أكد خبراء فى صناعة الدواء أن الدولة تبذل جهوداً جبارة للنهوض بالقطاع وفق رؤية استراتيجية تستهدف إعادة الريادة لمصر فى هذا المجال، مؤكدين أن الصناعة بالفعل مسألة أمن قومى لأنها تتعلق بصحة المواطنين.

«غنيم»: استيراد المادة الخام يستهلك العملة الصعبة.. وقادرون على إنتاجها محليا

وقال الدكتور محمد غنيم، عضو غرفة صناعة الأدوية، إن السنوات الماضية شهدت دعماً كبيراً من الدولة للمستثمرين عبر منح التراخيص لإنشاء المصانع وتيسيرها من قبل هيئة الاستثمار وهيئة التنمية الصناعية، مضيفاً لـ«الوطن»، أن التحدى الذى يواجه صناعة الدواء يكمن فى ضرورة إنتاج وتصنيع المادة الخام محلياً، إذ يجرى استيراد كميات كبيرة منها، وهو الأمر الذى يستهلك الكثير من العملة الصعبة، فى حين أن مصر بالفعل قادرة على تصنيع المواد الخام.

وأشار «غنيم» إلى وجود إشادات عالمية من كبرى المنظمات الدولية المتخصصة، بجهود مصر فى مجال صناعة الدواء، ومن ذلك منظمة الصحة العالمية، التى رحبت باختيار مصر واحدة ضمن أول 6 دول تتلقى تكنولوجيا إنتاج اللقاحات بتقنية رنا المرسال، وعبرت عن تطلعها إلى مواصلة العمل مع مصر لدعم دورها الحيوى فى تعزيز الأمن الصحى والإنصاف للجميع.

وتابع أن المنظمة أدرجت هيئة الدواء المصرية فى مستوى النضج الثالث لتنظيم اللقاحات المنتجة محلياً والمستوردة، لافتاً إلى أن التقييم يستند إلى مجموعة من أكثر من 260 مؤشراً، تغطى كل الإجراءات الرقابية بدءاً من التسجيل ومروراً بالاختبارات اللازمة ومراقبة السوق، والقدرة على الكشف عن أى ممارسات خاطئة.

ووصف عضو غرفة صناعة الأدوية، قرار إنشاء مدينة الدواء المصرية بأنه خطوة مهمة على طريق تطوير الصناعة، إذ إن المدينة تعتبر مركزاً إقليمياً لصناعة الدواء على أرض مصر، ومن أكبر المدن الدوائية على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا. وأكد أن هناك نمواً كبيراً فى صادرات مصر من الأدوية والمستلزمات الطبية بلغت قيمتها نحو 691 مليون دولار فى عام 2021، مقارنة بـ537 مليون دولار عام 2016، بزيادة 28.7%، كما بلغ حجم مبيعات سوق الدواء 149 مليار جنيه فى عام 2021 مقابل 62 مليار جنيه عام 2015، بزيادة 140.3%.

«عبيد»: مبادرات دعم التصدير رفعت القيمة التنافسية لمنتجاتنا بالخارج

من جانبه، وصف أحمد عبيد، أمين صندوق النقابة العامة للصيادلة، جهود الدولة فى النهوض بصناعة الدواء بالجبارة، مؤكداً أن الجمهورية الجديدة أصبحت وجهة عالمية للاستثمار فى الصناعة.

وأوضح «عبيد» أن تلك الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة لتوطين إنتاج الدواء، تأتى انطلاقاً من أهميتها، باعتبارها مسألة أمن قومى، والدولة لديها استراتيجية واضحة وطموحة، لجعل مصر مركزاً إقليمياً فى هذه الصناعة، متابعاً: «جائحة فيروس كورونا فرضت تغيرات عالمية على صناعة الدواء، والدولة كانت حريصة على استقدام أحدث تقنيات التصنيع العالمية وتوفير المقومات اللازمة لإنتاج الدواء الذى يكفى السوق المحلية بمجرد انتشار الوباء».

واستطرد: «نجاح مصر فى ملف الدواء أصبح واضحاً، وأبسط الأمثلة التى تؤكد ذلك أن مصر كانت من أولى الدول التى صنعت عقار المولونبيرافير المُعالج لكورونا، وبذلك أصبحت الدولة الأولى بالشرق الأوسط التى تصدر رخصة التسجيل الطارئ للعقار محلياً من خلال الشركات الوطنية».

وأكد «عبيد» أن هناك وعياً كاملاً لدى الدولة بملف صناعة وتوطين الدواء، واتخذت خطوات جادة للتوسع فى التصنيع محلياً عبر توطين الصناعة التى حملت مصر ريادتها قبل نحو 100 عام، والدولة بالفعل قطعت أشواطاً فى تجهيز بنية تحتية ضخمة للتصنيع الدوائى.

وأشار إلى أن عدد المصانع وخطوط إنتاج الدواء زاد بشكل كبير خلال الـ8 سنوات الماضية، متابعاً: «هناك عدد من المبادرات التى تم إطلاقها من قبل الدولة لدعم وتوطين صناعة الدواء، أبرزها مبادرة دعم التصدير من هيئة الدواء فى فبراير عام 2021، بهدف دعم ومتابعة الصادرات المصرية من المستحضرات الطبية والعمل على رفع التنافسية العالمية لها، علاوة على مبادرة إعفاء مدخلات الإنتاج الدوائية من ضريبة القيمة المضافة فى يناير من العام الماضى».

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدواء المستثمرين القيمة المضافة صناعة الدواء

إقرأ أيضاً:

عاماً من الريادة والتميّز

دبي: محمد ياسين

تعدّ القمة العالمية للحكومات في دولة الإمارات رمزاً للريادة والالتزام الراسخ بخدمة الإنسانية؛ حيث تجسّد قوتها العالمية وتجذب الأنظار إلى ما تحققه من تأثير ملحوظ دولياً. ومنذ انطلاقها قبل 11 عاما، أثبتت القمة قدرتها على مواجهة التحديات والتحول إلى منصة محورية في استشراف المستقبل، ساعية إلى ترسيخ السلام والاستقرار في العالم.
على مدار سنواتها، أدت القمة دوراً أساسياً في فتح آفاق جديدة لفهم التوجهات المستقبلية؛ حيث تناقش عبرها التحديات التي يواجهها العالم والفرص المتاحة لتحسين الأوضاع الإنسانية. كما كانت وما زالت مركزاً تعرض فيه أحدث الابتكارات والحلول الذكية، التي تُسهم في دفع عجلة الإبداع والتطوير لمواجهة تحديات العصر القادم. في كل دورة، تواصل القمة تقديم خطة فاعلة تهدف إلى تطوير الحكومات المستقبلية، مع الإضاءة على الدور المحوري للتكنولوجيا والابتكار في إيجاد حلول مستدامة للتحديات العالمية. وبهذه الجهود المستمرة، تظل الإمارات مركزاً عالمياً يربط بين صنّاع القرار والخبراء، وتدعم مكانتها قوةً مؤثرةً تعمل على تشكيل مستقبل أفضل للبشرية، وتُسهم بفاعلية في مجالات الحكومة والابتكار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
بدأت القمة في دورتها الأولى عام 2013، بمشاركة 150 خبيراً دولياً، في إطار 30 جلسة حوارية وورشة. كما شهدت حضور 300 مشارك من دولة الإمارات والدول العربية المجاورة، وعدد كبير من المسؤولين والخبراء الدوليين.
وقد حققت الدورة الأولى نجاحاً بارزاً محلياً؛ حيث تمكنت من تحقيق أهدافها المتعلقة بتطوير العمل الحكومي، وتعزيز الجهود الوطنية التي تصب في تحقيق رؤية الإمارات 2021. كما أسهمت في دعم التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في الدولة. أما إقليمياً، فقد كان لها دور محوري في ترسيخ مفهوم الشفافية الحكومية بشكل جديد وفريد، عبر الاجتماعات المثمرة وتبــادل الخبرات بين المشاركين، ما ساعد على تعزيز فهم كيفية تحقيق الشفافية في سياق الحكومات الإقليمية. هذه الجهود المستمرة تعكس التزام القمة بتطوير الأنظمة الحكومية وتعزيز الابتكار لتحقيق تقدم ملموس.
الريادة في الخدمات
الدورة الثانية للقمة، التي أقيمت عام 2014، جمعت 60 متحدثاً من كبار الشخصيات العالمية تحت شعار «الريادة في الخدمات الحكومية». أقيمت هذه التظاهرة الرائدة من 10 إلى 12 فبراير/شباط؛ حيث شكلت منصة لاستكشاف رؤى مستقبلية في الانتقال إلى حكومات ذكية.
استشراف حكومات المستقبل
تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» عقدت القمة الثالثة أعمالها بين 9-11 فبراير 2015، وكانت استثنائية من مختلف الجوانب، ومن أبرز ما تميزت به مشاركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكلمته التي أضاءت القمة بصدق لهجتها، وعمق أبعادها.
كما حققت نجاحاً كبيراً ومشاركة من حكومات 93 دولة، مع أغلب المنظمات الدولية المعنية، فيما بلغ عدد المشاركين نحو 4 آلاف مشارك و100 متحدث.
إنتاج المعرفة
في الدورة الرابعة التي عقدت من 8 إلى 10 فبراير 2016، شهدت القمة تحولاً ملحوظاً بتحويلها إلى مؤسسة مستقلة تعمل على مدار العام، بدلاً من أن تكون مجرد حدث عالمي مؤقت، وجاء هذا التغيير ليعكس توسيع نطاق القمة، التي أصبحت منبراً لاستشراف المستقبل في كثير من القطاعات.
ومن أبرز لحظات هذه الدورة، كان بثّ كلمة مسجلة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، والحوار المفتوح الذي أجراه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مع نحو 10 ملايين متابع عبر مواقع التواصل، بعنوان «حوار المستقبل».
حلول مبتكرة للتحديات
أما الدورة الخامسة التي أقيمت بين 12 و14 فبراير 2017، فقد شهدت إضافة 10 محطات جديدة في جدول أعمالها، وكان من أبرزها أول وأكبر تجمع دولي لخبراء السعادة.
دليل الحكومات نحو 2071
وتميزت الدورة السادسة التي عقدت بين 11 و13 فبراير 2018، بإطلاق «دليل الحكومات نحو 2071». وشهدت القمة في دورتها السابعة التي عقدت عام 2019، إعلان مجموعة من المبادرات العالمية التي أطلقها قادة السياسة والخبراء، وكانت محطة تاريخية جديدة في التسامح العالمي؛ حيث كان أبرز أحداث هذه الدورة إعلان الشراكة بين حكومة الإمارات، وطوني روبنز، في مشروع إنساني ضخم لإطعام مليار شخص، فضلاً عن الكلمة المتلفزة التي ألقاها البابا فرنسيس ودعا فيها لتعزيز التسامح. البيانات الضخمة في الدورة الثامنة التي أقيمت عام 2021، أطلق تقرير «21 أولوية للحكومات في 2021»، الذي تضمّن توصيات ومخرجات استُخلِصت من «حوارات القمة العالمية». وقد سجلت القمة حضور 10000 مشارك من 156 دولة.
جائحة «كورونا»
وفي عام 2022 عقدت الدورة التاسعة؛ حيث تمثل التجمع الأكبر من نوعه بعد جائحة «كورونا»، حيث تزامنت هذه القمة مع ختام فعاليات «إكسبو 2020 دبي». وأبرزت دورها مختبراً عالمياً يعرض الأفكار والرؤى المتعلقة بمستقبل العالم بعد الجائحة. حيث نظمت 15 منتدى عالمياً بالتعاون مع المنظمات الدولية والشركات التكنولوجية الكبرى؛ بهدف إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمعات البشرية.
قفزات نوعية
عقدت القمة في دورتها العاشرة عام 2023 تحت شعار «استشراف مستقبل الحكومات»، وجمعت نخبة من قادة الحكومات، والوزراء، وكبار المسؤولين، وصنّاع القرار من دول مختلفة لتبادل الخبرات والأفكار المبتكرة التي تدعم التنمية العالمية. وشملت 300 جلسة حضرها 400 متحدث.
مواجهة التحديات العالمية
أما الدورة الحادية عشرة، التي أقيمت في دبي من 12 إلى 14 فبراير 2024 تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، فقد شهدت مشاركة واسعة من رؤساء دول وحكومات، و80 منظمة دولية وإقليمية، وحضور 120 وفداً حكومياً من مختلف أنحاء العالم. كما جمعت نحو 4000 مشارك من قادة الفكر والخبراء العالميين، والمبتكرين، وصنّاع القرار. وتميزت بتنظيم 6 محاور و15 منتدى عالمياً.

مقالات مشابهة

  • «صناعة النواب» تشدد على أهمية النهوض بقطاع الأعمال العام
  • وزير الصناعة: لدينا خصاص هذا العام في 6 أدوية مقابل 30 دواء في 2024... ويجب أن ندعم المنافسة
  • صناعة النواب تناقش النهوض بشركات قطاع الأعمال العام
  • اتحاد الصناعات: قرارات جديدة تهدد صناعة مستحضرات التجميل في مصر
  • قفزة جديدة لأسعار الذهب محليا
  • «الإسكان»: إرسال خبراء مصريين لإنشاء هيئة تخطيط عمراني في غينيا الاستوائية
  • بعد تقرير ملجس الحسابات.. وزير التعليم العالي يعد بتشديد المراقبة على التعليم الخاص ومراجعة التراخيص
  • عاماً من الريادة والتميّز
  • استراتيجية قائمة على الحلول المالية الرقمية لتعزيز توجهات الدولة والمركزى
  • «توطين التكنولوجيا».. خبراء: البحث العلمي يجذب رؤوس الأموال للاستثمار ويقلص فاتورة الاستيراد