خبيران: سوريا الجديدة تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظيف الطائفية
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
اتفق خبيران على أن الاضطرابات التي شهدتها سوريا مؤخرا تمثل أول تحدٍّ أمني كبير تواجهه السلطات الجديدة منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك بعد انتشار مقطع مصور لحرق مقام ديني في حلب أدى إلى احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة من البلاد.
وأكد الكاتب والباحث السياسي محمود علوش أن مثل هذه التوترات في سوريا تعد حالة طبيعية خلال مرحلة التحول، مشيرا إلى وجود قلق لدى العلويين من المستقبل.
لكنه شدد -خلال فقرة "مسار الأحداث" التحليلية التي تقدمها الجزيرة- على أن "التعبيرات الطائفية لا تعكس هذا القلق بقدر ما تعكس محاولات توظيفه من قبل بعض الجهات لإثارة صدام بين المكونات والسلطة الجديدة".
واتفق معه المنسق العام للثورة السورية، الدكتور عبد المنعم زين الدين، مؤكدا أن "حرق المقام أمر مستنكر من كل الشعب السوري، لكنه ليس السبب الأساسي للاحتجاجات"، لافتا إلى أن "التوقيت الموحد للمظاهرات وشعاراتها غير الوطنية يشير إلى تحريض خارجي".
ورصد مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد تطور الأحداث، موضحا أن الاحتجاجات اندلعت في مناطق انتشار الطائفة العلوية بحمص وطرطوس واللاذقية بعد شهر تقريبا من حادثة حرق المقام. وأضاف أن "الإدارة السورية الجديدة تتحدث عن عملية منظمة لضرب السلم الأهلي".
إعلان
جمع السلاح
كما اتفق المحللان على أن التحدي الرئيسي الذي يواجه السلطات الجديدة هو جمع السلاح المنتشر في أيدي المليشيات والفصائل المختلفة.
وأكد علوش أن "احتكار الدولة للقوة هو حاجة ملحة لتعزيز شرعيتها وإشاعة الشعور بالأمان بين المواطنين".
وأشار زين الدين إلى أن الجيش النظامي والأجهزة الأمنية السابقة لم تعد موجودة، موضحا أن "السيطرة الآن للإدارة الجديدة ولا ينازعها إلا السلاح الخارج على القانون".
وحول دور القوى الإقليمية، اتفق المحللان على أن إيران تعد الخاسر الأكبر من التغيير في سوريا.
وقال علوش إن "التصريحات الإيرانية الأخيرة تشير إلى أن طهران لا تزال تعتقد بقدرتها على التأثير في مسار التحول السوري"، وحذر من عدم الاستهانة بقدرة إيران على إحداث حالة من عدم الاستقرار.
وفي السياق نفسه، أكد زين الدين أن التصريحات الإيرانية الأخيرة والتحركات في الداخل مرتبطة ببعضها، مشيرا إلى تصريحات المرشد الإيراني وتهديدات مسؤولين إيرانيين آخرين.
ولكنه أضاف أن "المنفذين ليسوا طائفة بعينها بل مزيج من المجرمين المطلوبين للعدالة والمرتبطين بالأجندة الإيرانية".
مواجهة التحدياتوفيما يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار، أشار زين الدين إلى أن هذه الدول تدرك أن "حالة الانفلات الأمني والتنظيمات الإرهابية التي كانت موجودة بدعم النظام شكلت تهديدا لاستقرار المنطقة بأكملها".
وأكد أن تركيا، على وجه الخصوص، "داعمة للثورة منذ البداية ومع الشعب السوري بكل قوة".
وعن آليات مواجهة التحديات الراهنة، لفت علوش إلى أهمية السير في عدة مسارات ضرورية، تتمثل في "مزيج من الحزم والحكمة في إدارة المرحلة"، مع التركيز على تعزيز الخطاب الوطني.
بينما شدد زين الدين على ضرورة دعم المسار الأمني لحفظ السلم الأهلي، والمسار القانوني لمحاسبة المجرمين من كل الطوائف.
إعلانوخلص المحللان إلى أن سوريا مجبرة على النجاح في هذا الامتحان، إذ لا خيار أمامها سوى النجاح، وأشار علوش إلى وجود "وعي لدى الرأي العام السوري بمختلف طوائفه حول الحاجة إلى عدم الانزلاق إلى الخطاب الطائفي".
كما أكد على أن "قيام دولة جديدة هو مصلحة لكل السوريين على اختلاف طوائفهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات زین الدین إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
السوداني: علاقتنا مع أميركا استراتيجية ولن نعبث بأمن سوريا
27 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن نظام بشار الأسد لم يطلب من العراق التدخل عسكريا، موضحا في حديث تلفزيوني أن ماهر الأسد لم يدخل العراق بعد سقوط النظام.
وبسؤال: “هناك مخاوف من عبور السلاح او الفصائل المسلحة باتجاه سوريا؟”، قال السوداني “لن يكون لهذه المخاوف أي أثر ونعمل على استقرار ودعم سوريا”.. مشددا الحرص على التنسيق مع سوريا لضبط الحدود.
ولفت الى أن الحكومة العراقية والقوى السياسية متفقة على عدم التدخل في شؤون سوريا قائلا “ولن نكون جزءا في العبث بأمنها”.. “والظروف هي التي ستحدد إمكانية إجراء زيارة خاصة لسوريا”.
كما أكد على احترام إرادة السوريين والتطلع لعملية سياسية شاملة.
وقال رئيس وزراء العراق : “أبلغنا الإدارة في سوريا رؤيتنا بشأن الوضع الراهن.. “وأي خلل في سجون سوريا سيدفعنا لمواجهة الإرهاب”.
وفي السياق، أوضح رئيس الوزراء السوداني أن التهديدات الإسرائيلية للعراق تهدف لتوسيع ساحة الصراع.. مشددا على أن “العراق لن يسمح لأي طرف بزجه في الصراعات والحروب .. “ونمتلك قرار الحرب والسلم”.
كما أكد رفض بلاده لحرب الإبادة التي تنتهجها إسرائيل في غزة ولبنان.
وفي الشأن الدااخلي قال السوداني إن “حصر السلاح بيد الدولة جزء من البرنامج الحكومي ونعمل مع القوى السياسية على تنفيذه”. وتابع قائلا: “نعمل على مسار واضح وحوار وطني مسؤول لحصر السلاح بيد الدولة”.
وقال السوداني: “سنتخلص من الضغوط الإيرانية الأميركية عندما يتخلص الآخرون من فوبيا طهران وواشنطن” وأضاف: “علاقتنا مع أميركا استراتيجية وشراكة واضحة.. وأميركا قادت التحالف الدولي ضد الإرهاب وانتصرنا على داعش بدعم الأشقاء والأصدقاء”.
واضاف السوداني “تجمعنا علاقات مؤسساتية مع واشنطن وهناك تطابق في وجهات النظر..وأجرينا حوارا مهنيا مع التحالف الدولي قيم قدرات داعش والقوات الأمنية”.
ولفت الى أنه تم التوصل ” إلى دراسة منهجية حول إنهاء وجود التحالف الدولي وفق جدول زمني محدد”، مشيرا الى أن “لا زيادة في عديد قوات التحالف الدولي بالعراق وما يشاع غير صحيح”
ولفت السوداني الى أن “الكل تابع تأثيرات التوترات في المنطقة على العالم بالمرحلة السابقة”.
وقال السوداني: “علاقتنا مع المملكة العربية السعودية إيجابية وهناك تطابق بوجهات النظر.. وزيارتنا الأخيرة إلى المملكة ناقشت الأوضاع في سوريا وعدم التدخل بشأنها الداخلي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts