مبارك عمّان.. تشكيل بألوان الأساطير
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
محمد نجيم (الرباط)
أعمال الفنان والتشكيلي المغربي مبارك عمان التي قدمها مؤخراً في رواق بمدينة طنجة، مستقاة من التاريخ القديم حيث يستدعي رسوم إنسان الكهف بحمولة جمالية تحاكي الحقيقة والواقع وتطرح أفكار ورؤى ذلك الإنسان القديم الذي واجه تحديات الطبيعة وشراسة الحياة، من حروب ومجاعات وأوبئة، كما نجح الفنان أيضاً في رسم أعماله بمواد مستخلصة من الطبيعة كالحناء والتراب والخشب ومواد أخرى.
إن الخيط الناظم في أعمال الفنان مبارك عمان هو ذلك التعلق الشديد بتعقب القدامى وخربشاتهم على جدران الكهوف والصخور في أعالي الجبال وقممها، فكل خربشة هي رسالة وصرخة معبرة عن المصير المشترك للإنسان في كل الأمكنة والأزمنة.
ونجد في لوحات مبارك عمّان بعض عناصر عالمه الملوّن. والنتيجة هي انطباع غامض وجميل سرعان ما يتسرب إلى ذواتنا ويجعلنا نظن أننا أمام لوحة مقدودة من جدار أثري سبقت رؤيته، لولا تلك اللمسة الفنتازية التي يضفيها الفنان على لوحته ويجمع بواسطتها مختلف عناصرها.
وقد وصف أعماله الفنان والناقد عزيز أزغاي قائلاً: لتحقيق هذه الغاية الجمالية، يراهن مبارك عمّان تقنياً على عدد من المفردات والوسائط الشكلية الكفيلة ببث روح القدم في الجديد والمنتهي في الطارئ، مثل استعماله في التلوين الصبغات الطبيعية، وتثبيته قطعاً نحاسية ومساحيق ترابية، وعمله فوق هذه التركيبة المختلطة وفقاً لمتوالية لونية غالباً ما تتراوح بين الأزرق السماوي والأحمر الآجوري، وتميل إلى اللمسة الخفيفة، المتوارية والموزعة فوق سند القماش برهافة واضحة.
ومن هذه الزاوية يمكننا قراءة وتفسير أشكال وهيئات تلك الحيوانات والكائنات التي تبدو في لوحة الفنان مشطورة بين أحاسيس متضاربة: إذ تبدو مألوفة بقدر ما هي غريبة، واضحة بقدر ما هي هلامية، ومكتملة بقدر ما هي ناقصة، وهي إلى هذا تعكس ذلك الصراع بين الخير والشر الذي سكن العالم ورافق الإنسان منذ أبجدياته اللونية الأولى وحتى مغامراته الرقمية الراهنة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفن التشكيلي المغرب الفنون التشكيلية
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة بأسيوط تحتفي بالمسيرة الإبداعية لـ صلاح جاهين
شهد قصر ثقافة أسيوط لقاء ثقافيا احتفاء بالمسيرة الإبداعية للشاعر والفنان صلاح جاهين، ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وبرنامج وزارة الثقافة للاحتفاء بجاهين أحد أيقونات الإبداع المصري.
أقيمت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وبدأت بعزف السلام الوطني، أعقبه كلمة في مستهل اللقاء ألقتها د. صفاء حمدان، مدير القصر، وأكدت أن صلاح جاهين لم يكن مجرد مبدع، بل حالة فنية متكاملة ومصدر إلهام لا ينضب، مشيرة إلى أن أعماله ستظل نابضة بالحياة، تعبر عن أحلام الإنسان البسيط وأوجاعه.
وخلال كلمته، ألقى الكاتب د. حسام الدين عبد العزيز الضوء على فلسفة أعمال جاهين الفنية، موضحا أن مسيرته الإبداعية أسطورة فنية تحتاج إلى سنوات لسردها، نظرا لتعدد مواهبه التي جمعت بين الشعر، ورسم الكاريكاتير، والتمثيل، وكتابة الأغاني.
وأضاف أن جاهين تميز بأسلوب بسيط ومكثف، يصل إلى القلب بسرعة، ما جعل أعماله متفردة في المشهد الثقافي المصري.
نفذ اللقاء ضمن أنشطة إقليم وسط الصعيد الثقافي، بإشراف جمال عبد الناصر، مدير عام الإقليم، من خلال فرع ثقافة أسيوط بإشراف خالد خليل، واختتم بنقاش حول الإرث الفني لصلاح جاهين، حيث أكد المشاركون أن أشعاره ورسوماته الكاريكاتيرية لا تزال خالدة في وجدان المصريين، لما تحمله من تعبير صادق عن أحلامهم وآمالهم، مما جعله واحدا من أبرز رموز الثقافة المصرية في العصر الحديث.