خطيب الأزهر: سبيل الحياة الطيبة الإيمان بالله والعمل الصالح.. والإسلام يلبي الفطرة ويحفظ حرمة الإنسان
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
خطيب الازهر: خلق الله لآدم وسجود الملائكة له مظهر هام من مظاهر التكريم
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر أ.د إبراهيم الهدهد، أستاذ البلاغة والنقد ورئيس جامعة الأزهر الأسبق ودار موضوعها حول "تكريم القرآن للإنسان".
خطيب الجامع الأزهر : خلق الله لآدم وسجود الملائكة له مظهر تكريم علماء الأزهر والأوقاف: آثار اسم الله الرحيم تملأ الكون وتغمر الخلائققال د.
وأضاف خطيب الجامع الازهر: من مظاهر تكريم الله للإنسان أن جعله خليفة في الأرض يأتمر بأوامر الله بحق وينتهي عن نواهيه بصدق، ودلائل الكون تدل على أن الإنسان يدير الأرض، وأن الله -عز وجل- سخر له الكون كله، فالهواء ركبه بالطائرات والبر ركبه بالسيارات وجعل له الأرض ذلولا يمشي في مناكبها ويأكل من رزقها لأنه -عز وجل- خلق الرزق قبل أن يخلق الخلق قال تعالي: ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴾ فقد خلق الأرض في يومين وقدّر أقوات الخلق قبل خلقهم في يومين، وهذا ما نراه في كون الله يصدقه الكتاب الصامت إيماناً بالكتاب الناطق.
واستطرد د. الهدهد قائلاً إن الله -تبارك وتعالى- سخر الكون للإنسان وجعله علي نوعين: تسخير المعرفة، من حيث السعي في الأرض والبحث فيها وفي أعماقها ولا يستعصي عليه ذلك؛ لأن الله هيأ له الأرض وجعلها ذلولا قال تعالي: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ فوصله كل ذلك إلي الإيمان بالله وتسخير الشكر الله سخر الأرض علي طريقين طريق يؤدي إلى الإيمان بالله وطريق آخر يؤدي إلى شكر الله، فإن آمن الإنسان بالله بموجب معرفة تسخير الله له كونه وشكره على ذلك بما شرع له لا يعذبه الله قال تعالي: ﴿ مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ فقدم المطلوب على الدافع لأن المطلوب نتيجة والدافع مقدمة فالإيمان يدفع إلي الشكر، والمعنى لماذا يعذبكم الله ما دمتم قد دفعكم إيمانكم إلى الشكر، فالذي يدفع عنا عذاب الله شيئان لا ثالث لهما هما الإيمان بالله وحده وشكره على ما أنعم به علينا.
وحث خطيب الجامع الأزهر المسلمين على تدبر القرآن؛ لأنه خطاب عقل والعقل نور من داخل والشرع نور من خارج فإذا نوّر الإنسان عقله بالحق وصل إلى الحقيقة واحتاج إلي أن يعرف الشرع لأنه لن يصل إلى الله إلا بشرعه لأنه هو الذي يحدد له طريق الوصول إليه، كما أشار فضيلته إلي أن دلائل تكريم الإنسان تملأ القرآن والسنة الشريفة، ومنها أن الله -تبارك وتعالى- شرع لنا طريق التودد إليه حيث تودد إلينا أولاً بالنعم وألقى المحبة في قلوبنا فبها نحب آباءنا وأمهاتنا وأولادنا وأقاربنا والناس أجمعين، ومنها أيضاً حماية النفس أيا كانت مؤمنة أم كافرة حيث أن كل النفوس معصومة وكل الدماء معصومة بغض النظر عن كونها مؤمنة بالله أم كافرة قال ﷺ ( إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأع…
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر خطيب الجامع الأزهر الجامع الازهر أن الله
إقرأ أيضاً:
الأزهر يرفض مخططات تهجير الفلسطينيين: «مَن اقترحوها لا يستشعرون حرمة الوطن»
قال الأزهر الشريف ومعه ملياران من مسلمي العالم، إنَّ هذه المخططات الوهميَّة التي يقترحها البعض ممَّن لا يفقهون حقائق التاريخ، ولا يستشعرون حرمة الوطن، ولا يدركون معنى أمومة الأرض وفدائها بالنَّفس والأهل والولد والمال، ولا يفهمون ماذا تعني «غزة» بعد تدميرها للفلسطينيين، ومعهم المسلمون والعالم الحر الشريف الأبيُّ في شرق البلاد وغربها.
وشدد الأزهر الشريف، على أنَّ هذه المخطَّطات لم تعد تنطلي على أحدٍ مهما بلغت سذاجتُه وغفلتُه، وأنَّ السياقات السياسيَّة في القرن الماضي، التي سَمَحَت بخدعة من هذه الخدع لن تتكرَّر مرةً أخرى على أرض «غزة الحبيبة الغالية»، ولن يسمح بها أهل غزَّة الشجعان الصَّامدون، ولن يقبلوا أن يقبضوا ثمن دمائهم الزكية طردًا من أرضهم وتهجيرًا من وطنهم.
مندوب مصر بالأمم المتحدة: موقف دولتنا ثابت برفض التهجير القسري للفلسطينيينمحمود بسيوني: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين غير معقولة أو قابلة للتنفيذمفيش تهجير وإقرار حزمة حماية عاجلة.. أخبار مبهجة من الحكومة والحوار الوطنيتنسيقية شباب الأحزاب ترفض تصريحات ترامب بشأن تهجير الشعب الفلسطينيمشاورات لعقد قمة عربية طارئة بالقاهرة لمواجهة مخططات تهجير الفلسطينيينخبير عن رفض تهجير الفلسطينيين: مصر دولة تلتزم بمبادئ القانون الدولي الراسخةبعد رفض مخطط التهجير.. بكري: موقف الرئيس السيسي يعبر عن كل مصري وعربي شريف
وتساءل الأزهر: وكيف لا، وقد أثبت أهل فلسطين للعالم كلِّه أنهم أصحاب الأرض، وأصحاب قضيَّة عادلة طال عهدها بالظلم والظلمة، وأنَّ حياة الفلسطينيين مرهونة ببقاء وطنهم وإقامة دولتهم، وأنهم لن يتركوا أرضَهم مهما بلغت وحشيَّة التحالفات والجرائم، التي ترتكب في حقِّهم، وأنَّ على المحتل ومَن خلفه أن يدركوا هذه الحقيقة، وأن فلسطين جزء لم ولن يتجزأ من المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأنَّ مخططاتهم بطمس فلسطين ستحفر في تاريخ المعتدين والظالمين بكل عبارات الخزي والعار.
وتعجَّب الأزهر من هؤلاء الذين يرفعون شعارات الحريَّة والديمقراطيَّة، ويُصدِّرونها للدفاع عمَّن يريدون، بينما يخفونها حينما يتعلق الأمر بالحقوق المشروعة للفلسطينيين الأبرياء، ويجدِّد الأزهر مطالبتَه لكل الدول العربية والإسلامية بضرورة اتخاذ موقف شجاع وموحَّد ضدَّ هذه الانتهاكات المرفوضة والتَّصريحات الفارغة التي تحاول انتزاع حقٍّ أصيلٍ من حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الأبديَّة وعاصمتها القدس الشريف.