أكاديمي غربي: علينا شطب هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
أكد مقال رأي نشرته مجلة نيوزويك الأميركية لأكاديمي كندي أن على الغرب أن يتعلم من أخطائه بأفغانستان وألا يكررها مع الحكومة الجديدة في سوريا، وأن يكون أكثر براغماتية في سياسته الخارجية مع سوريا من خلال التركيز أكثر على تعزيز مصالحه الإستراتيجية.
وأضاف جورج موناستيرياكوس، أستاذ القانون غير المتفرغ في جامعة أوتاوا الكندية، أن واشنطن أنفقت 2.
وأشار موناستيرياكوس إلى أن حركة طالبان أظهرت قدرة على الاستمرار أكثر من التحالف الذي قادته الولايات المتحدة والجيش الأفغاني الذي دربته، وأضحت هي الآن الحكومة الفعلية في بلادها.
إرادة سياسيةوسواء أحب الغرب ذلك أم لا -كما يقول كاتب المقال- فإن الحركة التي أمضى الحلفاء عقودا من الزمن في محاربتها تتحكم حاليا في المصير السياسي والاقتصادي لما لا يقل عن 43 مليون شخص.
وانتقد موناستيرياكوس الغرب لافتقاره إلى الإرادة السياسية لإزاحة طالبان من السلطة للمرة الثانية، كما أنه لا يستطيع التعامل مع ما يسميها حكومة الأمر الواقع في أفغانستان، فضلا عن التأثير في الأحداث على الأرض أو تشكيلها "لأن طالبان مصنفة جماعة إرهابية".
إعلانويعتقد أن هذا التصنيف لا يتوافق مع الأهداف التي يريد الغرب تحقيقها في أفغانستان، مضيفا أن هيئة تحرير الشام مدرجة هي أيضا باعتبارها "جماعة إرهابية".
نهج عقلانيووفقا للكاتب، فرغم أن الشكوك لها ما يبررها، فإن هيئة تحرير الشام أمضت أكثر من نصف عقد من الزمن وهي تتبنّى نهجا عمليا عقلانيا يتمثل في التخلي عن النزعة "الجهادية العابرة للحدود الوطنية"، وتشكيل حكومة إنقاذ سورية، وبناء تحالف واسع من فصائل المعارضة، والاعتدال في أجندتها الاجتماعية، وتفكيك خلايا تنظيمي القاعدة والدولة في محافظة إدلب.
واعتبر أن الغرب أضاع فرصة إقامة علاقات وجمع معلومات استخباراتية وتطوير إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب مع الفصائل الموجودة في إدلب بسبب تصنيف هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية. وقال إن هذا أحد الأسباب التي أخطأ الغرب في نهجها تجاه الرئيس المخلوع بشار الأسد في السنوات الأخيرة من حكمه.
وأقر بأن تركيا لم ترتكب الخطأ نفسه، وهو ما جعلها هي -وليست روسيا أو إيران- صاحبة النفوذ الرئيسي في سوريا، وأحد أهم الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط.
التعاون مع سورياويرى أستاذ القانون في مقاله أن شطب هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب وإقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومة السورية الجديدة من شأنه أن يتيح لمعظم الدول الغربية وجودا دائما في دمشق للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن.
واستكمالا لجهود تركيا، فإن الكاتب يعتقد أنه بإمكان الدول الغربية تقديم يد المساعدة للحكومة السورية في الجوانب المتعلقة بالإصلاحات القانونية والاقتصادية، وتطوير البنية التحتية، وإجراء مصالحات بين مختلف الطوائف، وملاحقة جرائم الحرب التي ارتكبها نظام بشار الأسد وحزب الله وإيران وروسيا ضد الشعب السوري، وتقديم المشورة للحكومة أثناء صياغتها دستورا جديدا.
وشدد موناستيرياكوس على ضرورة أن يكون الغرب أكثر براغماتية في سياسته الخارجية من خلال التركيز أكثر على تعزيز مصالحه الإستراتيجية، وبدرجة أقل على المسرح السياسي الذي يُعنى بتوظيف الأفكار والمواضيع السياسية عادة من أجل انتقاد منظور سياسي معين أو دعمه.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
سياسي: الغرب يضع سوريا الجديدة أمام تحديات مبكرة
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوري محمد الأخضر، ان وفد من مسؤولين بريطانيين توجه إلى لى العاصمة السورية دمشق للقاء القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، حيث أعلن عن ذلك وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في حين أكدت واشنطن بدورها أنها لا تستبعد كذلك إرسال وفد إلى دمشق للقاء الإدارة السورية.
وأضاف أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أشارت إلى أن القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قام بدعوة الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى إزالة تصنيف الإرهاب عن هيئة تحرير الشام، ورفع العقوبات المفروضة على الحكومة السابقة التي قال إنها كانت مفروضة على الجلاد الذي رحل الآن، وهذا ما يؤكد أن طبيعة اللقاءات بين الإدارة الجديدة لسوريا مستعدة للتفاوض لرفع العقوبات عن البلاد وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي المنهار في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن.
وأشار إلى أن طبيعة المفاوضات كانت تخص السيادة السورية والمستقبل السياسي للبلاد، حيث طالب ممثلي الدول الغربية سواء عن طريق اللقاءات المباشرة أو الرسائل التي تم توجيهها الى القيادة السورية بإغلاق القواعد الروسية على الساحل السوري، وبعدها سيبدأ الغرب بالتفكير في رفع هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع من قوائم الإرهاب وكذلك رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
وأكد المحلل السياسي، أن الأيام السابقة ومنذ سقوط نظام الأسد، أثبتت بأن القيادة العامة والإدارة الجديدة تتمتع بحكمة وقدرة عالية على تحليل الأمور وهذا ما تجلى في القرارات والتصريحات التي خرجت منهم في الأيام الأخيرة بما يخص الكثير من القضايا، ومنها العلاقة مع الدول المجاورة، وطريقة تعاملهم مع الشعب السوري الذي عانى من الكثير من الأزمات التي أنهكته وجعلته متعطشًا للحرية والاستقرار، وكذلك حرصهم الشديد على عدم انجرار البلاد الى حرب أهلية وفوضى ما بعد الثورات.
وأوضح أن كل هذه الأمور تشير بشكل لا شك فيه إلى القدرة المميزة التي يتمتع فيها الشرع ومن حوله من الإدارة الجديدة للبلاد، وهذا يعني أنهم يعلمون جيدًا أن الخيارات التي وضعها الغرب أمامهم أحلاهم مر كما يقال، فقبول سوريا بالوضع الجديد الذي سيفرض عليهم في حال تنفيذ الشروط الغربية يعني فقدان السيادة مبكرًا على البلاد، وسيصبح الغرب متحكمًا بالمشهد.
وتابع الأخضر، أن رفع العقوبات لن يؤثر بالشكل الإيجابي اذا كان المتحكم بالاقتصاد السوري هو الغرب، فسوريا تفتقد للسلاح والجيش وبالأخص بعد تدمير سلاح الجو الإسرائيلي لجميع القدرات العسكرية للبلاد، وهذا ما سيجعل الحكومة الجديدة خاضعة للغرب تمامًا، وستعمل هذه الدول التي تظهر نفسها كمعاون ومنقذ على تغيير الحكومة نفسها بعد الانتهاء من الدور المرسوم لها، لأن سوريا لا تمتلك أي ورقة ضغط للتلويح بها في حال ظهور أي خلاف سياسي، وهذا ما أثبته التاريخ مع كل دول المنطقة التي خضعت للشروط الغربية، وهذا ما يعلمه الشرع نفسه والذي من الواضح أنه على دراية وإلمام بالكثير من الأمور السياسية.
واستطرد أن الخيار الثاني أمام القيادة السورية ليس بالأفضل، فعدم القبول بالشروط الغربية يعني أن الدولة الجديدة ستعاني اقتصاديا لفترة طويلة، وستحتاج الى أفكار سريعة للخروج من الازمات المالية وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، ولكنها ستحافظ على توازن القوى في البلاد دون أن تفقد سيادتها على أراضيها وقرارها السياسي، وهو المطلوب في هذه المرحلة.
وقال إنه في حال اختارت القيادة الجديدة للبلاد بقاء القواعد الروسية والالتزام بالعقود المبرمة بين البلدين، يمكن للشرع أن يحافظ أولًا على توازن القوى الأجنبية وسيتمكن من تسليح جيش جديد دون مضايقات من إسرائيل، التي كان من الواضح أنها تنسق مع روسيا قبل الإقدام على أي خطوة عدائية.
وأضاف أن واشنطن تستمر في دعم قوات سوريا الديمقراطية والأكراد بما يتوافق مع مصالحها لبقاء قواعدها في المنطقة، وتدير كذلك المفاوضات الغربية مع هيئة تحرير الشام لضمان مصالح الغرب وإسرائيل التي تتوسع جنوبًا، حيث تشير بعض التقديرات أن ترامب سيقدم الدعم الكامل لإسرائيل للوصول حتى السويداء جنوبًا لإقامة ممر بين الأكراد والجولان.