صحيفة الاتحاد:
2025-02-02@10:42:23 GMT

الثقافة وتعزيز الوعي بالاستدامة

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
لاشك في أهمية الثقافة ضمن أساسيات الحياة، وأبجديات سلوك الفرد وتمثّله لنفسه والعالم، وكعنصر مؤسس للهوية الفردية والاجتماعية. ولهذا كان من أولويات جهود اليونسكو إدراج الثقافة ضمن جدول أعمالها الدولي للتنمية المستدامة، وذلك في سياق أهداف التنمية التي اعتمدتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015.

فترسيخ الثقافة ضمن أولويات التنمية، وفي عمق القيم الإنسانية، من شأنه أن يعزز صياغة إدراك واعٍ مُلهم باستمرارية استدامة موارد حياة أكثر فاعلية وإيجابية وعطاء. فتوظيف الثقافة واحتضانها وتطويرها، كممارسات وقيم، وسيلة ملهمة للمساهمة في تحقيق رؤية التنمية المستدامة من حيث الأفكار والعمل الإبداعي والإدراك الواعي والطرح البنَّاء، وأن يكون هناك مجتمع إنساني قادر على الاستجابة للتحديات الراهنة ومواكبة المستجدات التي تؤثر على الحياة والإنسان في كل مكان. ومن أهداف التنمية المستدامة تعزيز المبادرات المجتمعية الخلّاقة ما يفضي بالتالي إلى حضور دائم ومستمر للثقافة في مشهد الاستدامة.

رسالة توعوية
وفي هذا السياق قال الدكتور سيف راشد الجابري، رئيس اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب: إن الحديث عن مفهوم الثقافة حديث متصل بالتجديد لأن أوجه الثقافة مرنة ومتعددة بين الثوابت والمتغيرات، ونحن في زمن العولمة والتطور المادي والمعنوي، وخاصة أن الشبكة العنكبوتية أوجدت ثقافات مختلفة، هذا فضلاً عن سهولة انتقال البشر اليوم عبر العالم مما يزيد من سرعة تبادل مختلف صور الثقافة والمعرفة بين الناس في مختلف قارات العالم. ولذلك فإن للثقافة اليوم الكثير مما تستطيع تقديمه خدمة للاستدامة، بما في ذلك استدامة العمل الثقافي نفسه. وتابع الجابري: إن للثقافة رسالة توعوية، وهي وعاء عميق تجتمع فيه كافة أطياف المجتمع البشري بكل معتقداتهم وأعراقهم، وهي قادرة على تعظيم مختلف أوجه الالتقاء بين الناس، وجمعهم على مصالح مشتركة، وهي الخيار الأمثل في بناء المجتمع وسعادته وتلاقيه مع مختلف الشعوب. ونحن في الإمارات دولة التميز والإبداع الساعية إلى نشر قيم الثقافة والحوار الهادف والبناء والتسامح الفكري وقيم الحكمة، نعمل بمقتضى كل ذلك من خلال المشاركة الفاعلة وترسيخ ثقافة قبول الآخر والشراكة معه في كل ما من شأنه تحقيق التطلعات الإنسانية الجامعة.

أخبار ذات صلة 1 سبتمبر آخر موعد للمشاركة بجوائز «أبوظبي للأعمال المستدامة» «اقتصادية أبوظبي» و«&e المؤسسات» تدعمان الثورة الصناعية الرابعة والاستدامة

وبدورها قالت الدكتورة فاطمة المعمري: تعدّ الاستدامة أحد أهم التحديات التي تواجهها البشرية في القرن الحادي والعشرين، وتشمل  في إطارها الخارجي المحافظة على الموارد الطبيعية والبيئة وضمان تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، لافتة إلى أن الثقافة من أهم العناصر التي يمكن أن تعزز الاستدامة، فعلى رغم أن البحث عن حلول تكنولوجية واقتصادية لتحقيق الاستدامة أمر ضروري، إلا أن الثقافة تلعب أيضاً دوراً أساسياً في تحقيق هذا الهدف، وذلك لأن أول ما يؤثر في وعي المجتمعات وفكرها هو الإنتاج الثقافي الإبداعي، ومن ثمّ فقد كان للثقافة دائماً دور محوري في توعية الجمهور وتغيير السلوك نحو اتخاذ قرارات أكثر استدامة. 
وقالت المعمري: القصص والفنون والتراث يمكنها أن تغرس قيم  التنوع الثقافي والاجتماعي مما يساهم في تعزيز التعايش والتفاهم البيئي والإنساني بين مجتمعات مختلفة. ومن خلال الاستراتيجيات الثقافية يمكننا أن نعمل على تطوير المفاهيم الاستدامية عن طريق الفن والأدب والفلسفة. وهذه المفاهيم يمكن أن تلهم حلاً جديداً لبعض التحديات البيئية والاقتصادية، وكذلك الحفاظ على الممتلكات الثقافية والتراثية.

مواكبة الاستدامة
من جانبها قالت الكاتبة نورة عبدالله الطنيجي: أصبحت الثقافة الآن تلعب دوراً مؤثراً في مواجهة مختلف تحديات العالم المُعاصر. فمشترك القيم والمعرفة هو النواة الحقيقية لثقافة الشعوب من مختلف البقاع والأوطان والأزمان، وعليه تندرج التنمية المعرفية والإدراك الثقافي في مواكبة الاستدامة وتحدياتها الآنية في ظل النهضة المعرفية الثقافية، وخصوصاً في الإمارات حيث نحقق أهداف الاستدامة وضمن منهجية الرؤى الحالية والمستقبلية. ويبرز هنا دور مَن يمكن أن نُطلق عليهم الجيل الواعد المُتعمّق في حُب الاستطلاع الاستشرافي لبعض التخصصات وموارد المعرفة مثل علم الفضاء، والتكنولوجيا الحديثة، والعالم الرقمي والأتمتة، وعالم الذكاء الاصطناعي وهو جيل ذو دور وحضور في مختلف مجالات المعرفة والثقافة المتجددة.
ومن هذا المنطلق، ينتظر العمل الثقافي دور محوري في كل ما يخدم المجتمع في مواكبة التنمية المستدامة وصناعة المستقبل، والإسهام في بناء إبداعات تعتمد على الأفكار المعنية بالاستدامة وخلق ثروة إبداعية ثقافية تتمحور حول الكتابة وبث الفنون المرئية عن التنمية المستدامة أو أساسيات الاستدامة وأهميتها في مختلف الميادين ولكل فئات المجتمع. ويبقى مجال الثقافة واسعاً ويمكن أن يشمل، في هذا المقام، العديد من المعاني والمرادفات المختلفة والمتنوعة سواء «ثقافة الاستدامة» أو «ثقافة التنمية المستدامة» أو «ثقافة جيل الطفرة التكنولوجية»، ولكن تبقى الثقافة في كل الأحوال أساس الوعي والاستلهام للوصول إلى التمكين الفكري للعلوم والمعارف والمهارات؛ ولذا فإن للثقافة دوراً منتظراً في كل هذا وفي مقدمته «الاستدامة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الثقافة الاستدامة التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

جامعة حلوان تعزز الوعي الثقافي| مشاركة طلابية واسعة في معرض القاهرة للكتاب

واصلت جامعة حلوان مشاركتها الفعالة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، من خلال تنظيم زيارات طلابية منظمة تحت رعاية الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة، الدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور أحمد عليق، مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، وبإشراف العقيد عماد حمدي، مدير إدارة التربية العسكرية.

أكد الدكتور السيد قنديل على أن "هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية الجامعة الشاملة لتعزيز التنمية الثقافية والمعرفية للطلاب. فمعرض الكتاب ليس مجرد حدث ثقافي عابر، بل هو منصة حضارية تعكس مكانة مصر الريادية في المشهد الثقافي العربي والعالمي."

وتضمنت الزيارة جولة خاصة في جناح وزارة الدفاع، حيث استمع الطلاب إلى شرح تفصيلي عن تاريخ القوات المسلحة المصرية وبطولاتها عبر العصور، وتعرفوا على أبرز المعارك والانتصارات التي سطرها الجيش المصري في سجل التاريخ، مما عزز من روح الانتماء والفخر لدى الطلاب بقواتهم المسلحة.

وتأتي هذه الزيارات ضمن خطة الجامعة لتفعيل الأنشطة الطلابية خلال إجازة نصف العام الدراسي، حيث تهدف إلى تعزيز مهارات الطلاب وفتح آفاق جديدة للمعرفة والإبداع. وقد أتاحت هذه المبادرة للطلاب فرصة فريدة للتواصل المباشر مع أحدث الإصدارات الثقافية والعلمية والأدبية.

وعبر الطلاب المشاركون عن امتنانهم العميق لإدارة الجامعة لإتاحة هذه الفرصة الثمينة، مؤكدين أن الزيارة مكنتهم من الاطلاع على مجموعة متنوعة من المؤلفات القيمة التي تثري معارفهم وتوسع مداركهم.

وتشهد الدورة الحالية للمعرض مشاركة غير مسبوقة، حيث تضم 1345 داراً للنشر من 80 دولة، مع حضور 6150 عارضاً يقدمون أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية. كما يتضمن المعرض برنامجاً ثقافياً حافلاً يشمل أكثر من 600 فعالية متنوعة، مما يجعله منصة ثقافية شاملة تدعم رؤية مصر 2030 وأهداف الجمهورية الجديدة في تعزيز الثقافة والمعرفة.

مقالات مشابهة

  • «الحرفي المتدرب».. صون الموروث وتعزيز الهوية
  • التعليم العالي: مصر تعزز شراكاتها الدولية في التعليم والبحث العلمي لتحقيق التنمية المستدامة
  • جامعة حلوان تعزز الوعي الثقافي| مشاركة طلابية واسعة في معرض القاهرة للكتاب
  • يمني ضمن 100 شخصية عربية الأكثر تأثيرًا في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2024
  • القاهرة تستضيف المؤتمر الإقليمي للرعاية البديلة لتعزيز دور التنمية المستدامة
  • المشاط تبحث مع وكيل خطة النواب جهود تنفيذ خطط التنمية المستدامة
  • بغداد تتوج عاصمة للثقافة الرياضية العربية 2025 بحضور وزراء الشباب والرياضة العرب
  • أسوان في 24 ساعة..انطلاق منتدى الأعمال والاستثمار..وتسليم أجهزة للعرائس وتعزيز السياحة الريفية المستدامة
  • هنو: القاهرة المقر الأساسي للثقافة العربية
  • رئيس وزراء العراق: نسعى لتوثيق التكامل مع مصر خاصة بعد التنمية المستدامة