التسوية الضريبية.. أخطر دورية تضع اليد في جيب المواطن
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
قبل ستة أشهر قال عبد اللطيف الجواهري إن المبلغ الإجمالي للمعاملات النقدية (كاش) يبلغ 403 مليار درهم منبهاً لانعكاسها السلبي على الإقتصاد الوطني. لكن ما لم يقله هو أن مصدر غالبية تلك الأموال، من التوفير الشخصي أو ما يسمى اقتصاديا « التكنيز « .
وقد كان الجواهري ينبه الحكومة، ربما دون أن يدري، أن هناك « كنز » حقيقي يجب أن تضع يدها عليه لعلها تكسب شيئا ما.
الدورية 735، وهي لعمري أخطر دورية مالية في العشر سنوات الأخيرة، تضع يدها في جيب المواطن المغربي بشكل مباشر. فإذا كان أداء الضريبة فعلُ مواطنة فإن ما جاءت به بعض فصول الدورية حق أُريدَ به باطل في غياب شروحات مفصلة و تواصل شفاف.
1- الموجودات المودعة في حسابات بنكية: لم يتم شرح الأمر هل يتعلق بالموجودات أو ما تم تحصيله من أنشطة غير مصرح بها وهو غموض خلق هلعاً وبلبلة سيؤدي ثمنها النظام البنكي المغربي، و بالتالي عكس ما طمح له بنك المغرب.
فعوض أن يتم دفع المغاربة لاستعمال الحسابات البنكية في عمليات الأشخاص الذاتيين فإننا نجعلهم يتبرؤون من المنظومة البنكية و سيتضح ذلك جلياً في قادم الأيام.
2- الموجودات المحتفظ بها في شكل أوراق بنكية: المواطنون الذين سألوا وكالات إدارة الضرائب قيل لهم: « عليكم ان تضعوا أوراقكم النقدية في حسابات بنكية تم تؤدوا عنها مبلغ 5% لتصفية ذمتكم الجبائية ». و هذا أمر خطير، لأن في التفاصيل يكمن الشيطان.
ما معنى أن تطلب من شخص أن يؤدي ضريبة عن « تحويشة » العمر؟ و كيف تجبر الناس على التعامل مع البنوك في حين شريحة واسعة من المغاربة ترفض ذلك إما لانعدام الثقة أو لأسباب دينية، و هذا تدخل في حرية شخصية يكفلها الدستور و القانون.
3- المنقولات و العقارات المقتناة وغير المخصصة لغرض مهني: وهذا كذلك تحصيل لضريبة غير مستحقة مادام قد تم أداء الرسوم الضريبية عند توثيق العقود (مبالغ التسجيل و التحفيظ).
هكذا سيصبح مجموع الضرائب المؤدات عن العقار حوالي 10% و هو مبلغ ضخم، سيؤدي لكساد سوق العقار وكل المهن الملحقة ومنها رسوم التسجيل و التحفيظ وأتعاب الموثقين …الخ.
الدورية جمعت الكل في سلة واحدة، بين من يقتني « قبر الحياة » ومن يتوفر على شقق ثانوية وهذا أمر مجحف ولا ينطوي على أي واقعية جبائية.
وحتى أداء مبلغ التسوية الجبائية المقدر ب 5% لا يعتبر شيكاً على بياض، لأنه لايعفي المواطن من مسطرة فحص مجموع وضعيته الضريبية.
إن هذا القرار الذي يرمي لجمع حوالي 10 مليار درهم (وقد يتم تجاوز هذا المبلغ) ينطوي على مخاطر عدة لايجب تبخيسها وأساساً مسألة الثقة في البنوك والحفاظ على موجودات المواطنين في حين هناك إمكانية حجز إدارة الضرائب عما تقدر أنه ضرائب غير محصلة وقد تضع يدها على موجوداتك البنكية.
و هكذا عوض أن ندفع ملايين المغاربة لولوج المنظومة البنكية سيتم العكس تماماً بخروج عدد كبير من هذه المنظومة والإنضمام إلى ثقافة « الجليجة » و الإكتناز، أي العكس تماماً مما تنتظره السلطات النقدية.
أما انتظار إدارة الضرائب من أصحاب الموجودات النقدية (الكاش) أن يضعوها في البنوك او يصرحوا بها، فهي فقط ضربة سيف في المياه، لأنه لا وسائل للمصالح المختصة بتحديد مبالغ وأماكن هذه الموجودات.
و في الأخير، و رغم خطورة هذه الدورية فإنها غابت عن النقاش العمومي خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، وفي حالة عدم التسوية كذلك و مدى صحة الغرامة التي قد تبلغ 37% في حال عدم أداء 5%!
و هنا كذلك مسؤولية الجهاز التنفيذي ثابتة لأنه المسؤول الأول عن هذه العملية وعن شرحها للمغاربة في أدق تفاصيلها لرفع كل التباس وهلع في النفوس، وهذا ما لم يحصل للأسف.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
شريف الكيلاني والعصر الذهبي لتطوير السياسات الضريبية.. ماذا فعل منذ توليه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شريف الكيلاني هو نائب وزير المالية للسياسات الضريبية في مصر، ويتميز بخبرة واسعة تمتد لعدة سنوات في المجال المالي والإداري. بدأ مسيرته المهنية في القطاع الحكومي وشارك في العديد من المبادرات الهامة لتطوير النظام الضريبي في البلاد. قبل توليه منصب نائب وزير المالية، شغل العديد من المناصب القيادية في مصلحة الضرائب، حيث كان له دور كبير في الإشراف على مشروعات التحول الرقمي وتطوير الإجراءات الضريبية.
منذ توليه منصب نائب وزير المالية في يوليو 2024، قام شريف الكيلاني بتوجيه جهود كبيرة نحو تحسين وتطوير النظام الضريبي في مصر. يعمل على تسريع وتبسيط الإجراءات الضريبية، وتنفيذ مشروعات ميكنة متقدمة لتحسين الكفاءة الضريبية، إضافة إلى تعزيز الشفافية ومكافحة التهربم الضريبي. كما يسعى الكيلاني إلى تحسين بيئة الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال تقديم حوافز ضريبية وتسهيل إجراءات التسجيل الضريبي للمستثمرين الجدد.
وتنشر البوابة نيوز بعض إنجازاته منذ توليه
منذ تولي شريف الكيلاني منصب نائب وزير المالية للسياسات الضريبية في يوليو 2024، اتخذ العديد من الخطوات الهامة لتحسين النظام الضريبي في مصر. حرصم الكيلاني على تسريع إجراءات حل المنازعات الضريبية وتقليص الفترات الزمنية التي تستغرقها، مما أسهم في تحسين بيئة الاستثمار. كما ركز على تعزيز التواصل مع الممولين من خلال تنظيم لقاءات للاستماع إلى مشاكلهم والعمل على إيجاد الحلول المناسبة، مما ساعد في بناء علاقة أكثر إيجابية بين مصلحة الضرائب والمجتمع التجاري.
عمل الكيلاني على تطوير الخدمات الضريبية الرقمية، من خلال تنفيذ مشروعات ميكنة متقدمة، بهدف تسهيل الإجراءات وتحسين الكفاءة الضريبية. كما استكمل عملية التحديث المستمر للخدمات الرقمية لضمان تقديم أفضل خدمة للممولين. كما أولى اهتمامًا كبيرًا بتطوير الكوادر البشرية في مصلحة الضرائب، من خلال إطلاق برامج تدريبية لتطوير مهارات الموظفين الفنية والإدارية.
على صعيد تحسين بيئة الاستثمار، سعى الكيلاني إلى تسريع إجراءات التسجيل الضريبي للمستثمرين الجدد، مما ساعد في تقليل الوقت اللازم لإتمام الإجراءات الضريبية. كما عمل على تقديم حوافز ضريبية للمستثمرين في قطاعات اقتصادية معينة، مما ساهم في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، كثف الكيلاني الجهود لمكافحة التهرب الضريبي من خلال تحسين آليات التفتيش الجمركي وتحليل البيانات للكشف عن الأنشطة غير القانونية.
وفي إطار تسوية المنازعات الضريبية، استخدم الكيلاني قانون إنهاء المنازعات الضريبية لتسريع عمليات التسوية وتقليل النزاعات بين الممولين ومصلحة الضرائب. تمثل هذه الإجراءات جزءًا من استراتيجية شريف الكيلاني لتحسين النظام الضريبي في مصر، حيث ساهمت في تحسين الكفاءة، تعزيز بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات، مما انعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني.
خلال الأشهر الخمس أشهر الماضية، قام شريف الكيلاني، نائب وزير المالية والمشرف على مصلحة الجمارك، باتخاذ عدة خطوات هامة تهدف إلى تعزيز التعاون الجمركي وتحسين حركة التجارة الدولية. في 4 ديسمبر 2024، وقع الكيلاني اتفاقية مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية للاعتراف المتبادل ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد. تهدف هذه الاتفاقية إلى تسهيل حركة التجارة بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتقليل التكاليف وتسريع الإجراءات الجمركية. كما توفر الاتفاقية مزايا للمشغلين الاقتصاديين المعتمدين مثل الأولوية في الفحص الجمركي وتخفيض الرسوم الجمركية.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن الكيلاني عن نية مصلحة الجمارك المصرية توقيع اتفاقية مماثلة مع جمارك البحرين، في إطار سعي مصر لتعزيز التعاون الجمركي مع الدول التي لها علاقات تجارية قوية معها. هذا التحرك يهدف إلى توسيع نطاق المزايا التي يحصل عليها المشغلون الاقتصاديون المعتمدون في أسواق دولية مختلفة.
من جهة أخرى، عمل الكيلاني على تسريع إجراءات الإفراج الجمركي وتقليص زمن الإفراج، وهو ما يسهم في تسهيل حركة التجارة وتقليل التكاليف على الشركات والمستثمرين. كما أن الكيلاني أولى اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التواصل مع ممثلي القطاع الخاص، حيث استمع إلى مقترحاتهم وملاحظاتهم ووعد باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أي معوقات قد تواجههم، مؤكدًا على أهمية التعاون المستمر بين مصلحة الجمارك والمجتمع التجاري.
تسهم هذه الإجراءات في تحسين بيئة الأعمال في مصر، وجذب الاستثمارات، وتسهيل حركة التجارة الدولية، مما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
خلال الأشهر الخمسة الماضية،عمل شريف الكيلاني بإجراءات ملموسة بمصلحة الضرائب العقارية باتخاذ العديد من الخطوات الهامة لتطوير خدماتها وتعزيز الكفاءة الإدارية، كان أبرزها إطلاق منظومة التحصيل الإلكتروني التي تهدف إلى تسهيل سداد الضريبة العقارية وتقليل الأعباء على الممولين. حيث تم تفعيل هذه المنظومة في مناطق مختلفة مثل مأمورية الدقي ومأمورية طنطا أول وطنطا ثاني، بالإضافة إلى مأمورية الجيزة، مما ساعد في تسريع عملية تحصيل الضريبة بشكل أكثر دقة وسرعة.
وفي إطار التحول الرقمي، انتهت المصلحة من ميكنة ملفات العاملين في مناطق مثل جنوب سيناء وبورسعيد، مما يسهل الوصول إلى المعلومات بشكل أسرع ويعزز الكفاءة الإدارية. هذه الخطوة جزء من الجهود المستمرة لتحديث وتطوير النظام الإداري داخل المصلحة.
كما نظمت مصلحة الضرائب العقارية برامج تدريبية للموظفين في مجالات متنوعة مثل الحجز الإداري وتقييم العقارات المبنية، إضافة إلى أساليب التفتيش الضريبي. تم تنفيذ هذه البرامج في مناطق مختلفة مثل جنوب سيناء والإسكندرية، مما ساعد على رفع كفاءة العاملين في المصلحة وتعزيز مستوى الأداء.
من جانب آخر، تسعى المصلحة إلى تحقيق التحول الرقمي الكامل من خلال ميكنة الإجراءات الضريبية وتسهيل عمليات تقديم الخدمات للمواطنين. وقد تم تنظيم دورات تدريبية في مجالات الحاسب الآلي وبرامج التطبيقات المكتبية لتحسين مهارات العاملين وضمان تقديم خدمات متميزة.
وفي خطوة تقديرية، نظمت وزارة المالية احتفالية لتكريم السيدات المؤثرات في العمل الضريبي، حيث تم الاحتفاء بالعاملات في مصلحة الضرائب العقارية، تقديرًا لإسهاماتهن في تطوير النظام الضريبي في مصر.
إجمالًا، تسهم هذه الجهود في تحسين بيئة العمل داخل مصلحة الضرائب العقارية وتعزيز الشفافية والكفاءة في تقديم الخدمات، مما ينعكس إيجابيًا على النظام الضريبي في مصر ويساهم في تحسين الاقتصاد الوطني.