لبنان ٢٤:
2025-03-03@10:25:18 GMT

المركزي يتدخل من أجل عقلنة الفوائد

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

كتب عماد الشدياق في" نداء الوطن": عاد عدد من المصارف لعرض فوائد وصلت إلى 40 و45%، وذلك على الحسابات "الفريش" المجمّدة بالليرة، مذكرة بالسنوات التي سبقت أزمة العام 2019. إلاّ أنّ السبب خلف عرض هذه الفوائد بقي مبهماً لدى الجمهور، الذي اعتبر أنّ تلك النسب "مرتفعة جداً" وقد تُهدّد بضياع الإيداعات.

لكن في الحقيقة، فإنّ هذا الأسلوب الذي انتهجته المصارف، برغم خوف الناس منه، قد أظهر بطريقة غير مباشرة.

  

إنّ الثقة بالمصارف "مفقودة"، هي تُهم غير دقيقة 100%، باعتبار أنّ العديد من المودعين استجابوا لعروضات المصارف، وأبدوا استعداداً لإيداع الليرات لدى المصارف من أجل الربح.

هذا في الشكل. أمّا في المضمون، فإنّ المصارف لجأت إلى تلك الطريقة بسبب حاجتها إلى الليرات اللبنانية من أجل تسديد التزاماتها المتنوعة. وبما أنّ الليرات اللبنانية المفقودة من السوق بفعل سياسة مصرف لبنان التي قضت، منذ أكثر من سنة، بتجفيفها من أجل فرض استقرار سعر صرف الدولار، فقد عمدت المصارف إلى استدانة الليرات من بعضها البعض، وفق ما يُعرف اصطلاحاً بالـ"Intra-bank" بفوائد سنوية وصلت في بعض الأحيان إلى 100 و120%.

وعليه، فإنّ المصارف حينما تعرض على المواطنين فوائد 40 و45 %، فإنّها بذلك توفّر على نفسها قرابة 60% من الفوائد (هي عملياً خسائر). وتكون المصارف من خلال ذلك، قد تحاشت صرف عملاتها الصعبة (الدولار) من أجل سدّ تلك الالتزامات بالليرة.

هذا الإجراء قانوني لكنّه غير صحّي باعتبار أنّ القطاع المصرفي في لبنان ما زال عليلاً ولم تقم السلطتان النقدية والسياسية بفرض هيكلته حتى اليوم.

وبالتالي، فإنّ المصارف قد تكون في هذه الظروف "غير مؤهلة لمنح تلك الفوائد المرتفعة"، خصوصاً أنّها لا تقوم بتسليف تلك الأموال التي تتلقاها من المودعين في السوق. وإنّما تقوم بسدّ التزاماتها بواسطتها. أي أنّ تلك الأموال تذهب إلى سدّ خسائر أو إلى دفع ودائع في مقابل مراكمة فوائد إضافية على الميزانيات، وليس تحقيقَ الأرباح.

مصرف لبنان غير مرتاح لخطوة المصارف تلك، ويعتبرها محاولة قفزٍ فوق الأزمة. وعليه، فإنّ المعلومات تفيد بأنّ المجلس المركزي في مصرف لبنان في صدد اتخاذ إجراءات (أمس الخميس)، تحدّ من هذه الممارسات، وذلك عبر وضع آليات "أكثر مرونة" قد تؤدي إلى خفض الفوائد على الـ"الإنتربنك". وبالتالي، تخفيف الأعباء عن كاهل المصارف في عملية حصولها على الليرات بين بعضها البعض. وقد تكون تلك الإجراءات على سبيل المثال رفع "كوتا" الليرات اللبنانية المخصصة لكل مصرف.

المصادر تفيد كذلك بأنّ هذه الإجراءات، ستؤدي تدريجياً إلى تراجع نسب الفوائد التي تعرضها المصارف على المودعين، إلى قرابة 20 أو ربما 10% في الأشهر المقبلة... وهي نسبة أكثر من معقولة بحسب أوساط المصرف المركزي.

ضبط الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية، استطاع أن يرسي استقرار سعر صرف الدولار بنجاح، لدرجة أنّ الليرة أمست اليوم هي "العملة الصعبة" في لبنان، وليس الدولار الأميركي المتوفر بكثرة في السوق.
كما تؤكد أوساط "المركزي" أنّ هذا الاستقرار "لا يكلف الدولة ولا مصرف لبنان الأموال". بل على العكس، فإنّ هذا النهج "مكّن المركزي من زيادة احتياطياته من العملة الصعبة"، والتي وصلت إلى حدود 2 مليار دولار "فريش"، في مقابل كتلة من الليرات المنتشرة في السوق بقيمة لا تزيد عن 600 مليون دولار.  
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مصرف لبنان من أجل

إقرأ أيضاً:

تأثير تناول 3 تمرات عند الإفطار على الجسم

أميرة خالد

يحمل تناول 3 تمرات على طاولة الإفطار في رمضان بشكل يومي، العديد من الفوائد، فملايين المسلمين حول العالم، ربما يعتقدون إن الأمر يتوقف على كونه سُنة عن نبي الله محمد صل الله عليه وسلم واقتداءً به، إلا أنه من الناحية الطبية والصحية يحمل الكثير من الفوائد التي أبرزتها منظمة الصحة العالمية، كاشفة لماذا يجب تناول التمر على الإفطار في رمضان، بعد ساعات الصيام الطويلة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن التمر يخفف من آلام الجوع التي تسيطر على الصائم، فضلًا عن التحكم في الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار، ما يساعد في التحكم بالوزن، خاصة أن التمر غني بالألياف وفيتامين أ وب 6 وحمض الفوليك والبوتاسيوم والماغنيسيوم والصوديوم، التي تساعد على تنشيط جسمك، علاوة على مذاقه المميز.

وتوصلت دراسة إلى أن الأشخاص الذين تناولوا التمر كان لديهم انخفاضًا ملحوظًا في الكوليسترول الضار، حيث أن التمر يحتوي على سكريات طبيعية، التي تفيد مرضى السكر والكوليسترول.

 

مقالات مشابهة

  • لبنان تعلن عن استيرادها للنفط العراقي الخام بدلا من “الفيول”
  • رمضان الفوائد وليس الموائد!
  • ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والأسرة
  • تأثير تناول 3 تمرات عند الإفطار على الجسم
  • بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الشقق.. قروض مصرف الإسكان إلى 100 ألف دولار؟


  • العكاري: مصرف ليبيا المركزي يعزز قوة الدينار ويعيد بريق المصارف
  • مصارف تتحايل على تعاميم مصرف لبنان ولجنة الرقابة غائبة
  • القدر يتدخل.. انهيار عقار بالإسكندرية ونجاة سكانه
  • المصرف المركزي: تغطية كاملة لاعتمادات السلع ولا مبرر لارتفاع الأسعار
  • مقتل مدني قرب أحد المصارف الحكومية في الديوانية