يمانيون../
أدان المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي بأشد العبارات العدوان الثلاثي الصهيوني-الأمريكي-البريطاني على اليمن، الذي استهدف منشآت حيوية عدة، بما في ذلك مطار صنعاء، محطة الكهرباء في حزيز، محطة رأس كتيب الكهربائية، وميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة، مما أدى إلى سقوط ضحايا.

وأكدت القوى السياسية أن هذا العدوان يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة الذي يضمن سيادة الدول واستقلالها ويجرم المساس بها، ويعد استهدافاً سافراً للبنية التحتية اليمنية.

وأشار البيان إلى أن الهجوم على مطار صنعاء أثناء وجود ممثلين للأمم المتحدة يعكس استهتار العدو الصهيوني بالقوانين الدولية وتخبطه في مواجهة صمود الشعب اليمني. وأكد المؤتمر وحلفاؤه أن مثل هذه الاعتداءات لن تثني اليمن عن مواصلة دعمه للشعب الفلسطيني ومقاومته في وجه جرائم الاحتلال الصهيوني بحق أهل غزة.

ودعا المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه جميع أبناء الشعب اليمني إلى التكاتف وتعزيز التماسك الوطني، والوقوف خلف القيادة الوطنية في مواجهة العدوان والدفاع عن وحدة اليمن وسيادته واستقلاله.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

27 فبراير خلال 9 أعوام.. 120 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن

يمانيون../
أمعن العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يومَ السابع والعشرين من فبراير خلال الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، و2019م، و2021م، في ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية ضد الإنسانية، وقصف وتدمير المنازل والأسواق، والجامعات، والجوامع، والمزارع، والاحياء السكنية وسيارات تقل نازحين ومسعفين، بغارات المباشرة، وقصف مرتزقته المدفعي والصاروخي في محافظات، صعدة، وصنعاء، والحديدة، وعمران وتعز.

أسفرت عن 47 شهيداً، و73 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، ونفوق عدداً من المواشي، ونزوح عشرات الأسر من ماويها، وترويع أهالي الضحايا، ومضاعفة معاناتهم، ومشاهد قاسية لجثث ممزقة، ومتفحمة، وأضرار ودمار في الممتلكات ونفوس الناجين، وخروقات متصاعدة، لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، ومجازر وحشية، تمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والقوانين والمواثيق الدولية الحقوقية والإنسانية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

27 فبراير 2016..73 شهيداً وجريحاً في جريمة إبادة جماعية ومجزرة وحشية لغارات العدوان السعودي الأمريكي على سوق خلقة بنهم صنعاء:

في يوم السبت السابع والعشرين فبراير 2016م، تحول سوق خلقة بمديرية نهم محافظة صنعاء إلى مسرح لجريمة حرب وإبادة جماعية ومجزرة وحشية، تضاف إلى سجل جرائم العدوان بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، سوقاً شعبياً مزدحم بالمدنيين، أسفرت 32 شهيدًا و41 جريحًا، ودمار كبير في المحلات التجارية والسيارات والممتلكات، ومشاهد صادمة تهز الإنسانية.

قبل القصف: صباحٌ اعتادت عليه نهم

كان صباح السوق كأي يومٍ في “خلقة”، حيث تدب الحياة بين محلاته وفتحاته وبسطات البضائع الشعبية منذ الفجر، كانت السوق تعج بالحياة، أصوات الباعة والمشترين تتعالى، الأطفال يحاولون لفت انتباه أباءهم جوار بسطات الألعاب والحلويات، والكل يتفاوضون على أسعار الخضروات والفواكه، والقات، وسيارة تقل عائلة بنسائها واطفالها جوار السوق تنوي النزوح إلى صنعاء، وسيارة أخرى بجورها حاولت مسعدتها بعد ان انطفئت بطاريتها ، فيما بائعون يصرخون بأسعار الخضار، والملابس ، واللحوم وأكياس الدقيق والقمح، وهنا طفل انهمك في اللعب بين الأكياس المملوءة بالذرة البلدي، وأب يتفقد يمين ويسار لمن يوفي له ألف ريال لدفع قيمة أسطوانة الغاز، وقطمه الأرز، لم يخطر ببال أحد أن دويّ الطائرات القادمة سيطمس هذه الأصوات، ليحل محلها صراخٌ لا ينتهي.

الجحيم يتجسد:

في لحظات سمع من في المحلات وفوق البسطات حنين صوت طيران العدوان المحلق في السماء، فخرجوا على افور هاربين، ولكن من بقي فوق السيارة وعلى بسطته أو تأخر في الهرب، كان صيد ثمين للغارة الأولى التي وقعت عليهم مباشرة، وحين هرع الناجون لإنقاذ واسعاف الجرحى، وانتشال جثث الشهداء، عاود الطيران الوحشي، بغارات أخرى استدفت تجمعاتهم، تحوِّل السوق إلى كرة نار، رائحة البارود تختلط بدماء الضحايا، أشلاء بشرية تتطاير بين الدكاكين، وأجسادٌ تتحول إلى جمرٍ تحت الأنقاض، صرخات الرعب والألم تعالت، وأصوات الاستغاثة اختلطت بأصوات الغارات، تناثرت الأشلاء وتفحمت الجثث، والدماء غطت أرض السوق.

بعد توقف الغارات، بدأت تتكشف فظاعة المشهد، جثث متفحمة وأشلاء متناثرة في كل مكان، تناقل الخبر وعرف الأهالي، وهرع الأطفال من القرى المجاورة لتفقد ابائهم، وما أن وصلوا المكان ليبحثوا عن جثث ذويهم، نساء يصرخن في حالة هستيرية، وهن في منازلهن، لا يعرفن مصير معيليهن وابائهن وازواجهن، وابنائهن، ورجال يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، السوق تحول إلى كومة من الركام، والمحال التجارية دمرت بالكامل.

ما بعد الجريمة: مشاهد لا تُحتمل

بينما كان رجالٌ يحاولون انتشال جثثٍ لم يتبق منها سوى أطراف، “لا أعرف من أنقذ ومن أدفن”، يقول أحد المتطوعين، بينما دموعه تبلل قميصه الملطخ بالدماء: “هذا رأس لا نعرف جثته، وهذه بعض من الأطراف لا نعرف لمن تعود، اعطوني قلم كبير وبياض، وبدأ يكتب أسماء المعروفين، ويقيد الجثث المجهولة، والأشلاء، باسم مجهور، ويبدأ الناجون إسعاف الجرحى، إلى المستشفيات، وتنتقل المأساة إلى منازل وقرى المتسوقين، وتشهد نهم حالة حزن وخوف غير مسبوقة، وتجبر العديد من الأسر على ترك منازلها، وخسر التجار محلاتهم.

و41 جريحاً ينزفون على أبواب المستشفيات المكتظة، الجثث المُشوَّهة تنتظر التعريف، والأهالي يتنقلون بين المساجد والمستشفيات بوجوهٍ شاحبة، “ابني كان يبيع القات.. الآن أحمل ما تبقى من جسده في كيس بلاستيك”، تقول أم ياسر وهي تنهار على الأرض.

بكاء الأطفال كان الأكثر إيلامًا، عيونهم الصغيرة مليئة بالخوف والحزن، فقدوا آباءهم وأمهاتهم وأشقاءهم، وأصبحوا أيتامًا في لحظة. النساء فقدن أزواجهن وأبناءهن، وأصبحن أرامل وثكالى.

في أطراف القرية، تسع مجالس العزاء. نساءٌ ينشجنَ مراثي الحزن، ورجالٌ يصارعون الغضب: “أين القانون الدولي؟ أين ضمير العالم؟”. المشهد الأكثر قسوة كان تشييع الشهداء؛ نعوشٌ بسيطة تحملها أيادٍ مرتعشة، وأصوات التكبير تعلو بين الحين والآخر، كأنها صرخةٌ في وجه صمت العالم.

مواكب التشييع كانت مهيبة ومؤلمة، الأهالي يحملون جثث ذويهم المتفحمة والممزقة، ويدفنونهم في مقابر جماعية، مشهد الجثث المتفحمة والأشلاء المتناثرة كان صادمًا ومروعًا.

مجالس العزاء امتلأت بالحزن والألم، الأهالي يعزون بعضهم البعض، ويتبادلون الذكريات عن الشهداء. الرعب والخوف يخيمان على المنطقة، والأهالي يخشون من تكرار المأساة.

لم يكن الشهداء والجرحى، مجرد أرقاماً، بل كانوا قصصاً عن جرائم حرب انتهت بوحشية، “خالد” البالغ 12 عاماً فقد أطراف قدميه، و”عباد ” أصبح عاجزة عن الكلام بعد أن تمركزت الشظية في جمجمته، واصابته بشلل النطق، أما الناجون، فيعيشون كوابيس متكررة: “كل صوت طائرة يُعيدني إلى الجحيم”، يقول شابٌ أصيب باضطراب نفسي حاد.

من الناحية القانونية، استهداف الأسواق بات هدفاً دسماً لإبادة الشعب اليمني، ويصنف جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي، إذ استهدفت منطقة مدنية بعيدة عن أي مواقع عسكرية، إلا أن العدوان لم يُحاسب، بل واصل إنكار تورطه، بينما تقف المنظمات الدولية عاجزة عن تنفيذ قراراتها، سياسياً، تحوَّلت “نهم” إلى رمزٍ جديدة للمناطق المنكوبة، التي طبق العدو ضدها سياسة الأرض المحروقة، وبات عمق الجراح يثير الكثير من التساؤلات عمن يقف خلف الستار لمنع وقف العدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني.

يقول أحد شهود العيان: “الطيران ضرب سيارة النازحين التي كانت على الطريق في السوق وجت الغارات الثانية استهدفت المحلات والبقالات وسوق القات ، واستمر الضرب على المسعفين ، حتى أصحاب السكريم ، بقيت الجثث في كل مكان، الأشلاء ، لم نعرف لمن تعود، أمام هذا المحل استشهد 6 مواطنين منهن واحد قطعت جثته نصفين، وهذا مخ حق الطفل ، وهذه يده مقطوعة ، حتى المواشي التي كانت في السوق نفقت والسيارات تدمرت كل ما كان هنا تحول إلى رماد، هذه عظام من جثث تفحمت بالكامل ها هي رماد والعظام الصلبة في يدي مكسرة بلونها الأسود “.

سوق خَلقَة.. وصمة عار في جبين الإنسانية: بعد ثماني سنوات، ما زال الأهالي يروون تفاصيل ذلك اليوم بذات الرعب، دماء الضحايا جفت، لكن الجرح لم يُندمل، هنا، حيث تناثرت أشلاء الأبرياء، يُذكّرنا السؤال: كم من “سوق خَلقَة” أخرى تحتاج البشرية كي تستيقظ من صمتها؟

جرمية سوق خلقة تكررت في ذات المكان لأكثر من 4 مرات منذ بدأ العدوان علىاليمن، وهذه المأساة تذكرنا بضرورة إنهاء العدوان، ووقف معاناة المدنيين، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يعمل على تحقيق السلام في اليمن.

27 فبراير 2016.. جرحى وتدمير المنازل والممتلكات بغارات سعودية أمريكية على حي سكني بالعاصمة صنعاء:

وفي اليوم والعام ذاته، كان الحي السكني في الحي السياسي بمديرية الوحدة أمانة العاصمة، على قائمة الأهداف العسكرية لطيران العدوان السعودي الأمريكي، الذي أضاف بغارته الوحشية، على المنازل المكتظة بالسكان والممتلكات وجامعة اليمن والمنازل المجاورة لها، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، ما أسفر عن عدداً من الجرحى بينهم أطفال ونساء، وتشريد عشرات الأسر من ماويها، وتروعي الأهالي، ومضاعفة المعاناة.

كانت لحظات الرعب الأولى هي الأكثر قسوة. الأهالي يهرعون إلى الشوارع، يحملون أطفالهم الرضع، ويبحثون عن مكان آمن للاحتماء به، النساء يصرخن، والأطفال يبكون، والرجال يحاولون تهدئة الوضع، ولكن الخوف كان يخيم على الجميع، الغارات الجوية كانت تستهدف المنازل السكنية بشكل مباشر، مما أدى إلى تدميرها بالكامل أو بشكل جزئي، جامعة اليمن، التي كانت صرحًا للعلم والمعرفة، تحولت إلى ساحة حرب من طرف واحد، وتضررت مبانيها بشكل كبير.

بعد توقف الغارات، بدأت تتكشف فظاعة المشهد، المنازل المدمرة، والشوارع المليئة بالركام، والسيارات المكسرة فريماتها ، كانت كلها شواهد على حجم الدمار، فيما فرق الإنقاذ والمتطوعون هرعوا إلى مكان الجريمة ، وبدأوا في البحث عن ناجين تحت الأنقاض، الجرحى ينقلون إلى المستشفيات، وبعضهم في حالة حرجة، الأهالي يبحثون عن ذويهم المفقودين، والبعض منهم يبكي بحرقة على فقدان أحبائه.

يقول أحد الناجين في منزله المتضرر: “كنا نائمين في أمان الله، استهدفننا طيران العدوان، وتدمر المنزل وها هو أمامكم كل شي تدمر الأثاث النوافذ والبيبان ، غرف النوم، نحن اليوم نازحين ، تركنا منزلنا ، كان راقد هنا الوالدة وبنتي ، جرحن وهن في المستشفى ، هذه الدماء من طفلة بريئة ، ما ذنبنا يستهدفونا في منازلنا”.

شهادات الناجين يقول أحد المتضررين: “لم أكن أتخيل أن منزلي سيتحول إلى ركام في لحظات. لقد فقدت كل شيء، ورأيت جيراني وهم يخرجون من منازلهم المستهدفة، بعضهم مصاب بجروح خطيرة.”

بدورة يقول أحد الطلاب: “جامعة اليمن كانت مكانًا آمنًا بالنسبة لنا، ولكنها اليوم أصبحت هدفًا للغارات الجوية، أين ندرس، هل من حق أبناء اليمن أن يتعلموا مثل بقية الشعوب، ما علاقة الجامعة بالجانب العسكرية.”

تداعيات الجريمة تسببت بكارثة إنسانية كبيرة، حين تضرر العديد من المدنيين، وفقدوا منازلهم وممتلكاتهم، ما زاد الوضع الإنساني سوءًا يومًا بعد يوم، وهذا يطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان ورفع الحصار، وتقديم التعويضات للمدنيين، وإعادة اعمار اليمن، ومحاسبة مجرمي الحرب.

27 فبراير 2017.. جرح أمرة بقصف العدوان السعودي الأمريكي على منازل وممتلكات المواطنين بصعدة:

في مشهد مأساوي يعكس واقع العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، أصيبت امرأة بجروح خطيرة جراء قصف جيش العدو ومرتزقته على منطقتي آل الشيخ وآل عمر بمديرية منبه الحدودية، بمحافظة صعدة، في جريمة حرب جديدة يوم السابع والعشرين من فبراير 2017م.

المرأة التي جرحت بحروق بليغة جراء القصف، لم تكن مجرد رقم في سجلات الضحايا، بل كانت أماً، أختاً، ابنة، وجزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع اليمني الذي مزقه العدوان.

تقول الجريحة من على سري المستشفى وهي تعاني من حروق واسعة في وجهها وصدرها واطرافها: “ضبرنا العدوان ونحن في بيوتنا، ما فعلنا بهم ولا شيء، اليهود، سلمان الله يلعنه”.

والدة المرأة الجريحة من جوراها تقول : “طيران العدوان ضربنا في منزلنا بمنبه صعدة، ووقع مجاريح ، ودمر المنازل ، ولنا 3 أيام تحت القصف بالصواريخ والطائرات”.

تركت الجريمة جروح خطيرة، وتداعيات وأثار إنسانية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها اليمنيون، من نقص في الخدمات الصحية وتدهور الأوضاع الإنسانية، وأمام ذلك، فإن مصير هذه المرأة وغيرها من الضحايا يظل مجهولاً، على أروقة المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والمنظمات والهيئات الحقوقية، وتكون ضمن سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها العدوان بق الشعب اليمني، حيث يعاني المدنيون من ويلات القصف والحصار والتجويع، وتظل صعدة واحدة من أكثر المحافظات اليمنية تضرراً، وتشهد قصفاً واستهدافاً للمدنيين بشكل مستمر.

27 فبراير 2018..24 شهيداً وجريحاً بينهم أطفال ونساء بغارات العدوان السعودي الأمريكي استهدفت إحدى الأسر النازحة ومسعفيهم بسحار صعدة:

في لحظة كانوا يعتقدون فيها أنهم وجدوا ملاذًا آمنًا بعيدًا عن صفارات الإنذار ودوي الانفجارات، تحول حلم “العائلة النازحة” في منطقة حفصين بمديرية سحار إلى كابوس مُرعب، فقبل غروب شمس 27 فبراير 2018م، حلّت طائرات العدوان السعودي الأمريكي ” فوق السماء، لتنهي أحلام خمسة أرواح بريئة، وتجرح 19 آخرين بينهم نساء وأطفال، في مجزرة لم تُفرّق بين نازحين مُنهكين من أهوال الحرب، وبين مسعفين حاولوا إنقاذ ما تبقى من الحياة تحت الركام.

كانت العائلة، التي فرت من قريتها المدمرة قبل أشهر، تحتمي في مأوى مؤقت من الأحجار الطينية والخشب، تحاول أن تُمسك بخيوط أمل واهية، لكن أصوات المحركات الحربية عادت لتُذكّرهم بأن الحرب تطارد حتى من يلوذ بالصمت.

لم تكتفِ الطائرات باستهداف المأوى، بل قصفت أيضًا سيارات الإسعاف التي هرعت لانتشال الجرحى من تحت الأنقاض، في مشهد يجسّد فظاعة الحرب التي لا تحترم قانونًا إنسانيًا ولا رمزًا لأمل، “كنا ننقل طفلة لم تتجاوز السابعة عندما سمعنا دوي الانفجار.. تحولت السيارة إلى كتلة نار”، يروي أحد المسعفين بصوت مرتجف، بينما لا تزال آثار الحروق على يديه شاهدة على تلك اللحظة.

يقول أحد المسعفين من جوار جثة متفحمه بقي منها أصبع عليه خاتم: هذه جثة مرأة وهذا خاتمها على الأصبع “، أحد المسعفين حولته الغارات التالية إلى جريح ينزف الدماء ، يصعد السيارة بالكاد طلب النجدة ، فيما سائقها تحت الدمار ، ولم يوجد من يقودها ويسعف الجرحى”.

أحد المسعفين يتسأل عن مصير المصور فيرد عليه جريح آخر: أنا الطيران جرحني وجسمي لم يعد يتحمل النهوض الدماء من كل اضلاعي، فيرفع البندقة ويرمي بطلقة في الهواء، كإشارة لطلب النجدة، متبعاً بصوت ضعيف تعال…، ويهرع الناجون بينهم أحد الإعلاميين يسأل زميلة المايك معك، فيرد عليه نعم في جيبي، ظربنا الطيران، فيعود الطيران ويضرب بغار رابعة على مقربة من المسعفين.

الجثث والأشلاء موزعة فس جهات عدة، والمزرعة التي كان يقع المنزل بجورها تحولت إلى ساحة حرب من طرف واحد، والمنقذون يبحثون عن الأشلاء ويجمعونها فوق سيارة، والجرحة يستغيثون بمن يسعفهم، المشهد صادم للغاية.

اليوم، تحوّل موقع الجريمة إلى شاهد صامت على مأساة تتكرر مشهدها في اليمن منذ سنوات، أطفال فقدوا براءتهم، ونساء تحولن إلى عائلات لأيتام، ورجال يحملون جراحًا جسدية ونفسية لا تُندمل، أما العالم، فما زال ينظر من بعيد، بينما تُكتب فصول هذا العدوان بأحرف من دماء الأبرياء.

27 فبراير 2018..3 شهداء امرأة وطفليها وجريحان بغارات سعودية أمريكية على منزل المواطن وليد القهيلي بنهم صنعاء:

في فاجعة هزت قلوب اليمنيين، وجريمة حرب جديدة، يوم السابع والعشرين من فبراير 2018م، استهدفت غارات العدوان السعودية والامريكي منزل وليد القهيلي في منطقة قطبين بمديرية نهم في محافظة صنعاء، أسفرت عن 3 شهداء امرأة وطفليها وجريحان، وتدمير المنزل على رؤوسهم، وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وترويع الأهالي، وتشريد عشرات الأسر، ومضاعفة معاناتها.

هذا الاستهداف الذي سبقة رصد وتتبع ووضع احداثيات، جريمة حرب مكتملة الأركان، و مأساة إنسانية تشيب لها الرؤوس، ففي لحظات معدودة، تحول منزل وليد القهيلي إلى ركام، وارتقت أرواح بريئة إلى السماء، ثلاثة شهداء، امرأة وطفليها، كانوا الضحايا الأبرياء لهذه الجريمة المقصودة.

المرأة، التي كانت أماً حنوناً، وزوجة وفية، وابنة بارة، لم تكن تتوقع أن تكون نهايتها بهذه الطريقة المأساوية، أما طفلاها، اللذان كانا يملآن المنزل بالضحكات واللعب، فقد غيبهما الموت في لحظة قاسية، وفتك بكل القيم والمبادئ الإنسانية، فيما الجريحان بقيت جراحهم شاهد على عبثية الحرب وويلاتها.

منزل وليد القهيلي، الذي كان يوماً رمزاً للأمان والاستقرار، تحول إلى كومة من الركام، ليشهد على بشاعة الحرب وحشيتها، الجدران المهدمة، والأثاث المتناثر، والألعاب الممزقة، كلها شواهد صامتة على الفاجعة التي حلت بهذه العائلة.

الكتب والدفاتر كانت بين الأحجار وبقياء الملابس

رب الأسرة بثبات إيماني وصموداً يماني يقول من فوق دمر منزله: “طيران العدوان استهدف منزلي، واستشهدت زوجتي 2 من أطفالي، لا تتجازر أعمارهم سوى العامين والخمسة الأعوام، وهذا عدوان صهيوني أمريكي بوجوه عربية خليجية، وهذا لن يزيدنا غير قوة وثبات، ولن يرونا إلا حيث يكرهون، ويرفع أشلاء طفلة بيده متابعاً هذه الأشلاء بركان، وكل طفل يمني يستهدفونه، سيكون بركان في نحورهم، وهذه جثة زوجتي، وهذه أشلاء الطفل الأخر “.

أحد الأهالي وهو يرفع فستنا طفلة وكره كان يلعب بها الطفل الشهيد، ودفاتر عليها حروف كتبت بيد طفل صغير:” هذا منزل المواطن وليد القهيلي ، دمره العدوان وهذا أحد أطفاله أشلاء، عبدالله ، أين منظمة حقوق الإنسان “.

27 فبراير 2018..5 شهداء في جريمة حرب لغارات سعودية إماراتية أمريكية استهدفت مواطنين بالحديدة:

في اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي جريمة إبادة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغارته الجوية المباشرة، المدنيين في منطقة الفازة بمديرية التحيتا محافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 5 مواطنين، وتضرر المنازل والممتلكات، وترويع الأهالي، ومضاعفة المعاناة، وخرق كبير لاتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة.

الشهداء، الذين كانوا يمارسون حياتهم اليومية، لم يكونوا يتوقعون أن يتحولوا في لحظة إلى أرقام في سجلات ضحايا العدوان، الغارة الجوية التي استهدفتهم لم تفرق بين صغير وكبير، بين رجل وامرأة، بين مقاتل ومدني.

يقول كبير الأسرة وهو يفتش الطرابيل من فوق جثث أبنائه واحفاده: “هذا ابني حفظ الله وهذا ابن ابني علي، وهذا عبد الله يحيى هذه إشلائهم، وهذا حفيدي علاء وهذا رجال كان راكب معهم، استهدفهم الطيران الساعة تسعة الليل وهم في الطريق، أين هي حقوق الإنسان، هؤلاء مدنيين، لا ذنب لهم ولا علاقة لهم بأحد، سمعنا عن اتفاقية وقف إطلاق النار، وما شفنا لها أثر في الواقع”.

منطقة الفازة، التي كانت يوماً مكاناً آمناً، تحولت إلى ساحة حرب من طرف واحد، حيث تتناثر الأشلاء وتتعالى صرخات الثكالى، المنازل التي كانت تملؤها الحياة والضحكات، تحولت إلى أنقاض، والشوارع التي كانت تعج بالمارة، أصبحت خالية إلا من آثار الدمار.

هذا الجريمة المأساوية ليست مجرد خبر عابر في نشرات الأخبار، ولا خرقاً اضافياً إلى خروقات العدوان، بل هي صرخة مدوية تروي فصولاً من المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون يومياً، المدنيون في اليمن يدفعون ثمناً باهظاً لهذا العدوان والحصار المفروض عليهم منذ 9أعوام.

الحديدة، التي تعد من أكثر المحافظات اليمنية تضرراً من العدوان والحصار، تشهد بشكل مستمر قصفاً واستهدافاً للمدنيين، وخروقات متتالية، والوضع الإنساني فيها يتدهور يوماً بعد يوم، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.

27 فبراير 2019..6 شهداء وجرحى بغارة سعودية أمريكية على سيارة مواطن في الطريق العام بقفلة عذر بعمران:

في اليوم ذاته من العام 2019م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغارته الوحشية المباشرة، سيارة مدنية في منطقة الظهار بمديرية قفلة عذر في محافظة عمران، أسفرت عن شهيدان و4 جرحى، وتحويل السيارة إلى كومة خردة متفحمة، ومقطعة، ومشاهد رعب صادمة.

لم تكن هذه الغارة مجرد خبر عابر في نشرات الأخبار، بل كانت مأساة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ففي لحظات معدودة، تحولت السيارة التي كانت تقل مدنيين أبرياء إلى كتلة من اللهب والحديد المحطم.

جمعت أشلاء الشهيدين المتفحمة جثثهم في طربال بلاستيكي، واغترف رفاتهم رماداً، في مشهد يعكس وحشية العدوان وغاراته التي لا ترحم، فهنا جثة متفحمة حاول صاحبها الاحتماء من الغارة تحت السيارة لكن النيران لن ترحمه وامتدت لتحرق جسده وتحوله إلى عود أسود وكتلة تقلب يمين ويسار، كالجذع النخلي الخاوي.

يقول أحد الجرحى من فوق سرير المشفى الدماء مضرجة على وجهه وصدرة وطرافه: “ضربنا الطيران ونحن في الطريق العام أمنين بأمان الله، ضربنا ظلم وعدوان، الله ينتقمهم من السماء”.

الضحايا، الذين كانوا يسلكون طريقاً عاماً، لم يكونوا يتوقعون أن يكونوا هدفاً لغارة جوية، اثنان منهم استشهدا على الفور، وأربعة آخرون أصيبوا بجروح خطيرة، ليضيفوا فصلاً آخر من المعاناة إلى هذا العدوان الغاشم.

منطقة الظهار، التي كانت يوماً مكاناً آمناً، تحولت إلى ساحة حرب، حيث تتناثر الأشلاء وتتعالى صرخات الثكالى، الطريق العام الذي كان يوماً يعج بالمارة، أصبح خالياً إلا من آثار الدمار.

هذه الجريمة المأساوية ليست الأول من نوعها في اليمن، ولن تكون الأخير ما دام العدوان مستمر، المدنيون، وخاصة النساء والأطفال، هم الضحايا الأبرز لهذا العدوان، الذي لا يفرق بين مقاتل ومدني، ولا بين هدف عسكري وسيارة مدنية، إنها قصة إنسانية تدمي القلوب، وتدعو إلى التساؤل عن جدوى هذه العدوان والحصار الذي جلب الموت والدمار والخراب

27 فبراير 2021.. جرح 4 مدنيين بقصف مدفعي لمرتزقة العدوان على أحد الأحياء السكنية بتعز:

تحت القصف.. أحياء سكنية تتحول إلى ساحات انتقام في تعز

لم تكن شمس 27 فبراير 2021م، مختلفة عن سابقاتها في مدينة تعز، المحاصرة بجحيم العدوان ومرتزقته من جهات عدة، منذ سنوات. فمع ساعات الصباح الأولى، انهمرت قذائف مدفعية من قِبل مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي على حي سكني في مديرية صالة، لتُحول منازل آمنة إلى ركام، وتُخلف 4 مدنيين جرحى بينهم أطفال ونساء، في استهداف يُضيف فصلًا جديدًا إلى سجل جرائم الحرب المتواصلة ضد المدنيين.

كانت الأحياء السكنية في صالة تُشبه شريطًا من الذكريات الممزوجة بالخوف، بيوتٌ بُنيت بحجارتها قصص العائلات، تحولت فجأة إلى هدف لـ “مدافع العدوان” التي لا تعترف بحدود الإنسانية، “كنا نعد الإفطار حين سمعنا دوي الانفجار.. تحطمت النوافذ، وامتلأ الغبار بالصراخ”، تحكي أم محمد، وهي تمسك بيد حفيدتها الصغيرة التي أصيبت بشظايا زجاج اخترقت جسدها النحيل، لم تكن الطفلة الوحيدة التي دفعَت ثمن العيش في مدينة ترفض الحرب أن تنسى وجودها.

سائق باص ربع يقول من جوار باصه الذي استهدف زخات الاعيرة النارية، وتخزقت محتوياته واطاراته وتحطمت زجاجاته: “انا مواطن طالب الله وكذا يومياً ماشي بأمان الله، لو انا عارف أن في قصف ما خرجت اشتغل، لكن ماشي بأمان الله، أطلب الله بمديرية صالة، هنا رائح جاي جولة الحوبان جولة القصر، الحوبان، الجملة”.

جريح من على سرير المشفى يقول: “وانا خارج من العمارة جئتنا قذيفة من جهة مرتزقة العدوان، واصبت بشظايا، حسبنا الله ونعم الوكيل، ما عاد في قيمة للإنسان، استهداف احياء سكنية، دون أي ذريعة او ذنب، أين هي الأمم المتحدة، أوقفوا العدوان والحصار على شبعنا اليمني”.

لم يكن القصف مجرد حدث عابر، بل حلقة في مسلسل من التدمير الممنهج الذي يُحاصر المدنيين، فمنذ سنوات، تتحول الشوارع إلى مصائد، والمدارس إلى ثكنات، والأسر إلى أرقام في تقارير إنسانية لا تجد من يقرأها، كما هي هذه القصة التي اصيغ عباراتها، “كيف نطلب من الأطفال أن يتخلوا عن الخوف وهم يرون الموت يُطارَدهم حتى في غرف نومهم؟”، يتساءل أحد سكان الحي، بينما يحاول إنقاذ ما تبقى من أغراضه تحت أنقاض منزله المُدمر.

المأساة لا تكمن فقط في الجرحى أو المنازل المُتضررة، بل في استمرار الحرب التي تُجبر الأهالي على العيش تحت وطأة “انتظار القذيفة التالية”، فالمدافع لا تُميز بين مقاتل وطفل يلعب، ولا بين جدار حجري وقلب أمٍّ تنتظر عودة ابنها من المدرسة، حتى سيارة الإسعاف التي هرعت لنقل الجرحى تعرّضت لإطلاق نار، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية.

اليوم، تعز ليست مجرد مدينة، بل رمزٌ لصمود يُكتَب بدماء الأبرياء، أطفالها يحملون جراحًا لا تُرى، ونساؤها يُدفَن أحلامهن تحت الركام، وشيوخها يُذكّرون العالم بجرائم صمتْه، فبينما تُدين المنظمات الحقوقية “العدوان” وتُسميه جرائم حرب، تظل الأحياء السكنية في اليمن ساحة مفتوحة للانتقام، وشاهدًا على عالمٍ يموت ضميره كلما ارتفع صوت القذيفة.

120 بين شهيد وجريح في مثل هذا اليوم خلال 9 أعوام، صورة شاهدة على جرائم العدوان التي تم توثيقها، بشكل كامل، فيما تظل الكثير من الجرائم فاقدة للتوثيق، لكنها لن تسقط بتقادم الأيام والاعوام، وسيأتي اليوم الذي ينهض اليمن من وضعه الحالي، ويأخذ بالقصاص، ويحاسب مجرمي الحرب على كل ما ارتكبوه من جرائم الحرب بحق الشعب اليمني، وهذه وثيقة ترفع إلى طاولات محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية للقيام بمسؤولياتها الإنسانية والقانونية.

مقالات مشابهة

  • 27 فبراير خلال 9 أعوام.. 120 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • سلطان الجمّالي: الولايات المتحدة لم تكن وسيطًا محايدًا بين العرب والاحتلال
  • شهيد متأثرا بإصابته جراء العدوان الصهيوني المستمر على طولكرم
  • عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني اللواء الزُبيدي : نتطلع لدور أوروبي أكبر لدعم المشاريع التنموية في اليمن
  • شهيدان فلسطينيان بانفجار مخلفات العدوان الصهيوني بغزة
  • “العمل الإسلامي” يدين العدوان الصهيوني على سوريا وجرائم الحرب والتهجير في الضفة الغربية
  • حماس تدين العدوان الصهيوني على سيادة سوريا
  • أضرار القطاع الصحي في غزة والضفة تتجاوز 7 مليارات دولار منذ بدء العدوان الصهيوني
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 48,348 شهيدًا
  • العدوان الصهيوني على طولكرم يخلف 12 شهيدا و15 ألف نازح