ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة وقال فيها: "عباد الله أوصيكم بوصية رسول الله لأحد أصحابه، حين جاء إليه قائلا له يا رسول الله أوصني، قال: "لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب". فإننا أحوج ما نكون إلى هذه الوصية التي تدعونا ألا نتحرك من وحي انفعال أو توتر، بل بعقل بارد يتدبر النتائج والعواقب وببصيرة وبوحي إيماننا وما يدعونا إليه، لنتقي بذلك ما يؤدي إليه الغضب على صعيد الدنيا والآخرة، مما أشار إليه الحديث: "الغضب مفتاح كل شر"، ولنحصل على ما وعد الله الكاظمين الغيظ، ففي الحديث: "من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة"، وبذلك نكون أكثر وعيا ومسؤولية وقدرة على مواجهة التحديات".



أضاف :"والبداية من العدوان الإسرائيلي، حيث يستمر العدو الصهيوني بخرقه لاتفاق وقف إطلاق النار، عبر تفجير ما تبقى من مبان في القرى التي احتلها والتمدد إلى قرى لم يكن قد وصلها في خلال عدوانه، والذي شهدناه بالأمس في القنطرة ووادي الحجير وقبل ذلك في الناقورة أو في الغارات التي طالت وللمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار عمق البقاع، أو الطلعات الجوية لمسيراته التي تصل إلى بيروت وضاحيتها، فيما تستمر مماطلته في الانسحاب المقرر أن يحصل خلال الستين يوما، والذي لم يستكمل المرحلة الأولى منه، ما يشير إلى عدم جدية هذا العدو بتطبيق بنود هذا الاتفاق، وقد بات إعلامه يتحدث أن ذلك قد لا يقف عند حدود الستين يوما، والذي قد يريد منه فرض شروط أمنية وعسكرية وسياسية جديدة على اللبنانيين، رأى أنه يمكن تحقيقها على ضوء ما حدث من تطورات إقليمية، في الوقت الذي يلتزم الجانب اللبناني ببنود هذا الاتفاق رغم الاستفزاز الذي يتعرض له، تاركا للجنة المشرفة القيام بالدور المطلوب منها".
 
تابع فضل الله :"يجري كل ذلك في ظل استمرار التباطؤ في عمل هذه اللجنة، وصمت العالم عن التنديد بما يقوم به. إننا أمام ما يجري نحمل المسؤولية لكل الجهات الراعية للاتفاق التي عليها أن تسارع إلى القيام بالدور المنوط بها، حيث لا يمكن لهذا الواقع أن يستمر أو أن يقبل به.
 
ونوه بالموقف الرسمي الذي تجلى بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة بصحبة قائد الجيش للمنطقة الحدودية، كتأكيد على سيادة لبنان عليها في وجه تهديدات العدو الرامية لاستمرار سيطرته عليها بشكل أو بآخر، وتحذيره من مغبة خروقات العدو التي قد تؤدي إلى انهيار الاتفاق.

واستطرد:"إننا أمام هذا الواقع، نجدد دعوتنا لكل الأطراف والكيانات السياسية والمواقع الدينية في لبنان إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة ما يجري من إصرار العدو على المس بسيادة لبنان واستقلاله، والعمل لمنعه من أن يستفيد من الانقسام الداخلي لحساب ترسيخ احتلاله أو هيمنته، واعتبار ذلك مسؤولية وطنية لا تخص طائفة أو مذهبا أو فريقا سياسيا.
إن اللبنانيين بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن يجمدوا خلافاتهم وحساسياتهم وسجالاتهم، لمواجهة المخاطر التي تعصف بهم في الداخل وعلى الصعيد الاقتصادي والمعيشي والأمني، وما يجري على حدودهم الجنوبية والشرقية وما يعصف بالمنطقة، حيث يعمل على بناء خرائط جديدة ترسم من خلالها معالم شرق أوسط جديد يكون للكيان الصهيوني اليد الطولى فيه، حيث لا يمكن أن يواجه كل ذلك بالترهل الذي نشهده وبدولة منقوصة".
 
وطالب فضل الله "كل المعنيين، بالإسراع لتأمين كل السبل التي تؤمن انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، وإن كنا نخشى ألا يحصل ذلك في ظل عدم الجدية في العمل للوصول إلى التوافق السياسي الذي يبقى هو الكفيل لتأمين حصول هذا الاستحقاق".
ودعا الى "بذل جهود إضافية من الدولة لاستكمال رفع الركام الهائل الذي لا يزال يلف الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، ولتقديم المساعدات التي تضمن تأمين الإيواء للذين فقدوا بيوتهم، وما يعين أصحاب المحال التجارية والمؤسسات على متابعة عملهم والقيام بشؤون مؤسساتهم، وإلى تكثيف الاتصالات للبدء بعملية الإعمار التي نخشى أن تطول في ظل عدم توافر الإمكانات لدى الدولة، أو أية جهة من الجهات على ذلك، والتي نخشى من استخدامها كورقة ضغط إضافية على لبنان".
 
وتحدث عن الوضع في غزة، حيث "يستمر العدو بمجازره وتهديمه للبيوت وإحراقه للخيم التي تأوي اللاجئين بهدف إرغامهم على مغادرة أماكن سكنهم وإيوائهم، سعيا منه للإطباق عليها وتيئيسهم من البقاء فيها، فيما يستمر العدو بالتهرب من الموافقة على أي اتفاق لوقف لإطلاق النار حتى لو عرض ما تبقى من رهائنه للخطر، وهنا نحيي هذا الصمود الكبير للشعب الفلسطيني وصبره ومقاومته، والذي يتعزز في الضفة الغربية رغم الجراح والآلام التي تتعرض لها... فيما نأمل في هذا المجال الإسراع في تحصين الوحدة الفلسطينية الداخلية في مواجهة كل محاولات العدو لتكريس الانقسام الداخلي، ودفع السلطة الفلسطينية للاشتباك مع شعبها وفصائل المقاومة تحت الضغط والتهديد".

وتوقف فضل الله عند اليمن "الذي يتعرض لعدوان بات يستهدف مقدرات هذا البلد وبنيته التحتية، بسبب استمرار مؤازرته لقضية فلسطين وشعبها وإيقاف المجزرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكدا "تضامننا مع الشعب اليمني في هذه المواجهة، فيما ندعو الدول العربية والإسلامية أن تقف مع هذا البلد العربي والإسلامي منعا لاستفراده، والنيل منه وهو الذي أثبت أنه يشكل سندا للقضايا العربية والإسلامية وللمظلومين في العالم ويقدم التضحيات في سبيل ذلك".
 
وأخيرا، توجه فضل الله و"نحن في أجواء الميلاد"، بالتهنئة للمسلمين والمسيحيين بالولادة المباركة للسيد المسيح، والتي "نريدها أن تكون محطة لعمل مشترك يهدف لتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية، وبث روح المحبة والرحمة في النفوس والتي بها تبنى المجتمعات والأوطان والأمم، فيما نأمل أن تحمل إلينا السنة الجديدة تباشير الخير والأمن والأمان لهذا البلد وللعالم".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فضل الله

إقرأ أيضاً:

ذمار..لقاء قبلي موسع لمواجهة العدو وتأييد خيارات القيادة

ذمار – يمانيون
عُقد بمحافظة ذمار اليوم، لقاء قبلي موسع، ضم مشايخ ووجهاء المحافظة، لمواجهة تصعيد العدو الأمريكي، الإسرائيلي وتأييد خيارات القيادة.

وفي اللقاء، أشار نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، إلى دور قبائل اليمن في الدفاع عن الوطن وقضايا الأمة وفي المقدمة قضية فلسطين.

وبين، أن مسار أهل اليمن فيه كل اعتبارات الخير والحرية والإنسانية والدين بمعانيه كاملة، لافتا إلى النخوة القبلية الجامعة للدين والوطنية والإنسانية.

وأشاد، رسام، بدور قبائل ذمار وأصالتهم وشهامتهم، حاثًا على مضاعفة الجهود في الحشد والتعبئة.

ودعا قبائل اليمن إلى الاقتداء بقبائل ذمار، والانضمام إلى هذا المسار، وعدم الانجرار وراء من يشجعون اليهود، والتحرك لقتال الاحتلال، وجمع كلمة اليمنيين وموقفهم دفاعًا عن الدين والأرض والعرض، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الأمريكي، الصهيوني.

بدوره، أشار عضو مجلس الشورى حسن عبدالرزاق، إلى تميز موقف الشعب اليمني عن غيره، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم، وأن العدوان الأمريكي لن يثني الشعب اليمني عن موقفه المبدئي الثابت.

فيما تطرق مسؤول التعبئة بالمحافظة أحمد الضوراني، إلى أهمية اللقاء في ظل تصعيد العدوان الأمريكي، الإسرائيلي، والموقف الإيماني والجهادي للشعب اليمني المساندة للشعب الفلسطيني في غزة.

ولفت، إلى تكامل الموقف الرسمي والشعبي، في مواجهة العدوان الأمريكي ونصرة الشعب الفلسطيني، مثمنًا جهود المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية وكافة أبناء المحافظة في النفير والتعبئة والحشد والخروج الجماهيري الواسع نصرة لمظلومية غزة.

وحث الضوراني، على تضافر الجهود وتفعيل اللجان القبلية في تنفيذ حملة الأنشطة التعبوية لهذه المرحلة والتي تستمر ثلاثة أشهر، استعدادًا لأي مواجهة مع العدو الأمريكي.

وأشار إلى تزامن اللقاء مع الذكرى السنوية للصرخة، داعيًا إلى تجسيد شعار الصرخة في الواقع العملي، وأن يكون الجميع في الموقف الذي يرضي الله ويساند المظلومين في فلسطين المحتلة، مبينًا أن الشعب اليمني اليوم يشارك الشعب الفلسطيني في تضحياته.

وأًلقيت كلمات عن قبائل محافظة ذمار، أشار الشيخ عبدالله المقداد في كلمة قبائل آنس، إلى أهمية اللقاء للوقوف على آخر المستجدات محليًا وإقليميًا.

ونوه بعمليات القوات المسلحة ضد العدو الصهيوني، والأمريكي، لافتًا إلى الموقف المشرف للقيادة الثورية والسياسية وكافة أبناء الشعب اليمني في نصرة غزة.

ودعا إلى النفير العام والجهوزية العالية استجابة لنداء الواجب، والاستعداد للتصدي لحرب المعتدين والحرص على عدم الانجرار وراء الشائعات المظللة التي تستهدف الجبهة الداخلية، وتحمل المسؤولية تجاه التحديات التي تواجه اليمن.

ولفت الشيخ المقداد إلى دور قبائل آنس في الدفاع عن الوطن ورفد الجبهات، معلنًا رفد مراكز التدريب العسكري لقوات التعبئة بستة آلاف من المجاهدين في المستوى الأول الدفعة الـ 11.

وفي كلمة قبائل عنس، أكد الشيخ حسين المقدشي، جهوزية ستة آلاف و500 مقاتل لأي مواجهة مع العدو الأمريكي، الصهيوني.

فيما حيا الشيخ عبدالحميد القوسي، في كلمة قبائل الحداء، مجاهدي القوات المسلحة وفي المقدمة القوة الصاروخية والبحرية.

وتطرق إلى ما يرتكبه كيان العدو الصهيوني وأمريكا من مجازر وحرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، منوها بصمودهم وثباتهم في وجه هذا الإجرام الصهيوني الأمريكي.

وأكد فشل العدوان الأمريكي على اليمن، وثبات الشعب اليمني في موقفة المبدئي نصرة للشعب الفلسطيني، معلنًا رفد قوات التعبئة بثلاثة آلاف مقاتل، داعيا إلى إسناد القوة الصاروخية بالمال وبما تحتاجه للتنكيل بالعدو الإسرائيل، الأمريكي.

وفي كلمة قبائل عتمة، أعلن المهندس لطف الجرموزي، رفد مراكز التدريب لقوات التعبئة بألفين و500 مقاتل.

في حين أدان الشيخ علي الحيجنة في كلمة قبائل وصابين، العدوان الأمريكي على اليمن، معلنا تدشين الدفعة الـ 11 من “طوفان الأقصى” بثلاثة آلاف مقاتل.

وأعلن بيان، صادر عن اللقاء، النفير العام والنكف القبلي والتعبئة الشاملة ورفع الجهوزية العالية جهادًا في سبيل الله لمواجهة العدوان على اليمن وغزة، ورفد مراكز التدريب العسكري لقوات التعبئة بعشرات الآلاف من أبناء ذمار للدفعة الـ 11 مستوى أول.

وبارك، العمليات العسكرية للقوات المسلحة في منع مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية من العبور في بحارنا واستهداف عمق الكيان الصهيوني وحاملة الطائرات والمدمرات الأمريكية وإسقاط طائراته والتحول النوعي للدفاعات الجوية، مطالبا بالمزيد من العمليات المنكلة بالأعداء.

وجدّد البيان، التفويض المطلق لقائد معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ كل الخيارات العسكرية التصعيدية الرادعة ردا على الجرائم واسنادا لغزة.

وندد، بجرائم العدو الإسرائيلي بحق الأشقاء في فلسطين ولبنان، ومحاولات التهجير بحق أبناء غزة، وتصعيد العدو الأمريكي على اليمن واستهدافه للمدنيين، وآخرها جريمة استهداف ميناء رأس عيسى بالحديد التي راح ضحيتها ٨٠ شهيدًا من المدنيين وعشرات الجرحى.

كما أكد البيان، تجريم أي تعاون أو التخابر مع أي قوى خارجية، وبراءة القبيلة ورفع يد الحماية عن كل خائن يشارك العدو في جرائمه ويعبث بأمن واستقرار اليمن وسلامة أبناءه، والتعهد بملاحقة العملاء المجرمين المشاركين مع العدو الأمريكي في قتل نساء وأطفال ورجال اليمن واتخاذ العقوبات وفقًا للشرع والقانون والعرف القبلي.

وأعلنت قبائل محافظة ذمار الصلح العام وتوحيد الصف والحفاظ على الجبهة الداخلية، ودعم المدارس الصيفية ماليًا ومعنويًا، داعيًا كافة أبناء المحافظة إلى دفع أبنائهم للالتحاق بالمدارس الصيفية لتحصينهم من مخططات الأعداء الظلامية.

ودعا، كافة القبائل اليمنية والعربية إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية والدينية والقومية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر الإبادة والتهجير وما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان أمريكي.

ووجه البيان، دعوة خاصة لقبائل المحافظات الجنوبية والشرقية إلى الالتحاق بمعركة العزة والكرامة والشرف في مواجهة العدو الأمريكي والخروج بمواقف عملية وتناسي الخلافات الداخلية وتوحيد الصف لمواجهة العدو الخارجي الذي يستهدف الجميع.

وطالب الملتحقين في صف الخيانة والعمالة والنفاق للعودة إلى جادة الصواب وتوحيد الصف لمواجهة أعداء الأمة الحقيقيين أمريكا وإسرائيل، معلنًا التحدي لأمريكا الشيطان الأكبر وطاغيها ترامب، وأن طائراته وحاملاتها والجرائم الأمريكية لن تثني أبناء اليمن عن نصرة غزة.

وجدّد بيان قبائل ذمار، الولاء والعهد الله ورسوله وأعلام الهدى والبراء من أعداء الله ورسوله من اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل.

وخلال اللقاء الذي شارك فيه، أعضاء من مجلسي النواب والشورى، وأكاديميين وقيادات السلطة القضائية وأمنية وشخصيات اجتماعية، تم إقرار آلية عمل اللجنة القبلية بما تحويه من أنشطة عملية مزمنة لثلاثة أشهر، مستأنفين كافة الأنشطة التعبوية ضمن “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

مقالات مشابهة

  • قبائل الحجيلة تعلن النفير العام لمواجهة العدو
  • حجة.. قبائل الجميمة تعلن النكف والنفير لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • الموارد المائية تضع خطة لمواجهة تحديات الشحِّ المائي التي ستواجه البلاد خلال الصيف
  • مناورة عسكرية لوحدات رمزية من القوات الخاصة
  • قبائل ذمار يعلنون النفير العام والنكف القبلي لمواجهة العدوان
  • ذمار..لقاء قبلي موسع لمواجهة العدو وتأييد خيارات القيادة
  • مسيرة حاشدة بإسطنبول للتنديد بالإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو بغزة
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • عاجل. جوزاف عون يرد على حزب الله: اللبنانيون لا يريدون الحرب والجيش وحده هو المسؤول عن حمل السلاح
  • علماء اليمن يؤكدون:الفتاوى التي تعطل الجهاد أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة خطيئة كبرى وذنب عظيم لا تبرأ ذمة من أصدروها إلا بالتراجع عنها