شيف مصرية سفيرة للطعام الكوري بالقاهرة
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
اختارت الشيف المصرية ثريا جمال أن تكون سفيرة للطعام الكوري في القاهرة، ملتزمة بنشر أطباق غريبة عن المطبخ المصري من حيث المكونات والطعم والشكل. ورغم ابتعاد الأطعمة الكورية عن المطبخ المحلي، فوجئت بإقبال كبير من محبي الثقافة الكورية في القاهرة. ولم يكن الهدف فقط تذوق الأطباق التي تقدمها، بل أيضاً تعلم إعدادها من خلال ورش العمل التي تنظمها.
تعود بداية اهتمام ثريا بالأطعمة الكورية إلى أكثر من 10 سنوات، حيث كانت في إحدى الدول العربية عندما بدأ شغفها بالثقافة الكورية يتزايد بعد مشاهدة مسلسل "أغاني الشتاء". وتقول "لفتتني الأطعمة التي ظهرت في المسلسل، فكنت مفتونة بكل ما يتعلق بالكوريين، ولاحظت في أحد الأيام معدة طعام كورية تُدعى مانجشي، مقيمة في الولايات المتحدة، تابعتها عن كثب عبر يوتيوب. قررت أن أجرب الأطباق التي تقدمها، ولكنني واجهت صعوبة في العثور على المكونات الأصلية في ذلك الوقت. وبعد عودتي إلى مصر، التقيت سيدة كورية تجلب المنتجات من بلادها، فاستعنت بها وبدأت في تجربة وصفات حلال، وكان الطعم يفاجئني في كل مرة".
ورغم أن ثريا تخرجت في كلية التجارة وعملت في مجال دراستها بالبنك وفي شركة ألبان كبيرة، فإن وصية والدها قبل وفاته أعادتها إلى شغفها الأول. وتقول "نصحني والدي بفتح مشروعي الخاص على الإنترنت لبيع الطعام الكوري. وبدأت بتنفيذ فكرته، ولكنني لم أتوقف عند ذلك. وشاركت في العديد من المسابقات المحلية والعالمية لإعداد الأطعمة الكورية، وحضرت دورة لتعلم إعداد الطعام الكوري مع شيف كورية للحصول على شهادة معتمدة. وعام 2023، تم اختياري كواحدة من أفضل 8 شخصيات تروج للثقافة الكورية حول العالم، كما تم اختياري ضمن أفضل 10 داعمين رقميين للثقافة الكورية من قبل السفارة الكورية في مصر هذا العام".
إعلان عالم الطعام الكوري الساحرقررت فاطمة الزهراء بدوي الالتحاق بدورات تدريبية لإعداد الطعام الكوري كواحدة من عشرات قررن التعلم ضمن الورش التي تقدمها الشيف ثريا، تقول للجزيرة نت "تعلمت إعداد الأكل الكوري بعدما رأيت مدى ارتباطه بثقافتهم وتقاليدهم، كما أنه لذيذ وصحي، وأجمل ما فيه هو مشاركة الأطباق على السفرة مما يخلف أجواء اجتماعية جميلة".
وتابعت "بدايتي كانت مع أكلات بسيطة مثل الكيمباب الذي يتكون من أرز مطهو، وأعشاب بحرية مجففة، وخضراوات كالجزر والخيار، والبيض، وأحيانًا لحم أو تونة أو بدائل نباتية، وأكلة التوكبوكي -التي تتكون من كعك الأرز، معجون الفلفل الحار (غوتشوجانغ) وصلصة الصويا، والسكر. بعدها اتجهت لتجربة وصفات أصعب مثل الكيمتشي، ويتكون من الكرنب (الملفوف) ومعجون الفلفل الحار، والثوم، والزنجبيل، والبصل الأخضر، بالإضافة للملح.
ووصفة البيبيمباب التي تجمع أرز مع خضراوات كالسبانخ والجزر والكوسة، وبيض مقلي، وصلصة البيبيمباب التي تحتوي على معجون الفلفل الحار وزيت السمسم.، وقد شكلت التجربة فارقا بالنسبة لي، حيث ساعدتني على اكتشاف مكونات جديدة مثل معجون الفلفل الحار (غوتشوجانغ) وزيت السمسم، والثوم، والخضراوات، مما فتح لي أبواب تطوير مهارات الطبخ، أما أكثر ما أحب من الأكلات الكورية فهو الكيمتشي، والتوكبوكي لأنه يجمع بين المذاق الحلو والمالح".
وتعتبر الشيف ثريا أن كلمة السر بشأن الأكل الكوري هي "الاستمتاع" به، وتقول "الكوريون يحبون الأكل ويستمتعون به، وعكس السائد في العالم العربي، يعد إصدار أصوات أثناء تناول الطعام من قبيل السعادة والرضا عن الأكل، كما أنه عامر بالألوان، حيث يتم تنسيق الخضراوات بطريقة فنية جميلة، مع تركيز خاص على الأرز، والعناية بالأطباق الجانبية العديدة والحساء".
إعلانوأضافت "سر المطبخ الكوري يكمن في زيت السمسم، رائحته رائعة جدا، وهو مختلف عن زيت السمسم الذي نعرفه، فلديهم طريقة خاصة للاحتفاظ به في الظلام، كما أن كميات الملح به قليلة جدا، ولا وجود للطماطم إلا نادرا، مع حضور طاغ للشطة والثوم، لأنهم يؤمنون أن الثوم يقي من السرطان، وكذلك لديهم تركيز على السمك".
ولا تشعر ثريا بتناقض بين حبها للمطبخ الكوري وانتمائها إلى المطبخ العربي، وتقول "أشعر أنني أظهر حبي للثقافة الكورية عبر دمجها بالعربية فأقوم بعمل الطعام الكوري بلمسة مصرية تجعله أكثر قبولا واستساغة لدى المصريين، وهؤلاء الذين يحبون الدراما الكورية مثلي ويرغبون في تجربة ما يرونه فيها، يرغبون في الاستمتاع بالطعام مثلهم، ولديهم فضول في تذوق كل تلك الأطباق".
وتشير إلى الاختلاف الكبير بين المطبخين، وتقول "المطبخ العربي عامر بالطماطم والتسبيكات، أما الآسيوي فيعتمد بشكل أكبر على الصويا صوص، والنودلز، والأرز الذي يدخل في معظم الأكلات حتى الحلوى، وعموما فإن للأكل الكوري خصوصية شديدة، حتى أنه يختلف عن كل من الأكل الآسيوي الصيني أو الياباني".
في مطعمها المتخصص في تقديم الطعام الكوري الجنوبي، تستقبل ثريا عشرات الزوار من كوريا ومصر ودول أخرى لتذوق الطعام الذي تحرص على إعداده وتقديمه بطريقتها، وتقول "أدمج أكلات كورية مصرية، فمثلا أعد الحواوشي الكوري بمكونات مصرية أحيانا، وأحرص على اختيار الأطباق التي يمكنني استخدام المكونات الحلال فيها، وأيضا تلك التي تقترب من فكرتنا عن الطعام، مثل طبق البيبيمباب الذي يشبه الكشري المصري، وهو عبارة عن أرز مختلط بمكرونة وصلصة مسكبة، والمختلف هنا هو إضافة الخضراوات فوقه، وفكرة تقليبه قبل تناوله، مع وضع الخضر بطريقة شهية ومرتبة، ووضع بيضة للتزيين، وأحيانا يتضمن وضع الكابوريا، أو الدجاج أو اللحوم الحلال، والأكيد أن هناك فضولا متبادلا بيننا وبينهم، هم يرغبون في تجربة الطعام المصري على طريقتهم ونحن نرغب في تجربة الطعام الكوري على طريقتنا وهذا ما أحاول تنفيذه بالفعل".
إعلانوتلفت ثريا إلى الاختلاف الكبير بين الطعام في الكوريتين الشمالية والجنوبية، وتقول "الطعام في كوريا الشمالية له أوقات معينة، وكل أكلة لها مواسم معينة، وكميات محددة، فمثلا الأسماك واللحوم لا يأكلونها إلا بمناسبة وفي أوقات بعينة، ويعتمدون التوفو بديلا أساسيا لها، وكذلك فطائر البطاطس التي يستهلكونها طوال العام تقريبا، والكيمبتشي وصوص الكوتوجان. والمسألة مقيدة ومحدودة جدا، إذا ما تمت مقارنتها بكوريا الجنوبية حيث الطعام بكميات كبيرة وغير مقيد بتوقيتات، حيث يعد الاستمتاع والانبساط بالطعام هو العامل الرئيسي الذي يحكم مسألة التعامل مع الطعام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الفلفل الحار فی تجربة
إقرأ أيضاً:
الشاي أم القهوة.. أيهما أفضل لزيادة طاقتك الصباحية؟
ينقسم الكثيرون حول القهوة والشاي، أي منهما الأفضل من حيث الطعم، والقدرة على زيادة الطاقة، وتعزيز التركيز.. لكن الخبراء يؤكدون أن كلا المشروبين له فوائد رائعة ومحبوبة، وبعض المخاطر المحتملة.
القهوة والشاي متشابهان أكثر مما تظن
ونقل موقع “ويل أند غود –Wellandgood ” عن اختصاصية التغذية ماي تشو أن كلا المشروبين غني بالبوليفينول، وهي مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
وأضافت بأن تناوُل رشفات منتظمة من القهوة أو الشاي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني، و”قد يدعمان أيضًا صحة الدماغ بفضل محتواهما من الكافيين ومضادات الأكسدة.
ما يميز القهوة؟
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن التقرير أن القهوة تعطي جرعة أكبر من الكافيين؛ ما يعزز التركيز، ويعزز الأداء البدني.. كما أنها غنية بأحماض الكلوروجينيك، وهي مضادات أكسدة فريدة مرتبطة بتحسين صحة الدماغ والكبد.
وفي حين أن الشاي يحتوي على مجموعة خاصة من مضادات الأكسدة فإن القهوة تقدم تركيبة مختلفة من البوليفينول، وهي أكثر شيوعًا في الأنظمة الغذائية الغربية.
ما نقطة قوة الشاي؟
ويقدم الشاي شيئًا لا تقدمه القهوة، وهو «إل – ثيانين»، الذي يساعد على تقليل التوتر، خاصة في الشاي الأخضر والأبيض، وبعض الأنواع، مثل البابونغ، التي تهدئ الهضم، أو تساعد على النوم.
وإضافة إلى ذلك، فإن شاي الأعشاب خالٍ من الكافيين ومرطب؛ ما يعطي الشاي أفضلية لمن يراقبون استهلاكهم من المنبهات.
وكذلك يحتوي الشاي الأخضر على مضاد أكسدة قوي، ولكن قد يصعب على الجسم امتصاصه بالكامل نظرًا لحساسيته للحرارة ودرجة الحموضة.
ماذا عن الكافيين؟
يختلف تناوُل الكافيين باختلاف الشخص؛ فبالنسبة للبعض يمكن أن يُحسن الكافيين المعتدل المزاج والطاقة واليقظة. وبالنسبة للآخرين حتى القليل من الكافيين قد يكون أكثر من اللازم؛ ما يؤدي إلى التوتر والقلق، أو عسر الهضم.
وتقول تشو: “تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن ما يصل إلى 400 ملغ يوميًّا آمن لمعظم البالغين”، ولكن تحمُّل الجسم للكافيين أمر شخصي.
تحمُّل الجسم للكافيين أمر شخصي
وللتوضيح، تحتوي القهوة على نحو 95 ملغ لكل كوب مقابل 30 إلى 50 ملغ في الشاي.
وبالنسبة للبعض، خاصة مع الشاي الأسود القوي، قد يكون الشعور بالتوتر من الشاي حقيقيًّا أيضًا، ولكن بفضل “إل–ثيانين”، الذي يساعد على موازنة تأثيرات الكافيين، غالبًا ما يوفر الشاي دفعة طاقة أكثر سلاسة من القهوة.
ومع ذلك، يختلف رد فعل كل شخص. والإفراط في شرب الشاي قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر، خاصة إذا كنت تعاني حساسية تجاه الكافيين.
مشاكل الإفراط في شرب الكافيين
وتقول “تشو” إن الإفراط في شرب القهوة أو الشاي – وخصوصًا الأنواع الغنية بالكافيين أو المركَّزة – قد يسبب مشاكل في النوم، وسرعة في ضربات القلب، أو مشاكل في الأمعاء.
وتضيف بأن حموضة القهوة قد تكون مزعجة بشكل خاص للمعدة الحساسة، بينما قد ترهق أنواع الشاي شديدة التركيز الكبد والكلى، أو تتفاعل مع الأدوية.
وتقول تشو: “كل هذا يعني أن الاعتدال هو الأساس، سواء كنت تفضل فنجانًا من القهوة أو رشفة من الشاي”.
أيهما الأفضل، الشاي أم القهوة؟
وتقول “تشو” إنه لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع؛ فالقهوة قد تدعم الطاقة والتمثيل الغذائي بشكل أفضل، بينما الشاي يعمل على تخفيف التوتر وترطيب الجسم.
وتضيف بأن الاختيار الصحيح يعتمد على أهدافك الصحية، ومدى تحمُّلك للكافيين، وتفضيلاتك الشخصية.
وتقول “تشو”: “يمكن أن يكون كلاهما جزءًا من نظام غذائي صحي. فقط تذكَّر: ما تضيفه إلى كوبك مهم بالقدر نفسه؛ فمشروبات القهوة المحلاة وشاي لاتيه قد تفوق فوائدها. والتوقيت عامل مهم؛ فالكافيين في وقت متأخر من اليوم قد يؤثر سلبًا على النوم. وإذا كنتِ حاملاً أو مُرضعًا، أو تعانين مشكلة صحية، فاستشيري الطبيب بشأن الكمية المثلى لكِ”.
سبق
إنضم لقناة النيلين على واتساب