سوريا تواجه اختبارًا وجوديًا.. شعارات طائفية وانتقام متبادل
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
27 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: تعيش سوريا مرحلة حساسة تحمل في طياتها خطر الانزلاق إلى المجهول في ظل التوترات الطائفية المتصاعدة، التي تفاقمت بعد الأحداث الأخيرة في محافظة طرطوس. هذه التطورات تسلط الضوء على الانقسامات العميقة التي تمزق النسيج الاجتماعي السوري، ما ينذر بتداعيات خطيرة على مستقبل البلاد.
الإدارة الجديدة في سوريا، التي يقودها إسلاميون سنة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، أطلقت حملة أمنية واسعة في طرطوس عقب هجوم أودى بحياة 14 عنصرًا من قوات الأمن. واتهمت الإدارة أتباع النظام السابق بالمسؤولية عن الحادث، مؤكدة أنها ستلاحقهم بلا هوادة.
طرطوس، التي تُعد معقلًا للطائفة العلوية، شهدت هذه الأحداث وسط مخاوف من تأجيج الفتنة الطائفية. فالعلويون، الذين هيمنوا على أجهزة الأمن في عهد الأسد، يشعرون اليوم بأنهم في موقف دفاعي، خصوصًا بعد تصاعد الاحتقان ضدهم في مناطق مختلفة من البلاد.
مظاهر العنف الطائفي
انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر حريقًا في مزار علوي بحلب أثار ردود فعل غاضبة وأعاد تسليط الضوء على استهداف الأقليات الدينية في سوريا. هذا الحادث، إلى جانب تقارير عن اعتداءات على علويين في دمشق وحلب، يعكس تنامي النزعة الطائفية التي تهدد بتقويض أي فرصة للاستقرار.
في دمشق، أشار الشيخ العلوي علي ضرير إلى تعرض منازل للتخريب وسكان للضرب على أساس هويتهم الدينية، على الرغم من وعود هيئة تحرير الشام بمعاملة الطائفة باحترام. بينما أفادت روايات أخرى عن حالات إنزال علويين من الحافلات وضربهم، ما يعكس حدة الانقسام المجتمعي.
قلق إقليمي وتحذيرات دولية
إيران، الحليف السابق للنظام السوري، انتقدت التطورات الأخيرة في سوريا، معبرة عن مخاوفها من الفوضى المتزايدة. من جهته، وجه وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد حسن الشيباني، تحذيرًا شديد اللهجة إلى طهران من التدخل وتأجيج الوضع.
في السياق نفسه، تزايدت المخاوف بين الأقليات الأخرى، بما في ذلك المسيحيون، من إمكانية فرض حكم متشدد قد يعيد إنتاج النزاعات الطائفية في البلاد.
إلى أين تتجه سوريا؟
تصاعدت الهتافات الطائفية في الاحتجاجات، مع انتشار شعارات ضد العلويين والشيعة، ما يعكس حالة الاحتقان المتزايدة. المشهد العام يوحي بأن البلاد قد تكون أمام مرحلة جديدة من الصراع الطائفي، في ظل غياب رؤية واضحة للمصالحة الوطنية.
تواجه سوريا اليوم اختبارًا مصيريًا؛ فإما أن يتم احتواء هذه النزاعات الطائفية من خلال حوار شامل وإصلاحات سياسية، أو أن البلاد ستنزلق نحو المزيد من الانقسامات التي قد تجعلها ساحة لصراعات لا تنتهي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تقارير إعلامية: روسيا تواجه تحديات للحفاظ على قاعدتيها العسكريتين في سوريا
كشف مصدر مطلع لوكالة بلومبرج، اليوم الثلاثاء، أن روسيا تواجه صعوبات كبيرة في الاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين في سوريا، اللتين كانتا تشكلان حجر الزاوية في استراتيجيتها لفرض نفوذها في منطقة الشرق الأوسط.
أشار المصدر إلى أن المفاوضات مع الإدارة السورية الحالية قد توقفت، وهو ما أدى إلى تزايد القلق في موسكو بشأن مستقبل وجودها العسكري في البلاد.
في هذا السياق، أضاف المصدر أن الأنشطة الروسية في قاعدة حميميم الجوية، التي تعد من أبرز قواعدها في سوريا، قد تم تقليصها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وهو ما يثير تساؤلات حول استراتيجية روسيا المستقبلية في المنطقة.
ووصل صباح اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة السورية وفد رفيع من وزارة الخارجية الروسية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
وبحسب شبكة "روسيا اليوم" من المقرر أن يجري الوفد الذي يضم المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف مباحثات مع رئيس الادارة السورية أحمد الشرع ويلتقي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وقال ميخائيل بوغدانوف في تصريحات إن الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا وسوريا وفق قاعدة المصالح المشتركة، مشددا على أن روسيا حريصة على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية وتحقيق الوفاق والسلم الاجتماعي في البلاد.