لقد أطلقت الحرب الأهلية في السودان العنان للعنف والموت والجوع على نطاق واسع، حيث سجلت التقارير مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وترك ملايين آخرين في ظل نزوح مستمر. أكثر من 12 مليون سوداني يعيشون الآن خارج منازلهم، والبلاد على حافة المجاعة، حيث يعاني أكثر من نصف سكانها من انعدام الأمن الغذائي.

اعلان

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يعاني 24 مليون شخص من نقص حاد في الغذاء، بينما تواجه الدولة تفشي وباء الكوليرا، وهو ما يفاقم الوضع.

تقرير لليونيسيف يبرز الأرقام الضخمة للمتشردين في السودان بسبب الحرب الأهلية

وفي وقت تزداد فيه المخاوف من تصاعد القتال، قال محللون سياسيون ومنظمات إغاثة إنه من المحتمل أن تتدهور الأوضاع الإنسانية أكثر في الأشهر القادمة. ووفقًا للمحللة السودانية خلود خير، فإن الوضع بالنسبة للمدنيين سيزداد سوءًا مع بداية عام 2025، نظرًا لاستمرار العنف وعدم وجود أفق للسلام. ومن جانبه، أشار مايكل جونز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى أن الحرب أصبحت "حربًا على المدنيين"، حيث يعاني السكان من الهجمات العشوائية من قبل القوات المتناحرة.

ولقد بدأت الحرب في 15 أبريل من العام الماضي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهي ميليشيات كانت حليفًا سابقًا قبل أن يتفجر الصراع بينهما. وقد أدى هذا الانقسام إلى اندلاع عنف عشوائي استهدف المدنيين، حيث اتُهمت كل من القوات المتحاربة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ومن جانبها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم تطهير عرقي في دارفور، بينما وُجهت للقوات المسلحة السودانية اتهامات باستخدام القصف العشوائي ضد المناطق المدنية.

تفيد منظمة هيومن رايتز واتش بحدوث جرائم اغتصاب في العاصمة خرطوم من قبل قوات الدعم السريع

ووفقًا للمحللين، لا تبدو نهاية الحرب قريبة في ظل استمرار التسلح المتزايد من قبل الأطراف المتنازعة. ولقد حذرت التقارير من أن السودان مغمور بالأسلحة الصغيرة، وهو ما جعل المدنيين أكثر عرضة للخطر. وقد أكدت التقارير الدولية التي استشهدت بها الأمم المتحدة أن الوضع يزداد تعقيدًا بسبب التدخلات الخارجية، حيث تدعم الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع، بينما تمد إيران القوات المسلحة السودانية بأسلحة متطورة، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة الشعب السوداني.

قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في قلاوي، شمال السودان، بتاريخ 15 يونيو 2019.STR

وعلى الرغم من أن عمليات الإغاثة بدأت في الوصول إلى بعض المناطق، إلا أن هناك صعوبة كبيرة في تقديم المساعدات بسبب الصراع المستمر. وتواجه منظمات الإغاثة تحديات كبيرة للوصول إلى المناطق المتضررة، رغم جهود الشبكات المحلية مثل غرف الاستجابة للطوارئ، التي تسعى لإطعام الملايين وتوفير المساعدات. ومع كل هذا، فإن السودان يعاني من نقص حاد في التمويل الإنساني، مما يفاقم الأزمة.

وبينما يتواصل القتال، لا توجد أرقام دقيقة حول حصيلة القتلى، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 150,000. ووفقًا لدراسة حديثة، يُعتقد أن 61,000 شخص قد لقوا حتفهم في الخرطوم فقط في الأشهر الأولى من الحرب، ما يضاعف المعدلات السابقة. هذه الإحصائيات تبرز الفداحة التي تتعرض لها الحياة المدنية في السودان.

جنود من قوات الدعم السريع في ولاية شرق النيل بالسودان، بتاريخ 22 يوليو 2022.Hussein Malla

ومع اقتراب السنة الجديدة، يُتوقع أن يستمر النزاع الدموي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السودان. ويعتقد المحللون أن النزاع قد يستمر لعشرين عامًا أخرى إذا استمرت العوامل السياسية والإقليمية الحالية، مع عدم وجود تحرك جاد لفرض السلام.

وفي خضم هذه الأزمة، تبقى حياة المدنيين في السودان على المحك، حيث يواجهون مزيجًا من العنف والجوع والأمراض، بينما تتضاءل آمالهم في التوصل إلى حل ينهي معاناتهم.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السودان: المجاعة آخذة في الازدياد والأزمة تتعمق.. ضحاياها الأساسيون ما بين لاجئ ونازح على ضفاف رحمة الطبيعة.. الفيضانات تشرّد 379 ألف في جنوب السودان جنوب السودان: الفيضانات السنوية تفاقم الأزمة الإنسانية وتدفع المجتمعات إلى العيش على حافة المياه مجاعةأزمة إنسانيةجمهورية السودانضحاياحرب أهليةأمناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ448: مقتل إسرائيلية بعملية طعن والحوثيون يعلنون عن عملية نوعية يعرض الآن Next عاجل. الرئيس الألماني يحل البرلمان ويحدد 23 فبراير موعدًا للانتخابات يعرض الآن Next عاجل. روسيا تعلن تحييد خلية لتنظيم "داعش" كانت تخطط للهجوم على مركز الشرطة في موسكو يعرض الآن Next عاجل. الخطوط الأذرية توقف رحلاتها إلى 7 مدن روسية وخبير روسي يرجح إسقاط طائرتها بصاروخ مضاد للطائرات يعرض الآن Next عاجل. بعد أقل من أسبوعين على استلام مهامه.. برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس المؤقت هان داك سو اعلانالاكثر قراءة يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء تحطم الطائرة في كازاخستان اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة وهجوم إسرائيلي واسع على اليمن فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في الجو بسبب انقطاع الكهرباء عن مصعد التزلج طرطوس: مقتل 14 من قوات الحكومة السورية الحالية خلال "محاولة اعتقال ضابط في نظام الأسد" كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ارتكبوا جريمة اغتيال معنوية خطيرة بحقها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومروسياعيد الميلادضحايابشار الأسدغزةرأس السنةالصحةالحرب في سورياتسوناميلبنانكازاخستانسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: روسيا عيد الميلاد غزة رأس السنة ضحايا بشار الأسد روسيا عيد الميلاد غزة رأس السنة ضحايا بشار الأسد مجاعة أزمة إنسانية جمهورية السودان ضحايا حرب أهلية أمن روسيا عيد الميلاد ضحايا بشار الأسد غزة رأس السنة الصحة الحرب في سوريا تسونامي لبنان كازاخستان سوريا قوات الدعم السریع یعرض الآن Next عاجل فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان.. حرب «منسية» و ملايين يعانون في صمت

 

مع نهاية عام آخر، تتواصل الحرب المُدمرة في السودان وقد تصل إلى عامها الثالث في منتصف أبريل القادم من عام 2025. ومازال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي الحرب: الجيش والدعم السريع، بعيد المنال على الأقل في الوقت الحالي.

التغيير ــ وكالات

وتبدو مأساة السودان تائهة في زحام أولويات الإعلام الدولي. أما رقعة الجوع في السودان، فإنها آخذة في التمدد لتصل إلى مناطق جديدة، حسب تقارير إعلامية وأخرى مدعومة من الأمم المتحدة.

“حرب منسية”

وخصصت صحيفة “ديلي مورنينغ” مقالا مطولا للغاية عن الحرب المدمرة في السودان، والتي وصفتها بأنها لا تحظى بمتابعة إعلامية كبيرة بالمقارنة مع حروب أخرى مشتعلة حاليا في العالم.

وبدأت الصحيفة الإنجليزية تقريرها عن الحرب “المنسية” بالقول: “ينبغي ألّا تكون هناك منافسة أو مقارنة حول أي حرب هي الأكثر أهمية في العالم”. وأضافت أن الحرب المُدمرة في السودان بالكاد تُوجد على رادار بعض وسائل الإعلام .

وتابعت أن الحرب بالنسبة للأشخاص الذين يكتوون مباشرة بنيرانها هي مسألة حياة أو موت، “إذ يجب على الجميع خارج السودان أن يفهم ما يحدث في واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث”.

وأردفت الصحيفة ذاتها: “لا يُمكننا أن نتحدث عن أهمية حياة السود ثم نتجاهل الملايين من الأرواح التي تأثرت بهذا الصراع (في السودان) دون أن نفهم الأسباب الكامنة وراءه”.

ولفتت صحيفة “ديلي مورنينغ” الأنظار إلى أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أوقعت آلاف القتلى والجرحى. وفرضت على الملايين النزوح بحثا مكان آمن. فضلا عن معاناة ملايين من السودانيين من أزمة جوع حادة.

وأشار نفس المصدر أنه من “المستحيل” الحصول على الأرقام الحقيقية والكاملة للكارثة التي يعيشها السودان، مُوضحا أن عمال إغاثة يعملون داخل السودان يقول إن الحرب تسببت في “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”
وترى “ديلي مورنينغ” أن القوى الغربية تدرك بوضوح حجم المشكلة. أما وسائل الإعلام الكبرى فقد “اختارت إلى جانب الحكومات التي تزودها بالبيانات الصحفية لتقوم بنسخها ولصقها-اختارت- أن تغض الطرف عن الأمر”.

وواصل المصدر أنه في خضم الحرب المدمرة في السودان، تُحقق شركات أسلحة فرنسية أرباحا هائلة من التكنولوجيا المستخدمة في الصراع، وفي انتهاك لحظر أسلحة فرضته الأمم المتحدة. وأضاف: “لا شك أن أطرافا أخرى متورطة أيضا”.

وفي وقت سابق، كشفت منظمة العفو الدولية أن ناقلات جنود مدرعة تستخدمها قوات الدعم السريع قد صُنعت في الإمارات العربية المتحدة ومُجهزة بمعدات فرنسية.

وأشارت صحيفة “ديلي مورنينغ” أن شركات الأسلحة متواطئة في توفير الوسائل، التي يُمكن من خلالها مواصلة القتال. وأضافت أنه لا بد من منع شركات الأسلحة من توريد المعدات العسكرية، التي تُغدي الحرب الأهلية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

ودعت الصحيفة البريطانية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في “هذه الحرب الأهلية الكارثية”.

الذهب والحرب!

أما صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” ، فقد سلطت الضوء على الأزمة السودانية بمقال يحمل عنوان :”مليارات من تجارة الذهب تموّل الحرب”.

وذكرت الصحيفة الألمانية ذائعة الصيت أنه أمام الحرب المدمرة التي تدور رحاها في السودان “يجب على المجتمع الدولي وألمانيا ألّا يقفا موقف المتفرج”، بل ينبغي عليهم “حرمان أطراف النزاع من أهم مصادر تمويلهم”، ( في إشارة للذهب).
ولفتت “فرانكفورتر ألغماينه” أن التوصل إلى اتفاق شامل ودائم يُوفر الحماية للسكان المدنيين يبدو أمرا يصعب تحقيقيه على المدى، إذ إن الأطراف المتحاربة: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ماضيان في خيار المواجهة. وأضافت أن هذا الوضع يزيد من أهمية استكشاف خيارات أخرى لوقف الحرب.

وواصل المصدر ذاته أن “صمود أطراف النزاع لفترة طويلة يعود إلى اعتمادها على موارد مالية كبيرة و دعم خارجي على شكل أسلحة ومعدات”. وأضاف أن “تقييد” مصادر التمويل وإمدادات الأسلحة قد يساعد في تقليل العنف ضد المدنيين.

وكتبت “فرانكفورتر ألغماينه” تقول: “تستفيد كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من تجارة الذهب منذ سنوات. ومع استقلال جنوب السودان في عام 2011، حل إنتاج الذهب المتزايد محل النفط كأهم سلعة تصدير للبلاد”.

وأضافت: “يتعلق الأمر بمليارات الدولارات سنويا، والتي تستفيد منها شركات القوات المسلحة وقوات الدعم”.

وأوضح المصدر ذاته أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرضتا عقوبات على بعض الشركات السودانية المُشاركة في تجارة الذهب. وأضافت أنه “يجب فرض عقوبات على المزيد من الشركات لضمان عدم تعاون مقدمي الخدمات اللوجستية أو شركات التأمين في الاتحاد الأوروبي مع قطاع المعادن في السودان”.

وقالت “فرانكفورتر ألغماينه” في هذا الصدد: “من خلال لائحة الاتحاد الأوروبي بشأن المعادن في مناطق النزاع، تُلزم الشركات بالفعل بضمان أن الذهب المستخدم صناعيا لا يمول الجهات المسلحة”.

وشدد المصدر ذاته على أن “كل هذه الإجراءات لن تؤدي إلى إنهاء بشكل مباشر للحرب، بيد أنها ستساعد على الأقل في الحد من معاناة المدنيين، وإيجاد مساحة للحديث عن وقف إطلاق النار والاعتماد على الحلول السياسية”.

مجاعة تتمدد

“الصراع في السودان يُشعل أزمة مجاعة حادة”. كان هذا عنوان تقرير نشرته صحيفة “ميراج نيوز” الأسترالية للحديث عن تأثير الحرب المباشر على طعام ملايين السودانيين، الذين يُواجهون خطر مجاعة حقيقي في عدة مناطق.

وكتبت “ميراج نيوز” تقول: “يُواجه السودان أزمة مُتفاقمة، مع انتشار واسع للجوع الحاد وتزايد سوء التغذية الحاد والنزوح الجماعي، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني المُتردي بالفعل، وفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة”.

وتشير تقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن أكثر من 24.6 مليون شخص يُعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأوضحت صحيفة “ميراج نيوز”، بالاعتماد على معلومات مُستقاة من تقرير للجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن المجاعة اتسعت إلى خمس مناطق ويُرجح أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر مايو القادم.

وأضاف المصدر ذاته أن “عدة مناطق أخرى معرضة لخطر المجاعة، لاسيما تلك التي تشهد تدفقات كبيرة من النازحين”. وأردف أن المناطق المُتضررة تشمل أجزاء من ولايات شمال وجنوب دارفور والخرطوم والجزيرة.

وكتبت “ميراج نيوز” “رغم أن هطول الأمطار فوق المتوسط دعم الزراعة في المناطق التي سمحت فيها الظروف الأمنية بذلك، فإن الصراع المستمر عرقل بشدة الأنشطة الزراعية”. وواصل المصدر ذاته أن المزارعين اضطروا إلى التخلي عن حقولهم، وتعرضت محاصيلهم للنهب أو التدمير.

 

الوسومالجيش الدعم السريع السودان حرب

مقالات مشابهة

  • السودان.. الكارثة المنسية
  • وصول قافلة مساعدات إنسانية إلى الخرطوم لاول مرة منذ اندلاع الحرب
  • «الأمة القومي» يرحب بوصول أول قافلة مساعدات إنسانية للخرطوم منذ بداية الحرب
  • السودان: حكومات الحرب الموازية
  • عام آخر والناس في متاهة الحرب أين الطريق ؟
  • حملة غير مسبوقة لقوات أمن السلطة داخل مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة
  • تحديات السودان مع مطلع 2025
  • السودان.. حرب «منسية» و ملايين يعانون في صمت
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟