بوابة الوفد:
2024-12-27@08:47:41 GMT

إرث الخالدين

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

لأسباب سقيمة تشن ماكينة الدعاية الاخوانية حربا نفسية شعواء ضد مشروع العاصمة الادارية منذ ان كان مجرد فكرة اعلن عن تأسيسها فى مارس 2015 اثناء انعقاد مؤتمر دعم الاقتصاد المصرى، كل فترة تتصاعد موجات عاتية من الشائعات والانتقادات اللاذعة، بالطبع ليس كل من ينتقد توقيت وجدوى المشروع يحسب على معسكر الاخوان، فثمة اصوات معارضة رصينة لديها اسباب تبدو من الوهلة الأولى وجيهة ومنطقية أبرزها تفاقم أمراض الاقتصاد المزمنة لاسيما بعد ثورتين عظيمتين أكلتا الأخضر واليابس انعكست سلباً على عجز جنونى للموازنة وارتفاع تاريخى للدين الخارجى ومعدلات تضخم غير مسبوقة، فى ظل هذه المؤشرات الكاشفة يُطرح تساؤل لماذا تنفق الحكومة كل هذه الأموال الطائلة أليس من الأجدى ضخها فى شرايين قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والصناعة والتركيز على مسألة فقه الأولويات بدلاً من الوجاهة السياسية وحتى اللمز بأنها هروب الصفوة من جحيم القاهرة وخوف الدولة من ثورات مستقبلية.

. الخ
بالرغم من هذه الانتقادات المتكررة يصر الرئيس على المضى قدمًا لاعتبارات استراتيجية أهمها الزيادة السكانية الرهيبة التى تبلغ 2.5 مليون مواطن فقد زاد عدد السكان 25 مليون مواطن فى آخر 10 سنوات وهو ما يمثل عددا من الدول فى منطقتنا!! لم يسأل احد أين سيعيش كل هؤلاء؟ بالتأكيد كما عاش غيرهم فى دائرة جهنمية من العشوائيات يتكلف إصلاح تداعياتها أضعاف البناء المخطط، تعد القاهرة واحدة من اسوأ خمس مدن فى العالم بحسب الإحصائيات فهى ترقد تحت أزمة ضخمة نتيجة حجم الكثافة السكانية المأهولة والبنية التحتية المتهالكة والتلوث البيئى وارتفاع معدلات العُنف والجريمة، فهى تتحول مع الوقت إلى مدينة عبثية خارجة على السيطرة الأمنية والسياسية وحتى العمرانية. 
تحاول الدولة التعلم من اخطاء الماضى بأن تسبق المواطن بخطوات عن طريق تخطيط عمرانى سليم يستشرف آفاق المستقبل مع خلخلة مدروسة للكتلة السكانية والعمرانية القائمة حيث يقطن 97 % من المصريين على مساحة لا تتجاوز 7 % بمضاعفة المعمور تطمح إلى ان تصل الى نسبة 14 % لتوفير حياة لائقة فى بيئة صحية ومتطورة عن طريق انشاء مدن ذكية مستدامة تُرجِم هذا التفكير الطموح فى انشاء 20 مدينة جديدة على طول البلاد وعرضها. 
تبلغ المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية 40 ألف فدان أى نصف مساحة القاهرة تقريبا، التى تبلغ نحو 90 ألف فدان.
تؤكد الحكومة مراراً وتكرارا أنها لن تكلف خزينة الدولة مليما واحدا بل هى فرصة استثمارية واعدة ستضخ استثمارات جديدة سواء محلية او بالعملة الأجنبية ففكرتها ببساطة هى ايجاد قيمة مضافة للأرض المقامة عليها ورفع قيمتها وتحويلها إلى مصدر للتمويل بالاضافة إلى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تصل الى 1.5 مليون وظيفة من جهة أخرى تهدف الدولة العتيقة إلى اللحاق بقطار المستقبل بالتحول من دولاب العمل الورقى البالى إلى آفاق الرقمنة والذكاء الصناعى وهذا لن يتأتى مطلقا فى القاهرة التى تريد جراحة تجميلية عاجلة.
لطالما كان المرجفون فى المدينة يطلقون «الفنكوش» استهزاءً على هذا المشروع العملاق الذى أصبح حقيقة وواقعا ملموسا ستتجاوز قيمته السوقية اكثر من رقم الدين الخارجى 152 مليار دولار والدليل على ذلك هو قيمة صفقة رأس الحكمة 35 مليار دولار فى صحراء جرداء بالاضافة إلى ضخ استثمارات 150 مليار دولار عند انتهاء المشروع. 
يدرك السيسى الفارق بين تفكير القوى السياسية التى تعتمد على الشعارات الحماسية بعيداً عن التفكير التنموى للدول لذا يقف فى عين العاصفة وحيداً يتحمل بصبر عجيب كل هذا التطاول الفج لكن ربما يوماً ما سينصفه التاريخ الذى يسجل فقط الآثار العظيمة فقد حكم مصر مئات الفراعنة وآخرون هل يتذكر أحد أى منهم سوى من كان له إرث خالد مثل الأهرامات فهل كان يعلم الملك خوفو وهو يبنى هذا الصرح العظيم من أجل عقيدة دينية او مجد شخصي ان يستفيد منه أجيال اخرى بعد آلاف السنين، التاريخ المصرى مليء بهذا النوع من الجدل بسبب التكوين الثقافى للمصريين الذى يعتقد ضرورة الضغط على الحكومة بمنطق أحينا اليوم وأمتنا غداً ولتنشيط ذاكرتنا السمكية فقد حدث هذا الهجوم على مشروعات كبرى مثل حفر قناة السويس وإنشاء السكة الحديد، و السد العالى ولم يدرك المصريون قيمتها إلا بعد عشرات السنين لتتحول إلى أيقونات فى المستقبل، لا ريب أن الصورة الذهنية لحداثة الدول أحد أهم انواع القوة الناعمة والتى لا تقدر بمال 
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القاهرة جحيم القاهرة

إقرأ أيضاً:

مصر لا تنسى أبنائها

لا شك أن قرار العفو الرئاسى عن 54 من المحكوم عليهم من أبناء سيناء خطوة مهمة تقوى من البنيان الداخلى وبمثابة رد الجميل لأبناء وعواقل وشيوخ سيناء الذين كانوا وما زالوا حائط صد قوى ومنيع ضد المؤامرات التى تستهدف أمن واستقرار الوطن
قرار العفو الرئاسى جاء تكريماً لأهالى سيناء، بعدما لعبوا دورًا مؤثرًا فى حرب مصر ضد الإرهاب السنوات الماضية، فقد عاونوا الدولة كثيرًا فى صد التنظيمات الإرهابية التى حاولت التمركز فى شبه جزيرة سيناء، فقد كانوا بمثابة خط دفاع أول ضد محاولات الإرهابيين لاستخدام هذه المناطق كقواعد لتنفيذ مخططاتهم، كما لعب الشيوخ والقيادات المجتمعية دوراً فى توعية الشباب بخطر الفكر المتطرف وضرورة الوقوف بجانب الدولة للحفاظ على أمن الوطن واستقراره
ولا شك أن هذا القرار سيسهم فى تعزيز المشاركة المجتمعية فى سيناء، حيث يمثل دافعًا قويًا لأبناء المنطقة للمساهمة بفعالية فى مسيرة التنمية الشاملة، فتح قنوات التواصل بين القيادة السياسية والمجتمعات المحلية بخلق حالة من التفاهم المشترك، ويدعم جهود الدولة فى القضاء على التطرف واستعادة الأمن والاستقرار.
هذه المبادرة ليست مجرد قرار إدارى، بل هى رسالة إنسانية عميقة تؤكد أن مصر قيادةً وشعبًا، تسير على طريق التنمية والسلام.
حفظ الله مصر جيشا وشعبا وقيادة.

مقالات مشابهة

  • مصر لا تنسى أبنائها
  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • القمامة تهزم الحكومة فى شوارع القاهرة
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • تحديد جلسة لاستئناف سعد الصغير على سجنه 3 سنوات خلال أيام