مرّ علينا العام 2024 سراعاً، ولكنه يحمل أثقالاً مع أثقاله وأحمالاً مع أحماله. لا نقول ماذا جرى فيه، بل ماذا لم يجر فيه؟!
لا نعرف بم نبدأ، فكل حدث وقع أكبر من أخيه، مهما هونّا من أمره، أو أوقفنا سيل التهويل عنه!
الحدث الأعظم هو ما آلت إليه الأوضاع في غزة التي لا تزال في حرب متواصلة منذ 450 يوماً لم تتوقف إسرائيل عن حربها يوماً واحداً؟!
ولكن الأخطر من ذلك كله بالنسبة للقضية الفلسطينية برمتها بما فيها السلطة الفلسطينية و«حماس»، ما نقلته «أكسيوس» عن مسؤولين قولهم: قوات الأمن الفلسطينية تنفذ عملية أمنية لاستعادة السيطرة على مدينة جنين ومخيمها من مسلحين تابعين لحركتي «الجهاد الإسلامي» و«حماس»، أما القيادة الفلسطينية فقد شنت العملية خوفاً من أن يحاول «متشددون إسلاميون» الإطاحة بالسلطة الفلسطينية، أسوة بسوريا، ومن ناحية أخرى طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل الموافقة على تقديم «مساعدات عسكرية عاجلة» للسلطة الفلسطينية، وذلك قبل انتهاء عام 2024 بأسبوعين.
هذا الوضع لو استمر لاحقاً، فإن إسرائيل تجدها فرصة للسخرية من الداخل الفلسطيني غير المواتية لإحلال السلام بين غزة والضفة.
امتدت تداعيات ما بعد 7 أكتوبر2023 إلى الساحة اللبنانية، لينشئ «طوفان إيران ولبنان» بسبب من «حزب الله»، الذي قامت إسرائيل باستهدافه مع إيران بحجر واحد لاصطياد «القطط السمان»، بالتخلص من كل قيادات الصف الأول في ضربة غير مسبوقة.
أما الحدث المزلزل الأكبر الذي أنهى العام عمره فهو سقوط النظام السوري بعد أربعة عشر عاماً من ضغوط المعارضة ضمن ما يمكن اعتباره تبعات ما تبقى من «الربيع العربي». النظام استعان بروسيا القوى العظمى الثانية في العالم، بعد الجيش الوطني الذي ينفق عليه أكثر 30% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للدولة السورية، ويعد أكبر من المعدلات العالمية إنفاقاً على الجيوش، ثم يأتي دور إيران الحليف الاستراتيجي لأكثر من أربعة عقود من عمر الدولة السورية الحديثة، بالإضافة إلى ميليشيات «حزب الله» اللبناني.
أما المفارقة العظمى هنا، واللغز الذي لم تنفك عقدته بعد، فكيف لتلك القوى مجتمعة أن تنهار تباعاً أمام تحرك «فصائل المعارضة» وفي عشرة أيام تذكرنا بـ«عشرة أيام هزت العالم» عند سقوط القيصرية الروسية، تحت أرجل البلشفية.
وتبعاً لذلك، لا يزال العالم يشهد حرباً طاحنة في أوكرانيا للسنة الثالثة على التوالي، وكان بايدن قد أطلق عليها حرب الـ «36 ساعة» بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ضمن صراعات على دوائر النفوذ.
وقد اختفت أخباره الأزمة الأوكرانية طوال العام 2024، خلف حرب غزة، والفتات الذي نشر عن تفاصيلها لا يتعدى قضية تبادل الأسرى.
وبعد غزة وسوريا، فإن البقاع الأخرى من العالم العربي، لم تزدد الأوضاع فيها إلا سوءاً، خاصة في السودان، حيث لا يزال التوتر قائماً على حساب مصلحة الشعب السوداني.
وهذا الحبل الرقيق لا يزال ضاغطاً على رقبة اليمن وليبيا وتونس، ما دام الأمن والاستقرار قد ضل طريقه، بعد أن حل الغموض والتيه مكانه.
ومع اقتراب دخول ترامب إلى عالم العام 2025، فإن سلة المفاجآت مكتظة، خاصة بعدما يبدأ الرئيس الأميركي المنتخب فترته الثانية، وهو رئيس قال عنه بعض المحللين إنه لن يتغير، بل يكمل مشاريع كانت معلقة بسبب دخول بايدن على الخط ،وها هو قد خرج، فالفرصة لا تعوّض؟!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات سقوط الأسد حصاد 2024 عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل عودة ترامب إيران وإسرائيل الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
المملكة تتصدر مؤشر الأعلى ثقة عالميًا وتُحافظ على تقدمها في تقرير إيدلمان 2025
أكد تقرير إيدلمان للثقة 2025 أن المملكة العربية السعودية الأعلى ثقة عالميًا بنسبة 87% في قطاع الحكومة، متصدرة على العديد من الدول المتقدمة.
ويقيس التقرير السنوي، الذي يُعد واحدًا من أبرز الدراسات العالمية حول الثقة، مدى ثقة الجمهور في الحكومة، وأشار إلى ارتفاع مستمر في مستويات الثقة، مبينًا أن الثقة في المملكة العربية السعودية حافظت على مستوياتها المرتفعة، وتُعد المملكة أعلى دول العالم تفاؤلًا في المستقبل بنسبة 69% مقارنة مع دول العالم، إضافة إلى مواصلة تصدرها عالميًا، وتفوقت المملكة على العديد من الدول الكبرى في المؤشرات مثل الولايات المتحدة “47%”، وألمانيا “41%”، والمملكة المتحدة “43%”.
وكشف التقرير أن الحكومة السعودية تحظى بمعدل ثقة 87% مما يجعلها أكثر الحكومات موثوقية في العالم، بداية من تعزيز القطاعات غير النفطية وإيجاد فرص وظيفية جديدة، وصولًا إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر الدخل.