بعد شهر من التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار بالجنوب، والتزام الجانب اللبناني بالكامل بمندرجاته، تمادى الجيش الاسرائيلي بخرقه للاتفاق، سواءٌ على مستوى التوغلات اليومية، وخطف المواطنين، وهدم المنازل وتجريف الاراضي والطرقات، بل تخطاه في الساعات الماضية الى التوغل بالدبابات والآليات إلى وادي الحجير، وضرب وادي حزين بالمسيَّرات (في البقاع)، فضلاً الى العودة الى تحليق طائرات الاستطلاع والمسيَّرات فوق بيروت والضاحية الجنوبية.



وليلا صدر عن قيادة الجيش البيان الاتي:
إلحاقًا بالبيان السابق المتعلق بتوغُّل قوات تابعة للعدو الإسرائيلي في القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير - الجنوب، وبعد سلسلة اتصالات أجرتها اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism)، انسحبت هذه القوات من مناطق في البقعة المذكورة، فيما عمل الجيش على إزالة سواتر ترابية كانت قد أقامتها لإغلاق إحدى الطرق في وادي الحجير، وأعاد فتح الطريق.
‏تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار

وإزاء التمادي الاسرائيلي ، ارتفعت غيوم المخاوف من العودة الى الحرب، بعد مضي الشهر الثاني من هدنة الستين يوماً، او قبل ذلك.

ويأتي التمادي الاسرائيلي العدواني، بعد ساعات قليلة من اجتماع الرئيس نجيب ميقاتي مع لجنة مراقبة وقف النار، والطلب اليها حمل العدو على وقف خروقاته، ليطرح جملة اسئلة ومخاوف من اهداف اسرائيل، من وراء هجماتها وخروقاتها.

وكتبت" الديار": امام مشهد دخول الدبابات والجرافات الاسرائيلية وجنود مشاة الى وادي الحجير بالامس، وصفت مصادر حكومية الخروقات الاسرائيلية بانه "صلافة" وتحد يعرض التفاهم للخطر الجدي. ووفقا لتلك الاوساط حصل لبنان على تاكيدات اميركية بان اسرائيل لن تبقي جيشها في الاراضي اللبنانية بعد ال60 يوما، لكنها اشارت الى ان اسرائيل تحاول استفزاز المقاومة لدفعها الى الرد لخلق ذرائع للتملص من الاتفاق، لكن ثمة مؤشرات جدية بان حزب الله الذي يراقب ميدانيا ما يحصل يتصرف بقدر عال من المسؤولية ولن يستدرج الى اي رد فعل قبل انتهاء المهلة.

مصادر معنية بالتطورات اكدت "للديار" ان اتفاق وقف النار تعرض بالامس الى اخطر اختباراته، وهو اهتز بقوة، وان كان لم يقع، لكن تكراره يهدد بجدية بخروج الامور عن السيطرة، والامر يحتاج الى تغيير في مقاربة الجهات الرسمية للملف والقيام بخطوات اكثر جرأة تجاه الدول الضامنة، لان حكمة حزب الله لن تستمر طويلا، امام لامبالاة وتواطؤ لجنة مراقبة وقف النار، والدول الراعية للاتفاق، فالمقاومة لن تتخلى عن واجباتها، وتملك الجهوزية الكاملة للمبادرة في الوقت المناسب الى فعل ميداني يعيد التوازن الى معادلة الردع، مهما كانت التداعيات، لانها تبقى اقل كلفة من السماح للعدو بالعربدة في القرى الحدودية، وما لم ياخذه بالحرب لن يسمح له بان يحققه خلال وقف النار، فالمقاومة لم ولن تتخلى عن حماية لبنان وهي مسؤولية حملتها عن كل مدعي السيادة وعليهم اثبات جدارتهم اليوم قبل فوات الاوان، حيث يشعر كل لبناني شريف اليوم بان المقاومة وحدها هي القوة القادرة على وضع حد لهذه الانتهاكات، وهي لن تخذلهم كما هي العادة.

نقلت صحيفة "هآرتس"، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، أنه "يستعد لإمكانية مواصلة الانتشار في الجنوب اللبناني بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً في حال عدم التزام الجيش اللبناني بالاتفاق وعدم بسط سيطرته الكاملة على جنوب لبنان". وقالت ان الجيش يعمل على بناء عائق جنوبي الخط الحدودي، وذكرت "هآرتس" أن بعض النقاط العسكرية "ستكون داخل الأراضي اللبنانية".

وكتبت" الاخبار": في هذه الاثناء، وللمرة الأولى منذ عدوان تموز 2006، وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى قلب وادي الحجير. وتقدّمت دبابات الميركافا والجرافات والآليات العسكرية من مشروع الطيبة نزولاً باتجاه الوادي مروراً ببلدتي عدشيت القصير والقنطرة. وانتشر الجنود شمالاً باتجاه الحجير وجنوباً باتجاه وادي السلوقي. وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها الاحتلال عدشيت والقنطرة التي عاد أهلها إليها منذ وقف إطلاق النار، ما دفعهم إلى النزوح إلى القصير ودير سريان، قبل أن ينزح أهل البلدتين الأخيرتين أيضاً خوفاً من تقدّم الاحتلال. وشرعت الجرافات المعادية بجرف الحقول وجوانب الطرقات وعدد من الغرف الزراعية والأكشاك المنتشرة على طول الطريق بين القنطرة وقبريخا.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وادی الحجیر اتفاق وقف وقف النار

إقرأ أيضاً:

كلام قاسم هو محاولات يائسة.. حاصباني: هذا ليس انتصاراً بل انتحار

 إعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غسان حاصباني، اليوم الاثنين، أن موقف امين عام "الحزب" الشيخ نعيم قاسم من رفض تمديد وقف اطلاق النار حتى 18 شباط بعد يوم على موافقة الدولة اللبنانية دليل على تخبط تنظيمي داخل "الحزب" من حيث المعرفة والمعلومات وترتيب التواصل، مشيراً الى ان "موضوع تمديد وقف إطلاق النار كان مدار بحث منذ أيام وقبل التحركات التي نشهدها على الارض وكلام مسؤولي "الحزب" يدل على ضياع سياسي لا على قوة".

وفي حديث عبر "الحدث"، لفت حاصباني الى ان "تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار كان تأخر خصوصاً مع تأخر تشكيل لجنة المراقبة لثلاثة اسابيع الا ان الامور بعدها تسير بشكل تدريجي من حيث الانسحاب الاسرائيلي من جهة وانتشار الجيش في المقابل رغم بعض الخروقات التي كانت تعالج تدريجيا".

اضاف: "كما ان الحكومة اللبنانية وافقت على تمديد اتفاقية وقف اطلاق النار حتى 18 شباط المقبل. الحزب رغب بالقيام بالحركة الشعبية ميدانيا لإستغلالها سياسيا ولكن للاسف سقط كثر بين قتيل وجريح".

حاصباني اكد ان "الحزب" اعترف بالهدية العسكرية على لسان أمينه العام، ولا يمكن الحديث عن إنتصار مادي لأن بعض الناس إن حصلوا على تعويضات من "الحزب" فعلى الفتات مقارنة بخسائرهم البشرية والمادية.

أردف: "ربما يتحدث عن الانتصار معنوياً لأنه ما زال على قيد الحياة ولكن حتى هذا الانتصار غير دقيق في ظل التخبّط الذي نراه في المواقف وإقدامهم على دفع الناس للتوجه الى قرى الجنوب وتعريضهم للخطر. يعلمون ان الانسحاب كان يتم تدريجياً وكذلك إنتشار الجيش الذي يقوم بدوره. لكن لطالما اختبأ  "الحزب" وراء الناس وجعلهم دروعاً بشرية حيث كان الناس يقتلون والقياديون يعيشون تحت الارض".

وتابع: "كلام قاسم هو محاولات اخيرة ويائسة لإستنهاض بعض القوى وزج الناس بالمخاطر من دون اي جدوى. هذا ليس إنتصاراً بل إنتحار علينا ان ننظر اولاً الى مصلحة لبنان واهله وإعادة بناء الدولة والانخراط مجدداً في المجتمع الدولي".

في الملف الحكومي قال: "تشكيل الحكومة ما زال يسير بوتيرة مقبولة والرئيس المكلف يقوم بعمله كما يجب. العرقلة الاساسية لتشكيل الحكومة هي تمسك الثنائي الشيعي بالحصول على وزارة المال ومحاولته وضع شروط مثل العودة الى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري وهي مرفوضة من غالبية اللبنانيين. كما ان المجتمع الدولي لن يدعم لبنان إذا وجدت، بل سيأتي الدعم إذا التزم لبنان باتفاق وقف اطلاق النار وتطبيق القرارات الاممية واتفاق الطائف. وهذه من أولويات الحكومة الأولى للعهد إلى جانب  البدئ بإعادة الإعمار  وإصلاح القضاء واستئناف تحقيقات تفجير المرفأ، وإجراء التعيينات، والشروع بخطة التعافي وإجراء الانتخابات النيابية، خلال مدة سنة تقريبا".

وختم حاصباني: "يستخدمون مسيرات الدرجات النارية في بيروت والممارسات الاستفزازية والتي لا علاقة لها بما يجري في الجنوب من اجل الضغط في مسألة التشكيل حيث يتمسك الثنائ بوزارة المال ويذكر المقاومة في البيان الوزاري ما لن يحصل على ما يبدو حتى الآن. نأمل ان تزلل كل العراقيل أمام التشكيل في الايام المقبلة الذي هو في يد رئيس الجمهورية والرئيس المكلف". (الوكالة الوطنية) 
 

مقالات مشابهة

  • كلام قاسم هو محاولات يائسة.. حاصباني: هذا ليس انتصاراً بل انتحار
  • دوريات مكثفة لوزارة الزراعة في محمية وادي الحجير.. تعديات جسيمة وانتهاكات خطيرة
  • تمديد أميركي لإنجاز الإنسحاب الاسرائيلي حتى 18 شباط وميقاتي يعلن موافقة لبنان
  • أطلق العدوّ النار عليه.. الجيش ينعى شهيده محمد يوسف زهور (صورة)
  • الجيش اللبناني: وحداتنا دخلت مارون الراس والضهيرة وتقف بجانب المواطنين في مواجهة العدو
  • بجانب المواطنين في مواجهة العدو.. بيان جديد من الجيش
  • في تمنع إسرائيلي ..الجيش اللبناني : المماطلة الإسرائيلية في الانسحاب تعقّد انتشارنا بالجنوب
  • هاشم: اجبار الاسرائيلي على الانسحاب اولوية لجنة المراقبة
  • الجيش اللبناني قبيل انتهاء المهلة: مماطلة إسرائيل تعقد انتشارنا بالجنوب
  • البيان المنتظر.. الجيش: للتريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية بعد انقضاء مهلة الـ 60 يوما