في الإمارات دولة التميز والإبداع الساعية إلى نشر قيم الثقافة والحوار الهادف والبناء والتسامح الفكري وقيم الحكمة، نعمل بمقتضى كل ذلك من خلال المشاركة الفاعلة وترسيخ ثقافة قبول الآخر والشراكة معه في كل ما من شأنه تحقيق التطلعات الإنسانية الجامعة.

أخبار ذات صلة 1 سبتمبر آخر موعد للمشاركة بجوائز «أبوظبي للأعمال المستدامة» «اقتصادية أبوظبي» و«&e المؤسسات» تدعمان الثورة الصناعية الرابعة والاستدامة

وبدورها قالت الدكتورة فاطمة المعمري: تعدّ الاستدامة أحد أهم التحديات التي تواجهها البشرية في القرن الحادي والعشرين، وتشمل  في إطارها الخارجي المحافظة على الموارد الطبيعية والبيئة وضمان تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، لافتة إلى أن الثقافة من أهم العناصر التي يمكن أن تعزز الاستدامة، فعلى رغم أن البحث عن حلول تكنولوجية واقتصادية لتحقيق الاستدامة أمر ضروري، إلا أن الثقافة تلعب أيضاً دوراً أساسياً في تحقيق هذا الهدف، وذلك لأن أول ما يؤثر في وعي المجتمعات وفكرها هو الإنتاج الثقافي الإبداعي، ومن ثمّ فقد كان للثقافة دائماً دور محوري في توعية الجمهور وتغيير السلوك نحو اتخاذ قرارات أكثر استدامة. 
وقالت المعمري: القصص والفنون والتراث يمكنها أن تغرس قيم  التنوع الثقافي والاجتماعي مما يساهم في تعزيز التعايش والتفاهم البيئي والإنساني بين مجتمعات مختلفة. ومن خلال الاستراتيجيات الثقافية يمكننا أن نعمل على تطوير المفاهيم الاستدامية عن طريق الفن والأدب والفلسفة. وهذه المفاهيم يمكن أن تلهم حلاً جديداً لبعض التحديات البيئية والاقتصادية، وكذلك الحفاظ على الممتلكات الثقافية والتراثية.

مواكبة الاستدامة
من جانبها قالت الكاتبة نورة عبدالله الطنيجي: أصبحت الثقافة الآن تلعب دوراً مؤثراً في مواجهة مختلف تحديات العالم المُعاصر. فمشترك القيم والمعرفة هو النواة الحقيقية لثقافة الشعوب من مختلف البقاع والأوطان والأزمان، وعليه تندرج التنمية المعرفية والإدراك الثقافي في مواكبة الاستدامة وتحدياتها الآنية في ظل النهضة المعرفية الثقافية، وخصوصاً في الإمارات حيث نحقق أهداف الاستدامة وضمن منهجية الرؤى الحالية والمستقبلية. ويبرز هنا دور مَن يمكن أن نُطلق عليهم الجيل الواعد المُتعمّق في حُب الاستطلاع الاستشرافي لبعض التخصصات وموارد المعرفة مثل علم الفضاء، والتكنولوجيا الحديثة، والعالم الرقمي والأتمتة، وعالم الذكاء الاصطناعي وهو جيل ذو دور وحضور في مختلف مجالات المعرفة والثقافة المتجددة.
ومن هذا المنطلق، ينتظر العمل الثقافي دور محوري في كل ما يخدم المجتمع في مواكبة التنمية المستدامة وصناعة المستقبل، والإسهام في بناء إبداعات تعتمد على الأفكار المعنية بالاستدامة وخلق ثروة إبداعية ثقافية تتمحور حول الكتابة وبث الفنون المرئية عن التنمية المستدامة أو أساسيات الاستدامة وأهميتها في مختلف الميادين ولكل فئات المجتمع. ويبقى مجال الثقافة واسعاً ويمكن أن يشمل، في هذا المقام، العديد من المعاني والمرادفات المختلفة والمتنوعة سواء «ثقافة الاستدامة» أو «ثقافة التنمية المستدامة» أو «ثقافة جيل الطفرة التكنولوجية»، ولكن تبقى الثقافة في كل الأحوال أساس الوعي والاستلهام للوصول إلى التمكين الفكري للعلوم والمعارف والمهارات؛ ولذا فإن للثقافة دوراً منتظراً في كل هذا وفي مقدمته «الاستدامة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الثقافة الاستدامة التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

المنشاوي يستقبل رئيس جامعة المنصورة والملحق الثقافي الأسبق بباريس لتعزيز التعاون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، في مكتبه، الدكتور شريف يوسف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، والملحق الثقافي بالسفارة الفرنسية بباريس الأسبق، لبحث سُبل تعزيز أوجه التعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعتين، بحضور الدكتور دويب صابر، عميد كلية الحقوق، والدكتور رجب الكحلاوي وكيل كلية الحقوق لشؤون التعليم و الطلاب، والدكتور ثروت عبد العال، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة أسيوط والعميد الأسبق لكلية الحقوق بجامعتي جنوب الوادي وأسوان.

  وشهد اللقاء حوارًا حول العلاقات التعليمية والثقافية، وناقش الطرفان أهمية تعزيز التعاون الثقافي والعلمي، خاصة أن الجامعتين تتمتعان بمكانة دولية مرموقة وتظهران في مكانة متقدمة فى التصنيفات الدولية.

وأكد الدكتور المنشاوي، حرص إدارة الجامعة على مد جسور التعاون مع مختلف الجامعات، والمؤسسات التعليمية والبحثية محليًا ودوليًا، واستحداث برامج، وتخصصات جديدة تواكب سوق العمل الحالي والمستقبلي محليًا، وإقليميًا، وعالميًا، وهو ما يتوافق مع ستراتيجيتها في الانفتاح علي كبرى الجامعات والثقافات العالمية؛ للإفاده من التجارب، والخبرات المشتركة، مما ينعكس على تحسين مخرجات التعليم والبحث العلمي. 

 وأكد الدكتور المنشاوي أن الوضع الحالي لجامعة أسيوط يشهد تطورات كبيرة في كافة القطاعات، لافتًا أن الجامعة من الجامعات العريقة التي تهدف إلى تقديم تعليم عالٍ يدعم الابتكار، ويخلق جيل قادر علي الريادة إقليميًا وعالميًا، وتؤمن بأهمية التعاون العلمي والأكاديمي والخدمي والبحثي، مشيدًا بالسمعة المتميزة، والمكانة العلمية المرموقة التي تحظى بها جامعة المنصورة، من الناحية العلمية، والطبية، ودورها المتميز في منظومة التعليم الجامعي.

وأعرب الدكتور يوسف خاطر عن سعادته بالتواجد داخل جامعة أسيوط، إحدى الصروح التعليمية الرائدة، مشيدًا بما تتمتع به من كوادر، وأساتذة متميزين فى مختلف التخصصات، مؤكدًا على ترحيب جامعة المنصورة بتعزيز أواصر التعاون القائم مع جامعة أسيوط، وفتح آفاق جديدة فى مختلف التخصصات.  

وأهدى الدكتور المنشاوي درع الجامعة إلى الدكتور شريف خاطر لجهوده المتميزة وحرصه الدائم على تعزيز التعاون القائم بين الجامعتين، متمنيًا له دوام التوفيق والسداد.

جدير بالذكر أن رئيس جامعة المنصورة يشارك في مناقشة رسالتي دكتوراه  بكلية الحقوق، الأولى مقدمة من الباحثة أسماء سعد أبو المكارم، المدرس المساعد بقسم القانون العام بعنوان "سلطة الإدارة في مفاوضات عقود المشاركة"، وأخرى بعنوان الاتجاهات الحديثة لاختصاص القضاء الدستوري بالتفسير "دراسة تحليلية مقارنة" والمقدمة من الباحث عبد الفتاح سعيد صادق، المدرس المساعد بقسم القانون العام.

مقالات مشابهة

  • المنشاوي يستقبل رئيس جامعة المنصورة والملحق الثقافي الأسبق بباريس لتعزيز التعاون
  • 750 خبيرًا يُثرون نقاشات "مؤتمر عُمان للكهرباء والطاقة".. وقضايا الاستدامة بالصدارة
  • الرقعة الخضراء.. عنوان الجمال وتعزيز الاستدامة
  • "جلال" يوافق على استضافة مؤتمر أدباء مصر العام لتكون الإسماعيلية "عاصمة للثقافة المصرية"
  • الشرقية تسابق الزمن للقضاء على الأمية.. الخطة تستهدف حل الكثير من القضايا وتعزيز الوعي لدى المواطن
  • مبادرة لرفع مستوى الوعي بالذوقيات في وسائل النقل بالشرقية
  • معهد الإمارات المالي يطلق برنامج "القيادة المستدامة في القطاع المالي"
  • ابتكارات طلابية ناشئة تعزز الوعي المالي باستخدام التكنولوجيا وتحقق ريادة أعمال
  • موسيقى وكتابة إبداعية في ورش الأسبوع الثقافي للموهوبين بالإسماعيلية
  • برنامج موهبتي.. ينير المجمع الثقافي بالمواهب الشابة