كانت الإسكندرية، على مدار عقود هي المنارة الثقافية والفنية لمصر، وشهدت أعرق مسارحها عروضًا صنعت تاريخ الفن المصري، لكن ما بين تدهور البنية التحتية وإغلاق المسارح، باتت عاصمة الثقافة تواجه تحديات غير مسبوقة، وبين إغلاق المسارح وغياب الدعم.

ولا ننسى أن  الإسكندرية  احتضنت أول استديو للسينما وأول تصوير سينمائي، تشهد الآن إغلاق العديد من مسارحها، بينما يعاني القليل المتبقي من التهميش، وضعف الإمكانات المادية.

أهم مسارح الإسكندرية التي أُغلقت

ويأتي في صدارة المسارح المفقودة بالإسكندرية، مسرح السلام بالإسكندرية الذي شُيد عام 1954 بمنطقة سيدى جابر بطريق الكورنيش ويعتبره المواطنين بالإسكندرية رمزًا للفن وشهد ازدهارًا للمسرح وانتظار العروض المسرحية لكبار الفنانين ونظرًا للعوامل الجوية لتواجد المسرح على البحر مباشرة تعرض مسرح السلام لإنهيار جزء من واجهتته وتم ترميمه خلال السنوات الماضية، ولكن تجددت واجهته واساساته للانهيار، وقُدم من خلال  مسرح السلام العديد من الأعمال المسرحية الناجحة ومنها، الواد سيد الشغال، شاهد مشفش حاجة،الزعيم،   "بودى جارد"، ريا وسكينة وشارع محمد علي.

وانجرفت نحو هذا التيار عدة مسارح أخرى بالإسكندرية ومنها مسرح كوته، المجاور لمكتبة الإسكندرية،والذي لا يزال مغلقًا رغم كونه موقعًا استراتيجيًا، ومسرح لونا بارك، أصبح مجرد ذكرى في تاريخ الفن السكندري، ومسرح بيرم التونسي ومسرح اسماعيل يس والذي تحول إلى مسرح عبد المنعم التجاري.


شريف دسوقي: "أزمة المسارح ليست جديدة في الإسكندرية"

ويعد الفنان السكندري شريف دسوقي، أحد أبرز الممثلين الذين وقفوا على مسارح الإسكندرية، ولخص الأزمة بقوله: في تصريح خاص لـ "الفجر":  "أزمة المسارح ليست جديدة،  فمنذ التسعينيات ونحن نواجه نقصًا في المساحات الفنية، والدولة لا يمكنها وحدها توفير الحلول، ولكن علينا كفنانين البحث عن بدائل مثل تجربة مصطفى فتوح مسئول الفريق الرسمي للمحافظة وإطلاقه لمسرح "ساقية جوانا" فالحل يكمن في التفكير خارج الصندوق، وليس انتظار الفرصة."


وأطلق مجموعة من الفنانين السكندريين، وسط هذه التحديات منصة "آرت سين"، بهدف إحياء الحركة الفنية وتوحيد الفنانين بمختلف تخصصاتهم، وخلال مؤتمر إطلاق المنصة، تحدث الفنان أشرف علي، مدير المنصة، قائلًا: "نسعى لتأسيس كيان قوي يجمع الفنانين تحت مظلة واحدة، بهدف تبادل الموارد والخبرات وإثراء المشهد الثقافي."

وتأتي أهداف المنصة متمثلة في توثيق تاريخ المسرح السكندري، تقديم دعم للمواهب الشابة من خلال ورش عمل وبرامج تدريبية، تعزيز الإنتاج المسرحي المستقل
وإنشاء شراكات مع مؤسسات ثقافية داخل وخارج الإسكندرية، وقال مصطفى فتوح، أحد مؤسسي المنصة:
"الخلافات واردة، لكنها جزء من عملية بناء كيان قوي".

وأكد  المخرج إبراهيم أحمد، على أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي قائلًا: "الاعتماد على إنتاج ذاتي من خلال السوشيال ميديا يمكن أن يوفر دخلًا مستدامًا للفنانين بينما أوضح الفنان أحمد  محمد علي أن المرحلة الأولى ستتطلب العمل التطوعي، لكن الأهم هو الإتحاد والعمل  لإعادة بناء الفن السكندري"، وأشار  المخرج أشرف علي إلى ضرورة  التعاون والتكامل بين الفنانين لإحياء الحركة المسرحية مرة أخرى في الإسكندرية".

شريف دسوقي: "الإبداع يولد من رحم المعاناة"

وفي هذا السياق أكد شريف دسوقي لـ "الفجر" بتفاؤل قائلًا "كل جيل يواجه صعوبات، لكن الإبداع يولد من رحم المعاناة ونحن بحاجة إلى روح التحدي لإعادة المسرح السكندري إلى مكانته".

واستطرد "دسوقي" قائلًا تبقى وستظل الإسكندرية بين إغلاق المسارح وغياب الدعم،  رمزًا للفن والثقافة ومع إطلاق منصة "آرت سين"، يتجدد الأمل في عودة المسرح السكندري إلى الصدارة التي ما دام شهدناها من قبل والتي تحمل في طياتيها منارة الإسكندرية للعالم أجمع في الفن والثقافة.

 

Screenshot_٢٠٢٤-١٢-٢٧-٠٢-١٤-١٨-٣٤_99c04817c0de5652397fc8b56c3b3817 Screenshot_٢٠٢٤-١٢-٢٧-٠٢-١٤-٠٢-٥٤_99c04817c0de5652397fc8b56c3b3817

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإبداع الخلافات الصندوق العروض المسرحية الفن المصري الفنان بالإسكندرية تحديات غير مسبوقة بيرم التونسي مسرح بيرم التونسي مسرح السلام اسماعيل يس البنية التحتية الفن والثقافة شریف دسوقی قائل ا

إقرأ أيضاً:

وسط الظلام الدامس.. استمرار البحث عن ضحايا تصادم معدية ولانش ببني سويف|شاهد

شهدت محافظة بنى سويف، تصادم معدية ولانش أمام شاطئ النيل بمدينة الفشن جنوب محافظة بنى سويف، دون تلفيات لكنه  أسفر عن مصرع شاب وطفل صغير، غرقًا لسقوطهما داخل مياه النيل نتيجة شدة التصادم، وتم استدعاء سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث.


وتلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بمحافظة بنى سويف إخطارًا يفيد بوقوع حادث تصادم معدية ولنش أمام شاطيء النيل بمدينة الفشن جنوب محافظة بنى سويف، عن مصرع شاب وطفل صغير، غرقا لسقوطهما بداخل مياه النيل نتيجة شدة التصادم، وتم التوجيه بسرعة انتقال سيارات الإسعاف وقوات الإنقاذ النهرى إلى موقع الحادث ونقل الجثث إلى أقرب مستشفى لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

حزب حماة الوطن يكرم حفظة القرآن الكريم في بني سويفتشييع جثامين مستشار ونجليه بعد انقلاب سيارتهم بترعة مائية في بنى سويفتكريم 120 من حفظة القرآن الكريم بمركز ببا في بني سويف


وعلى الفور انتقلت سيارات الإسعاف وقوات الإنقاذ النهرى ببنى سويف، إلى موقع الحادث، وجار انتشال الجثتين من داخل مياه النيل بمركز الفشن، لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة،

وتبين مصرع الطفل «محمد . ج »6 سنوات ، و«أحمد . ع»  45 سنة ، اللذان سقطا من اللنش في مياة النيل نتيجة وقوع حادث تصادم معدية ولنش أمام شاطيء النيل بمدينة الفشن، وجار انتشال الجثتين من داخل مياه النيل بمركز الفشن، ونقلهما إلى أقرب مستشفى لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

مقالات مشابهة

  • "ليسيه الحرية" بالإسكندرية يستضيف العرض المسرحي "غرام في المسرح" ثاني أيام العيد
  • وسط الظلام الدامس.. استمرار البحث عن ضحايا تصادم معدية ولانش ببني سويف|شاهد
  • معجزة ربانية تحدث في آخر ليلة من رمضان .. اغتنمها لسه قدامك فرصة للفجر
  • "الفني للمسرح" يستقبل جمهور العيد ب 8 عروض بالقاهرة والإسكندرية
  • "كازينو" على مسرح السلام ثاني أيام عيد الفطر المبارك
  • في يومه العالمي.. "المنشاوي" يشيد بدور المسرح في دعم الإبداع وتعزيز الوعي
  • بيروت تودّع أنطوان كرباج في يوم المسرح العالمي
  • هلال شوال يولد بعد قليل.. توضيح عاجل من الفلك بشأن موعد عيد الفطر 2025
  • العروض الكاملة للبيت الفني للمسرح بالقاهرة و الإسكندرية اليوم السبت
  • المسارح تضئ أنوارها بالقاهرة والإسكندرية لاستقبال جمهور عيد الفطر المبارك