حديقة «أم الإمارات».. استكشاف مستدام
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تتربع حديقة «أم الإمارات» في قلب العاصمة أبوظبي، لتكون الوجهة الخضراء الأكبر في المدينة، وهي مثالية لأفراد المجتمع، تقدم باقة من الفعاليات والأحداث المفعمة بالحيوية وفرص الاستكشاف والتعلم من خلال الأنشطة الترفيهية والتعليمية المبتكرة ضمن الهواء الطلق والتواصل مع الطبيعة.
قالت رشا قبلاوي، المتحدثة الرسمية باسم حديقة «أم الإمارات»، إن الحديقة تُعد وجهة مجتمعية رائدة تستقبل الزوار من مختلف الأعمار وتوفر لهم باقة من أحدث المرافق، وتقدم تجارب تعليمية وترفيهية مميزة، كما تستثمر في المساحات الخضراء والحفاظ على البيئة والتراث الطبيعي لدولة الإمارات.
وتمتد الحديقة التي تتوسط مدينة أبوظبي على مساحة 14.5هكتار، وخلال عملية التطوير التي شهدتها، قامت الحديقة ببرنامج مشاركة مجتمعية واسع النطاق انضمت إليه أكثر من 25 مجموعة مجتمعية مهمة وهيئة حكومية، إضافة إلى أكثر من 70 مدرسة.
وتضم حديقة «أم الإمارات» العديد من المرافق الترفيهية والعائلية مثل «بيت الظل»، و«حظيرة الحيوانات»، و«حديقة النباتات» و«حديقة الأطفال» و«المسرح المفتوح» و«حديقة المساء» وسواها.
وأشارت قبلاوي إلى أن حديقة «أم الإمارات» تحتضن مجموعة غنية من التنوع البيولوجي النباتي والحيواني بما فيها النخيل والأشجار المعمرة والنباتات الأصلية والهجينة.
أرقام قياسية
تستضيف الحديقة أكثر من 55 حدثاً سنوياً، وما يزيد على 800.000 زائر سنوياً، تتوفر على 9 مطاعم ومقاهٍ، وأكثر من 250 نوعاً من الأشجار والنباتات، يزورها أكثر من 30.000 طالب وطالبة سنوياً من 250 مدرسة، وسجلت رقمين قياسيين في موسوعة غينيس عن توقيع 1.467 شخصاً على لوحة كبيرة صممتها وزارة التسامح بالتعاون مع «طيران الاتحاد» في حديقة «أم الإمارات»، وتقديم 2.586 نوعاً من الحلويات ضمن فعاليات «عالم أبوظبي للمأكولات» كجزء من موسم فنون الطهي الذي أطلقته دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، حيث حقق الحدث رقماً قياسياً جديداً ضمن موسوعة «جينيس» كأكبر مجموعة متنوعة من الحلويات في العالم.
سوق الحديقة
تابعت قبلاوي: خلال موسم «سوق الحديقة» تستضيف حديقة «أم الإمارات» مجموعة متنوعة من أكثر من 300 فعالية، تشمل أحداثاً وأنشطة تفاعلية وتجارب فريدة، مما يوفر أجواءً نابضة بالحياة وديناميكية طوال الموسم، واستقطبت أكثر من 350 ألف زائر خلال فعالياتها ومهرجاناتها في موسم الحديقة 2023 و2024. وتجذب هذه الفعاليات حشوداً كبيرة بأنشطتها الترفيهية والأجواء الاحتفالية.
أبرز المعالم
تضم حديقة «أم الإمارات» باقة من المعالم والمرافق العائلية منها: «حديقة المساء»، حيث يمكن للزوار الاسترخاء على العشب الأخضر والاستمتاع بالهدوء أو قضاء الوقت في القراءة أو حتى العمل، «حديقة الأطفال»، مزودة بمناطق ألعاب حديثة وتفاعلية، «منطقة التبريد والمرح»، المتمثلة في الوادي، «المسرح المفتوح»، وهو عبارة عن مساحة خارجية كبيرة لاستضافة الفعاليات والعروض الفنية الكبرى، حيث يتسع لأكثر من 2000 شخص، «منطقة العشب الكبرى»، وتمتد على مساحة 18 ألف متر مربع، حيث تستضيف نشاطات مختلفة من كرة القدم إلى المناطق المفتوحة لممارسة رياضة اليوجا، والاسترخاء والاستمتاع بمكعبات التسلق وأدوات ممارسة التمارين الرياضية.
استدامة
من أهم المعالم أيضاً «بيت الظل» الذي يُعد أحد أبرز معالم الحديقة، ويضم أكثر من 40 من فصائل النباتات التي توجد في الغابات ذات المناخ الدافئ، ويقع هذا الهيكل، الذي يزيد طوله على 40 متراً، باتجاه الشرق ويمتد إلى الغرب للحد من اكتساب الحرارة في الصباح وفترة ما بعد الظهر، «بستان الحكمة»، ويُخلد إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجهوده في الحفاظ على البيئة، و«بيت الحكمة»، منطقة هادئة ومصممة بشكل رائع وتدعو الزوار للتأمل والتفكير في الأقوال المأثورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن حب الوطن، والبيئة، والتعليم وحماية التراث ودور المرأة في المجتمع، «حديقة النباتات»، وهي واحدة من أهم المرافق المتعددة التي تتميز بها الحديقة، حيث زُرعت أكثر من 200 من فصائل النباتات الإقليمية ذات الأهمية الثقافية والتاريخية، و«حظيرة الحيوانات»، وتضم 26 حيواناً بما فيها الماعز والخيول والأرانب والسلاحف والإبل والطيور.
200 شجرة
بهدف الحفاظ على أصالة وتاريخ وتراث حديقة «أم الإمارات»، أُنقذت أكثر من 200 شجرة عمرها أكثر من 20 عاماً، عبر اقتلاعها وإعادة زراعتها في أماكنها الأصلية، في مختلف أنحاء الحديقة، إضافة إلى زراعة أكثر من 150.000 فسيلة، و1.200 شجرة جديدة لتوفير المزيد من الظل في «حديقة النباتات»، و«بيت الظل».
وتستخدم الحديقة نظام ري صديق للبيئة من خلال تقنية المياه العادمة، حيث توفر أكثر من 40 % من حاجتها من مياه الري، كما تنتج السماد لتسميد النباتات والأشجار من خلال إعادة تدوير النفايات.
جوائز
نظراً لتميزها حازت حديقة «أم الإمارات» عدة جوائز، منها جائزة العلَم الأخضر، وهي المعيار الدولي والقياسي الأبرز للحدائق والمساحات الخضراء، باعتبارها واحدة من أفضل الحدائق التي استوفت معايير الجائزة في الإمارات، بما فيها الاستدامة والنظافة وصيانة المرافق والحفاظ على الطبيعة والتراث والتفاعل الاجتماعي والتسويق والإدارة، وجائزة الاستحقاق للتصميم من الجمعية الأميركية لمهندسي المناظر الطبيعية ASLA لعام 2015.
أقدم الحدائق
حديقة «أم الإمارات» من أقدم وأكبر الحدائق في أبوظبي، وكانت تُعرف في السابق بـ«حديقة المشرف»، وافتتحت أبوابها أول مرة عام 1982، وكانت مخصصة للنساء والأطفال.
وفي عام 2013، أغلقت أبوابها مؤقتاً لمدة 24 شهراً بهدف الشروع في عملية تحديث وتطوير شاملة تكلّلت خلالها بتصميم جديد.
وفي عام 2016، سميت حديقة «أم الإمارات» عرفاناً وتقديراً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حديقة أم الإمارات أبوظبي الإمارات الأنشطة الترفيهية السياحة الترفيهية أم الإمارات أکثر من
إقرأ أيضاً:
هجرة رؤوس الأموال من بريطانيا إلى الإمارات.. ملياردير يبيع قصره ويغادر
تشهد المملكة المتحدة موجة غير مسبوقة من هجرة أثريائها ورجال أعمالها نحو دولة الإمارات العربية المتحدة، وسط حالة من القلق المتزايد حيال السياسات الضريبية الجديدة التي تبنتها حكومة حزب العمال عقب فوزه بالانتخابات.
وتجلت هذه الظاهرة مؤخراً في قرار الملياردير النرويجي الشهير جون فريدريكسن، أحد أبرز أقطاب قطاع الشحن البحري، مغادرة بريطانيا نهائياً والاستقرار في الإمارات، في خطوة وصفها مراقبون بأنها "ناقوس خطر" للندن في ظل التآكل المتزايد في جاذبيتها الاستثمارية.
بيع قصر بـ336 مليون دولار
فريدريكسن، الذي صُنِّف ثامن أغنى شخص في بريطانيا بحسب "صنداي تايمز" بثروة تُقدّر بـ13.7 مليار جنيه إسترليني، عرض قصره الفخم في حي تشيلسي الراقي للبيع مقابل 250 مليون جنيه إسترليني (نحو 336 مليون دولار).
وكان فريدريكسن قد اشترى العقار في عام 2001 مقابل 40 مليون جنيه، لكن قراره المغادرة تزامن مع تصريحات لاذعة هاجم فيها حكومة لندن، قائلًا: "العالم الغربي في طريقه إلى الانهيار... وبريطانيا ذاهبة إلى الجحيم".
السبب الأبرز وراء قرار فريدريكسن، وفق ما أكده بنفسه، هو إلغاء الحكومة لنظام "non-dom"، الذي كان يتيح للأثرياء الأجانب تجنب دفع الضرائب على دخلهم الخارجي. وهو نظام لطالما اعتُبر من عوامل الجذب الضريبي للندن، قبل أن تلغيه وزيرة المالية رايتشل ريفز ضمن حملة تستهدف التهرب الضريبي.
ويُضاف إلى ذلك رفع الضرائب إلى مستويات قد تصل فعليا إلى 67% من الدخل، بعد احتساب الرسوم والمساهمات المختلفة، إلى جانب تشديد ضريبة الميراث، ما أطلق صافرة إنذار في أوساط رجال الأعمال والمستثمرين الذين بدأوا في البحث عن بدائل أكثر أماناً.
الإمارات.. ملاذ ضريبي واستثماري جذاب
في مقابل هذا الواقع، تبرز الإمارات العربية المتحدة كوجهة مفضلة لرؤوس الأموال العالمية، إذ توفر نظاماً ضريبياً مرناً يكاد يكون معدوماً على الدخل وأرباح الأسهم، ولا تفرض ضريبة على الميراث، فضلاً عن خيارات إقامة ذهبية لمدة 10 سنوات مقابل استثمار عقاري يبدأ من نحو 550 ألف دولار فقط.
وبحسب تقديرات مؤسسة Ibis للاستشارات الاقتصادية، يُتوقّع أن يُغادر نحو 16,500 مليونير بريطانيا خلال عام 2025 فقط، في ما يُعدّ أعلى رقم مسجّل لهجرة الأثرياء في تاريخ البلاد. وفي المقابل، نجحت الإمارات خلال عام 2024 وحده في استقطاب قرابة 4,500 مليونير، ومن المرجح أن يتضاعف العدد في السنوات المقبلة.
لا تقتصر جاذبية الإمارات على النظام الضريبي، بل تشمل كذلك بنية تحتية مالية حديثة، ومدناً اقتصادية عالمية مثل دبي وأبوظبي، ونظاماً تعليمياً وصحياً رفيع المستوى، ما يجعلها بيئة مثالية للعيش والاستثمار.
في المقابل، يشهد المشهد البريطاني حالة من الضبابية السياسية، لا سيما مع عودة حزب العمال للحكم، والذي يُعرف بميله لتوسيع تدخل الدولة والحد من الخصخصة. ويرى خبراء أن هذه السياسات تثير قلق الطبقات الثرية، التي بدأت تُحوّل أصولها ومشاريعها إلى دول أكثر استقراراً وانفتاحاً.
ورغم أن قصة فريدريكسن قد تبدو حالة فردية، فإنها في الواقع تُعبّر عن اتجاه عام يهدد البنية المالية البريطانية، ويعيد رسم خريطة النفوذ الاقتصادي في العالم. فمع كل ثري يغادر، تتآكل شبكة الضرائب والعوائد التي تعتمد عليها الدولة، وتتعمّق أزمة الثقة في الاقتصاد البريطاني.
وإذا لم تُراجع الحكومة البريطانية سياساتها الضريبية والاستثمارية خلال وقت قريب، فإن موجة هروب الأثرياء قد تتحول من ظاهرة مؤقتة إلى واقع دائم، يُضعف مركز لندن المالي لصالح عواصم بديلة في الخليج وآسيا.