عربي21:
2025-02-06@04:24:00 GMT

اكاتب أمريكي: عام 2025 سيكون استمرارا للمأساة الإنسانية

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

اكاتب أمريكي: عام 2025 سيكون استمرارا للمأساة الإنسانية

نشرت صحيفة  "أي نيوز" مقالا لمايكل بورلي، الزميل الأول في مركز "LSE Ideas"، وهو مركز فكري تابع  كلية لندن للاقتصاد والسياسة، تناول الأحداث التي جرت هذا العام واستشرف الأحداث المتوقعة لسنة 2025.

وقال، إن المراسلين الغربيين ولأسباب مفهومة ينجرفون بسرعة في نشوة الحشود التي تحتفل بسقوط الأنظمة الاستبدادية، سواء كان ذلك حسني مبارك ومعمر القذافي في عام 2011 أو بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024.



وأضاف، أن التقارير التي تتناول المصلحة الإنسانية تعني أيضا شهادات فردية مؤثرة، وخاصة من أولئك الذين تم تحريرهم من السجون الكابوسية أو الذين يتحدثون من وراء القبر مثل الناشط السوري المسكين مازن الحمادة.



وأوضح، أنها "ليست هذه هي الطريقة التي ينظر بها القادة إلى العالم، على الرغم من أنهم يستهلكون الأخبار العالمية أيضا، ويصدرون تعليقاتهم الحكيمة. بدلا من ذلك، فإنهم ملزمون بالتفكير في كيفية ارتباط هذه الدراما بألعاب الشطرنج الضخمة حيث تتحرك القطع الكبيرة باستمرار على اللوحة".

وبين المقال، أن من الواضح أن روسيا وإيران لا تجيدان تقييم دور السياسة في الشارع، ولا تهتمان كثيرا بمصير بائع خضار تونسي واحد في عام 2011 أو بكيفية توحد حركات المعارضة.

وكان سقوط سلالة الأسد بعد 54 عاما في السلطة، وتفكيك حزب البعث، بمثابة انتكاسة كبرى لكل من روسيا وإيران، اللتين استثمرتا بكثافة في بقاء بشار وهو يترنح من العواقب المحلية للربيع العربي، أعارته روسيا قوة قاذفة لتدمير حلب، في حين نشرت إيران حزب الله كقوات مشاة خفيفة لتكملة جيش كان يعتمد بشكل كبير على الآلات.

وتابع بورلي، قد كان لدى كل من روسيا وإيران دوافع خفية. في الحالة الأولى، كان الهدف هو كبح الجهادية المتطرفة قبل أن تتسرب شمالا إلى القوقاز وإبراز القوة في أفريقيا. وفي حالة إيران، كان الهدف هو تشغيل جسر بري إلى مشروع طهران الأول الذي أصبح وكيلا لها ــ وكان خط الدفاع الأول للملالي ضد إسرائيل، ذلك هو حزب الله في لبنان.

وفي حين يتشبث الروس بقواعدهم السورية، نجحت إسرائيل في قطع رأس حزب الله، وسحقت الوجود الإيراني الغامض في سوريا والبحرية والقوات الجوية وأنظمة الصواريخ ومرافق أبحاث الأسلحة للنظام السابق. ومع تزايد عدم الليبرالية في الداخل، أصبحت إسرائيل أشبه بأسبارطة من الخارج، بحسب الروس.

وبحسب بورلي، فإن التوتر الإسرائيلي بشأن طبيعة النظام الذي سيحل محل الأسد، لأنه على الأقل كان يعرف قواعد اللعبة، وفي عالم مثالي، سينجح الجهاديون السابقون في هيئة تحرير الشام في الحفاظ على سوريا كدولة موحدة، مما يتيح الانتقال إلى نظام أفضل حيث سيكون لجميع الفصائل العرقية والدينية السورية المتعددة صوت.

وأوضح الكاتب، أنهم يعرفون أيضا أن الاسم الحركي لزعيم هيئة تحرير الشام كان (أبو محمد) "الجولاني"، وهو ما يشير إلى موطنه الأصلي في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل. الواقع أن الإسرائيليين قلقون من أن يحل محل دكتاتور يمكن التنبؤ بسلوكه ــ كان الموساد يتجسس على هواتفه حتى عندما كان مجرد طالب طب في لندن ــ متطرفون إسلاميون، أو على قدم المساواة، دولة تفككت إلى صراع إقليمي داخلي، مع استثمار القوى الخارجية في الفصائل المتنافسة. وربما نطلق على هذا النتيجة الليبية.

وفيما يتصل بليبيا، فإن الفائزين الخارجيين الواضحين في سوريا هما الحليفان الوثيقان تركيا وقطر.
وعلى النقيض من دول الخليج الأخرى، دعمت قطر باستمرار المعارضة ضد الأسد، ورفضت إعادته إلى الحظيرة العربية الاستبدادية الأوسع نطاقا كما كان الإماراتيون والسعوديون حريصين على القيام بذلك، وفقا لوجهة نظر كاتب المقال.

وأوضح بورلي، أن لتركيا عملاءها داخل المقاومة المسلحة السورية للأسد، وتتمثل وظيفتهم الرئيسية في منع المحاولات الكردية لإنشاء دويلة تسمى روج آفا على طول الحدود الجنوبية لتركيا ــ وهي نقطة انطلاق لمزيد من فظائع حزب العمال الكردستاني داخل تركيا ــ وتوسيع نفوذ الرئيس أردوغان إلى عمق العالم العربي.

وأردف، أن هناك يتمتع بميزة كبرى تتمثل في كونه سنيا متدينا، لأن ممارسة النفوذ الإيراني كان يعتمد دائما على الأقليات الشيعية الأصغر. وكنوع من المكافأة، يمكن لـ 3.5 مليون لاجئ سوري في جنوب تركيا العودة إلى ديارهم إذا عاد الاستقرار، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في شمال سوريا ضد الأكراد.



ولكن في ظل الدمار الذي لحق بمساحات كبيرة من سوريا بسبب الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان، فمن المرجح أن يلعب الجمع بين الثروة القطرية والخبرة التركية في البناء دورا كبيرا في إعادة البناء، بحسب بورلي.

وتابع، "أما بقيتنا نحن فمجرد متفرجين مقارنة بهؤلاء اللاعبين ذوي الخبرة. فالطبقة السياسية البريطانية تثرثر عن أحداث لا تملك أي تأثير عليها، في حين يتردد توني بلينكن بلا جدوى في الوقت الذي لا يزال جو بايدن رئيسا. وتركز الولايات المتحدة بشكل أساسي على حملتها طويلة الأمد في الشمال الشرقي ضد بقايا داعش، وعلى ضمان بقاء أعداد كبيرة من أنصارها الأسرى في معسكرات يديرها عملاء أميركا الأكراد المسلحون. إن الأمن يتفوق على ما يعتبر استراتيجية أمريكية".

وحتى الآن من وجهة نظر التقرير اقتصر دونالد ترامب على القول بأن الولايات المتحدة يجب أن تترك الأحداث في سوريا وشأنها. فمهما حدث في أرض "الرمال والموت" هذه "ليست معركتنا"، كما أعلن ترامب في باريس. ويمكنه بسهولة سحب 900 جندي من سوريا، وترك القتال ضد داعش لتركيا، ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي.

في حين أن هناك العديد من الصقور المؤيدين لإسرائيل والمناهضين لإيران في الإدارة القادمة، فإن قاعدة Maga [جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى] متمسكة بعدم رغبتها في تورط الولايات المتحدة في حروب مكلفة في الشرق الأوسط.

ويرى أن ماركو روبيو ومايك والتز قد يرغبا في قصف إيران نيابة عن نتنياهو، لكن ترامب قد يتخيل بسهولة صفقة تاريخية مع آية الله. سيكون على دراية بالنجاح الأخير الذي ترعاه الصين في التوفيق بين المستبدين في الخليج وإيران، والتي تنتهك بشكل مباشر اتفاقيات إبراهيم التي صاغها في إدارته الأولى. إنهم لا يريدون الحرب والفوضى في محيطهم، خاصة وأنهم يديرون التحولات المحلية المعقدة من اقتصادات الهيدروكربون، نحو الترفيه والتكنولوجيا المالية والرياضة والسياحة.

في حين يكثر المؤيدين البارزين لإسرائيل بالقرب من ترامب - ابنته تيفاني لديها والد زوجة لبناني مؤثر وسفير ترامب الجديد في أنقرة، الملياردير توم باراك، لبناني أيضا ويعود تاريخه إلى ترامب لفترة طويلة.
كما أن ترامب وأردوغان لديهما علاقة قوية. ترامب منبهر أيضا بثروة محمد بن سلمان. إن المبدأ الجيد لمراقبة الإدارة الجديدة هو "تتبع المال".

وكانت منظمة ترامب وابناه دون جونيور وإيريك نشطين بشكل مفرط في مشاريع التطوير العقاري الكبرى في السعودية والإمارات وسلطنة عمان، في حين أن السعوديين والقطريين والإماراتيين هم من المستثمرين الكبار في صندوق جاريد كوشنر أفينيتي. وسوف تنعكس كل سياسة الشرق الأوسط من خلال هذه المخاوف المادية، بغض النظر عن أي شيء تتخيله وكالة المخابرات المركزية أو البنتاغون أو وزارة الخارجية.

وقال، "إذا كان فريق ترامب قد يتفق مع أصدقائه الخليجيين في عدم رغبته في أن تتسبب إسرائيل في المزيد من الفوضى في المنطقة بأكملها، فإن نتيجة أخرى للأحداث الأخيرة في سوريا قد تسبب صداعا كبيرا لجميع اللاعبين".

وكما شاهد معظم العرب الأهوال في غزة وجنوب لبنان، والآن الغارات الجوية المتعمدة في سوريا، فسوف يشهدون أيضا السهولة التي تم بها عزل الأسد. وقد يؤدي هذا إلى إثارة مخاوفهم النهائية، كما حدث في الربيع العربي، من أن الاحتجاجات الإسلامية الشعبية أصبحت معدية.



وأوضح، أنه "إذا كانت أحداث اليوم تشبه الاحتجاجات المناهضة للشيوعية التي اجتاحت شرق ووسط أوروبا في عام 1989، كما يزعم البعض، فهل قد يشهد عام 2025 ثورات مماثلة ضد الأنظمة التي تعاني اقتصاديا والتي تعاني من انتفاخات شبابية كبيرة؟ فقبل أسبوع أو أسبوعين فقط، كان المستبدون في الخليج وغيرهم يرحبون بالأسد".

وأخيرا، قد تتخيل إسرائيل أنها برزت كقوة مهيمنة إقليمية بعد حروبها المتعددة في عامي 2023 و2024، على الرغم من التآكل والتلف الذي لحق بقواتها والضرر الذي لحق بمكانتها الدولية، بحسب بورلي.

وأوضح، "بين مثوله أمام المحكمة بتهمة الفساد، قد يشعر نتنياهو أن الوقت قد حان لمواجهة نهائية مع طهران، وخاصة بعد أن انتقلت الدولتان إلى شن هجمات مباشرة، وقد يقرر شركاؤه السياسيون المتطرفون أن الوقت قد حان لاستبدال سكان غزة والفلسطينيين في الضفة الغربية بالمستوطنين اليهود. ويمكن طرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن".

وختم بورلي قائلا، إن هذا وحده كفيل بضمان أن يكون عام 2025 عاما آخر من الحرب والمأساة الإنسانية في الشرق الأوسط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية إيران ترامب غزة إيران غزة الاحتلال ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا فی عام فی حین

إقرأ أيضاً:

هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها

قالت صحيفة "الغارديان" تقريرا إن أنظار العالم ظلت متركزة على الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكن وحشية الحرب تنتشر في أماكن أخرى من العالم.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21" أن الشعور المنتشر هذه الأيام هو أن العالم أصبح مكانا خطيرا، لكن هل هذا صحيح؟ لا تساعد المقارنات التاريخية للإجابة على هذا السؤال، بحسب التقرير.

 يشير التقرير إلى أن القراءة الأخيرة لـ"ساعة القيامة"، والتي تقدم إجراءات رمزية لاقتراب الكوارث الدولية وفق مجموعة من علماء الذرة  الدوليين، أن الساعة الآن هي عند 89 ثانية قبل منتصف الليل، مشيرة إلى التهديدات الناجمة عن تغير المناخ والأسلحة النووية والذكاء الاصطناعي. حيث تقدمت ساعة القيامة مرة أخرى أقرب إلى منتصف الليل وسط تلك التهديدات.



وكانت الساعة تشير إلى 90 ثانية قبل منتصف الليل خلال العامين الماضيين.

وقال دانييل هولز، رئيس مجلس العلوم والأمن في "مجموعة القيامة" التي أسسها ألبرت أينشتاين ويوليوس روبرت أوبنهايمر وعلماء مشروع مانهاتن في شيكاغو عام 1947: "عندما تكون على هذه الهاوية، فإن الشيء الوحيد الذي لا تريد القيام به هو اتخاذ خطوة إلى الأمام".

والمهم من تحذيرات العلماء هي أن التهديدات هذه لم تعد تدار بطريقة جيدة. وعززت الكوارث الطبيعية والصحية، مثل حرائق لوس أنجلوس، والجفاف بمنطقة الساحل، واندلاع مرض إيبولا، من مفاهيم أن العالم يخرج عن السيطرة.

 ويقول تيسدال إن التصرفات التخريبية للدول والحكومات هي عامل مهم في زعزعة استقرار العالم، من خلال ميلها المتزايد إلى انتهاك ميثاق الأمم المتحدة والحدود الدولية وحقوق الإنسان الأساسية والمحكمة الجنائية الدولية.

فعندما يهدد الرئيس الأمريكي الذي يعد تقليديا الحارس الرئيسي للنظام القائم على القواعد والذي أنشئ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945،  بمهاجمة حليف في أوروبا الغربية عسكريا للاستيلاء على أراضيها ذات السيادة، فلا عجب أن يشعر الجميع بمزيد من غياب الأمن. ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما يفعله دونالد ترمب في محاولته ترهيب الدنمارك لتسليم غرينلاند.

ويواجه جيران ترمب  في بنما والمكسيك وكولومبيا وكندا ترهيبا مماثلا.

وقامت المنظمة غير الربحية "أماكن النزاعات المسلحة وبيانات الأحداث" المعروفة باسها المختصر "أكليد" بإعداد معلومات وتحليلات للمساعدة في تتبع العنف والتخفيف منه.

وتشير التقديرات إلى أن الصراعات العالمية تضاعفت على مدى السنوات الخمس الماضية، وأن حوادث العنف السياسي في عام 2024 زادت بنسبة 25% عن عام 2023، وأن واحداً من كل ثمانية أشخاص في جميع أنحاء العالم عانى من الحرب.

وبهذه المقاييس، فإن الاعتقاد بأن العالم أصبح أكثر خطورة مبرر تماماً.

وفي حين تحظى بعض الحروب، مثل الحرب على غزة والحرب الروسية الأوكرانية، باهتمام إعلامي ضخم، فإنها تشكل استثناءات.

فمعظم الصراعات الحالية، سواء كانت تنطوي على حروب وغزوات في السودان والكونغو، أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان والتيبت، أو حرب العصابات في هاييتي وكولومبيا، أو المجاعة الجماعية في اليمن والصومال، أو القمع السياسي في نيكاراغوا وبيلاروسيا وصربيا، لا تحظى بالتغطية الكافية أو يتم نسيانها أو تجاهلها.

وتحتاج الحروب المتطورة كتلك بين الصين وتايوان، والولايات المتحدة- إسرائيل وإيران إلى اهتمام قريب. وكل هذه النزاعات تقدم صورة رهيبة عن عالم أصبح مدمنا على الحرب.



الكونغو- رواندا
ولو ألقينا نظرة خاطفة على حالة العالم الحالية والحروب المندلعة فيه فإننا نرى أن الحرب قد اندلعت وتطورت بشكل كبير بين رواندا والكونغو.

فالحرب المستمرة على الحدود بين البلدين أصبحت في مركز الأخبار عندما دخلت القوات الرواندية ومجموعات المتمردين المعروفة باسم "أم23" مدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث اتهمت الأمم المتحدة الرئيس الرواندي بول كاغامي بتوجيه ودعم "أم 23" وإرسال قواته إلى داخل الأراضي الكونغولية.

وفي قلب النزاع صراع على المصادر الطبيعية في منطقة فقيرة من الكونغو، فهي غنية بخام كولتان المطلوب بشدة في الغرب.

ففي الوقت الذي أدى الهجوم الأخير إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي، شجبت فيها فرنسا وبريطانيا رواندا ودعمت الولايات المتحدة سيادة الكونغو على أراضيها، وأعلنت ألمانيا دعمها لرواندا، إلا أن الخطوات هذه متأخرة، وبخاصة أن الاتحاد الأوروبي وقع اتفاقية استراتيجية للمعادن مع نظام كيغالي. كما يأتي شجب بريطانيا فارغا، فقد اعتبرت الحكومة السابقة في لندن نظام كاغامي بأنه نموذج يمكن نقل طالبي اللجوء السياسي في بريطانيا إليه. وأكثر من هذا فالنزاع في الكونغو مستمر منذ عقود.

ميانمار
وهناك النزاع في ميانمار، فقد شهد العام الماضي مقاومة مسلحة للمجلس العسكري الذي أطاح بحكومة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سوكي عام 2021.

ورد الجنرالات بما أسمته منظمة هيومان رايتس ووتش بأساليب "الأرض المحروقة". وتشمل هذه الضربات الجوية العشوائية ضد المدنيين والقتل والاغتصاب والتعذيب والحرق العمد "التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وتقول الأمم المتحدة إن ميانمار في" سقوط مستمر" حيث سيحتاج 20 مليون شخص إلى المساعدة في عام 2025.

وتم فرض التجنيد الإجباري على الشباب والأطفال باستخدام عمليات الاختطاف والاحتجاز.

ولا تزال أونغ سان سوكي قيد الاعتقال، وهي واحدة من 21 ألف سجين سياسي. ولا يزال المدنيون من أقلية الروهينغا المسلمة مستهدفين في ولاية راكين.

ويظل السياق الأوسع للنزاع في ميانمار هو فشل مجموعة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" للرد على هذا الكابوس وتسامح الصين مع النظام العسكري، فيما تورد روسيا السلاح للنظام العسكري.

هاييتي
وفي هاييتي، التي توصف بأنها أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، ولديها سمعة بأنها غير محكومة، حيث فشلت سلسلة من التدخلات الخارجية قادتها أمريكا بتحقيق الاستقرار.

واحتلت امريكا البلد فعليا ما بين 1915 و 1934. وفي آخر تدخل أمريكي أرسل بيل كلينتون في عام 1994  20 ألف جندي لفرض النظام، ولم يستمر ذلك إلا لفترة مؤقتة، وجاءت قوات الأمم المتحدة وخرجت.

ودخلت هاييتي في الفوضى بعد مقتل الرئيس جوفينل مويس عام 2021 وسيطرت العصابات المسلحة على البلد. وآخر مساعدة خارجية جاءت من كينيا. وقتل في الفوضى الحالية أكثر من 5,300 شخص وشرد 700 ألف شخص.

إثيوبيا- الصومال
أما النزاع الصومالي- الإثيوبي، فقد تعرضت صورة إثيوبيا كنموذج للمساعدات الدولية وجهود التنمية لإعادة مراجعة كبيرة في السنوات الأخيرة، وتزامنا مع صعود رئيس وزرائها، آبي أحمد، إلى السلطة في عام 2018.

ولم يتم حتى الآن تقديم محاسبة كاملة وعلنية للحملة العسكرية المدمرة التي شنها آبي أحمد في إقليم تيغراي الشمالي والتي انتهت بهدنة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.

وقد ساءت سمعة إثيوبيا والقوات الإريترية المتحالفة مع متمردي التيغراي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة.

وتتواصل هذه في ظل آبي أحمد إلى جانب تراجع الديمقراطية وقمع حرية التعبير ومنع الإنترنت إلى جانب النزاع مع الصومال بشأن الوصول إلى مياه البحر.

كما يزداد القلق بشأن منطقة أمهرة الإثيوبية، حيث تتصاعد أعمال القمع والاعتقالات واسعة النطاق لمعارضي الحكومة وسط صراع مستمر مع الجماعات المسلحة.

إيران
في إيران فإن نظام الحكم عانى من ضربات موجعة في عام 2024، وخسر عددا من حلفائه في لبنان وسوريا. ويواجه النظام عددا من التحديات المحلية، وليس أقلها السكان وغالبيتهم من الشباب الغاضبين بشكل متزايد على الفساد والعنف والقمع ومن العجز الحكومي. وشهدت إيران خلال الـ 15 عاما الماضية ثلاث انتفاضات واسعة، عام 2009 و2019 و 2022.

تركيا- سوريا
وعلى الحدود التركية- السورية هناك تغيرات كبيرة، فقد استطاعت هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع الإطاحة بالرئيس بشار الاسد، حليف إيران وسوريا. ورغم ترحيب الغرب ودول الخليج بالتغيير إلا أن الخطوات تجاه إعادة تأهيل النظام الجديد بطيئة. ولكن الوضع الأمني لا يزال هشا في البلد وبخاصة المواجهات بين جماعات الأكراد المدعومة من أمريكا وتلك التي تدعمها تركيا.

السودان
وفي السودان، عادة ما يشير المعلقون الصحفيون إلى الوضع الأمني والكارثة الإنسانية هناك بأنه "النزاع المنسي"، والحقيقة هو أنه أسوأ، فهو ليس منسيا لكن تم تجاهله منذ الفوضى في عام 2023.

نزح الملايين من مدنهم ومجتمعاتهم وانتشرت المجاعة نتيجة للنزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث تتهم الأخيرة بارتكاب إبادة جماعية بدارفور واستخدام العنف الجنسي كوسيلة حرب هناك.

وربما انتهى التجاهل الدولي للسودان في عام 2025، ويقول مدعى الجنائية الدولية، كريم خان إنه سيسعى إلى اعتقال المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وفظائع أخرى في دارفور على افتراض أنه يمكن القبض عليهم.

وبمعنى ما، يعيد التاريخ نفسه. في عام 2003، أصبحت دارفور مرادفة للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد، سلف قوات الدعم السريع. مع أن وقف الحرب الأوسع في جميع أنحاء السودان أكثر تحديا.

باكستان- أفغانستان
وعلى جبهة باكستان وأفغانستان، فقد كان تخلي المجتمع  الدولي عن أفغانستان لصالح طالبان في عام 2021 مخزيا ومكلفا سياسيا. وخسرت النساء والفتيات الأفغانيات، اللائي تعرضن مرة أخرى لمنعهن مرة من الحريات الشخصية والحق في التعليم وتولي الوظائف.

 وفي الأسبوع الماضي، اتخذت المحكمة الجنائية الدولية خطوات لمعالجة هذه الانتهاكات، حيث أعلنت أنها ستسعى إلى اعتقال كبار قادة طالبان مثل هيبة الله أخوندزاده وعبد الحكيم حقاني بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الاضطهاد على أساس الجنس، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم.

ويظل منظور الاستقرار في أفغانستان عام 2025 موضع شك، حيث تعاني الدولة من  الفقر.

كما تبدو باكستان المجاورة غير مستقرة إلى حد كبير بعد عام من الاضطرابات السياسية التي تركت رئيس الوزراء السابق الشعبي عمران خان في السجن وسياسي مدعوم من الجيش، شهباز شريف، في السلطة.



اليمن
في اليمن، وصف البلد بأنه  أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم، وربما لا يزال كذلك، على الرغم من الأهوال المتزايدة في السودان.

ولكن منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحول الاهتمام العالمي بعيدا عن الأزمة المحلية في اليمن إلى الحوثيين. لقد أثارت هجماتهم الصاروخية على السفن الغربية في البحر الأحمر، وعلى "إسرائيل"، دعما لشعب غزة، أعمالا انتقامية من الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين. وبعد وقف إطلاق النار في غزة، توقفت هجمات الحوثيين ضد السفن، لكن الحرب الأهلية الأوسع مستمرة.

الولايات المتحدة- المكسيك
وأخيرا هناك النزاع الأمريكي- المكسيكي، وكأن المكسيك بحاجة للمزيد من المشاكل فوق ما تعاني. فعسكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ومطالبه الصبيانية بإعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، من المؤكد أنها ستجعل الأمور أسوأ.

وقد حذر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي من أن "استخدام ترامب الأساليب العقابية للهجرة سيثقل كاهل دولة المكسيك بمزيد من الأعباء ويعرقل النمو الاقتصادي الإقليمي ويثري العصابات الإجرامية"، مما يجعل البلدين أقل أمانا وأقل ثراء. كما أن سياسة ترامب القائمة على "البقاء في المكسيك" للمهاجرين قد تزعزع استقرار البلد في وقت تعهدت فيه الرئيسة الجديدة كلوديا شينباوم ببداية جديدة.


مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • إعلام أمريكي: البنتاغون يستعد لسحب قواته من سوريا
  • سيناتور أمريكي:مصير قيس سعيّد سيكون كبشار الأسد
  • سياسي: تصريحات ترامب بشأن غزة تؤكد وجود مخطط أمريكي لتعديل الحدود لصالح إسرائيل
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • مسؤول أمريكي: شراكتنا مع إسرائيل تتحسن بسرعة تحت قيادة ترامب
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟
  • الرئيس الشرع: النظام الاشتراكي فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها