خطيب الأوقاف من بورسعيد: العقل أول مظاهر التكريم للإنسان والقرآن أمرنا بإعماله.. الخمر أم الفواحش ومن أكبر الكبائر| فيديو
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
خطيب الأوقاف في مسجد العباسي ببورسعيد:
العقل أول مظاهر التكريم للإنسان
القرآن الكريم أمرنا بإعمال العقل
الخمر أم الفواحش ومن أكبر الكبائر
قال الشيخ محمد عوض، من علماء الأزهر الشريف، إن الله تعالى قد كرم الإنسان وشرفه وعظمه، وإن من أول مظاهر التكريم للإنسان أن رزقه العقل وأعطاه آلة التمييز والإدراك.
وأضاف الشيخ محمد عوض، في خطبة الجمعة من مسجد العباسي بمحافظة بورسعيد، متحدثا عن موضوع "المخدرات ضياع للإنسان"، أن العلماء قد بحثوا في وسائل ومظاهر التكريم فقالوا إن أولها العقل وثانيها النطق والإفصاح عما في الضمائر، وثالثها الخط والكتابة بالأقلام، واعتدال القامة وحسن الصورة وحسن تدبير المعاش والمعاد، وكلها يرجع إلى العقل.
وتابع: الله تعالى قدر نثر دلائل عظمته وبراهين وجوده في هذا الكون المنظور كله وسطر في وحيه المسطور ما يدل على عظمته ووحدانيته فيقول الله (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
وأشار إلى أن كل ذلك وقفات ودعوات ظاهرة للتعقل والتدبر، ثم إن القرآن ذكر في 24 موضعا لفظ (يَعْقِلُونَ) فصان الله هذا العقل وكرمه وذكر في كتابه الكريم رحلة صيانة هذا العقل وتحريم كل ما يعطله أو يربكه.
واستشهد بقوله تعالى (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ولم يكن التحريم بعد إذن قد نزل جازما، ثم أنزل الله تعالى قوله تعالى عن التحريم الجازم للخمر (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).
كما استشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) كما استشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وقال الشيخ محمد عوض، من علماء الأزهر الشريف، إنه ما أقبح أن يعطل الإنسان ويغيب عقله ويدخل نفسه في دوامة المرضى ويهدم بنيان الرب ويخرج نفسه عن دائرة الآدميين.
وأضاف عوض، في خطبة الجمعة من مسجد العباسي بمحافظة بورسعيد، متحدثا عن موضوع "المخدرات ضياع للإنسان"، أن القرآن الكريم ذكر آيات كريمة في ضرورة إعمال العقل.
وذكر أن من هذه الآيات ما يلي:
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
(كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)
(يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
كما ذكرت السنة النبوية مجموعة من الأحاديث النبوية عن الحذر والتنفير من كل ما يعطل العقول، فقال رسول الله (لعن الله الخمر وشاربها وعاصرها والمعصورة له وحاملها والمحمولة إليها وبائعها ومبتاعها).
وأشار إلى أن كثيرا من العقلاء نفروا عن تناول المسكرات من قبل أن ينزل تحريمها منهم: قيس بن عاصم، وأبو بكر الصديق، كانوا يقولون (نصون عنها أعراضنا ونحفظ عنها مروءتنا ولا نتناول الجهل بأيدينا فنجعله في أجوافنا).
وقال الشيخ محمد عوض، من علماء الأزهر الشريف، إن في تناول المخدرات والمسكرات بكافة صورها وأشكالها، ضياع للإنسان وإتلاف للنفس وإزهاق للنفوس وتضييع للأرحام وتفريق لأواصر المحبة، كم خربت من بيوت وأتلفت من أموال وشردت من أطفال وضيعت من شباب وسلبت من العقول والقلوب حرمة الدين.
وأضاف عوض، في خطبة الجمعة من مسجد العباسي بمحافظة بورسعيد، متحدثا عن موضوع "المخدرات ضياع للإنسان"، أن النبي الكريم يقول (الخمر أكبر الكبائر وأم الفواحش وإن لله عهدا أن من شربها أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا يا رسول الله وما هي طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار).
وتابع: هي رسالة مشفقة على من وقع في هذه البراثن المؤلمة أن ترفق بعقلك أيها الإنسان وأن ترحم أهلك وأن تنجي نفسك وأن تعلم أن السعادة ليست في جرعة كيمياوية تزهق النفس وتتلف العقل وتعجل المنية، ولكن السعادة في لسان ذاكر وقلب عامر وصحبة صالحة ونجاح باهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المخدرات الأوقاف العقل خطبة الجمعة صلاة الجمعة الخمر خطيب الأوقاف المزيد الشیخ محمد عوض ضیاع للإنسان ت ع ق ل ون ی ع ق ل ون
إقرأ أيضاً:
شيخ العقل: الشراكة الروحية والوطنية مظلّة أوسع لبناء لبنان ومواكبة المرحلة الجديدة
زار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى صباح اليوم كلّا من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس في الحازمية، يرافقه وفد من المجلس المذهبي ضم: القاضي الشيخ غاندي مكارم، الشيخ فادي العطار الدكتور عماد الغصيني، الشيخ محمد عبد الخالق ومدير مشيخة العقل ريان حسن.
واستهل شيخ العقل الجولة من المجلس الشيعي، بحضور مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله والشيخ الدكتور محمد حجازي.
وجرى في المناسبة عرض للشؤون الراهنة ودور المرجعيات الروحية في المرحلة المقبلة.
وبعد اللقاء صرّح الشيخ أبي المنى قائلاً: "تشرفنا بزيارة سماحة الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في هذا المقر الذي يمثّل ما يمثّل بما له من رمزية، زرنا سماحته مع إخواننا في المجلس المذهبي ومشيخة العقل، لنعبّر عن مشاعر صادقة تجاههم وتجاه هذا المجلس وتجاه الطائفة الشيعية الكريمة، التي مرّت عليها ظروف صعبة، وكما على كل اللبنانيين، ولكن بالأخص على هذه الطائفة الكريمة، ولكي نقدّم التعازي ونعبّر عن مؤاساتنا ومشاعرنا الصادقة تجاه الذين استُشهدوا وقتلوا وجرحوا وهُدمت بيوتهم وجُرفت أراضيهم من قبل هذا العدّو المجرم المتغطرس".
أضاف: "لقد انتهت الحرب بالصواريخ والطائرات، لكنها مستمرة...وهناك تحدّي أكبر لبناء لبنان ومهمة أساسية في مواجهة من لا يريد هذا البناء ويريد التهديم ويريد الحروب ومن يريد الاحتلال والاعتداء على حدودنا وعلى أرضنا".
تابع: "نحن متفقون على أننا يجب أن نواجه كل ذلك بشراكة روحية وطنية واحدة وقوية، وهذا ما طرحته على سماحة الشيخ، لنكون معاً في مهمة إقامة هذه الشراكة الروحية الوطنية، انها فكرة مهمة يجب أن ننطلق بها، لتكون المظلة الأوسع التي يجتمع تحتها الجميع. جميعنا بحاجة إلى بعضنا البعض في شراكة روحية وفي شراكة وطنية، وبالمناسبة ليس ثمة طائفة أو بيئة مهزومة، كما ليس من بيئة أو طائفة منتصرة. فلبنان تعرّض لحرب مدمّرة، ولبنان سينهض بعد هذه الحرب بكل طوائفه وبكل قواه منتصراً، وهذا ما نأمله ونحن نمثّل شعباً واحداً ومهمتنا مهمة واحدة".
بدوره قال الشيخ الخطيب: "أولاً أرحب بسماحة الشيخ في هذا المجلس الرمز كما قال، للسعي للوحدة الوطنية، وأن يكون هناك مشروع وطني واحد يحفظ هذا البلد وسيادته وكرامة اللبنانيين جميعاً، ونحن دائماً على تواصل مع سماحته وتبادل الأفكار في ما يخص الوضع اللبناني وسلامة البلد وخروجه من الحالة التي هو عليها إلى ما هو الأفضل إن شاء الله، وخصوصاً بعد انتخاب فخامة الرئيس وبعد تأليف الحكومة. واننا نأمل إن شاء الله في الفترة المقبلة أن يتحقّق كل ما يرجوه اللبنانيّون، للخروج من حالة الإنقسام الطائفي إلى الوحدة الوطنية تحت مظلة الدولة، والتي تتحمل مسؤولية الحفاظ على وحدة لبنان ووحدة التراب اللبناني وعلى وحدة الشعب اللبناني وحلّ المشاكل التي يختلف فيها اللبنانيّون، بالحوار وبالاستراتيجية الدفاعية إن شاء الله، التي ترفع الخطر المحدق عن البلد من كل ما يجري حوله، وتحقق إن شاء الله آمال اللبنانيين في الاستقرار وفي الاقتصاد".
وختم: "انني أشكر سماحته على هذه الزيارة وعلى هذا الاهتمام، وان شاء الله يتحقق هذا المشروع الذي يطرحه سماحته، نحن على تواصل لتحقيق ما نصبو وما يصبوا إليه اللبنانيون جميعاً ان شاء الله.
ثم زار شيخ العقل والوفد المرافق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وجرى البحث حول مواضيع وقضايا روحية ووطنية.
وبعد اللقاء قال الشيخ أبي المنى: "سررنا اليوم بزيارة سماحته، لنؤكد على عمق العلاقة التي تربطنا وإياه، وتمنينا له الصحة والعافية دائما، وبأن نكون معاً ويداً بيد في مواكبة هذه المرحلة الجديدة من الحياة الوطنية. نحن بحاجة إلى أن نلتف جميعاً حول هذه الحالة الوطنية لكي نساهم في بناء الدولة، وفي استعادة المؤسسات والثقة، ثقة اللبنانيين بوطنهم، وثقة الخارج بلبنان. هذا أمر يحتاج إلى مواكبة ومتابعة مع فخامة الرئيس ومع دولة الرئيس والوزراء ومع القيادات، لكي نكون في شراكة كما أسميتها لسماحته، شراكة روحية وطنية، تلك المظلة التي تضم وتحمي الجميع".
أضاف: "نحن شركاء، والجميع شركاء في هذا الوطن، وليس هناك من فئة مستبعدة أو مهزومة او فئة منتصرة. إذا استطعنا أن نؤكد على هذه الشراكة ونضع اليد باليد لبناء لبنان الجديد ولبناء المؤسسات، عندها نكون جميعنا منتصرين. ليس هناك من مهزوم بيننا، هذا هو أملنا مع بشائر شهر رمضان المبارك، الذي تتكثّف فيه الصلوات والأدعية، من أجل خلاص لبنان وخلاص الإنسان في لبنان".