إسرائيل ترفض الانسحاب.. فهل تمدد مهلة وقف إطلاق النار شهرين إضافيين؟
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
يلتزم "حزب الله" اتفاق وقف إطلاق النار وكأن هناك قرارا بعدم الانجرار خلف الاستفزازات الاسرائيلية التي لم تتوقف رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ 27 تشرين الثاني الماضي، حيث تمارس المقاومة سياسة ضبط النفس حتى الساعة ولم تستدرج إلى ما يريده الجيش الإسرائيلي الذي يخطط للبقاء جنوباً بحسب وسائل إعلامه، بعد انقضاء مهلة 60 يوماً المحددة في الاتفاق.
فهو يتعمد التباطؤ في الإنسحاب من القرى والبلدات المتواجد فيها وتسليم الأرض والأمن للجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اليونيفيل، متذرعاً بأن الجيش يؤخر تمركزه في الجنوب ولم يسحب بعد سلاح حزب الله من جنوب الليطاني. وهدد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس لبنان بالقول:" الجيش الإسرائيلي سيدمر حزب الله في حال لم ينسحب من جنوب الليطاني"، وهذا يؤشر إلى أن إسرائيل تراوغ في مكان ما في محاولة لتثبيت وجودها كاحتلال دائم في جنوب لبنان، وسط معلومات تشير إلى أن الإدارة الأميركية لا تضغط على إسرإئيل لإنجاز الانسحاب وانتشار الجيش اللبناني.
يعمد الجيش الإسرائيلي إلى خرق دائم لوقف إطلاق النار بالقيام بغارات جوية في الداخل اللبناني كما حصل في 25 كانون الاول الحالي فجراً عندما شن غارة جوية على طاريا غرب بعلبك لزعمه وجود مستودع ذخيرة لحزب الله. كما يقوم جيش العدو بقصف القرى وتدمير المنازل مثلما حصل ويحصل في كفركلا ومارون الراس ويارون وسواها من القرى. إضافة إلى توغل قواته في المناطق التي لم يستطع دخولها خلال المعارك مع المقاومة.
في هذا المنحى قام الجيش الإسرائيلي بالتوغل امس في محور الطيبة- عدشيت- القصير- القنطرة- وادي الحجير اولا بهدف الوصول إلى مقطع الليطاني حيث فشل سابقاً، وثانياً في عملية استفزاز للمقاومة لجرها إلى القتال من جديد واتهامها بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه نتنياهو مرغماً، فلبنان يريد وقف إطلاق النار فيما نتنياهو يريد الاستثمار بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا وتبدل الوضع الجيوسياسي في المنطقة ككل، لفرض أمر واقع جديد على لبنان بالبقاء في المناطق التي احتلها جيشه وإقامة منطقة عازلة تسمح بعودة المستوطنين النازحين إلى مستوطنات الشمال بأمان وسلام أكثر من ذي قبل، على حد اعتقاده.
ولذلك، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال اجتماعه اللجنة التقنية لمراقبة وقف إطلاق النار في الجنوب حاسماً لجهة ضرورة أن تضغط اللجنة على إسرائيل لتنفيذ بنود التفاهم وأبرزها الانسحاب من المناطق المحتلة ووقف الخروقات لا سيما وأن لبنان ملتزم ببنود التفاهم فيما تواصل إسرائيل خروقاتها وهذا أمر غير مقبول.
إن ما يقوم به جيش العدو الإسرائيلي من غارات جوية وتوغل بري، هو، بحسب ما يؤكد العميد شربل ابو زيد، مخالف لاتفاق وقف إطلاق النار بالواسطة بين لبنان وإسرائيل، والذي اعتبر آلية تنفيذية للقرار الدولي 1701، ما يثبت أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط الإتفاقات الدولية وتخرق الإتفاقات بالواسطة حتى لو كانت أميركية، علماً أن الجيش يقوم بتعزيز مواقعه وانتشاره حيث يحاول جيش العدو التوغل ويقوم بمتابعة الوضع المستجد على الأرض مع اللجنة الخماسية المشرفة على وقف إطلاق النار واليونيفيل منعاً لتفاقم الأمور ووصولها إلى حد التصادم بين الجيش وقوات العدو، أو عودة الإقتتال بين العدو والمقاومة، الأمر الذي حدا باليونيفيل بأن تطلب من جيش العدو الإسرائيلي تسريع عملية الانسحاب لوقف كل ذلك. كذلك قدمت الحكومة عبر وزارة الخارجية شكوى إلى مجلس الأمن الدولي عن خروقات العدو المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 لأكثر من 825 خرقا واعتداء برياً وجوياً منذ 27 تشرين الثاني ولغاية اليوم، ما يمثل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة.
وفيما يزور الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لبنان في 6 كانون الثاني المقبل، تتحدث أوساط عن أن تعثر الإنسحاب الأسرائيلي قد يدفع به إلى طلب تمديد فترة الانسحاب مدة شهرين إضافيين، في حين أن أوساطاً أخرى تحدثت عن أن هدف الزيارة هو الدفع قدماً لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من الشهر المقبل حيث أن هوكشتاين ما زال موفداً رئاسياً للرئيس الاميركي جو بايدن الذي يريد للبنان أن يكون له رئيس قبل تسليمه السلطة لخلفه دونالد ترامب الذي يريد تأجيل الموضوع إلى ما بعد دخوله البيت الأبيض.
ومن المفترض، وفق المعلومات، أن يرأس هوكشتاين اجتماعاً لهيئة الرقابة في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة لتقييم الوضع في الجنوب، فضلا عن أن مسألة السلاح في شمال الليطاني سوف تتوضح خلال اجتماعه ورئيس المجلس النيابي في ضوء تسليط بعض الفرقاء في الداخل الضوء على هذا الأمر واعتباره أن الاتفاق ينص على ذلك.
الأساس، بحسب الجنرال أبو زيد، هو أن لبنان يريد تثبيت وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، كمدخل لإعادة تشكيل السلطة عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تنأى بلبنان عن أتون النار المشتعل في المنطقة ككل، وبما أن الملفين مرتبطان ببعضهما البعض لا بد من محاولة أخيرة لهوكشتاين يعمد خلالها إلى حلحلة الأمور بدءًا بالضغط على كل الأطراف وتقديم ضمانات مؤكدة تسهّل الإنسحاب الإسرائيلي وتمركز الجيش جنوب الليطاني، وفي حال الإخفاق تمديد مهلة وقف إطلاق النار شهرين إضافيين ما يتيح للرئيس المقبل دونالد ترامب التدخل بحسب رؤيته على ما جاء في تصريح مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط مسعد بولس عن أن لا مانع من تأخير انتخاب الرئيس مهلة شهرين ريثما تتبلور الأمور اكثر. وحيث أن عملية انتخاب الرئيس متعثرة إلى الآن قد يوافق لبنان، بحسب ابو زيد، على تمديد فترة وقف اطلاق النار لمدة شهرين ما يعني إفساح المجال أمام الدبلوماسية وقطعاً للطريق أمام عودة القتال الأمر الذي يسعى العدو إليه مع تبدل المشهد الإقليمي بسقوط سوريا.
أمام كل ذلك، يبقى قرار وقف إطلاق النار، كما يقول الجنرال ابو زيد، الوسيلة الوحيدة المتوافرة لتطبيق القرار الأممي 1701 وقطع الطريق على العدو الإسرائيلي بالعودة للقتال لتحقيق مآربه، وعليه فإن لبنان الرسمي والمقاومة يتعاطىون مع هذا القرار بكثير من الحكمة والتبصر وعدم الإنجرار وراء مخططات إسرائيل وأطماعها التوسعية. من هذا المنطلق يعوّل لبنان على المجتمع الدولي بالرغم من ضعف امكانياته مؤخراً أمام إسرائيل ومن وراءها، لأن الخيار الآخر يعني عودة المعارك التي يمكن أن تتفلت من عقالها بسبب تبدل الأوضاع اقليمياً لتصبح دون سقوف أو ضوابط ما قد يستدرج الجميع إلى حرب إقليمية طالما حاول المجتمع الدولي تجنبها.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار جیش العدو
إقرأ أيضاً:
غزة في عيد الفطر: قتلى وجرحى جراء الغارات وتل أبيب ترفض مقترح الوسطاء وتطالب بالإفراج عن 10 رهائن
رفضت الحكومة الإسرائيلية مقترحًا قدمه الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب قدمت مقترحًا بديلاً يشترط الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين، بدلاً من 5 كما كان في المقترح المصري.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تسعى إسرائيل في التوصل إلى اتفاق تهدئة قبل حلول عيد الفصح اليهودي بين 12 و20 أبريل/نيسان المقبل، مع تمسكها برفع عدد الرهائن المفرج عنهم.
وفي هذا السياق، أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أجرى مشاورات مكثفة انتهت إلى تقديم مقترح جديد تم التنسيق بشأنه مع واشنطن، دون الكشف عن تفاصيله. كما أشارت هيئة البث إلى أن المقترح البديل يعد بمثابة رفض للمبادرة المصرية.
في المقابل، أعلن رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، مساء السبت، أن الحركة وافقت على المقترح الذي تلقته من مصر وقطر، معربًا عن أمله في أن لا تعرقل إسرائيل تنفيذه.
وأضاف الحية :" أن حماس تلقت المقترح منذ يومين وتعاملت معه بإيجابية ووافقت عليه، كما أنها استجابت لمقترح تشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة، على أن يتسلم المسؤولون الجدد عملهم فور بدء تنفيذ الاتفاق."
وأوضح أن:" الفصائل الفلسطينية لن تتخلى عن دورها أو تترك الشعب الفلسطيني تحت رحمة إسرائيل. وأشار إلى أنه لا يوجد أي احتمال لتهجير أو ترحيل، مؤكداً أن سلاح الفصائل سيظل حاضرًا لحماية الشعب وحقوقه الوطنية، وأنه سيمثل ضمانة حقيقية لتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة."
وفقًا لمصدر مصري تحدث لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن المقترح يشمل إفراج حماس عن خمسة رهائن، بينهم أمريكي إسرائيلي، مقابل إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة ووقف القتال لعدة أسابيع، بالإضافة إلى إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
ميدانياً، استمر القصف الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 10 فلسطينيين، بينهم 5 أطفال، خلال الساعات الأخيرة، وفقًا لمصادر طبية. وذكرت مصادر محلية أن غارة استهدفت منزلًا في جباليا أسفرت عن مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين، بينما ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة الغارات الجوية والمدفعية منذ فجر السبت إلى 24 شخصًا.
في وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن توسيع عملياته البرية في جنوب القطاع عبر بيان نشره على منصة "إكس"، مشيرًا إلى تقدمه داخل مدينة رفح في إطار مساعيه لإنشاء "منطقة عازلة" على الحدود.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن هدف العملية هو تدمير أهداف تابعة لحركة حماس، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ، بالإضافة إلى استهداف مواقع عسكرية تابعة لها. وفي هذا الإطار، أصدر الجيش إنذارًا لسكان ثلاث بلدات في خانيونس، مطالبًا إياهم بإخلاء منازلهم "بشكل فوري" بدعوى استخدامها في إطلاق النار.
حزب الله يتوعد بالرد إذا لم توقف إسرائيل الهجمات العسكريةفي لبنان، حذر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، يوم السبت من أن الحزب سيتخذ إجراءات بديلة إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية على لبنان ولم تتدخل الحكومة اللبنانية لوقفها.
جاءت تصريحات قاسم بعد يوم واحد من شن إسرائيل هجومًا على بيروت، وهو الهجوم الأول على العاصمة اللبنانية منذ وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الإسرائيلية على لبنان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
وأوضح قاسم أن الحزب قدم الفرصة للحلول التي قد تخفف من معاناة الشعب اللبناني، مشيرًا إلى أن صبره حتى اللحظة كان بهدف تجنب تصعيد الموقف.
وقعت الغارة على بيروت بعد ساعات من إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه إسرائيل، وهو ما نفى حزب الله مسؤوليته عنه. كما لم يصدر أي رد من المسؤولين الإسرائيليين على الحادث.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق الذي أنهى الحرب الإسرائيلية كان ينص على انسحاب كامل للقوات من الأراضي اللبنانية بحلول نهاية يناير/كانون الثاني.
ومع ذلك، تم تمديد المهلة إلى 18 فبراير/شباط، إلا أن إسرائيل رفضت الانسحاب من خمسة مواقع حدودية حتى الآن، في حين نفذت عدة غارات على أهداف قالت إنها تابعة للحزب في جنوب وشرق لبنان.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية غزة على شفا كارثة إنسانية.. جوع ونزوح وانهيار صحي وشهادات على حجم المأساة نتنياهو يهدد بالسيطرة على أراض في غزة وحماس تحذر: استعادة الرهائن بالقوة ستنتهي بعودتهم في توابيت حرب غزة: كاتس يصادق على مواصلة القتال والمستشفيات تناشد لإدخال المساعدات ونتنياهو يمرّر ميزانية 2026 قطاع غزةحركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهلبنان