قمة كامب ديفيد الثلاثية.. ما تأثيراتها؟ وكيف يراها خصوم واشنطن؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني إن القمة الثلاثية المنعقدة في منتجع كامب ديفيد بمثابة تدشين لتحالف دفاعي ونواة لناتو آسيوي جديد، يمكن أن تنضم له دول أخرى في مراحل مقبلة.
وأوضح أن هذا التحالف هو تحول نوعي في التوازنات الإستراتيجية بتلك المنطقة من شرقي آسيا، ويمكن في ظل التوترات والتشاحنات الحاصلة بين الصين والولايات المتحدة أن يؤدي إلى تصعيد جديد في تلك التوترات، ربما يؤدي إلى اندلاع مواجهة عالمية ثالثة.
وجاء حديث العناني خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/8/18) لتأكيد واشنطن أن القمة الأميركية اليابانية الكورية الجنوبية المنعقدة في منتجع كامب ديفيد ليست موجهة ضد أي دولة، وأن هدفها تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين.
من جانبها دعت بكين في تعليقها على القمة، التي تعتبر الأولى من نوعها ويعتقد أنها ذات صلة بسياسة الصين وكوريا الشمالية، إلى عدم تحويل منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى ساحة منافسة جيوسياسية.
رسائل القمةوتساءلت حلقة "ما وراء الخبر" عن الرسائل التي تريد قمة كامب ديفيد توجيهها، ومدى دقة حديث واشنطن عن أنها لا تستهدف دولة محددة، ومغزى الانزعاج الصيني من هذه القمة، ومدى نجاح الولايات المتحدة في تحييد الصين من حرب روسيا على أوكرانيا.
وفي حديثه لـ"ما وراء الخبر"، يرى العناني أنه رغم تأكيد واشنطن أن القمة ليست ضد أي دولة، فإن التحالف المرتقب سيستهدف احتواء الصين في ظل صعودها الاقتصادي والأمني، ثم ردع كوريا الشمالية وأنشطتها المهددة لليابان وكوريا الجنوبية.
وذهب كذلك إلى أنه تحالف ثلاثي ضد ما قد يظهر كتحالف مقابل يجمع الصين وروسيا وكوريا الشمالية، لافتا إلى أنه من الممكن أن تنضم دول أخرى لهذا التحالف كتايوان وماليزيا وربما أستراليا كذلك.
واعتبر العناني حديث بايدن عن استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي عرضًا غير جاد ومجرد خطاب سبقه إليه رؤساء سابقون، مشيرا إلى أن لقاء الرئيس السابق دونالد ترامب مع الزعيم الكوري لم يسفر عن شيء، حيث استمرت كوريا الشمالية فيما تقوم به.
حقبة جديدةبدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكينز الدكتور إدوارد جوزيف إن هذه القمة تاريخية وتدشن لحقبة جديدة، معتبرا قبول اليابان وكوريا الجنوبية بالانضمام لهذا التحالف، رغم خلافاتهما السابقة، يعكس ثقة واضحة في الولايات المتحدة.
وأضاف، في حديثه لما وراء الخبر، أن هذه القمة تعكس كذلك فقدان البلدين الثقة في الصين، وهذا الأمر سيحدد الخطوات التالية والالتزامات التي ستحكم هذا التحالف ضد أي عدوان من دول خارجية.
وفي هذا السياق، يرى جوزيف أن الجميع يخشى الخطر الصيني، الذي دفع تلك الدول للبحث عن هذا التحالف للعمل على إيقاف عدم مسؤولية بكين إزاء العديد من الملفات وخاصة دعمها لكوريا الجنوبية وإساءتها للأقليات الدينية في بلدها.
في المقابل، يرى رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية فيكتور غاو أن هذه القمة "خطوة خطيرة" أرسلت رسالة خاطئة للأطراف الأخرى، وأنها من شأنها أن تصعد التوترات الحاصلة، وجاءت في وقت كان الأولى بواشنطن أن تهتم فيه بتحدياتها الداخلية.
واعتبر، في حديثه لما وراء الخبر، أن هذا التوجه الأميركي يعني أن واشنطن تسعى لتحقيق أهدافها دون اكتراث لمصالح شعبها أو مصالح الشعوب الأخرى، مؤكدا أن بكين لن تواجه هذه القمة إلى بدعوة كل الأطراف للسعي إلى السلم بدل تشجيع الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما وراء الخبر هذا التحالف کامب دیفید هذه القمة
إقرأ أيضاً:
من كركوك إلى واشنطن.. وحدة الكرد تتشكّل خارج البرلمان
9 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: بين كل مفصل انتخابي وآخر، يعود الحديث عن وحدة الصف الكردي إلى الواجهة، ليس كترف سياسي، بل كضرورة وجودية. فالانقسام الذي نخر جسد التحالف الكردستاني خلال السنوات الأخيرة، أفرز تراجعات استراتيجية في بغداد، وأفقد الكرد كثيرًا من مكاسبهم التفاوضية والتشريعية.
لكنّ ما يجري اليوم في أربيل والسليمانية، يتجاوز حدود الانتخابات المقبلة، ليمتد إلى لعبة النفوذ في العراق، التي لا تنفصل عن تصاعد المواجهة الباردة بين واشنطن وطهران.
الصراع لم يعد حول عدد المقاعد أو تمثيل كركوك، بل حول هوية الإقليم في معادلة الشرق الأوسط: هل تبقى كردستان ورقة في يد إيران عبر جناحها القريب منها، أم تصير حليفًا غربيًا موحدًا يرفع الكفة الأمريكية؟
من هنا، لم تكن الاجتماعات الأخيرة بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني شأناً كردياً محضًا. بل جاءت وسط إشارات أمريكية مشجعة، وترحيب ضمني من قوى الإطار التنسيقي، التي تسعى بدورها لاستباق سيناريو الانسداد السياسي.
وكشفت مصادر كردية عن قرب إعلان “التحالف الكردستاني الموحد” لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، وذلك بعد سلسلة لقاءات وصفت بـ”الإيجابية” بين قادة الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين.
الطرفان أكدا، في تصريحات متزامنة، أن عودة التحالف هي رد فعل على التحديات الإقليمية، والقرارات المركزية التي اعتبروها مجحفة بحق الإقليم، أبرزها إيقاف تصدير النفط، وحل برلمان كردستان، وتوطين رواتب الموظفين.
عضو الحزب الديمقراطي، ريبين سلام، أشار إلى أن “المواطن الكردي بات يضغط باتجاه الوحدة”، مشيرًا إلى أن “التحالف الجديد لن يضم المعارضة في هذه المرحلة، بسبب مواقفها السلبية من حكومة الإقليم”.
من جهته، اعتبر القيادي في الاتحاد الوطني حسن آلي أن “تشتت القرار الكردي أضرّ بنا في كركوك وديالى ونينوى”، مشددًا على ضرورة الذهاب إلى بغداد بفريق موحّد.
وتقول أوساط سياسية إن واشنطن تضغط بهدوء لإحياء هذا التحالف، في محاولة لتحجيم النفوذ الإيراني، خصوصًا بعد أن لعب الاتحاد الوطني دورًا محورياً في إفشال “التحالف الثلاثي” المدعوم أمريكيًا خلال الدورة الماضية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts