الائتلاف السوري ينضم للإدارة الجديدة بمهاجمة إيران
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
ندد الائتلاف الوطني السوري بتصريحات إيرانية رأى أنها تهدف إلى "نشر الفوضى وزعزعة الأمن وخلق فتنة طائفية في سوريا"، وذلك على خلفية مظاهرات واشتباكات اندلعت خلال اليومين الماضيين في محافظات سورية عدة.
جاء ذلك في بيان للائتلاف، الذي يضم عدة قوى سياسية، نشره عبر منصة "إكس" مساء الخميس، واتهم فيه طهران "باستخدام فلول نظام الأسد البائد وعملائها في احتجاجات طائفية واستهداف قوى الأمن السورية بعمليات إرهابية أدت إلى استشهاد وجرح عدد منهم"، وفق تعبيره.
وقتل ما لا يقل عن 16 عنصر أمن وأصيب أكثر من 20، في كمائن واشتباكات لفلول نظام بشار الأسد استهدفت قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة في محافظتي طرطوس الساحلية (غرب) وحمص وسط البلاد، وفق بيانات رسمية.
وجاءت هذه التطورات عقب خروج مظاهرات الأربعاء الماضي في مدن وبلدات طرطوس واللاذقية وجبلة والقرداحة وحمص تنديدا بحرق مزار لشخصية علوية في حلب، قبل أن تعلن السلطات الجديدة حظرا جزئيا للتجوال وتلاحق مسلحين قاموا بإطلاق النار على القوات الأمنية بالتزامن مع المظاهرات.
وأكد الائتلاف أن "هذه الفئة من عملاء إيران وفلول النظام البائد لا تمثل الطائفة العلوية التي أكدت عبر أكثر من بيان لوجهائها وشيوخها وقوفها مع بقية الشعب السوري، وتأييدها لمحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين".
إعلانوحمّل الائتلاف إيران "كامل المسؤولية" عما حدث، وطالبها بعدم التدخل في الشأن السوري، وفق البيان ذاته.
ولم يصدر من السلطات الإيرانية تعليق فوري بشأن بيان الائتلاف الوطني السوري.
في سياق متصل، عبر الائتلاف عن دعمه "للإدارة السورية المؤقتة لتفعيل الآليات القضائية المستقلة والنزيهة والعادلة، لبدء محاكمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب".
والائتلاف السوري هو تحالف معارض أسس عام 2012، وضمّ مكونات سياسية وعسكرية بهدف توحيد الجهود لإسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن الفصائل السورية التي سيطرت على دمشق لا تعمل تحت إدارته رغم دعمه لتحركها.
سجال سوري إيرانيوسبق أن انتقدت الإدارة السورية الجديدة تصريحات إيرانية متعلقة بالشأن الداخلي في سوريا، بينها تصريح نسب إلى وزير خارجيتها عباس عراقجي، قال فيه إنه "من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سوريا، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي هناك".
ومساء الثلاثاء، حذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إيران من "بث الفوضى" في سوريا، داعيا إياها إلى احترام إرادة الشعب وسيادة البلاد وسلامتها.
وكانت إيران الداعم الإقليمي لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي أطاحت به فصائل سورية في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري قبل فراره إلى موسكو.
وسيطرت تلك الفصائل على العاصمة دمشق بعد سيطرتها على محافظات رئيسية أخرى في مقدمتها حلب، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير برئاسة الحكومة، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الحكومة السورية الجديدة تطالب روسيا بالحصول على تعويضات
أعلنت الإدارة السورية الجديدة، اليوم الأربعاء، أنها بحثت آليات "العدالة الانتقالية" مع وفد روسي يزور العاصمة دمشق، بهدف ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا نظام الأسد، وفق ما أوردت وسائل إعلام متفرقة.
وشددت الإدارة السورية، في بيان، اليوم، "على أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه".
وضغطت الحكومة السورية الجديدة، على روسيا للحصول على تعويضات، خلال أول محادثات لها مع وفد الكرملين، وطبقًا للبيان السوري حول المحادثات في دمشق، مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، فإن الحوار سلط الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري، من خلال إجراءات ملموسة، مثل التعويضات وإعادة الإعمار.
ووصف بوجدانوف، المحادثات التي جرت أمس الثلاثاء، بأنها بناءة، رغم أننا نتفهم مدى صعوبة الوضع، حسب وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.
في غضون ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، قوله بعد محادثات مع المسؤولين السوريين، إن موسكو ودمشق ستجريان مزيدًا من المحادثات بشأن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن بوجدانوف قوله للصحفيين: "هذه المسألة تتطلب مفاوضات إضافية".
وقال إنه حتى الآن لم تحدث أي تغييرات على وجود القاعدتين العسكريتين الروسيتين في البلاد.
وتأمل روسيا، في الاحتفاظ بقاعدتيها في سوريا، وهما منشأة بحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.
يُذكر أن الفصائل السورية تمكنت من إسقاط نظام الأسد، 8 ديسمبر الماضي، وكلّفت المهندس محمد البشير، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
كما أعلنت الإدارة السورية الجديدة الأربعاء أنها بحثت “العدالة الانتقالية” مع أول وفد روسي يزور دمشق منذ رحيل الرئيس السابق بشار الأسد ديسمبر.
وهدفت المباحثات إلى “ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب التي شنها نظام الأسد”.
ويقول مراقبون إن موسكو قد تُضطر إلى إعادة تنظيم وجودها بالكامل في المنطقة .
مع ذلك، اعتمد الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع في نهاية ديسمبر نبرة تصالحية إلى حد ما، إذ رحب بـ”المصالح الاستراتيجية العميقة” بين سوريا وروسيا، معربا عن رغبته في إعادة بناء العلاقة مع موسكو.
وقال الشرع ديسمبر خلال مقابلة مع قناة “العربية” إن “هناك مصالح استراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا. السلاح السوري كله روسي وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية”.
وأضاف “لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض”.
وفي منتصف ديسمبر، أكد بوتين أن سقوط بشار الأسد ليس “هزيمة”، معلنا أن موسكو حققت هدفها بمنع البلاد من أن تصبح “جيبا إرهابيا”.
من جانبها، تعتزم أوكرانيا التي تخوض صراعا مسلحا مع موسكو، أن تضغط على روسيا لمنعها من البقاء في سوريا.
وفي أواخر ديسمبر، التقى وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيجا أحمد الشرع خلال زيارة غير معلنة لدمشق.
ودعا سيبيجا بعد ذلك إلى “القضاء” على الوجود الروسي في سوريا، مؤكدا أن هذا من شأنه أن يساهم “في الاستقرار ليس فقط على صعيد الدولة السورية، بل وأيضا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بأكملها”.
ومنذ فرار بشار الأسد، وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدة في إعادة بناء سوريا، وأرسلت أوكرانيا، وهي دولة زراعية كبيرة، أول شحنة من المساعدات الغذائية ضمت 500 طن من دقيق القمح.