عاجل.. البنك المركزي يقرر تثبيت الفائدة للمرة السادسة والأخيرة في 2024
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا يــوم الخميس الموافـــق 26 ديسمبر 2024 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75%، على الترتيب. كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%. كما تقرر خلال الاجتماع تمديد الأفق الزمني لمعدلات التضخم المستهدفة إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط على الترتيب، وذلك اتساقا مع التقدم التدريجي للبنك المركزي نحو اعتماد إطار متكامل لاستهداف التضخم.
وعلى الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للربعين الثالث والرابع من عام 2024 باستمرارية تعافي النشاط الاقتصادي، مع تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مقارنة بالربع الثاني من عام 2024. ومع ذلك، يظل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل من طاقته القصوى، مما يدعم الانخفاض المتوقع في التضخم خلال عام 2025، ومن المتوقع أن يحقق طاقته القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026. وفيما يتعلق بالأجور، لا تزال الضغوط التضخمية الناجمة عنها محدودة في ظل ضعف معدل النمو الحقيقي للأجور.
وعلى الرغم من أن المعدل السنوي للتضخم العام شهد استقرارا خلال الثلاثة أشهر الماضية، فقد تراجع في نوفمبر 2024 إلى 25.5٪ نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية، إذ سجلت أسعار المواد الغذائية الأساسية والخضروات الطازجة أدنى معدل تضخم سنوي لها فيما يقرب من عامين عند 24.6٪ خلال نوفمبر 2024. بينما ارتفعت الأسعار المحددة إداريا للسلع غير الغذائية، بما في ذلك منتجات الوقود والنقل البري ومنتجات التبغ، بما يتسق مع إستراتيجية زيادة الإيرادات الرامية إلى الحد من العجز المالي. وعليه، انخفض المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 23.7٪ في نوفمبر 2024 مقابل 24.4٪ في أكتوبر 2024. وتشير هذه النتائج، جنبا إلى جنب مع تحسن توقعات التضخم وعودة معدلات التضخم الشهرية إلى نمطها المعتاد، إلى أن التضخم سوف يواصل مساره النزولي.
وبعد عامين من الارتفاع الحاد في معدلات التضخم عالميا، بدأ التضخم في الاقتصادات المتقدمة والناشئة في التراجع، وإن كان لا يزال أعلى من معدلاته المستهدفة. وبالمثل، بدأ معدل التضخم العام في مصر في التراجع خلال الآونة الأخيرة، ومن المتوقع أن يسجل حوالي 26% في الربع الرابع من عام 2024 في المتوسط، متخطيا بذلك المعدل المستهدف للبنك المركزي البالغ 7% (± 2 نقطة مئوية). ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية خلال الفترة 2022-2024، من أهمها: (1) تراكم الاختلالات الخارجية نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الغذائية خلال عام 2021، والتضخم المستورد، وتخارج استثمارات حافظة الأوراق المالية عقب اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، (2) وصدمات العرض المحلية وعدم ترسيخ توقعات التضخم، وأخيرا (3) إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة بهدف التشديد المالي ووضع الدين على مسار نزولي. وقد أدت هذه التطورات مع تحركات سعر الصرف إلى تخطي التضخم معدله المستهدف، إذ بلغ المعدل السنوي للتضخم العام ذروته عند 38.0% في سبتمبر 2023 قبل انخفاضه إلى 25.5% في نوفمبر 2024.
وبدءا من مارس 2024، اتخذ البنك المركزي المصري عددا من الإجراءات التصحيحية بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، مما أدى إلى احتواء الضغوط التضخمية وخفض التضخم العام. ومن أبرز هذه الإجراءات السياسة النقدية التقييدية التي اتبعها البنك المركزي، وتوحيد سوق الصرف الأجنبي مما ساعد على ترسيخ توقعات التضخم، وجذب المزيد من تدفقات النقد الأجنبي. ورغم ذلك، تتضمن المخاطر المحيطة بالتضخم احتمالات تفاقم التوترات الجيوسياسية وعودة السياسات الحمائية وزيادة تأثير إجراءات ضبط المالية العامة. وتشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءا من الربع الأول من عام 2025 مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026.
وبالنظر إلى توقعات التضخم وتطوراته الشهرية، ارتأت لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب تمديد الأفق الزمني لمستهدفات التضخم إلى الربع الرابع من عام 2026 والربع الرابع من عام 2028 عند 7% (± 2 نقطة مئوية) و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط ، على الترتيب، ومن ثم إتاحة مجال لاستيعاب صدمات الأسعار دون الحاجة للمزيد من التشديد النقدي، وبالتالي تجنب حدوث تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
وفي ضوء ما تقدم، ترى اللجنة أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يعد ملائما حتى يتحقق انخفاض ملحوظ ومستدام في معدل التضخم، بما يؤدي إلى ترسيخ التوقعات وتحقيق معدلات التضخم المستهدفة. وسوف تتخذ اللجنة قراراتها بشأن مدة التشديد النقدي ومدى حدته على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تواصل اللجنة مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم آثارها المحتملة على المؤشرات الاقتصادية، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى معدلاته المستهدفة من خلال الحد من الضغوط التضخمية من جانب الطلب واحتواء الآثار الثانوية لصدمات العرض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البنك البنك المركزي الربع الرابع من عام التشدید النقدی توقعات التضخم معدلات التضخم للبنک المرکزی الإبقاء على نقطة مئویة نوفمبر 2024
إقرأ أيضاً:
بلومبيرج تتوقع تخفيف القيود المفروضة على أسعار الفائدة في الاقتصادات الأفريقية ببطء
على مدار الشهر المقبل، من المقرر أن تتبنى الدول الأفريقية التي تمثل ما يقرب من ثلاثة أرباع الناتج المحلي الإجمالي للقارة نهجاً مختلفاً في أسعار الفائدة، في وقت تزن فيه هذه الدول مخاطر السياسات الحمائية الأمريكية على اقتصاداتها المحلية والتضخم.
توقع تقرير أعدته وكالة «بلومبيرج»، أن تخفض البنوك المركزية في جنوب أفريقيا وكينيا ومصر أسعار الفائدة، فيما يتوقع أن تظل نيجيريا وغانا وموزامبيق ضمن البلدان السبعة التي ستبقي على أسعار الفائدة كما هي.
وأوردت الوكالة، أن مواقف تلك البلدان المتباينة تعني أن التشديد النقدي العدواني الذي أطلق منذ ارتفاع التضخم في عامي 2021 و2022 من غير المرجح أن يصبح أكثر تراخياً في أي وقت قريب، وفي حين أن الظروف المحلية ستملي قراراتهم في نهاية المطاف، فسوف يكون من الصعب عليها تجاهل العوامل العالمية.
البنوك المركزية في أفريقياقال مدير الدخل الثابت في بنك بانك تراست آند كو للاستثمار: "إن السياسات المحتملة التي قد تنتهجها إدارة ترامب والتأثير الذي قد تخلفه على أسعار السلع الأساسية والتضخم المستورد سوف تكون في أذهان جميع البنوك المركزية تقريبا، وسوف يتماشى هذا مع استقرار سعر الصرف، نظرا لاحتمالية تعزيز الدولار".
أصبحت حالياً أسعار الفائدة الحقيقية في جنوب أفريقيا وكينيا هي من بين أعلى المعدلات في العالم، ومن المتوقع أن يظل التضخم أقل من نقطة المنتصف لنطاقات أهداف البنوك المركزية في البلدين ــ حيث تفضلان ترسيخ التوقعات ــ خلال الشهرين المقبلين، مما يوفر لها مجالاً لخفض أسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن تخفض جنوب أفريقيا مؤشرها المرجعي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 7.5% يوم الخميس ثم تتوقف مؤقتًا، ومن المرجح أن تبطئ كينيا وتيرة خفض أسعار الفائدة بعد خفضها بمقدار 75 نقطة أساس الشهر الماضي، بحسب تاتونجا روسيكي، الخبير الاقتصادي لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في بنك أوف أميركا.
وقال روسيكي إن صناع السياسات في أفريقيا سوف يشعرون بالقلق إزاء المخاطر العالمية والاتجاه الذي قد يتخذه مسار أسعار الفائدة لدي بنك الاحتياطي الفيدرالي، فمن شأن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي أن تواجه الدول الأفريقية الدولار القوي وأسعار الفائدة المرتفعة عند الاقتراض في الأسواق الدولية.
حذر محافظ بنك الاحتياطي في جنوب أفريقيا ليسيتيا كجانياجو في الأسبوع الماضي من أن السياسات التي ينفذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تكون تضخمية وتهدد بعرقلة تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل.
ومن المتوقع أيضًا أن يخفض محافظو البنوك المركزية في موريشيوس وإسواتيني وليسوتو وناميبيا أسعار الفائدة المرجعية مع بقاء التضخم ضمن نطاقاتهم المستهدفة.
التضخم ذو الرقمينوأضافت، من المتوقع أن تحافظ بنوك التنمية في نيجيريا وملاوي وغانا وزامبيا على أسعار الفائدة المرتفعة لدعم عملاتها واحتواء التضخم الذي يتجاوز 10% والذي من المتوقع أن يتراجع في الأشهر المقبلة.
يأتي هذا في ظل انخفاض حاد في أسعار العملات في مقارنات الأسعار السنوية وتعافي قطاعات الزراعة في هذه الدول من الظروف الجوية السيئة.
وقالت إيفون مهانجو، الخبيرة الاقتصادية المختصة بأفريقيا لدى بلومبرج إيكونوميكس، إن التباطؤ المتوقع في التضخم قد يدفع نيجيريا إلى تخفيف أسعار الفائدة في الربع الرابع وغانا في الربع الثاني.
مصروفي جمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر، بدأ التضخم مزدوج الرقم في التراجع، ومن المتوقع أن يستمر بسبب الاستقرار النسبي في عملتيهما، ويستعد صناع السياسات النقدية لخفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ سنوات يومي الخميس و 20 فبراير على التوالي.
الموزمبيقوفي موزمبيق بعد أن جري تخفيض أسعار الفائدة في ستة اجتماعات متتالية، من المرجح أن تبقي لجنة السياسة النقدية على تكاليف الاقتراض عند 12.75% للسيطرة على التضخم الذي تسارع إلى أعلى مستوى في 11 شهرا في ديسمبر2024، كما من المتوقع أن يرتفع أكثر بسبب الاضطرابات المرتبطة بالانتخابات.
تواجه الدولة الغنية بالغاز اضطرابات متفرقة منذ رفض زعيم المعارضة فينانسيو موندلين نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي ودعا مرارا وتكرارا إلى الاحتجاجات التي تحولت في كثير من الأحيان إلى العنف.
لإلى ذلك من المتوقع أيضا أن تبقي السلطات النقدية في بوتسوانا وأوغندا أسعار الفائدة دون تغيير مع توقع ارتفاع التضخم.
ومن المرجح أن يؤدي التعافي الاقتصادي من الركود المطول في أسعار الماس إلى ارتفاع التضخم في بوتسوانا وإضعاف الشلن في أوغندا.
اقرأ أيضاً«النواب» يوافق على اتفاقية مع روسيا بإنشاء محطة طاقة نووية بمصر
رئيس الوزراء يوجه بوضع خطة زمنية لطرح شركات القوات المسلحة المعلن عنها
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري منتصف تعاملات اليوم الاثنين 27 يناير 2025