الموظف العصفورة.. حكم الشرع فيه وكيفية التعامل معه
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
وصف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، الموظف “العصفورة” الذي ينقل الأخبار الخاصة بالموظفين في العمل إلى المديرين والرؤساء، بأن هذا فعل رديء، فهو إفشاء للأسرار.
حكم الموظف العصفورةوأضاف علي جمعة، في فتوى له، أن هناك فرقا بين النصيحة والفضيحة، فالدين أمرنا بالنصيحة، ونهانا عن الفضيحة، وعلى الموظف أن ينصح زميله ولا يفضحه عند رئيسه في العمل حتى لا تحدث فتنة بسبب ذلك، قائلا "الإثم بيكون على العصفورة وعلى المعصفر اللى هو طلب يعرف المعلومة، دى دائرة كلها وحشة".
وتابع: "النبي صلى الله عليه وسلم، قال المجالس بالأمانات، يعنى ينبغى على الإنسان أن يكون أمينا على المجلس، والشرع كله نهى عن الغيبة والنميمة، ربنا يكره هذا قيل وقال كثرة السؤال".
كيفية التعامل مع الموظف العصفورةورد الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، عن سؤال بشأن كيفية التعامل مع النميمة في العمل والشخص العصفورة؟، مشيرا إلى أن هذا الشخص يفسد بيئة العمل.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح:"لا بد أن تنشغل بنفسك في العمل وتطوير نفسك، والأشخاص اللي بيعملوا نميمة في العمل، هم الأكثر إقصاء من العمل وفقا لبعض الدراسات، وكمان يصابوا بأمراض نفسية، ويكونوا محل سخرية، لأن كثرة القلق والتوتر تسبب أمراضا نفسية".
ونوه الورداني، بأن هذا الشخص يصاب بالإنهاك والاحتراق النفسي، ولا يتطور، ويظل مكانه، والنميمة تعكر بيئة العمل، وتجعل الإنتاجية أقل، وعلى هذا الشخص أن يتوب إلى الله- عز وجل-.
وأشار الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أنه لا بد من إيقاف النميمة، وعدم المشاركة فيها، واستمر في عملك؛ وستجد الله- عز وجل- بجوارك، وحاول حل الموضوع بينك وبين مديرك في حال حدوث مشكلة، محذرا "المدير الوِدَني أكثر مدير يفسد بيئة العمل الخاص به".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الموظفين بيئة العمل العصفورة المزيد فی العمل
إقرأ أيضاً:
صفات الشخص الراضي.. وكيف نصل إلى الرضا في 5 خطوات عملية بسيطة؟
الرضا من أعظم القيم الإيمانية التي تبعث الطمأنينة في النفس، وتجعل الإنسان يعيش حياة مليئة بالسكينة والرضا عن قضاء الله وقدره، فالراضي هو من يقبل بما قسمه الله له دون تذمر أو شكوى، بل يرى في كل أمر خيرًا، سواء كان ظاهره نعمة أو ابتلاء.
وقد حثّ الإسلام على التحلي بهذه الصفة، وجعلها من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، كما قال النبي ﷺ: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا" (رواه مسلم).
أولًا: مفهوم الرضا في الإسلامالرضا هو القناعة والقبول بحكم الله، سواء في النعم أو في الابتلاءات، وهو مرتبة عالية من الإيمان تدل على حسن الظن بالله. وقد ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: "من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" (رواه الترمذي). وهذا يبين أن الرضا يجلب الطمأنينة والراحة النفسية، بينما السخط والاعتراض يجلبان الهم والضيق.
ثانيًا: صفات الشخص الراضي
الشخص الراضي يتمتع بصفات مميزة تعكس قناعته وإيمانه العميق بالله، ومنها:1. القناعة واليقين
الشخص الراضي قنوع بما لديه، لا ينظر إلى ما في أيدي الناس، بل يدرك أن الأرزاق بيد الله، كما قال النبي ﷺ: "ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" (رواه الترمذي).
2. الطمأنينة النفسية
لا يشكو ولا يجزع عند الابتلاء، بل يؤمن أن كل ما يحدث له هو خير، حتى لو لم يدرك الحكمة في الحال، لقوله تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} (البقرة: 216).
3. التسليم لقضاء الله
الشخص الراضي لا يعترض على أقدار الله، بل يسلم أمره كله لله، كما قال النبي ﷺ في دعائه: "اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء" (رواه أحمد).
4. الرضا في الرزق والمعيشة
لا يحسد الآخرين ولا يقارن نفسه بغيره، بل يعلم أن الله قسم الأرزاق بعدله، ويعيش حياته ببساطة وسعادة، كما قال تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (الزخرف: 32).
5. حسن الظن بالله
يوقن بأن الله لا يقدر لعباده إلا الخير، فيعيش متفائلًا مهما واجه من مصاعب، كما قال النبي ﷺ: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له" (رواه مسلم).
ثالثًا: كيف تكون شخصًا راضيًا؟
يمكن للإنسان أن يصل إلى الرضا من خلال اتباع بعض الخطوات الإيمانية، ومنها:
1. تقوية الإيمان بالله
كلما زاد إيمانك بقدرة الله وحكمته، زاد رضاك بقضائه، فالإيمان يولد الطمأنينة، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ} (الرعد: 28).
2. التفكر في نعم الله
عندما تدرك أن نعم الله عليك لا تُحصى، ستشعر بالرضا والشكر، فقد قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (إبراهيم: 34).
3. الابتعاد عن المقارنات
قارن نفسك بمن هو أقل منك في الدنيا، وليس بمن هو أعلى، كما قال النبي ﷺ: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم" (رواه مسلم).
4. الاستغفار والدعاء
الدعاء من أسباب تحقيق الرضا، فقد كان النبي ﷺ يدعو: "اللهم اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكراً، لك مطواعًا، إليك مخبتًا أواهًا منيبًا" (رواه أبو داود).
5. الصبر عند الابتلاء
الإنسان الراضي يصبر على البلاء، ويوقن بأن الفرج قريب، فقد قال تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح: 6).
الرضا من أعظم الصفات التي تجلب السعادة والراحة النفسية، وهو علامة على قوة الإيمان وحسن الظن بالله. فالشخص الراضي يعيش مطمئنًا، متقبلًا لكل ما يحدث له، ويدرك أن الله لا يقدر له إلا الخير. لذا، فلنسعَ جميعًا لنكون من الراضين، فبذلك تتحقق لنا السعادة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، كما قال تعالى: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (المائدة: 119).