سودانايل:
2025-04-27@05:14:25 GMT

خزان جبل أولياء و ضرره علي جنوب السُّودان

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

بقلم: أتيم قرنق

و حتي التاسع من يوليو 2011، كان جنوب السودان (رسمياً) جزءً (عزيزاً) من مما كانت تعرف بجمهورية السودان، و التي استقلت عام ١٩٥٦من الاستعمار المزدوج المصري-الإنجليزي؛ و الذي عُرف تأريخياً (بالحكم الثنائي). دام الحكم الثنائي ما يقارب الستين عاماً (1898-1955)، تخلله إستغلال جشع لمواردنا، و قهر و تنكيل و قتل و تسلط ظالم علي شعبنا، و إجحافٌ حاقدٌ علي حقوقِنا، و تخطيطٌ شيطاني مغرض و استغلالي لمستقبلنا.

و من بين الظلم و الإجحاف و التخطيط الإستغلالي الذي ورثناه من تلك الحقبة "خزان جبل أولياء" و المشروع الاستعماري الإستغلالي المسماة بقناة جونقلي.

إن حكومة جنوب السودان تبدو كأنها لا تعلم و لا تدرك بل و لا تدري أن خزان جبل أولياء مصدر خطر دائم لمواطنينا. له مضارٌ كثيرة علي التخوم الشمالية من بلادنا. و ليست لدي هذه الحكومة، خطط لمعالجة الضرر الناتجة عن وجود هذا الخزان الكئيب.

خزان جبل أولياء هذا، من المؤروثات البغيضة من الفترة الاستعمارية المصرية، الإنجليزية 1898-1955 و فترة (الهيمنة العربية الإسلامية السودانية، (1956-2011!) و دليل ما أقوله أن حكومتنا هذه، لا تعلق و لا ترد علي ما تُنشر سلباً أو إيجاباً (حسب رأيها) حول قضايا مياه النيل، حتي يفهم الشعب إن حكومتهم تهتم مما يثار. من واجبنا أن نخاطب حكومتنا عن أضرار هذا الخزان.

هدفنا من هذا المقال، هو مخاطبة الحكومة و تنوير شعبنا بما يتعايشون معها من المخاطر، جراء (بحيرة) خزان جبل أولياء، وما ينتظرهم من المآسي البيئية و الإقتصادية و الإجتماعية، التي ستترتب علي تنفيذ الخطة الإستعمارية الشيطانية المسماة قناة جونقلي. أيضا اودّ، ان يدرك أهلُنا السودانيون ان ما يربطنا معهم اكثر فائدة مما تربطهم مع مصر، رغم ما يشتركون (حولها)، و لا يوحدهم، من عروبةٍ و لغةٍ و عقيدةٍ، و ماض "عريق" و تاريخ حديث مجحف بائس.

خزان جبل أولياء تم تشيده عام 1937، و كان تملكه و تديره مصر حتي عام 1977، حين حولت ملكيته لصاحبة الأرض، الحكومة السودانية و للشعب السوداني. و منذ ذلك الوقت صار يدار بواسطة السلطات السودانية. و الهدف الأساسي من إنشائه، كان حجز مياه النيل الأبيض جنوب الخرطوم، من يوليو حتي ديسمبر، و هي الفترة التي يفيض فيها النيل الأزرق؛ و عندما تنخفض مناسيب النيل الأزرق، تفتح بوابات خزان جبل الأولياء، من يناير حتي يونيو، و تستفيد مصر و شمال السودان في الزراعة من تلك المياه اثناء فترة الشتاء. و مصر تخلت عنه بعد بناء السد العالي، و لا تحتاج له حالياً! كما ان السودان لا يحتاج للمياه المخزونة خلف الخزان هذا؛ و قد تكون الوظيفة الوحيدة التي تستفيد منها السودان هي تفادي و منع الفيضانات، التي تسببها النيل الأبيض عندما تفيض النيل الازرق و تحجز مياه الأبيض مما يتسبب في فيضان تبدأ من المقرن حتي مناطق الدويم.

و ما يهمنا هنا، هي الحجة العلمية و الهدرولوجية و الاقتصادية او غيرها التي تستفيد منها السودان من وجود هذا الخزان الكئيب بعد إنشاء سد مروي؛ و الذي تباهي به الإنقاذ بأهميته التنموية، (الرد الرد السد!) خزان جبل أولياء هذا، يشكل خطراً علي مجتماعات شمال أعالي النيل في جنوب السودان منذ عام 1937 حتي يومنا هذا. و الجدير بالتنويه هنا، هو أن عند إنشاء هذا الخزان، ما تعرف الآن بجمهورية جنوب السودان بمواردها و سكانها كانت جلها مملوكةً لمصر و الإنجليز، و لذا لم يكن من هموم المحتلين، اذ ما كانت هناك ضرر واقعة علي سكان و بيئة جنوب السودان طالما كانت النتيجة النهاية لأي مشروع يقام علي النيل يحقق المنفعة لمصر أولاً و السودان العربي ثانياً.

لكن خلال المائة سنة الماضية، تغيرت أوضاع و أمور كثيرة، فقد ظهرت دولة جنوب السودان الي الوجود، وتريد ان تعالج آثار الظلم و القهر و التهميش التي لحقت بإنسانها و بيئتها. و هنا، يجب مناقشة ضرر خزان جبل اؤلياء.

خزان جبل أولياء، يحتجز خلفه كميات هائلة من المياه، و التي تصل تخزينها حتي منطقة كاكا داخل أراضي دولة جنوب السودان، تأثرت وتتضرر منها مجتماعات و بيئة شمال أعالي النيل منذ تأريخ إنشاء هذا الخزان. و يبدو أن الكثير من مواطني جنوب السودان و حكومتهم، لا يبالون عن هذه الضرر؛ و يبدو أيضا، أن غياب فكرة ما يمكن عملها من اجل درء مضار هذا الخزان!

من اجل معالجة الضرر الناجمة عن تراكم مياه خزان جبل أولياء داخل أراضي دولة جنوب السودان، يمكن اللجوء لواحد من الحلول التالية:
(١) اذا كان هذا الخزان المضر لنا، ذات فائدة قصوى لأهلنا في السودان، فمن حقنا الحصول علي تعويض راتب تدفع علي أسس دائمة، حتي يصل الخزان عمر الفناء. و يمكن التوصل لقيمة التعويض بمساعدة و تعاون دولي متخصص في هذا المجال، من بينها وكالات الأُمم المتحدة المتخصصة في قضايا السدود التي تقام في دولة ما و تتضرر منها سكان و بيئة دولة أخري تقع خلف السد.
(٢) اذا كانت فوائد الخزان قليلة، و لا تتحمل جمهورية السودان دفع تعويض سنوي لجمهورية جنوب السودان، فمن الأفضل تصريف و التخلص من المياة المخزونة خلف الخزان؛ لتمتد التخزين حتي منقطة ربك و كوستي. بهذه الوسيلة نكون قد تخلصنا من المياة المتراكمة داخل أراضي دولة جنوب السودان و تستفيد السودان مما تبقت من تلك المياه داخل أراضيها.

التعاون بين الدولتين سيقوي اقتصادياتهما و يجلب السلام و الاستقرار لشعبيهما و يعم الخير و الرخاء و التقدم فيهما!

anyangjok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: دولة جنوب السودان خزان جبل أولیاء هذا الخزان

إقرأ أيضاً:

السودان: «5» وفيات وإصابات بالإسهالات والحميات في الخرطوم جنوب الحزام

 

تسببت الأمراض المتفشية بجنوب الخرطوم في خمس وفيات مع وجود آلاف الحالات المشتبه بها، ما دفع غرفة طوارئ جنوب الحزام لاطلاق نداء استغاثة من الخرطوم.

الخرطوم ـــ التغيير

وتواجه منطقة جنوب الحزام أزمة صحية طاحنة، حيث سجلت المرافق الصحية في المنطقة 52 إصابة بالإسهالات المائية الحادة و75 إصابة بالملاريا و3 حالات إصابة بحمى الضنك، مع وجود اشتباه في 50 حالة إضافية قيد المتابعة.

تفاصيل الأزمة الصحية

وبلغ عدد الاصلبات بالإسهالات المائية الحادة 52 حالة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا، فيما أصابت الملاريا 75 شخصا إصابة من نوعي “فلاسيبرم” و”فيفاكس”، مع غياب تام للأدوية الوقائية.
وسجلت حمى الضنك 3 حالات إصابة مؤكدة و50 حالة اشتباه قيد المتابعة.

الوفيات

وبلغ عدد الوفيات 5 حالات خلال الأسبوعين الماضيين، بينهم طفلان، نتيجة الإصابة بإسهالات وحميات لم تجد العلاج المناسب في الوقت المناسب.

نداء الاستغاثة

وطالبت غرفة طوارئ جنوب الحزام بتدخل عاجل من المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة الصحية والطبية واحتواء الوضع قبل خروجه عن السيطرة.
و تُعاني المرافق الصحية في المنطقة من نقص حاد في المعدات والكوادر، مما يزيد من صعوبة التعامل مع الوضع الصحي المتدهور.
وطالبت الغرفة بتدخل المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة الصحية والطبية، مع توفير المعدات والكوادر الصحية اللازمة لاحتواء الأوبئة وتقديم العلاج المناسب للمصابين.

واعتبرت الغرفة الوضع الصحي في جنوب الحزام بأنه خطير للغاية، ويتطلب تدخلًا عاجلًا من المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة الصحية والطبية اللازمة. وختمت بالقول: يجب العمل على توفير المعدات والكوادر الصحية اللازمة لاحتواء الأوبئة وتقديم العلاج المناسب للمصابين.

الوسومأوضاع صحية إسهالات مائية الخرطوم جنوب الحزام حمى الضنك ملاريا

مقالات مشابهة

  • السودان: «5» وفيات وإصابات بالإسهالات والحميات في الخرطوم جنوب الحزام
  • تصاعد حدة معارك السودان.. قتلى بهجمات «الدعم السريع» على نهر النيل
  • جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • السودان .. قطع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل و البحر الأحمر
  • مسيرات تستهدف محطة عطبرة للمرة الرابعة .. حريق وانقطاع التيار في نهر النيل والبحر الأحمر وكهرباء السودان توضح في بيان
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • عائلة نائبة رئيس جنوب السودان تنفي وضعها قيد الإقامة الجبرية
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)