التحرك الدبلوماسى لإدارة «سوريا الجديدة»!!
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
مع تزايد التحرك الدبلوماسى والسياسى الدولى من بعض الدول الغربية وأيضا العربية مع دمشق لتوطيد العلاقات مع الإدارة الحالية لسوريا، نجد أن هناك اتصالات هاتفية وزيارات رسمية ووفود غربية وأمريكية، مع الأخذ فى الاعتبار أنه حتى الآن لم يتم رفع العقوبات على سوريا من قبل أمريكا والتى كانت تقول أن هذه العقوبات كانت مفروضة على النظام السورى السابق وليست على الشعب السورى، فالنظام السابق انتهى، فلماذا تبقى هذه العقوبات؟، ولقاءات مع أحمد الشرع أو محمد الجولانى، وهذا التحرك يعكس بالطبع حجم الاهتمام بالوضع فى سوريا وكيفية تقديم الدعم للشعب السورى، مع وجود عقوبات مفروضة على سوريا وعدوان الكيان الصهيونى على سوريا سواء كان جويا أو احتلال أراضى الجولان، فمن المفروض أو من أهم أولويات الإدارة الحالية الجديدة لسوريا الحفاظ على سلامتها.
واحتياج سوريا لهذا التحرك الدبلوماسى الدولى والعربى كبير جدا، لمعاناتها الاقتصادية السيئة، فهناك نقص فى الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والوقود مما يصعب الوضع فيها، وأيضا معاناتها الأمنية والتى تحاول الإدارة الجديدة أن توحد الجيش الوطنى وتدمج الفصائل فيه.
ومع اعتبار أن هناك تباين فى المواقف العربية خاصة تجاه هذا التحرك على دمشق، لأن مساحة الاتفاق بين الدول العربية لما يجرى فى سوريا الآن هى الأكبر من أى وقت سابق، لأن الأمر الواقع يفرض نفسه إن شاء كثيرون أم رفضوا هناك سلطة حالية انتقالية مهما كانت المرجعيات الفكرية أو الأيديولوجية التى تنتهجها وتنتمى إليها الفصائل التى تحكم سوريا الآن، فهى سلطة أمر واقع وهى التى أسهمت بشكل مباشر فى إسقاط نظام بشار الأسد خلال الفصول الأخيرة من الحراك الشعبى السورى، فتحرك المعارضة المدنية والسياسية السورية فى البداية لكن مع وضع اللمسات الأخيرة لإسقاط النظام كانت هذه الفصائل، ولا يمكن تجاهل دورها بأى حال على الأقل فى هذه المرحلة، وتسعى الدول العربية ذلك جيدا كما تعيه أيضا الدول الغربية والمجتمع الدولى، ولذلك بدأت فى التحرك الدبلوماسى إلى سوريا الآن.
وربما يوجد هناك مخاوف تكمن فى خلفيات الفصائل الجهادية والمسلحة التى تتولى إدارة المرحلة الانتقالية الحالية، وأن هناك علاقات لها سابقة مع القاعدة وداعش، مع الأخذ فى الاعتبار أنه تم فك الارتباط بين جبهة تحرير الشام والقاعدة فى 2012، وأيضا مع داعش فى 2017، وهذه الخلفيات أعطت إشارات سلبية وخلفت نوعاً من القلق لدى بعض الدول العربية لإعادة تسويق خيار الاسلام السياسى فى المنطقة العربية، يأتى كل ذلك مع استضافة متورط فى قتل النائب العام المصرى.
ومسألة وجود فصائل مسلحة حتى الآن من الخارج، وعدم وجود فصائل تلتزم بما أعلنه أحمد الشرع أو محمد الجولانى من نزع السلاح والتواجد تحت لواء القوات المسلحة السورية، ومخاوف أيضا من الخلفيات الفكرية الجهادية لهذه الفصائل.
كما هناك أيضا مخاوف كبيرة من محاولة هندسة ما يجرى فى سوريا الآن، وأن يكون مخططا له من قبل وتكون هناك أمور أخرى مدبرة ومجهزة مسبقا للمنطقة فتعاد هندستها من قبل أطراف غير عربية.
ويأتى ذلك مع تصريحات الإدارة الحالية فى سوريا حول طمأنة العالم ودول الجوار والاتجاه إلى حوار شامل وإقامة سلطة متكاملة، والتى يجب أن تعتمد على آلية جديدة لتطبيق هذه التصريحات.
ويعتبر أخطر ما يجرى بعد إسقاط النظام هو إحياء أطماع الكيان الصهيونى وتنفيذ مخططات توسعية لديه، فالكيان يعتبر هو الرابح الأكبر من إسقاط نظام بشار الأسد، فهو يريد تثبيت احتلاله للجولان وإقامة مشاريع استيطانية جديدة، واحتلال المنطقة العازلة له مع سوريا بجانب احتلاله المزيد من الأراضى السورية التى لم تكن محتلة من قبل.
والأخطر من ذلك أيضا أن الكيان الصهيونى أجهز على المقدرات العسكرية السورية، فسوريا الآن بلا جيش وبلا سلاح وبلا درع يحميها.
وظهر جلياً مخطط الكيان الصهيونى باحتلال الأرض من خلال اللعب بالمكونات الأساسية للشعب السورى بالتحدث عن حمايته للدروز فى سوريا وأيضا حماية الأقليات الكردية بالطرق العسكرية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصحيح مسار محمد على محمد الدول الغربية الکیان الصهیونى سوریا الآن فى سوریا من قبل
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يناشد البرلمانات العربية والإسلامية سرعة التحرك لإنقاذ شعب فلسطين
وناشد المجلس في بيان صادر عنه اليوم رؤساء وأعضاء البرلمانات العربية والإسلامية وأحرار العالم وما تبقي من الضمير الإنساني للتحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من آلة القتل والإجرام والإرهاب الصهيوني التي لم تتوقف منذ أكثر من 440 يوما قتلت وأصابت خلالها أكثر من 145 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وعشرات الآلاف من المحتجزين والمفقودين إضافة إلى تدمير البنية التحتية وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها في كل من غزة ولبنان والتوسع في اجتياح الأراضي السورية بما في ذلك جبل الشيخ والقنيطرة وتدمير البنية التحتية ومقدرات الشعب السوري المدنية والعسكرية.
واستنكر المجلس تآمر السلطة الفلسطينية وما يسمى بالشرطة والأمن الفلسطيني الذي كان يفترض بهما حماية غزة والتصدي للعصابات الصهيونية التي تقتل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة بدلا من ملاحقتهم ومصادرة أسلحتهم التي يدافعون بها عن أراضيهم ومقدساتهم وأعراضهم.
وفند مجلس النواب في بيانه تلك التصريحات والأكاذيب التي يرددها مجرمو الحرب الصهاينة وآخرها تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي سيئ الذكر الإرهابي جدعون ساعر بتوجيهه للبعثات الدبلوماسية التابعة لكيان الاحتلال في دول أوروبا بالعمل على تصنيف من يتصدى للإجرام الصهيوني ومن يساند الشعب الفلسطيني منظمة إرهابية، وكذا مطالبته لمجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئه لإدانة موقف اليمن المساند للقضية الفلسطينية، متناسياً أن الارهابي هو الذي يستهدف المدن الآمنة والمستشفيات بالطيران والصواريخ والأسلحة المحرمة دوليا غير مكترث للحالة الإنسانية ومعاناة المرضى والمصابين من الأطفال والنساء جراء العدوان والحصار.
وأشار مجلس النواب إلى أن الارهابي هو من يقتل الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين ولبنان دون وضع أي اعتبار للحالة الانسانية والأخلاقية.. مطالبا البرلمانات العربية بتبني ملف مظلومية الشعب الفلسطيني والتحرك في المحافل البرلمانية والمحاكم الدولية للمطالبة بمحاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وتنفيذ مذكرة محكمة الجنايات الدولية باعتقالهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت.
وحذر مجلس النواب في الجمهورية اليمنية من التحركات المشبوهة لسفراء الدول الغربية ولقاءاتهم بمرتزقة العدوان وحملهم مسؤولية أي خطوات من شأنها الإضرار والتفريط بالسيادة اليمنية.. مؤكدا على حق اليمن في الدفاع عن وحدته وأمنه واستقراره وسيادته بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة.
وأهاب مجلس النواب بالجميع وحدة الصف الوطني والتحلي بالوعي واليقظة لمواجهة تلك التحركات المشبوهة والالتفاف حول القيادة الثورية والسياسية لإحباط أي تحركات معادية في الأراضي والمياه الإقليمية اليمنية.. مؤكدا أن إسرائيل وأمريكا هما رأس الشر والإجرام والإرهاب في المنطقة والعالم، وأن اليمن يدافع عن أراضيه ومياهه الإقليمية ومقدراته وقضايا أمته وسيتصدى لأي اعتداءات إسرائيلية أو أمريكية أو بريطانية ضد اليمن.
وجدد إدانته للاعتداءات الصهيونية الأمريكية البريطانية المتكررة على اليمن وشعوب المنطقة والتي تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتمثل تهديداً مستمراً للأمن والسلم الدولي.