قالت الدكتورة راقية جلال الدويك، المتخصصة فى علم النفس والاجتماع، إن شريحة الشباب هى السن الذهبية للإنسان، «نهايات المراهقة وبدايات الرشد»، وفى طريقهم إلى نضج الشخصية، وهذه المرحلة يمتلك خلالها الإنسان طاقة مهولة، ولم تتكون شخصيته بالكامل بعد، وتتميز هذه المرحلة بانطلاقة فى الحياة ورغبة فى الاطلاع على كل شىء، والتعرف على العالم، وأحياناً تقليد أحدث الموضات، فهذه السن ليس لها حدود.

وأضافت أن الفنون الأجنبية أكثر جودة وجاذبية وإتاحة، إضافة إلى الإقبال الكبير على فنون الراب: «الأجنبى مبهر ويتميز بجودة عالية، الإنيميشن مثلاً جيد الصنع، وصناع هذه الأعمال يدرسون سلوك الجمهور وميوله، ويتناولون موضوعات خيالية وغامضة وشيقة تستحوذ على العقول»، لافتة إلى أنه من الضرورى للأسرة أن تتعرف على المضامين التى يتعرض لها الأبناء، من الطفولة، حتى تكون الأسرة مرجعية أكثر موثوقية من غيرها من المصادر فيما يخص القيم الاجتماعية، خاصة فى ظل عالم ينادى بحرية غير محدودة وقد تكون ضد ثقافتنا، وأبرزها الحرية الجنسية التى تروج لها بعض الفنون بشكل مُلح.

«راقية»: السوشيال ميديا سهلت الاختلاط.. والفنون الأجنبية جذابة وتتميز بجودة عالية 

وأوضحت أن هناك وهماً بأن فى استطاعتنا منع أولادنا من التعرض للمصادر المختلفة: «القفل مستحيل»، مؤكدة أهمية الفترة الأولى فى التنشئة الداعمة فى تقوية شخصية الطفل، محذرة: «إن لم تكن التنشئة الأولى صلبة وسليمة للأولاد من الطفولة مُعززة للمنظومة الأخلاقية، سيكون هناك خطورة من التعرض للمصادر المختلفة التى لا حدود للحريات فيها».

وعن الوقاية والمواجهة، أكدت أن القول الفصل فى التربية فيما قبل المراهقة، وقت تشكيل وتوعية الأبناء، واصفة تلك المرحلة بـ«لعبة الحزم والإحاطة»، بحيث تكون الأسرة مصدر المعلومة، ومع دخول المراهقة فالمتابعة تكون غير مباشرة من خلال التعرف على أصدقائه والتغيرات الطارئة فى سلوكه «متابعة دورية»، مؤكدة أهمية مد جسور الثقة والصداقة والاطمئنان، بين الأهل والأبناء وحمايتهم من الوقوع فريسة للمجهول والغامض والمُخيف، ولفتت «الدويك» إلى أهمية دور الأسرة فى الفترة الأولى لحياة الأبناء: «فى هذه الفترة هناك نوع من المحاكاة لو كان للأسرة مكانة عند الطفل»، فى حالة متانة البيئة والعلاقة بين الأسرة والأبناء، لأنه من الصعب تعديل أى سلوك للأبناء فى مرحلة الشباب: «الأصدقاء يكونون المرجعية الأولى لهذه السن أكثر من الأسرة».

«أشرف»: هناك انتشار مخيف لشبكة «الدارك ويب» بين الشباب

من جانبه، قال الدكتور أشرف عبدالرحمن، مدرس الموسيقى بأكاديمية الفنون، إن الانفتاح الثقافى عادى وطبيعى جداً فى هذه المرحلة، باعتبار أن هذه الشريحة من مستخدمى السوشيال ميديا التى يسرت الاختلاط الثقافى، والموضوع نفسه مع الأطفال، لكن الموضوع له سلبيات خاصة فى السن الصغيرة: «هناك انتشار مخيف لشبكة الدارك ويب dark web بين الشباب».

وعن الأسباب قال «عبدالرحمن»: «الشباب والأطفال فى معزل عن الأسرة ومع السوشيال ميديا، والأكثر جاذبية ورواجاً على هذه المواقع هو المحتوى الأجنبى، الذى يقدم عناصر تلبى هذه التوجهات بالنسبة لهذه الفئات، وأصبحت هذه المواد جزءاً من الكيان الثقافى للأطفال والشباب، والأغانى التى كانت شبابية من 20 سنة فى طريقها للانقراض مستقبلاً». وأضاف: «خلال الدراسة، حتى لو كانت المدارس عربى، يسعى الطلاب للحصول على كورسات لغة إنجليزية باعتبارها اللغة المطلوبة لسوق العمل، وترتب على ذلك أن ثقافة الأولاد غربية أكثر منها عربية خاصة مع انتشار التعليم الأجنبى، والمحتوى الأجنبى يتميز بالإبهار والإنتاج مدروس وأكثر تنظيماً، وإنتاجنا الفنى فيه نوع من القصور، وعندنا ينتشر التقليد الأعمى من زمن (على أساس تفوق الغرب) وعلى مستوى الفنون وغيرها، أى إن الموضوع فيه جانب نفسى.

وعن تأثير هذا التوجه على المكون الثقافى، قال «عبدالرحمن» إن هذا التوجه له تأثير خطير على الهوية الثقافية مستقبلاً لأنه يتزايد بين الأطفال ويتعمق دوره فى تشكيل وجدان الأطفال خصوصاً فى المرحلة الابتدائية، لأن الفن يربط بين الناس، وعوّل «عبدالرحمن» على دور المدرسة، وعودة حصص الموسيقى والرسم والرحلات فى المدارس من الممكن أن يعزز الإحساس الفنى بموسيقانا العربية، وينمى الانتماء الوطنى.

«فرويز»: بعض الشباب يهتمون بالثقافة الأجنبية كنوع من الاستعلاء أو التمرد على ثقافة وقيم الأسرة

فيما قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن بعض الشباب يهتمون بالثقافة الأجنبية كنوع من الاستعلاء أحياناً، وأحياناً كنوع من التمرد على ثقافة وقيم الأسرة، ويحدث ذلك بشكل واضح عندما تكون هناك حالة رفض لثقافة الأسرة، ويكون أكثر فى الأولاد من البنات، مؤكداً أن الارتباط الطيب بالأب يفرق كثيراً فى ارتباط الأبناء بثقافة الأهل، ولفت إلى أنه مع تقدم العمر تستقر شخصية الإنسان.

وكشف أن استمرار الارتباط بالثقافة الأجنبية أكثر منه الثقافة الأم يضعف ارتباط الإنسان بمجتمعه، خصوصاً مع التشويش الفكرى الموجود، مشيراً إلى أن المطلوب من صناع الثقافة والفنون الاستماع إلى الأبناء والتعرف على مشاعرهم وميولهم ويقتربون منهم دون تزييف للواقع، مؤكداً أهمية تأهيلهم للتعامل مع الانفتاح، والاقتراب من الأبناء من خلال وسائل التواصل الاجتماعى (لأنهم أولاد سوشيال ميديا) وكذلك لقاء الشباب فى المدارس والجامعات وربطهم بالمجتمع. مطالباً بضرورة حظر التيك توك لأنه يؤثر على الشباب نفسياً وعضوياً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وسائل التكنولوجيا الجيل الرقمى

إقرأ أيضاً:

«تعالى نعرفها».. أبناء سيوة بالقاهرة لمشاهدة إنجازات الجمهورية الجديدة

 نظمت وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة ممثلة في إدارة "تنمية النشء"، رحلة إلى القاهرة لأبناء واحة سيوه، لزيارة معالم مصر التاريخية ومشاهدة إنجازات الجمهورية الجديدة.

تأتي هذه الرحلة ضمن برنامج رحلات «تعالى نعرفها»، الذي وجه الدكتور "أشرف صبحي" أثناء زيارته لمحافظة مطروح، مطلع الشهر الجاري، بمشاركة أبناء واحة سيوه بهذه الفعاليات للتعرف على تاريخ مصر العريق ومشاهدة إنجازات الجمهورية الجديدة على أرض الواقع وفي إطار حرص وزارة الشباب والرياضة على غرس القيم الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية لدى النشء.

وتقدم "رفاعي" بخالص الشكر للدكتور "أشرف صبحي" وزير الشباب والرياضة، على جهوده البناءة ودعمه المستمر للقطاع الشبابي والرياضي، وحرصه الدائم على تطوير الأنشطة الشبابية وترسيخ قيم الانتماء الوطني بين النشء والشباب على مستوى الجمهورية.

كما تقدم مدير عام الشباب والرياضة بمطروح بالشكر للواء "خالد شعيب" محافظ مطروح، على دعمه اللا محدود ومساندته الدائمة للشباب والرياضة بالمحافظة، مما أسهم في تحقيق العديد من النجاحات والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لأبناء مطروح.

من ناحية أخرى وفى وقت سابق احتفلت محافظة مطروح بذكرى ليلة الإسراء والمعراج  بحضور اللواء خالد شعيب محافظ مطروح والدكتور إسلام رجب نائب المحافظ والمهندس حسين السنينى السكرتير العام المساعد والنائب جمال الشورى والشيخ حسن عبد البصير وكيل وزارة الأوقاف والشيخ مبروك ابو الحشر رئيس مجلس عمد ومشايخ مطروح والدكتور أحمد عبد العظيم فرع دار الإفتاء بمطروح، والشيخ عطية سالم وكيل منطقة مطروح الأزهرية ووكلاء الوزارات رؤساء ومديري المديريات والإدارات بالمحافظة ومشايخ الأزهر والأوقاف بمطروح،والتى نظمتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالمحافظة ومديرية أوقاف مطروح وذلك بالقاعة الكبرى بديوان عام المحافظة.

بدات الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للشيخ الدكتور صلاح شنيشن وخلال كلمة الشيخ حسن عبد البصير عرفة عن ليلة الإسراء والمعراج أكد أن الفرج بعد الشده من دروس وعبر رحلة الإسراء والمعراج التى سبقت بالأمر بالصبر ،وأن الله تعالى أخبر أن معيته وتأييده ومعونته لمن يصبر على الشدائد " واصبر وما صبرك إلا بالله " وكان هذا هو الحديث السابق على رحلة الإسراء والمعراج حيث جاء بعده قوله تعالى " سبحان الذى أسرى بعبده ".

مقالات مشابهة

  • موسكو تُبدي انفتاحًا حول استئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا
  • «تعالى نعرفها».. أبناء سيوة بالقاهرة لمشاهدة إنجازات الجمهورية الجديدة
  • يونيسيف: أرسلنا أكثر من 350 شاحنة مساعدات لغزة لتلبية احتياجات الأطفال هناك
  • إتلاف أكثر من «100 ألف لتر خمور» بمدن الساحل والمنطقة الغربية
  • مسؤولون فلسطينيون في غزة: أكثر من 300 ألف نازح عادوا إلى الشمال اليوم
  • استشاري صحة نفسية: المقارنات بين الأبناء تقود إلى تدمير الشخصية
  • "Ooredoo" تطلق باقات "O Plus" الجديدة بـ"خدمة أفضل ومزايا أكثر"
  • ذوى الهمم بالقليوبية يحصدون المراكز الأولى بمسابقة الحلم المصري
  • معرض لتوزيع الملابس الجديدة بالمجان على الأسر الأولى بالرعاية بقطور في الغربية
  • "الرعاية الصحية": تقديم أكثر من 35 مليون خدمة طبية بـ 6 محافظات عبر التأمين الشامل