ذكري الإستقلال تحت رائحة البارود والنار
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
د. فراج الشيخ الفزاري
ثمان وستون عاما قد مرت من عمر إستقلالنا المجيد في العام 1956,وكأننا لم زد عن الأمس إلا أصبعا، منذ ذلك اليوم المجيد، وحتي الآن لم ينعم السودان بعام يستحق الاحتفال به..فكل اعوامنا حروب ودمار وافتراق دروب..تتخللها أيام معدودات، تتنفس فيها البلاد رائحة الحياة الطبيعية.. وذكري الاستقلال المنسية.
ثمان وستون عاما..
ونحن في غزو داخلي متنوع الاتجاهات ، فإذا توقف الرصاص ، انطلقت الحناجر وتعال الصراخ وبرزت الخلافات ..وكلما مات طاغية انبت الزمان لنا ألف طاغية..واذا تأخر الزمان في قضاء المهمة جيئنا بطاغية من صنع أيدينا ثم نبكي حظنا فقد تمرد علينا وخرج عن المسار..
هناك ، ولا شك في ذلك، وجود خطأ بنيوي في تركيبة الشخصية السودانية وفي تقلب أهوائها والضيق بوجود الآخر ولو كان من أبناء عمومتنا.
هناك خطأ جيني في تلقيح وتخصيب الكروموسومات..فنحن لسنا كما يجب أن نكون نحن..خطأ في النتيجة.
وأيضا هناك خطأ في التربية الوطنية، أو بالأصح هناك غياب كامل لها..ونحتاج الي إعادة نظر في المناهج التي تنظم حياتنا..في العائلة الممتدة...في مؤسساتنا ومنظماتنا الاجتماعية ونظم الحكم والأدارة..
باختصار..نريد جيلا جديدا ليس له علاقة بخيبات جيل مع بعد الاستقلال.
نحن جيل ما بعد الاستقلال...قد حرمنا أنفسنا وظلمنا هذا الوطن العظيم..لم نحسن ادارة موارده ..بل دمرنا موروثه المادي والثقافي وما بناه وعمره غيرنا ..
جيل ما بعد الإستقلال...وهبه الله إرثا وموارد طبيعية..لو وزعت علي كافة بقاع الأرض لكفتها الحاجة المادية والروحية والتروحية طيلة الحياة.
أرض مترعة بالأنهار والأخضرار..وسماء دفاقة بوابل الأمطار..وجبال شاهقة تموج رواسيها بالكنوز والنفائس من الذهب والفضة ..ولازالت حبلي بالأسرار..وبحار تزخر بالدرر والياقوت والمرجان..وفي بوادينا ،تسرح وتمرح الملايين من الإبل والبقر وكل ما خطر بالبال من الانعام...كل ذلك وغيره مما وهبه الله كرما وجودا لأهل السودان...فما أحسنوا العطية بل ظلموا أنفسهم وكل السودان..حينما يموت أطفالنا عطشا ..وجوعا..واهمالا
ونزاعات تحرق الحرث والزرع والضرع وتسمم الأرض والنهر وحضارة الانسان؟
وبمناسبة عيدك الوطني..أيها الهرم المبجل..أعذرنا ..فهذا جيل عاجز..ليس في يديه زهورا يقدمها..ولا عطورا يبثثها ..ولا أغان وطنية يستلهمها.. ولأ اشعارا حماسية يستفيق بها..أنه عاجز.. يبحث عن رشفة ماء يبل بها ريقه و حلقه..ونسمة هواء يسترد بها وعيه..ويبحث عن الخلاص فرائحة الموت والبارود تزكم أنفه.. ومعالم الخراب والدمار تسد أفقه..
نحن نحبك يا وطني..ويا الخرطوم أعذرينا فحتي الدفاع عن شرفك لا يزال ضنينا..
د. فراج الشيخ الفزاري
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بمناسبة العيد القومى.. محافظ قنا يضع إكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء البارود
استهل الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، فعاليات الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء موقعة البارود، تخليدًا لذكرى أبطال المعركة التي جسدت شجاعة أبناء قنا في مواجهة الاحتلال الفرنسي عام 1799.
جاء ذلك بحضور الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء محمد عمران، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، والعميد محمد صدقي الكومي، المستشار العسكري، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد، إلى جانب الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، ومحمد عبد الفتاح آدم، أمين حزب مستقبل وطن بمحافظة قنا، والنائب العمدة مبارك عامر، والنائب محمد طايع، والنائبة ثناء الحساني أعضاء مجلس النواب، بالإضافة إلى النائب أحمد عبد الماجد الأحمر، وعبد الفتاح دنقل، عضوي مجلس الشيوخ.
وقدم محافظ قنا ، التهنئة لأبناء المحافظة وقياداتها التنفيذية والأمنية، مؤكدًا أن الثالث من مارس يعد يوما تاريخيًا في سجل النضال الوطني، حيث تمكن أهالي قرية البارود من تحقيق انتصار بطولي على الأسطول الفرنسي، ما جعل هذا اليوم عيدًا قوميًا لمحافظة قنا.
وأضاف عبدالحليم، بأن مصر لن تنسى تضحيات أبنائها الشهداء الذين سطروا ملاحم الفداء بدمائهم الطاهرة، مشددًا على أن ذكراهم ستظل خالدة، فهم قدوة للأجيال في حب الوطن والعطاء، مؤكدًا حرص المحافظة على تقديم كافة سبل الدعم والرعاية لأسر الشهداء والمصابين، تقديرًا لدورهم الوطني العظيم.
وأشار محافظ قنا، إلى أن محافظة قنا شهدت خلال الفترة الماضية تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية، إلى جانب المشروعات القومية الجاري تنفيذها، والتي تستهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ودفع جهود التنمية الشاملة على أرض المحافظة.