بوابة الوفد:
2025-01-29@02:55:35 GMT

التفاصيل الصغيرة

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

بما أن هذا هو المقال الأخير الذى أكتبه هنا فى العام 2024 فقد اخترت أن أكتب فى مسألة عامة بعيدا عن شواغل السياسة وغيرها. 
هناك مقولة تقول «إن الفرق بين الأمر الجيد والأمر العظيم هو الاهتمام بالتفاصيل», ومقولة أخرى تقول «إن الشيطان يكمن فى التفاصيل», ويقول الفنان الإيطالى الشهير مايكل أنجلو الذى عُرِف بدقته اللامتناهية فى النحت: «الأمور الصغيرة هى التى تصنع الكمال، ولكن الكمال ليس أمرًا صغيرًا», ويقول الشاعر الكبير نزار قبانى مخاطبا حبيبته بلقيس الراوي: « كل ما فى الأمر أن تفاصيلك الصغيرة، ليست صغيرة», فمما لا شك فيه أن التفاصيل دائمًا ما تصنع الفرق فى حياتك على جميع المستويات، أو بمعى آخر فإنه كلما توفرت الدقة تحسنت النتائج, فالشخص المدقق ليس كما يحلو للبعض أن يسموه « نمكي» أو بالعامية  «مزودها حبتين», وإنما هو شخص يريد للشيء أن يكون مثلما يريد ومثلما خطط له.


ما دفعنى لأكتب فى هذا الموضوع هو ما ألاحظه من بعض الناس فى المعاملات اليومية سواء الشخصية أو العملية من عدم اكتراث للتفاصيل وتسيير الأمر على أى حال بغض النظر عن الشكل الذى سيبدو عليه أو عن النتيجة المنتظرة, وعدم الاهتمام ببذل الجهد للوصول إلى الشكل والنتيجة المرضية للكل مهما كان نوعه.
ألاحظ مع الأسف أن إهمال التفاصيل بدأ يتزايد فى حياتنا بشكل مزعج بداية من لغة الحوار و التواصل الشخصى بين البشر مرورا بالمعاملات فى العمل وصولا إلى نظرتنا نحن لأنفسنا و طموحنا لمستقبلنا .
تفاصيل المحادثات العادية والتواصل الشخصى بين البشر على اختلاف تعاملاتهم سواء من دائرة الأهل والأصدقاء أو من دائرة العمل, حتى الحوارت الشخصية باللغة العادية باتت هى الأخرى تحتاج إلى ترجمة لمعرفة المقصود, رغم أنها من نفس اللغة المستخدمة بين البشر, هناك استسهال أو قل كسل كبير فى استخدام اللغة وكلمات وأدوات الاستفهام وكأنه عيب مثلا أن نستخدمهما لنسهل على من نخاطبه ان يفهم مقصدنا! 
إن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مهارة تسهم فى تحسين حياتنا وتحقيق الهدف من وراء كل عمل نقوم به, إنَّ الحرص الشديد والمراجعة والمتابعة الدقيقة لبعض التفاصيل، التى يعدها البعض غير مهمة أو غير ضرورية، قد يحدث فارقًا كبيرًا على المدى الطويل، بل قد يحل مشكلة كات لفترة طويلة عصية لى الحل.
فى تصورى إن هناك رابطا وثيقا بين الدقة والاهتمام بالتفاصيل من جانب وبين النموذج الأمثل لإدرة حياتنا, ففى أبسط صورة أنك حين تبتسم لمن تقابله ابتسامة غير مسببة قد تدخل إلى نفسه السعادة وفى نفس الوقت فأنت حريص على مكارم الأخلاق، وأن تتحدث إلى الآخرين بطريقة مُهذبة، مهما كان الموضوع المطروح للحوار, ومهما كانت درجة الاختلاف فيه, فهذه تفاصيل صغيرة تكون الصورة الذهنية عنك لدى الآخرين, لذلك يقولون إن الاختلاف ثقافة, أن تسير بين الناس بتصرفاتك وسلوكك الإيجابي، ستجعل من حولك أكثر سعادةً، خاصة عندما نفكر فى تفاصيل حياتنا اليومية ومهامنا الروتينية, وكم البشر الذين نتعامل معهم يوميا, أن تقول شكرا لمن يؤدى لك خدمة مهما كانت بسيطة حتى ولو كانت هذه مهمته, فلن ينقصك الأمر شيئا, ولكن سيزيد من رابط الود مع الناس, إبداء رغبتك واستعدادك الدائم لمساعدة الآخرين فيما تستطيع أن تقدمه لهم فهذا فى حد ذاته سلوك إيجابى يندرج تحت بند التفاصيل الصغيرة فى حياتنا, أن تراجع ما تكتبه للآخرين عبر الرسائل القصيرة مرة واثنتين فهذه تفاصيل صغيرة مهمة قبل أن تضغط على زر «أرسل»، فمما لا شك فيه لو راجعت ما كتبته، سوف تجد دون شك كلمة بسيطة بحاجة إلى تعديل أو مسافة زائدة بحاجة إلى حذف، هذا التعديل البسيط قد يصنع الفارق فى مستوى الرسالة، وفى نظرة من ينتظرها لك.
حرصى الشديد على مراعاة أدق التفاصيل فى حياتى جعلنى أدرك معنى جودة الحياة وبتُّ أشعر براحة أكبر, وعندى حالة رضا لأننى أراجع ما أفعله مرة واثنتين قبل أن أعتمده, وأتصور لو ركزنا أكثر فى تفاصيل حياتنا وعلاقاتنا المتعددة مع من حولنا، سوف نحدث نقلات نوعية فى حياتنا تساعدنا على الاستمرار فى التطور والتحسن.. كل عام وأنتم بخير. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كل عام وأنتم بخير يا خبر التفاصيل الصغيرة د حسام فاروق

إقرأ أيضاً:

العالم يترقب أول سباق بين البشر والروبوتات

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الصين عن استضافة أول سباق نصف ماراثون في العالم سيجمع بين 12,000 عدّاء بشري وعشرات من الروبوتات ذات القدمين من 20 شركة تقنية مختلفة.

 
سيُعقد هذا الحدث الفريد في العاصمة الصينية بكين في أبريل المقبل، ليكون بمثابة اختبار تقني عالمي للقدرات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
اقرأ أيضاً..الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية
سيكون السباق عبارة عن نصف ماراثون يغطي مسافة تبلغ حوالي 21 كيلومترًا، ويُقام في منطقة التطوير الاقتصادي والتكنولوجي في بكين (E-Town) الواقعة في حي داسينغ الصناعي بالعاصمة.  

تُعد E-Town مركزًا رئيسيًا يضم أكثر من 100 شركة تعمل في تصنيع مكونات الروبوتات، والآلات الكاملة، والتطبيقات ذات الصلة، حيث تسهم بنحو 50% من إنتاج المدينة البالغ قرابة 10 مليارات يوان (1.1 مليار جنيه إسترليني)، وفقًا للسلطات المحلية.  

من المتوقع أن يشارك في الحدث حوالي 12,000 متسابق من البشر والروبوتات، مع تقديم جوائز لأفضل ثلاثة متسابقين.  

وتمت دعوة شركات ومؤسسات بحثية ونوادي روبوتات وجامعات عالمية للمشاركة في إدخال الروبوتات البشرية في الماراثون.  

أخبار ذات صلة "ديب سيك" الصيني يُذهل العلماء ويتحدى عمالقة الذكاء الاصطناعي العالمي حديقة أم الإمارات تحتفي بالصداقة الإماراتية الصينية

شروط المسابقة:

 تم تحديد مجموعة من الشروط الدقيقة للمشاركة في السباق، والشرط الرئيسي للمشاركة هو أن تكون جميع الروبوتات المتنافسة ذات مظهر وهيكل إنسانيين مع قدرة على المشي أو الركض بحركتين. ويجب أن يتراوح ارتفاع الروبوتات بين 0.5 و2 متر، مع امتداد لا يقل عن 0.45 متر من مفصل الورك إلى باطن القدم، بحسب تصريح مسؤولي E-Town.  

كما يُسمح بمشاركة الروبوتات التي تعمل بالتحكم عن بُعد وتلك التي تعمل بشكل مستقل تمامًا، مع إمكانية استبدال البطاريات أثناء السباق.  

وقالت السلطات المحلية: "ستركز منطقة E-Town في بكين على تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وتصنيع منتجات روبوتات بشرية متقدمة، وتطوير نظام بيئي ابتكاري على أعلى مستوى".

أهمية السباق لتطوير الروبوتات في الصين
تسعى الصين من خلال هذا السباق إلى تعزيز تطوير الروبوتات البشرية كجزء من استراتيجيتها الوطنية لتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقلال التكنولوجي. كما يُعتبر هذا السباق جزءًا من خطة الصين طويلة الأمد لتعزيز قدرة الروبوتات على محاكاة الأنشطة البشرية في مجالات عدة، بما في ذلك العمل والمجالات الترفيهية والرياضية.

 

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • حفريات محيرة في الصين قد تعيد كتابة التاريخ البشري.. ما القصة؟
  • شهوة القتل والبشر الضاحك أو هشُّ الزنَّانة
  • اكتشاف مخزن سري للطعام عمره 1000 عام.. ماذا ينتظر البشر؟
  • الإسراء والمعراج
  • الانطباع الأول خادع
  • جدل حول أقدم هرم في العالم.. هل بني بواسطة البشر؟
  • العالم يترقب أول سباق بين البشر والروبوتات
  • قبل ما تربيها في البيت| القطط تسبب هذه الأمراض للإنسان
  • رئيس المحكمة الدستورية: الذكاء الاصطناعي موضوع حتمي لا يمكن استبعاده من حياتنا اليومية
  • محمد إمام لعمرو دياب: في حياتنا ناس هما الأساس