الثورة  /

تتجول الممرضة ريهام عوضا يوميا بين خيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، من أجل تقديم الرعاية الصحية لمصابي الحرب وأصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات في ظل انهيار المنظومة الصحية.

بدأت حكاية ريهام في العمل التطوعي لخدمة النازحين مع والدتها المريضة بداء السكري والمصابة بمتلازمة القدم السكرية، حيث كانت تتعرض لجروح أثناء عمليات النزوح المتكررة من منطقة إلى أخرى، بفعل حرب الإبادة المتواصلة على غزة للعام الثاني على التوالي.

تقول الممرضة الفلسطينية عوض، جروح القدم السكري خطيرة، فقد تصاب بالعدوى بسبب ضعف الدورة الدموية وانخفاض مناعة الجلد، وهذه العدوى يمكن أن تنتشر إلى الأنسجة المحيطة أو تصل إلى العظام، مشيرة إلى أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يضعف عملية التئام الجروح ويقلل من كفاءة خلايا الدم البيضاء في مكافحة العدوى، ما قد يؤدي إلى تكوين تقرحات مزمنة تتحول إلى غرغرينا يصعب علاجها وتستدعي البتر إذا لم يتم راعيتها بالشكل الملائم.

وتضيف: “كنت وما زلت أقدم الرعاية التمريضية لأمي من علاج وغيار وخلافه، وقد أثار سؤالها عن أحوال المرضى الآخرين أمثالها من أطفال ونساء وكبار سن، الفضول عن إمكانية مساعدة هذه الفئة الهشة”.

وتوضح أن عشرات المرضى والمصابين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات بفعل أحوال الكارثية التي حلت بالمنظومة الصحية ومراكز الرعاية الأولية الصغير المتواجدة في أطراف المدن وبات من الصعب الوصول إليها بسبب الاجتياح البري الإسرائيلي، بالإضافة ازدحام الطرقات، عدا عن خطورة التنقل من مكان إلى آخر بسبب القصف الإسرائيلي المكثف والمتواصل، “لذلك اخترت المبادرة بتقديم الرعاية لمن أستطيع بما أملك من معلومات وخبرات”.

صباحا تحمل ريهام حقيبتها على ظهرها بعد تفقد لوازم الرعاية الأولية من معقمات وشاش ومراهم ومحلول ملحي وتجول على عدد من الخيام التي باتت تنتظرها يوما بعد آخر من أجل تفقد جروحها واستبدال الضمادات، مشيرة إلى أن بعض الجروح تكون مصابة بالتهابات تستدعي رؤية طبي مختص ليصف المضادات الحيوية الملائمة لنوع الالتهاب.

وتوضح أنها الحالات التي تتابعها تتنوع إصاباتها بين مرضى القدم السكرية، وحالات البتر، والأطفال المصابين بالحروق من الدرجات المختلفة. وتلفت إلى أن المعدات والإمكانيات التي تقدم من خلالها الرعاية لا تتوفر دائماً بشكل يسير، “أحصل عليها من بعض النقاط الطبيبة المتواجدة في مخيمات النزوح، والتي تساعدها بما يتوفر لديها هي الأخرى”.

وتقول إن العمل الذي تقدمه يشعرها بالسعادة والرضى عن نفسها “أجد ذاتي وأنا أتنقل بين خيام النازحين، لتقديم العون والخدمة الصحية للجرحى والمرضى”.

تكافل مجتمعي

تشهد المنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر، حالة انهيار كبيرة، حيث خرجت معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ 14 شهراً، وقد استُهدف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة وخرج أغلبها عن الخدمة.

ولم تتوقف منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحذيرات المنظمات الإنسانية والمؤسسات الدولية من خطر انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، ووصولها إلى مرحلة العجز أمام القيام بأبسط المهام المتمثلة بإنقاذ الحيوات.

وفي المقابل، كان الاحتلال يختلق ما يبرر حربه على المستشفيات والمراكز الصحية والأطقم الطبية والمسعفين، وحتى المرضى والمرافقين لهم، والنازحين المقيمين في المؤسسات الصحية، بقطاع غزة، يقول الحكيم أحمد أبو العطا من سكان معسكر دير البلح وسط القطاع، والذي لم يتوانى هو الآخر عن تقديم الخدمة العلاجية لم يحتاجها في منطقة سكناه.

يقول إن فكرة توظيف مهاراته التطبيبية جاءت من واقع التدمير الممنهج للمنظومة الصحية، وصعوبة الوصول إلى المستشفيات إما لاكتظاظها بالجرحى أو لعوامل أخرى عديدة مثل عدم توفر وسائل النقل خاصة في أوقات المساء.

يساهم أبو العطا بما يستطيع من معدات وخبرات، ويستقبل المرضى والجرحى في منزله داخل المخيم. وإذ يلفت إلى أن نقص الإمكانيات والمواد الطبية تعد أهم عائق في عمله، يركز أبو العطا في عمله على تقديم المسكنات، واستبدال ضمادات الجروح، وتقديم الحقن، والخدمات التمريضية الأخرى المرتبطة بمجال عمله.

ويقول: “ما أقوم به وغير من أصحاب الاختصاص الطبي عمل بسيط لكنه يساهم في تدعيم الحالة الإنسانية في صفوف السكان والنازحين، فالتكافل والتعاضد أساس مهم في تمتين الجبهة الداخلية، في ظل عدوان الاحتلال المتواصل، وتدميره للمستشفيات واغتياله للكثير من الطواقم الطبية، واستهدافه لطواقم الدفاع المدني والإسعاف”.

انهيار المنظومة الصحية

وبحسب المعطيات الصحية، فإن القطاع الصحي الفلسطيني في غزة قد انهار، وما بقي منه يخدم في حده الأقصى ما لا يزيد على 15% فقط من الجرحى والمصابين في العدوان، وهو غير قادر على خدمة من يعانون أمراضًا مزمنة، وعاجز عن معالجة الأمراض الوبائية التي سببها الاكتظاظ في مراكز الإيواء، وتدمير نظام الصرف الصحي.

وحسب منظمة أطباء بلا حدود، يعاني نحو 350 ألف شخص في غزة من أمراض مزمنة، كارتفاع ضغط الدم الشرياني، والسكري، والربو والصرع، فضلاً عن مرضى السرطان والكلى.

والغالبية العظمى من هؤلاء المرضى لا يجدون أدويتهم الأساسية، ولا يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، الأمر الذي فاقم من حالتهم الصحية، ما يضيف مستقبلًا أعباء جديدة على المنظومة الصحية المنهكة أصلًا، بسبب الحصار الطويل لقطاع غزة.

كما أن نزوح المواطنين من مكان إلى آخر، وعدم توفر الغذاء والماء الكافيين، وتردي الظروف البيئية نتيجة العدوان والدمار، كلها عوامل ستزيد من تعقيدات الوضع الإنساني الكارثي، ما سينعكس سلبًا على فئات جديدة من المواطنين.

-المركز الفلسطيني للإعلام

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المنظومة الصحیة قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

تفاصيل وقرارات اجتماع هيئة الرعاية الصحية رقم 81

أعلن مجلس إدارة هيئة الرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس الإدارة والمشرف على مشروع التأمين الصحي الشامل، عن الموافقة إنشاء أول مركز متخصص في علوم الطب الاتصالي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الصحية في مصر، وذلك بهدف تعزيز دقة التشخيص وتطوير خدمات الطب الافتراضي

جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري رقم (81) لمجلس إدارة الهيئة، والذي ناقش عددًا من الموضوعات الهامة المتعلقة بتطوير الخدمات الصحية وتعزيز الأداء التشغيلي للهيئة، وتم خلاله اتحاذ مجموعة من القرارات الاستراتيجية التي تعكس التزام الهيئة برؤيتها المستقبلية.

محافظ أسيوط يفتتح مركز الرعاية الصحية الأولية "خامس" بعد صيانتها ورفع كفاءتهاالأولى من نوعها عالميًا.. الرعاية الصحية: علاج حالة معقدة بمجمع الشفاء ببورسعيدالصحة العالمية: 36 هجوما على منشآت الرعاية الصحية في سوريا خلال 3 أسابيعمدبولي: مستشفى "500500" إضافة قوية لمنظومة الرعاية الصحيةالرعاية الصحية: قدمنا 22 مليون خدمة طبية وعلاجية بمحافظات إقليم الصعيدمحافظ الشرقية يكلف بتقديم الرعاية الصحية لمصابي حادث تصادم تريلا مع أتوبيس«الرعاية الصحية» تبحث الاستفادة من «البيطريين» بمجال الخدمات الفندقيةالرعاية الصحية: تحديث استراتيجية الهيئة خطوة أساسية لمواكبة التحولات المتسارعةرئيس هيئة الرعاية الصحية ونقيب الأطباء البيطريين يبحثان سبل التعاون المشتركالهيئة العامة للرعاية الصحية بالأقصر تقدم 3.392 مليون خدمة طبية بالمستشفيات

كما وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية من حيث المبدأ على إنشاء مركز تدريب وتطوير مهني مستمر لتأهيل الكوادر خاص بالهيئة، وذاك بما يضمن رفع كفاءة الكوادر وتأهيلها وفق أعلى المعايير العالمية.

فيما وافق مجلس إدارة الهيئة على تقديم حزمة خدمات طبية مجانيّة للحجاج المصريين من منتفعي منظومة التأمين الشامل، أهمها الاستشارات الطبية عن بُعد (Teleconsultation) عبر تطبيق (البالطو) والمتابعة الطبية المجانية عبر الكول سنتر حتى العودة من الأراضي المقدسة.

وخلال الاجتماع، توافق مجلس إدارة الهيئة على تغيير المسمى والبرنامج الوظيفي لمستشفى (حوض الدرس) بمحافظة السويس إلى (دار صحة المرأة والطفل بالسويس)، موضحًا أن البرنامج الوظيفي للمستشفى يرتكز على تقديم حزم خدمات صحية متخصصة للمرأة والطفل وفق رؤية متكاملة تلبي احتياجاتهم.

واختتم الاجتماع باعتماد مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية الإصدار الثالث للائحة أسعار خدمات غير المنتفعين وشركات الوساطة والتأمين الطبي الخاص، واعتماد التقرير النهائي لأعمال لجنة استلام الأصول بمحافظات السويس والإسماعيلية تنفيذًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2679 لعام 2024.

هذا، وقد حضر اجتماع مجلس إدارة الهيئة رقم (81) السادة أعضاء مجلس الإدارة كلًا من، الدكتور إيهاب أبوعيش، نائب رئيس هيئة التأمين الصحي الشامل، الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب عام الأطباء، الدكتور سامي سعد، نقيب عام العلاج الطبيعي، الدكتور فريد محرم، خبير محاسبة تكاليف الصحة والمستشار الاقتصادي لهيئة الرعاية الصحية، الدكتور إبراهيم فخر، عضو المجتمع المدني من خبراء الرعاية الصحية، المستشار محمد فاروق موسى، نائب رئيس مجلس الدولة، وعبر تقنية الزووم كلًا من الدكتورة فاتن عبد العزيز، أستاذ متفرغ بهيئة الدواء المصرية وعضو لجنة إدارة النقابة العامة للصيادلة، الدكتورة كوثر محمود، نقيب عام التمريض وعضو مجلس الشيوخ، الدكتور وائل عبد العال، عضو مجلس إدارة الهيئة عن المجتمع المدني من خبراء إدارة الرعاية الصحية.

بينما حضر الاجتماع من هيئة الرعاية الصحية، كل من الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، والدكتور أحمد حماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة، والدكتور جمال رطبة، مستشار رئيس الهيئة للدراسات الاكتوارية ورئيس الإدارة المركزية لخدمات الدعم المؤسسي، واللواء شريف بلال، مساعد المدير التنفيذي للشئون الهندسية والمشروعات، الأستاذ محمد إبراهيم، مدير عام الإدارة العامة للإدارة القانونية، الدكتور شادي سامي فرحات، رئيس وحدة التطوير والابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى الأستاذة رشا شاكر، رئيس الأمانة الفنية لمجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي بالتدخل وحماية المرضى والطواقم الطبية في قطاع غزة
  • مصدر أمني: ضبط أجهزة تجسس بين خيام النازحين في غزة
  • تفاصيل وقرارات اجتماع هيئة الرعاية الصحية رقم 81
  • حلول مبتكرة تعزز كفاءة وجودة الرعاية الصحية
  • الأطباء: قانون المسؤولية الطبية يمس كل المنظومة الصحية .. ويحتاج تعديلات
  • دعوة أممية لتقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في غزة
  • بنك الاستثمار الأوروبي يقرض قطاع الرعاية الصحية في إيطاليا 35 مليون يورو
  • خيام النازحين في غزة .. ثلاجات قاتلة
  • إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة