حصاد 2024: أهم 10 اكتشافات في أعماق البحار والمحيطات
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
البحار هي مستودع الأسرار، ولا يكاد يمر عام حتى تتمخض أعماق البحار والمحيطات حول العالم عن اكتشاف جديد يلهب خيال الباحثين في مجال الأحياء البحرية والمؤرخين والمغامرين أيضاً، مما يؤكد أن سكون وظلمة الأعماق، سوف تظل دائماً معيناً لا ينضب من الأسرار التي تساعد الانسان على معرفة الكائنات من حوله، بل واسترجاع ذكريات تاريخه الذي يعود لحقب زمنية انقضت منذ سنوات طويلة.
ويسرد موقع "بوبيولار ساينس" المتخصص في الأبحاث العلمية أهم 10 اكتشافات في أعماق البحار تم التوصل إليها هذا العام، وهي تتنوع ما بين سفن غارقة، وفصائل سمكية لم تكن معروفة من قبل، وكذلك ظواهر علمية وطفرات وراثية أدهشت العلماء والباحثين.
1- السفينة الشبح في المحيط الهادئ
استطاع سرب من الغواصات البحرية غير المأهولة التي لا يزيد طولها عن 20 قدماً اكتشاف موقع السفينة الحربية الأمريكية "يو.إس.إس ستيوارت" التي قبعت في قاع المحيط الهادئ على مدار 78 عاماً بعد أن استولت عليها القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.
واكتسبت هذه السفينة اسم "الشبح" لأنه تم رصدها على مسافات عميقة خلف خطوط العدو. ورغم أن السفينة أعيدت في نهاية المطاف للبحرية الأمريكية، وتم إخراجها من الخدمة، فإن موقعها المحدد ظل أمراً غامضاً لسنوات طويلة.
2- سفينة الشحن أرلينغتون في البحيرات العظمى
رغم أن تاريخها يعود أيضاً إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، فإن السفينة التجارية أرلينغتون لم تشارك في أي معارك حربية في بحيرة سوبيريور ضمن البحيرات العظمى بالولايات المتحدة، ولكنها غرقت أثناء إبحارها إلى بلدة أوين ساوند في أونتاريو، بسبب سوء الأحوال الجوية.
ولاذ أفراد طاقم السفينة بالفرار وتركوا الربان تاتي باج بيرك ليلقي حتفه على متنها. وعلى غرار يو.إس.إس ستيوارت، تم تحديد موقع السفينة أرلينغتون بواسطة غواصات بحثية غير مأهولة وعمليات مسح باستخدام أجهزة السونار.
3- فصيلة جديدة من نجمة البحر
يبلغ عدد أسماك نجمة البحر المسجلة في الدوائر العلمية قرابة ألفي نوع. ولكن هذه الفصيلة البحرية المعتادة على الحياة في المياه الرملية والموحلة اكتسبت عضواً جديداً هذا العام بعد اكتشاف نوع جديد من نجمة البحر يعيش قبالة سواحل شبه جزيرة إيزو اليابانية.
وتحمل الفصيلة الجديدة اسم Paragonaster hoeimaruae وتتميز بلونها البرتقالي الزاهي، ويمكن أن تساعد هذه الفصيلة في اكتساب مزيد من المعرفة بشأن هذه الأسماك في المستقبل.
4- السمكة العابسة في البحر الأحمر
سمكة صغيرة ذات وجه عابس وأسنان كبيرة تم اكتشافها للمرة الأولى في البحر الأحمر قبالة سواحل السعودية.
ورغم ألوانها البرتقالية الزاهية التي تجذب الانظار، فإن أهم ما يميز هذه السمكة التي أطلق عليها اسم Sueviota Aethon هو فمها المائل إلى أسفل، والذي يجعلها تبدو كما لو كانت عابسة.
وتعيش السمكة العابسة وسط الشعاب المرجانية في منطقة فرسان قبالة السواحل السعودية.
ويقول المكتشفون إنه على الرغم من صغر حجمها، فإنها تعتبر من الضواري المخيفة، بفضل أسنانها الكبيرة، حيث تتغذى على الأسماك الأصغر حجماً واللافقريات البحرية.
5- الغواصة المفقودة في البحر المتوسط
في عام 1943، أبحرت الغواصة إتش إم إس تروبر التابعة لقوات الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية في مهمة سرية في طريقها إلى بيروت، ولكن الغواصة التي كانت تقل طاقما مؤلف من 64 شخصاً اختفت قبالة سواحل اليونان في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) عام 1943 ولم تصل مطلقاً إلى وجهتها النهائية.
وبفضل تقنيات المسح بالسونار والمسبار البحري "سوبر أخيل"، استطاع الباحثون تحديد موقع الغواصة تروبر قرب جزيرة دونوسا اليونانية على عمق 830 قدماً، وقد انشطرت إلى ثلاثة أجزاء إثر اصطدامها بلغم بحري ألماني.
6- أكبر تكوين من الشعاب المرجانية في العالم بجزر سولومون
استطاع مصور بحري تابع لمبادرة "ناشونال جيوغرافيك بريستين سيز" لاستكشاف أعماق البحار رصد أكبر تكوين للشعاب المرجانية في العالم قرب جزر سولومون جنوب المحيط الهادئ.
ويبلغ طول هذه الشعاب المرجانية 110 قدماً ويصل عرضها إلى 104 أقدام و ارتفاعها 18 قدماً وتمتد على مساحة 600 قدم.
ويؤكد الباحثون أن هذه الكتلة من الشعاب المرجانية تشكلت على مدار 600 عاماً، ويمكن مشاهدتها من الفضاء الخارجي.
7- فصيلة جديدة من أسماك "القرش الشبح" في نيوزيلندا رغم أنها تعرف بأسماك القرش الشبح، فإن تلك الأسماك الغضروفية الصغيرة "الكيميرا" لا تمت بصلة في حقيقة الأمر للقروش البحرية المفترسة، بل تعيش حياتها ملاصقة لها مثل الأسماك الطفيلية.
وتعتبر سمكة Harriota Avia إضافة جديدة لعائلة أسماك الكيميرا وتتميز بأنف طويل وعيون واسعة وذيل طويل يشبه السوط.
وتعيش هذه السمكة في أعماق المحيط الهادئ قرب نيوزيلندا على أعماق تبلغ قرابة 8359 قدماً تحت سطح البحر.
8 - الأكسجين المظلم في قاع المحيط
لعل ما يثير الدهشة أن أغرب الاكتشافات البحرية لعام 2024 لم يكن نوعاً من الكائنات البحرية الغربية، بل عملية كيميائية تجري على عمق 20 ألف قدم تحت سطح المحيط، حيث اكتشف العلماء أن ترسيبات معدنية طبيعية في قاع المحيط يمكنها انتاج الأكسجين بكميات ضئيلة في غياب أشعة الشمس، مما يكفي لاستمرار حياة الكائنات البحرية الدقيقة التي تعيش في الأعماق السحيقة.
9 - فصيلة جديدة من قناديل البحر السامة قبالة سواحل اليابان
اكتشف فريق علمي نوعاً جديد من قناديل البحر يعيش على عمق 2300 قدماً في المحيط الهادئ قبالة سواحل اليابان.
وتحمل هذه الفصيلة التي أطلقوا عليها اسم Santjodia Pagesi ويصل طولها إلى أربع بوصات وعرضها ثلاث بوصات، ترسانة من السموم، مما يجعلها مختلفة عن الأنواع الأخرى من القناديل.
ولكن من المؤسف أن العلماء لن يستطيعوا في القريب العاجل جمع معلومات كافية عن هذا الكائن البحري، نظراً لصعوبة جمع عدد كاف من العينات من هذه الفصيلة التي تعيش في منطقة بركانية على بعد 285 ميلاً جنوب العاصمة اليابانية طوكيو.
10- طفرة وراثية في سمكة "الصياد"
لا تعتبر هذه السمكة من الفصائل غير المعروفة لدى علماء الأحياء البحرية، ولكن الأمر الجديد أن الباحثين اكتشفوا طفرة وراثية في هذه الأسماك غريبة الشكل لم تكن معروفة لديهم من قبل، حيث تبين لهم وجود خلايا عصبية حركية تتحكم في الزعانف الأمامية للسمكة، مما يشير إلى أن هذه السمكة تنحدر من نوع من الكائنات الفقرية التي كانت تسير على وجه الأرض في يوم من الأيام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات حصاد 2024 الشعاب المرجانیة المحیط الهادئ أعماق البحار قبالة سواحل هذه السمکة
إقرأ أيضاً:
البحار العماني أحمد بن ماجد يلتقي الملكة حتشبسوت
◄ هذه العلاقة العميقة بين عُمان ومصر، التي تمتد من عهد الملكة حتشبسوت وصولًا إلى العصر الحديث، تجد اليوم تجسيدًا لها في مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب
حمود بن علي الطوقي
زائر جناح سلطنة عُمان، ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، يلمسُ منذ الوهلة الأولى عُمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، وهي علاقات مُتجذِّرة ومُتجدِّدة، وهي من أقدم وأعمق الروابط التي نشأت عبر العصور.
هذه العلاقة تعود- كما تشير المصادر العُمانية والمصرية- إلى عهد المصريين القدماء (الفراعنة)؛ حيث تشير هذه المصادر إلى أن الملكة حتشبسوت، التي حكمت مصر في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، كانت تستورد اللبان العُماني لاستخدامه في معابد الفراعنة؛ بهدف أغراض دينية وعلاجية. وقد كان اللبان العُماني يعد آنذاك من السلع الفاخرة والنادرة التي شكلت جزءًا مهمًا من الحضارة الفرعونية، وتُظهر هذه العلاقة التجارية المبكرة مدى تأثير عُمان على التجارة العالمية في تلك الحقبة. ومع مرور الزمن، استمرت هذه الروابط، وأصبحت عُمان شريكًا تجاريًا وثقافيًا هامًا لمصر، وهو ما تجسد بوضوح في مختلف العصور.
في العصر الإسلامي، يأتي دور الملاح والبحار العُماني المعروف أحمد بن ماجد، أحد أعظم البحارة العرب في العصور الوسطى، الذي ساهم بمهاراته الفائقة في الملاحة البحرية في ربط عُمان بالعالم الخارجي. من خلال رحلاته البحرية، تمكن بن ماجد من تعزيز التجارة البحرية بين عُمان ودول الشرق والغرب بالإضافة إلى الدول الأخرى عبر البحر الأحمر والمحيطات. ويُظهر هذا الترابط بين عُمان ومصر كيف أن البحر ليس فقط طريقًا للتجارة، بل جسرًا ثقافيًا بين الحضارات.
هذه العلاقة العميقة بين عُمان ومصر، التي تمتد من عهد الملكة حتشبسوت وصولًا إلى العصر الحديث، تجد اليوم تجسيدًا لها في مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب. هذه المشاركة تعتبر بمثابة جسر ثقافي يربط بين الماضي والحاضر، حيث قدمت عُمان من خلال جناحها المتميز لمحة عن تاريخها العريق، الذي يمتد عبر آلاف السنين، ويعكس الدور البارز الذي لعبته في التجارة والثقافة على مر العصور.
ومن خلال مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، استطاعت سلطنة عُمان أن تُبرز بشكل واضح هذه الروابط التاريخية والثقافية التي تجمعها بمصر، بداية من اللبان الذي كانت تستورده الملكة حتشبسوت في العصور القديمة، وصولًا إلى حضورها الثقافي اليوم الذي يعكس استمرارية هذا التراث. فقد لفت جناح عُمان الأنظار بتصميمه المتميز الذي يتيح للزوار التعرف على المقتنيات العُمانية القديمة والمخطوطات التي تعود لقرون من الزمن، تمامًا كما كانت عُمان تمثل مركزًا مهمًا للتجارة والثقافة في العصور القديمة.
كما تم عرض الموسوعة العُمانية ومطبوعات وزارة الإعلام ووزارة التراث والسياحة، إلى جانب أنشطة جامعة السلطان قابوس، التي تبرز التطور العلمي والثقافي في السلطنة. أما الضيافة العُمانية فقد كانت حاضرة أيضًا؛ حيث تم إعداد وتوزيع الحلوى العُمانية للزوار، وهي بمثابة امتداد للتقاليد العُمانية العريقة في حسن الضيافة، التي كانت جزءًا من تبادل العلاقات الثقافية والتجارية مع مصر منذ أيام الفراعنة.
وبذلك، يُمكن القول إنَّ مشاركة سلطنة عُمان في معرض القاهرة الدولي للكتاب تمثل تجسيدًا للعلاقات الثقافية والتجارية المستمرة بين البلدين على مر العصور، وقد استطاعت عُمان من خلال هذا الحدث الثقافي أن توصل رسالة فريدة عن تاريخها الغني، وتربط بين اللبان العُماني الذي كان محط اهتمام الفراعنة والتراث الثقافي الذي يعكسه جناح السلطنة؛ مما يُتيح للزوار فرصة التعرف على عمق تاريخ عُمان وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية.
رابط مختصر