لبنان ٢٤:
2025-07-29@08:32:30 GMT

ربع القرن اللبناني: زلازل الاستتباع وفجر موعود

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

كتب نبيل بو منصف في" النهار": لعل أسوأ ما صاحب احتفال العالم بالانتقال الى فجر الألفية الثانية ، قبل ربع قرن ، ان لبنان اسر في مطالع القرن الحالي بتمدد ارث الوصاية الأسدية السورية عليه متزاوجة ومتحالفة مع تمدد نفوذ الثورة الإسلامية الإيرانية فكان فجر القرن الإنذار المتأخر الى ان خط الزلازل الاستتباعية والوصاياتية لن يبارح لبنان حتى يقوم اللبنانيون بما يبدل مصيرهم القاتم .

المحطات الكبرى المفصلية لربع القرن الأول الحالي بدأت بلا منازع مع انتفاضة ثورية قادها البطريرك الاستقلالي الأيقوني الماروني مار نصرالله بطرس صفير عبر "البيان الثوري" الأول لثورة ستأتي لاحقا وتبدل وجه مسار الصراع مع الوصاية الأسدية ، حين صدر بيان المطارنة الموارنة الشهير عام 2000 الذي نادى بجلاء الوصاية السورية عن لبنان بعد اشهر من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووفاة حافظ الأسد . مع ذلك اشتد أوار الصراع بعدما استشعر نظام الأسد الابن تسخين الأرض تحت أقدامه ولكن رياح التغيير الكبير التاريخيّ في مسار الصراع السيادي اللبناني مع دمشق المحتلة الوصية جاء بعصف احداث 11أيلول الأميركية حين التفتت الولايات المتحدة بقوة نحو بؤر الإرهاب والأنظمة الحاضنة والمصدرة له فكانت شراكة تاريخيّة بين جورج دبليو بوش وجاك شيراك عبر القرار الدولي 1559 . في تلك الحقبة عام 2004  اشتعل المسار الأشد التهابا في الصراع اللبناني السيادي مع نظام البعث الاسدي الوصي ولا سيما حين ارتكب بشار الأسد ما شكل "افضل" ارتكاباته واخطائه الاستراتيجية بالتمديد قسرا للدمية الرئاسية أميل لحود وهو الخطأ الذي قاده الى جنون إجرامي مطلق لاحقا بتفجير حرب الاغتيالات ضد رجالات ونخب قوى الثورة السيادية بدءا برفيق الحريري . ولم يكن الانسحاب السوري المذل من لبنان سوى علامة متقدمة على مفارقة تاريخيّة بات يمكن إثباتها الان وهي ان الخروج المذل للقوات السورية واستخبارات النظام الطاغية من لبنان تحول الى عد عكسي لاشتعال الثورة السورية بعد سنوات ضد النظام الاسدي داخل سوريا .

تداعيات جلاء الوصاية السورية عن لبنان زجت به في الأسوأ آنذاك حين انبرى الحليف الأقوى للنظام البعثي السوري والذراع الأول والاقوى لإيران في لبنان والمنطقة "حزب الله" الى رفع راية الوراثة قولا وفعلا وممارسات وارتكابات وانقلابات وترهيب في كل مناحي السياسة اللبنانية والسيطرة بقوة فائض القوة على المؤسسات الدستورية والواقع الرسمي والسلطوي . لم تقو قوى تحالف 14 اذار على تحالف 8 اذار من حيث جعل توازن القوى السياسي يغلب الاختلال المخيف في ميزان الاستقواء المسلح فغدا "حزب الله" في العقود الثلاثة الماضية ، لا يقاس بميليشيا كما هو واقعه كقوة مسلحة غير شرعية ، بل صار اقوى من جيوش إقليمية يقيم على ترسانة صاروخية قلما يمتلكها جيوش . تحت هذا الواقع الذي شهد ذوبان لبنان ، بل تذويبه كبلد "محترم" بعدما صار في نظرة العالم العاصمة الرابعة المستتبعة لطهران ، تلقى النظام الدستوري اللبناني ضربات قاصمة متعاقبة من خلال ممارسات انقلابية تسببت بظاهرة الفراغ الرئاسي التي تكررت ، وفرض ظاهرة تشريع السلاح لـ"حزب الله" عبر الحكومات المتعاقبة تحت مسمى "المقاومة" لإسرائيل ، علما ان تورط الحزب في الإرهاب والترهيب والاتهامات بالاغتيالات بلغ ذروته في اجتياح بيروت الغربية "السنية" وإراقة الدماء وفرض "الثلث المعطل" في الحكومات بفعل ترهيب السلاح.
 
بعد سقوط الدولة والسلطة سقوطا دراماتيكيا كان الأول من نوعه وطبيعته في عصر الطائف ، بفعل انفجار الازمة التاريخية في عهد ميشال عون وانهيار الوضع المالي والمصرفي وانفجار ثورة 2019 الاجتماعية ، بدأ لبنان يتجه نحو مسار اشد فوضوية وتفككا خصوصا ان يد الاستتباع الإيرانية حولته الى مزيج خطير من بلد مفلس منهار وموئلا لاحد اقوى متاريسها وترساناتها "وجيوشها" عبر "حزب الله". بدا الوضع مهرولا بقوة هائلة نحو كارثة داخلية عندما تجددت عملية انقلابية على الدستور بتعطيل الانتخابات الرئاسية بعد نهاية عهد ميشال عون . لكن الكارثة لم تمكن هناك فقط ولم تنتظر ابدا الانفجار السياسي الداخلي ، بل جاءت عبر ربط حربي غزة ولبنان عقب عملية "طوفان الأقصى" . جاءت مغامرة ايران بحزبها في لبنان في اخر الحروب التي خاضها "حزب الله" كارثية على الحزب وايران وكذلك على النظام السوري وامتدادا الى كل المحور المسمى محور الممانعة . سواء بسواء انبلج فجر لبناني بقوة واقع غير محسوب ، فجر واعد بما يفترض ان يشكل ثورة تصويب تاريخيّة لما لحق بلبنان منذ ربع قرن وقبله أيضا . يحط لبنان رحاله عند نهاية السنة 2024 على وعد وأمل غير مسبوقين في تاريخه ، وليس فقط في ربع القرن الأول من احداثه ، بقيام دولة حقة ومجتمع سياسي متحرر ومستقل وحديث .مع ذلك ، لا نجرؤ على الغلو بعيدا  لئلا نحبط احباطا قاتلا !       
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حُكّام العرب أضحوكة القرن، ونصر غزة سيأتي من اليمن

استوقفني ريلز في صفحة الملكة رانيا يوحي بما يحدث في غزة من مجاعة مميتة، فبدوره ينقل رسالة حزينة!
استعجبت من كمية عدم الحياء فيها بشكل لا يوصف، على وجه الخصوص، وعلى أمثالها بشكل عام، ولم أفهم ما الرسالة التي تريد إيصالها للعالم، وما الصوت المدفون وراءها؟
هل يُفيد ذلك بتأثرها؟ أم بتضامنها؟ أم توحي بحزنها الشديد وعجزها؟ أم ماذا تُشير إليه بالضبط؟!

يمانيون / كتابات/ رؤى الحمزي

 

عجبًا حقًا وصدقًا من النفاق والخبث والكذب الواضح كوضوح عين الشمس، لقد تجلى عجز جميع الأنظمة وافتقار الحكام لاتخاذ القرار، وأبسطه، وأثبتوا للعالم يومًا تلو الآخر أنهم رعاعٌ قطيعٌ يُساق، لا يملكون سيادة ولا قرارًا، ولا يملكون من الحكم إلا اسمه!

عاجزون عجزًا مخزيًا وفاضحًا، كيف لا، وهم كسائر الناس الذين لا يملكون حولًا ولا قوة! بل لولا الحكام الفَشَلة أمثالهم، لفعل الناس ما يُعجّل بالنصر، حيث يظهرون حزنهم وصوتهم كحكام في تغريدة أو بوست! يا للعار..

إنها أضحوكة القرن، حكام العرب عاجزون! لا، بل يُغرّدون، وهذه أقصى إمكانياتهم، وأروع مواقفهم البطولية المقدّمة للعالم، وأبرز انتصاراتهم في تاريخهم “المشرّف”!!!
أعتذر حقًا لكتابة ما أكتبه في حق حكّام العالم العربي “الأقوياء”، صانعي الانتصارات بفك الحصار عن غزة بحروب التغريدات المضحكة والمتعبة، المجاهدين فيها!

عارٌ ما قد نشهده في وقتنا، بسبب فضيحتهم التي ظهرت جليًا أمام العالم، وأفادت بأنهم مجرد أداة تُحرَّك كما يشاء اليهود، وأنهم حكام صورة لا معنى، وأن هناك بقعة شريفة من الأرض دُنّست من قِبَل الصهاينة، وتمادوا فيها، وعاثوا في الأرض فسادًا، ورغم أنها حرب صراعٍ أزليٍّ بين المسلمين واليهود، إلا أنهم ارتضوا بالسِّلم..

ونسوا التوجيهات الإلهية، فتمادى اليهود بدورهم أكثر وأكثر، وقتلوا، وحرقوا، وأبادوا بأبشع الطرق، وها هو الحال يصل بهم إلى أن تكون حرب تجويع، وعالمُنا العربي في صمتٍ مخزٍ، وحكامُنا في تواطؤٍ فاضح..

بينما هناك دولة يجهلها الأغلب، ظهرت وكأنها الحل الوحيد لمسألة معقدة، تنصر رغم الألم، وتصنع المستحيل رغم الافتقار، قيادةً وشعبًا، حكومةً وأرضًا.. تصرخ بصوت واحد، وتسعى لمد يد العون، إنها اليمن…

فرسول الله – صلوات الله عليه وعلى آله – في يومٍ من الأيام، شعر بوَهَنٍ في جسده، وطلب من أم أبيها أن تُعطيه الكساء اليماني، ليُشير ويبعث رسالة قوية: أن اليمن مداوية للألم، تُعين وتُسند عند الوَهَن والضعف؛ كما تفعل الآن مع غزة.
والنصر سيأتي منها، وإن لم يأتِ، فستقف موقفًا مشرّفًا على أنها ساندت، وقاومت، وجاهدت، رغم العوائق والعقبات والمسافات الجغرافية، ورغم كل المصاعب.. ساندت، لا غرّدت!

مقالات مشابهة

  • ما بين سطور تغريدة براك.. هل رفضت واشنطن الرد اللبناني؟
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر ستظل الداعم الأول والحاضن للقضية الفلسطينية
  • النادي اللبناني لليخوت يردّ على وزارة الأشغال: لسنا معتدين
  • مجاعة القرن تحصد 14 روحا في يوم والشفاء يدق ناقوس الخطر
  • حُكّام العرب أضحوكة القرن، ونصر غزة سيأتي من اليمن
  • عون منح الوزير الراحل بو حبيب وسام الاستحقاق اللبناني المذهب
  • نداء من النادي اللبناني لليخوت إلى رئيس الجمهورية... ماذا تضمن؟
  • الوسط السياسي اهتز لوفاته.. كيف نعى الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة والنواب زياد الرحباني؟
  • الأول على الثانوية الأزهرية : الثقة في الله سر التفوق والتزامي مفتاح نجاحي
  • مقتل شخص بغارة إسرائيلية.. الرئيس اللبناني: لا أحد يريد الحرب ونعالج ملف السلاح بواقعية