وجّه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى رسالة تهنئة "اللبنانيين عموما والطوائف المسيحية خصوصا بعيد الميلاد المجيد"، متمنياً أن "تكون اجواء عيدي الميلاد ورأس السنة، فاتحة خير للبنانيين وأملا بطي الصفحة القاسية والأليمة التي مرّت على الوطن، جراء الحرب الإسرائيلية التي لم تنتهِ تداعياتها بعد، واعادة النهوض بالدولة واكتمال عقد مؤسساتها الدستورية، وأن يتمكن نواب الأمة من انتخاب رئيس للجمهورية".



  

 وفي بلدة بزبدين قضاء بعبدا شارك شيخ العقل اليوم، على رأس وفد من المشايخ واعضاء في المجلس المذهبي ومستشارين في مشيخة العقل في تشييع الشيخ الجليل ابو يوسف سلمان منذر، احد المشايخ الأعيان في طائفة الموحدين الدروز والمتوّج بالعمامة المكولسة، وذلك في مأتم روحي مهيب، حيث تقدم المشاركين فيه اضافة لسماحة الشيخ ابي المنى، النائب هادي ابو الحسن ممثلا الاستاذ وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من الحزب، ووفد من الحزب الديموقراطي اللبناني مثل رئيسه الأمير طلال أرسلان. كما شارك في التشييع المشايخ ابو صالح محمد العنداري، ابو فايز امين مكارم، ابو زين الدين حسن غنام، ابو طاهر منير بركة، ابو داوود منير القضماني، ابو سعيد انور الصايغ، ابو محمود سعيد فرج، ووفد كبير من مشايخ جبل العرب في سوريا تقدمه المشايخ: ابو نبيه سليمان كبول، ابو حسين جبر كيوان، ابو نسيب محمد كيوان، ابو محمد جمال الخطيب، الى جانب مشايخ اعيان وحشد غفير من مشايخ الجبل ووادي التيم وباقي المناطق. 


وسبق الصلاة كلمة لشيخ العقل شهادة بالراحل، قال فيها: " الموحِّدون قلبٌ واحدٌ ويدٌ واحدة، جذورُهم ثابتة، عقيدتُهم راسخة، وتاريخُهم المشرِّفُ مشترَك، لذا هم يتأثَّرون فرحاً أو حزناً إذا تأثَّر بعضٌ منهم، يحملون همومَ إخوانِهم أينما كانوا، ويندفعون لحفظ أوطانِهم وصون أرضِهم وعِرضِهم، ويتألّمون إذا فُقد أحدُ أعيانِهم من هنا أو من هناك، وقد عبَّرتُ عنهم يوماً بالقول:
الكلُّ  للكلِّ، في حُزنٍ  وفي   فرحٍ
ويَجمعُ الكلَّ في صَونِ الحِمى غضَبُ
والقومُ سيرتُهم   تَروي   مسيرتَهم
إنْ غابَ عينٌ فعينُ الكلِّ  تَنتحبُ
اليومَ يغيب عنَّا الشيخُ الجليل أبو يوسف سلمان منذر في زمن الحاجة إلى الأعيان، فيحزنُ القلب وتدمعُ العين، ونحن نفتقدُ حلمَه وعلمَه وبركةَ حضورِه في الزمن الصعب، في لبنانَ العائدِ من حالة الممات إلى الحياة، وفي سوريا المحرّرةِ من قبضة الحديد والقادمة إلى عهدٍ جديد، كما في كلِّ بلاد الموحِّدين المتمسّكين دائماً بانتمائهم العربيِّ الأصيل ومبادئ دينِهم الإسلاميّ الحنيف وثوابتِ مسلكهم التوحيديِّ الشريف".   اضاف: "اليومَ نودِّعُ الشيخ الجليل أبا يوسف سلمان منذر، مَن كان لنا وللأهل وللإخوانِ مرشداً ومعيناً، لا مَيل عنده إلّا لما يقتضيه الخيرُ والحقُّ والعدلُ ولما توجبه الأوامرُ والنواهي، التزاماً بقوله تعالى: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". نودِّعُه وليس لنا إلّا أن نقدِّمَ شهادةَ حقٍّ بشيخٍ مستحقّ، كلمةَ صدقٍ ووفاء علّمنا إيَّاها سلفُنا الصالحُ وشيوخُنا الأتقياء، بألّا ننطقَ عن هوىً ولا نشهدَ إلَّا صادقين، وتلك هي وصيَّةُ الشيخ سلمان الدائمة، وهذا هو خطابُه الراقي الموسومُ بهدوئه وحبِّه ولطافتِه. المرحوم الشيخ أبو يوسف سلمان، علَمٌ من أعلام مسلك التوحيد، ومثالٌ أعلى من كوكبة الشيوخ الأتقياء الأنقياء،عقيدةً ومسلكاً، علماً وعملاً؛ خصالٌ توحيدية متلازمة، وولاءٌ صادقٌ راسخ، واعتقادٌ زاده الزهدُ ثباتاً وأغناهُ الجهادُ وأحياه الذكرُ الحكيمُ والمذاكرةُ المبارَكة.
المرحوم الشيخ سلمان منذر؛ نورٌ طالعٌ من بساطة البيوت الطاهرة المبنيّة على أعمدة الحقِّ والمعروف والتوحيد، ونفحةٌ عطرة من نفحات أهل الورع والرضا والعفاف، وقلبٌ نابضٌ بالعزم والمروءة؛ وداعةٌ تختزنُ الشجاعة، وقعودٌ يعلّمُ الصعود، وصدقُ انعتاقٍ يطهّرُ الأخلاق، وبعبارةٍ موجَزة تختزلُ كلَّ العبارات، هو مدرسةٌ في الصبر والاحتمال والترفُّع عن المكاسب والمطالب سوى ما يحفظ الدينَ وأهلَه وما يصونُ المجتمع". 

وتابع: "نودِّعُه اليومَ وفي القلب غصّة وفي العين دمعة، كيف لا؟ وهو ذلك الوجهُ الصَّبوحُ البشوشُ الذي كنَّا نطمئنُّ دائماً إليه ونُلقي همومَنا بين يديه، وهو ذلك العقلُ الراجح الذي كان كبارُ مشايخِنا يركنون إلى رأيه السديد ونظره البعيد، وذلك القلبُ الجسورُ الصابرُ على المرض والألم الذي كنَّا نتعلَّمُ من نبضاته حقيقةَ معنىالشكرِ والحمد والرضا والتسليم. وهو ذلك الشيخُ العارفُالواثقُ المشهودُ له بسلامة النيّةِ وطهارة الطويّة، وقد كان موئلاً صالحاً للطالبين، ومرجعاً ناصحاً للسالكين، وملجأً دافئاً للقاصدين.
مشايخَنا الأجلَّاء، إخوانَنا الأعزّاء، عائلةَ منذر الكريمة، أقاربي آل سريِّ الدين، أهلَنا في بزبدين، إنّنا في مقام مشيخة العقل إذ ننعى شيخَنا الحبيبَ إلى جَمع الموحِّدين، وإذ نعبِّرُ عن بالغ الحزن والأسى، فإننا لا نزيدُه منزلةً عند خالقِه، ولا نهبُه رفعةً عند إخوانه وعارفيه، فمقامُه محفوظٌ في سجلّ الأولياء الصالحين وعملُه محفورٌ في قلوبِ إخوانِه الموحدين، والكلُّ يُدركُ أنّ زارعَ الخير يلقَ الخير، وأن السيرةَ الطيِّبة تبقى مدرسةً للأجيال، تنطقُ بالحقِّ وتقولما يجبُ أن يقالَ في الشيخ سلمان وفي أمثالِه من التُّقاة الثِقات.
شيخَنا الحبيب، تقفُ شهادتُنا الصادقةُ بكم عند حدود ما تكرَّمَ به مشايخُنا الأصفياءُ صبيحةَ هذا النهار، بتتويجِكم بالعمامة "المُدوَّرة" من يدِ شيخِنا الجليل الشيخ أبي صالح محمد العنداري والشيخ أبي فايز أمين مكارم وأيدي المشايخ الأطهار وقلوبِهم النقيَّة التي رافقتهم من قريبٍ ومن بعيد. تلك هي الشهادةُ الأرفعُ، منها نستمدُّ البركةَ، ولروحكم نسألُ الرحمةَ، قائلين ما قلناه لصهركم الجليل المرحوم الشيخ أبي سليمان حسيب الحلبي يوم تتويجه المستحقِّ بها:  
زَهَتِ  العِمامةُ بالمُعَمَّمِ   عندما
ﭐعتمرَ التُّقى  من قبلِ أن يَتعمَّما
بلطافَةٍ     وبعِفَّةٍ،     بصفائه
لَبِسَ الصفاءَ،  كما البهاءُ، مُكرَّما
فابيضَّ منه  التاجُ   مثلَ  فؤادِه
والوجهُ  مثلَ  الثَّغرِ  نوراً   تَمتَما". 

  وختم شيخ العقل: "رحمةُ الله على أرواحِكم الطاهرة النقيَّة، نفَّعنا الله ببركاتِكم وألهمنا السَّيرَ على خُطاكم والعملَ لتحقيق ما كنتُم تحثُّون عليه من حفظ الدين والمجتمع. عظّم الله أجوركم جميعاًوأكرمنا وإيَّاكم برضا الله سبحانه وتعالى وبشهادة مشايخِنا، فهنيئاً لمن خُتم له بالسعادة وكان مقبولاً وكانت شهادةُ إخوانِه ناصعةً كما العمامةُ التي استحقّها فقيدُنا الغالي الشِيخ سلمان، مباركٌ له الختمُ والختام، والحمدُ لله في كلِّ حالٍ وعلى الدوام". 

وكانت القيت قصيدتان من الشيخ منذر عبد الخالق ومن الشيخ د. وجدي الجردي، وكلمة باسم مشايخ البلدة للشيخ ابي هلال ماجد سري الدين.

وبعد ذلك أمّ شيخ العقل الصلاة والى جانبه المصلّي الشيخ سلمان ماهر، ليوارى جثمان الفقيد في الثرى في البلدة.

ووردت برقيات تعزية عدة بالمناسبة من سوريا والأردن وفلسطين وبلاد الاغتراب.
 


كذلك شارك شيخ العقل على رأس وفد من المشايخ في مأتم المرحوم الشيخ ابو بهاء مروان فايز ابو إسماعيل في بلدة كفرنبرخ الشوف، إلى جانب مشاركة عدد كبير من المشايخ الاجلاء والأعيان من منطقة الجبل، وتقبل ابي المنى التعازي إلى جانب عائلة الراحل ومشايخ وفاعليات البلدة، كما أمّ الصلاة والى جانبه المصلي علي العطار.

   

كما قدم الشيخ ابي المنى التعازي بالعقيد المتقاعد فؤاد سعيد محمود في بلدة الباروك.

وكان قبل ذلك قدم التعازي بالمرحومين ابو مأمون نسيب الغصيني في بعقلين، والشيخة نورا سامي سلمان في المختارة، والكاتب والمسؤول الإداري والأستاذ الجامعي المهندس شفيق سليم ابي سعد في دار الطائفة في بيروت.

  

من جهة ثانية، استقبل شيخ العقل في دارته في شانيه وفودا من مشايخ عرمون، ومشايخ أغميد، ومن بلدة مجدلبعنا الذي شكره على التعزية بالشيخة ام يوسف ارملة المرحوم الشيخ صالح عبد الخالق. 

  

وكلف شيخ العقل عضو المجلس المذهبي رمزي جماز تمثيله في توقيع كتاب لرئيس تجمع صناعيي البقاع نقولا ابو فيصل في جامعة القديس يوسف بيروت.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المرحوم الشیخ الشیخ سلمان یوسف سلمان ابی المنى شیخ العقل سلمان م

إقرأ أيضاً:

شيخ العقل: لن نتخلّى عن هويّتنا

أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ثقته بأنَّ "السلطةَ المتماسكةَ قادرةٌ على اتّخاذ مواقفَ وطنيةٍ جريئة تميِّزُها عن الحِقْبةِ الماضية، وتساهمُ في تثبيت سيادة لبنانَ، مشدّداً على التماسُكِ الداخلي والوطني، وعلى الإصلاح والانفتاح، وعلى تحقيق العدالة القضائية، وعلى التفاهم والاقتناع بحصر السلطة والسلاح بيد الدولة، ورأى ان المطلوبُ استكمالَ تطبيقِ اتفاق الطائف وإلغاءَ الطائفيةِ السياسية بعد اكتمال الحالة الوطنية في البلاد وإنشاءِ مجلس الشيوخ".

كلام شيخ العقل جاء في الخطبة التي ألقاها صبيحة عيد الفطر في مقام الامير السيد عبد الله التنوخي (ق) في عبيه، بعدما كان أمّ صلاة العيد، بحضور الشيخ القاضي نعيم حسن، وشارك في الصلاة عدد من الشخصيات الروحية والاجتماعية والقضائية والاهلية وأعضاء من المجلس المذهبي والمستشارين وجمع من المشايخ، ومن مديريتي مشيخة العقل والمجلس المذهبي.

وممّا جاء في خطبة الشيخ أبي المنى: "إخواني الموحِّدين، أيُّها المسلمونَ المؤمنونَ المُفطِرون بعد طولِ صيامٍ وقيام، والمُصَلُّونَ صلاةَ الفطرِ والتوحيد، والمُدرِكونَ سعادةَ العيد فرحاً بالتزام الطاعات، وبعملِ الخير والزكاة. نتقدَّمُ منكم بالتهنئة والتبريك بحلول عيد الفطر السعيد، راجين أن يُجزِلَ اللهُ عليكم من الأجر والثوابِ والبركات ما تستحقُّون، فلقد أعدَّ الله سبحانه وتعالى لـ"الصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ"، كما لـ"الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ"، "أعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"، وهل من أجرٍ أعظمُ من أجر الطاعة والقَبول وسلوكِ سبيل التقوى؟ وفريضةُ الصوم أُنزلت لتكونَ سبيلاً لتقوى الله، فمن التزم بها بصدقٍ وإخلاص سلكَ ذلك السبيل، مُجتنِباً ومكتسِباً، ونجح في اختبار الطاعة والقَبول، فالصيامُ اختبارٌ لقدرة الإنسان على ضبط النفس والتغلّب على الشهوة، كي لا يكونَ عبداً لأهوائه وشهواته، وتلك هي الفائدةُ الأهمُّ من الصوم، بالإضافة إلى فوائدِه الصحيّةِ والنفسيّة والتربوية والاجتماعية، بما في ذلك من تقوية الإرادة والعزيمة لكبح جَماح النفس، ولترويضها وتربيتها على الشعورِ معَ الفقراء والمساكين واحترامِ الناس أجمعين. وإذا كان أحدُنا يعتقدُ أنَّ الصَّومَ بمعناهُ ومغزاه هو الامتناعُ عن الأكل والشرب والشَّهوةِ فحسب، وفي أوقاتٍ معلومةٍ ومحدَّدة، فهذا هو الحدُّ الأدنى المطلوبُ من المسلم المؤمن الموحِّد، امتثالاً لأمره تعالى لعموم المؤمنين".

أضاف: "جاء في الحديث الشريف قولُه (ص): "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ"، لكن ما هو أفضلُ من ذلك فكفُّ النظرِ واللسان واليد والرِّجل والسَّمْعِ وسائر الجوارح عن الآثام، إذ في هذا الكفِّ معنى الصيامِ الأنفع، أمَّا ما هو أرقى من هذا وذاك فصومُ القلب عن الهمَمِ الدنيئة والأفكار المسيئة وعمّا سوى الله تعالى بالكُلية، أي الصومُ عن كلِّ نيَّةٍ خبيثةٍ ومعتقدٍ فاسدٍ وكلامٍ باطلٍ وفعلٍ ذميم".

وتابع:"إنَّ أهمَّ واجبات المسلم المؤمن الموحِّد هو أن يحترمَ الفريضةَ، كلَّ فريضةٍ دينية، كمدخلٍ إلى ما هو أسمى، وأن يسعى من خلال تكليفِها الشرعيّ إلى الصعودِ على درجات الترقّي لتحقيق الغاية منها، وهذا هو مطلبُ الإحسان والتوحيد، فإذا كان الصومُ عبادة، فالعبادةُ فعلُ توبةٍ وسعيٌ ومجاهدةٌ دائمة لا تتوقَّفُ عند أداءِ فريضةٍ أو إحياءِ مناسبةٍ، لأنها توقٌ متصاعدٌ لبلوغ الغايةِ والهدف الأسمى، وذلك لا يُمكن أن يتحقّقَ إلّا بالمجاهدة التي لا تنقطع، وبالمسافرة الدائمة في معارج الطاعة والعبادة والمعرفة والحكمة".
وقال: "أيُّها الإخوةُ الموحِّدون، أيُّها المسلمون، أيُّها اللبنانيُّون، كما في العام الماضي، يتلاقى زمنُ الصومِ الكبير عند المسيحيِّين بزمن الصوم المبارَك عند المسلمين، وفي التلاقي تناغمٌ وانسجام وتقاربٌ والتحام، فالصَّبرُ والقناعةُ والبذلُ والعطاءُ وسواها من المفاهيم الإنسانيّة توحِّدُ المؤمنين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وفرائضهم وأعيادهم، وتجمعُهم في مسيرةٍ إيمانيَّةٍ واحدة، ربما تختلفُ دروبُها، ولكنَّها تؤدّي إلى غايةٍ روحيّةٍ سامية، هي أبعدُ من أحكامِ الصَّوم ومظاهرِ العيد. ولعلَّ في التلاقي هذا العامَ رسالةً تحثُّنا على تأكيد الشراكة الروحية الوطنية التي تجمعُ اللبنانيين في رحابها، وتدفعُنا للمشاركة في تحمُّلِ مسؤولية الإصلاح والإنقاذ من خلال إعادة بناء المؤسسات وإحياء حكم القانون والعدالة والنهوض بالدولة واقتصادها".

أضاف: "لقد طال الانتظارُ وجاء موعدُ الانتصار؛ انتصارِ التعقُّل على التهوّر، والحكمةِ على الجهل، والواقعيةِ على الوهم، والنظامِ على الفوضى، والتعافي على التجافي، والتشاركِ على التفرُّد؛ وقد أدرك معظمُ اللبنانيين أن واقعَ التنوُّعِ الذي نعيشُه هو مِيزةٌ ونعمة، وليس مُشكِلةً ونِقمة، وعلى اللبنانيينَ أن يتعاملوا معَ هذا الواقع بحكمةٍ وإيجابيّة، وبتعاونٍ وتضامن، فالشراكة تعني التكاملَ في أداء المهمات، والتكاملُ يعني استثمارَ علاقات كلٍّ من المكوِّنات الوطنيةِ لبناء الدولة وحماية الوطن، لا استقواءَ أيٍّ جهةٍ على سواها بدافع علاقاتها الخارجية وارتباطاتها المحوريّة، فالخارجُ له مصالحُه التي تدفعُ لإنتاج أحلامٍ فئوية أو تقسيمية أو تصادميّة، فنكونُ إذّاك قد قايضنا مصلحةَ الوطن بالمصالح الخارجية، وحكَمْنا على لبنانَ بالدونيّةِ والتفكُّك، وعلى اللبنانيين بالتبعية وضَياع الهوية، وهو ما نأباه وما يرفضُه الوطنيُّون الشرفاء".

وتابع: "لقد تكرَّرت نداءاتُنا في رحاب شهر رمضانَ المبارَك للانخراط في مسيرة العهد الجديد الذي استبشرنا خيراً بانطلاقته، ودعَونا الجميعَ إلى إعطائه الفرصةَ وإلى مساندته لتحقيق ما وَعد به فخامةُ الرئيس جوزيف عون في خطاب القسم، وما رسمه دولةُ الرئيس نوّاف سلام في توجُّهاتِه الإصلاحيةِ، وما أقرَّته الحكومةُ في بيانها الوزاري، ونحن على ثقةٍ بأنَّ السلطةَ المتماسكةَ قادرةٌ على اتّخاذ مواقفَ وطنيةٍ جريئة تميِّزُها عن الحِقْبةِ الماضية، وتساهمُ في تثبيت سيادة لبنانَ واستقلاله ووحدةِ شعبه وأرضه، وتُعيدُ بناءَ الثقةِ بمؤسساته ودوره، بالرغم من العراقيل والعقبات، وقد قلنا لفخامته في إفطار دار طائفة الموحدين الدروز منذ أيام: "إنّ التحدّياتِ ستظلُّ قائمةً والعقباتِ الطبيعيةَ والمُصطنعةَ والمستورَدة ستظلُّ تُواجهُكم وتَضعُكم أمام خياراتٍ صعبة، لكنكم، وأركان الدولة، مُصمِّمون على التحدّي وعليكم تُعقَدُ الآمال، ونحن معكم وإلى جانبكم، كرؤساءَ روحيّين، بصلواتنا ومواكبتِنا، لنكونَ كلُّنا مجتمعين ومتَّحدين في شراكةٍ روحيةٍ وطنية متكاملة، فننتصرُ بانتصار الوطن".
وأردف: "نعم أيُّها اللبنانيُّون، لقد آن الأوانُ لنبدأَ الإصلاحَ من داخلِ كلّ واحدٍ منَّا؛ كلِّ مواطنٍ وكلِّ حزبٍ وكلِّ مؤسسة، لأنه بقدر ما تكونُ الآمالُ والأحلامُ والمهمّاتُ كبيرةً بقدر ما نحتاجُ إلى إصلاح الذات وإعادة قراءتها وتنقيتِها، وإلى قراءةِ الواقع ومعالجتِه، وإلى مواجهة التحديات باطمئنانٍ داخلي يعزِّزُ الثقة بالنفس، وبتكاتفٍ اجتماعيّ واقتصادي يرفعُ مستوى هذه الثقةِ ويدفعُ بالاتِّجاه السليم، وهذا ما لمسناه على أكثرَ من مستوى، ولعلَّ الإسراعَ في تعيين حاكم المصرف المركزي وإقرارِ مشروع رفع السرية المصرفية كانا أولَ تباشيرِه المطمْئنة.
وإذا كان المطلوبُ استكمالَ تطبيقِ اتفاق الطائف وإلغاءَ الطائفيةِ السياسية بعد اكتمال الحالة الوطنية في البلاد وإنشاءِ مجلس الشيوخ، بما له من أهميَّةٍ وأبعادٍ ومعانٍ، وإذا كانت اللامركزيةُ الإداريةُ مطلوبةً للتخفيف من معاناة المواطنين ولضبط الأمور وتفعيل العمل، إلَّا أن هذه الخطواتِ الإصلاحيةَ على أهميّتِها لا تعني القَبولَ بهدم الصيغة اللبنانية القائمةِ على التنوُّع والعيش المشترَك واحترامِ حقوق الطوائف والأخذ بروحية الدين لبناء دولة العدالة والمساواة واحترام كرامة الإنسان. قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. هذه الأمّةُ موجودةٌ في كلِّ الأمم، وليست محصورةً في طائفةٍ أو حزبٍ أو تجمُّعٍ، مهما علا شأنُه واشتدَّ ساعدُه، وما علينا سوى إفساح المجالِ لهذه القوّةِ الكامنة فينا للعمل وإثباتِ الإخلاص والكفاءة، احتراماً للدستور وتغليباً لمنطق الدولة، وابتعاداً عن منطق الطائفيةِ المؤذي والتمايز المناطقي المسيء والتفاخرِ الاستعلائي الهدّام، بفائض القوّة حيناً، وبالأكثرية العددية أحياناً، أو بالسبْقِ الإداري والمالي والثقافي المنادي بالانفصال أو بالفدرلة السلبية كبديلٍ عن التشارك والتفاعل والتكامل الوطني".
وتابع شيخ العقل: "إننا في الإسلام، كما في المسيحية، نَنشُدُ السلام، فالله سبحانه وتعالى هو السلام، ومنه السلام، لكنّنا في هذه المنطقة من الشرق، وإن كان مطلبُنا هو السلام، إلّا أن ذلك لا ينفي وجودَ خطرٍ يُهدِّدُ هذا السلام، بسياسةٍ عدوانيةٍ متمادية في اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني واحتلال الأراضي هنا وهناك، وبمخططاتِ توسُّعيةٍ قديمةٍ وجديدة، وباستغلالٍ سافرٍ لضَعف الأُمّةِ وتراكم مشاكلِها المتنقلةِ من دولةٍ لدولة، وإذا كان العصرُ عصرَ تسلُّطِ القوَّةِ على الحقّ، والإكراهِ على الحريّة، فذلك لا يعني وجوبَ الهرولةِ للتطبيع والتوقيع، والرؤيةُ لمَّا تنقشعْ بعد. ونحن، وإن كنَّا نحفظُ المودَّةَ والاحترامَ لإخواننا الموحِّدين المعروفيين الكرماءِ في الجليل والكرمل والجَولان، كما في سوريا وجبلِها العربيِّ الأشمّ، فذلك لا يعني الموافقةَ على التخلّي عن التراث والتاريخ والهويّة الروحيّةِ والقوميَّة، مدركين وإيَّاهم، بدون أدنى شك، أنَّ السلامَ الفعليَّ له شروطُه وأسُسُه، ولا يُبنى إلَّا على العدالة ونَيل الحقوق، وهو مطلبُ الدين والإنسانية جمعاء، والفرقُ كبيرٌ جدّاً بين السلام وبين الاستسلام".

وقال: "إنّنا حريصون قبلَ سوانا على طيّ صفحة الحروب وفتحِ صفحةِ السلام، ولكننا قبل ذلك نحرِصُ على تحقيق السلام الاجتماعي والسياسي في أوطاننا، وعلى التماسُكِ الداخلي والوطني، وعلى الإصلاح والانفتاح، وعلى تحقيق العدالة القضائية، وعلى التفاهم والاقتناع بحصر السلطة والسلاح بيد الدولة وبإشاعة أجواء الثقة والأمان في البلاد، وعلى تمتين أواصر العلاقة معَ أبنائنا المغتربين وإشراكِهم في مهمة النهوض والصمود والاستثمار في الوطن الأمّ، إلى جانب استعادة ثقة الأشقّاءِ العربِ والأصدقاءِ الكُثُر بنا، ففي ذلك أرقى أنواعِ المقاومة والمواجهة المطلوبة اليومَ، دبلوماسياً وسياسياً وثقافياً واقتصادياً، لإعادة لبنانَ إلى خارطة العالَم المتقدِّم والمتميِّز".

وختم: "فلتكن سعادةُ المُفطِرين مقرونةً بالسعي لاستعادة سعادةِ الوطن وسعادةِ جميعِ المواطنين، والتي لا تتحقَّقُ إلَّا باطمئنانهم إلى مسيرة الإصلاح وتعافي المؤسسات، وبتطمينِهم على سلامة ودائعِهم وحقوقِهم وكرامتهم، وبالشراكة الروحية والوطنية المؤمَّلة، والتي سنظلُّ نُنادي بها لنتفيَّأ بظلالِها، متفائلينَ وفرحين، معَ كلِّ فطرٍ سعيد ومعَ كلِّ فصحٍ مجيد. حفِظكم الله، وكلُّ عامٍ وأنتُم بخير، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه".

زيارات
وزار شيخ العقل بعد ذلك برفقة الشيخ حسن ووفد مرافق من المشايخ الشيخ الجليل أبو محمود سعيد فرج في منزله في عبيه، ثم كانت زيارة ايضاً للشيخ حسن في منزله في البنيه، بمناسبة العيد. مواضيع ذات صلة إجتماع للمجلس المذهبي حول التطورات السورية.. شيخ العقل:لن نتخلّى عن ثوابتنا الوجودية Lebanon 24 إجتماع للمجلس المذهبي حول التطورات السورية.. شيخ العقل:لن نتخلّى عن ثوابتنا الوجودية 30/03/2025 12:42:47 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل: ليرغم المجتمع الدولي العدو الاسرائيلي على وقف الخروق والتهديدات في حق لبنان Lebanon 24 شيخ العقل: ليرغم المجتمع الدولي العدو الاسرائيلي على وقف الخروق والتهديدات في حق لبنان 30/03/2025 12:42:47 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل دعا المسؤولين لاعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات Lebanon 24 شيخ العقل دعا المسؤولين لاعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات 30/03/2025 12:42:47 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل في ذكرى سلطان باشا الاطرش: تاريخ حافل بالبطولات والمواقف Lebanon 24 شيخ العقل في ذكرى سلطان باشا الاطرش: تاريخ حافل بالبطولات والمواقف 30/03/2025 12:42:47 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً داخل منزلين في بحمدون وصوفر.. قوى الأمن تكشف ما كانت تقوم به عصابة خطيرة مع السوريين Lebanon 24 داخل منزلين في بحمدون وصوفر.. قوى الأمن تكشف ما كانت تقوم به عصابة خطيرة مع السوريين 05:26 | 2025-03-30 30/03/2025 05:26:04 Lebanon 24 Lebanon 24 عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح Lebanon 24 عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح 05:22 | 2025-03-30 30/03/2025 05:22:07 Lebanon 24 Lebanon 24 أمين الفتوى في طرابلس والشمال: آن الأوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام Lebanon 24 أمين الفتوى في طرابلس والشمال: آن الأوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام 05:16 | 2025-03-30 30/03/2025 05:16:54 Lebanon 24 Lebanon 24 مفتي عكار أدّى صلاة العيد في حلبا Lebanon 24 مفتي عكار أدّى صلاة العيد في حلبا 05:04 | 2025-03-30 30/03/2025 05:04:31 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد الخلافات الكثيرة... هل التحالف بين "حزب الله" و"التيّار" مستحيل؟ Lebanon 24 بعد الخلافات الكثيرة... هل التحالف بين "حزب الله" و"التيّار" مستحيل؟ 05:00 | 2025-03-30 30/03/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة أثناء سحب الرواتب.. أمرٌ فاجأ المواطنين Lebanon 24 أثناء سحب الرواتب.. أمرٌ فاجأ المواطنين 14:37 | 2025-03-29 29/03/2025 02:37:46 Lebanon 24 Lebanon 24 سفينة ضخمة تدخل لبنان.. هذا مكان تواجدها Lebanon 24 سفينة ضخمة تدخل لبنان.. هذا مكان تواجدها 15:12 | 2025-03-29 29/03/2025 03:12:30 Lebanon 24 Lebanon 24 رسمياً.. دار الفتوى يعلن أول أيام عيد الفطر في لبنان Lebanon 24 رسمياً.. دار الفتوى يعلن أول أيام عيد الفطر في لبنان 11:16 | 2025-03-29 29/03/2025 11:16:46 Lebanon 24 Lebanon 24 حتى الآن.. هذه الدول التي أعلنت موعد عيد الفطر Lebanon 24 حتى الآن.. هذه الدول التي أعلنت موعد عيد الفطر 10:40 | 2025-03-29 29/03/2025 10:40:58 Lebanon 24 Lebanon 24 رسميًا.. أول بلد إسلامي يعلن موعد عيد الفطر Lebanon 24 رسميًا.. أول بلد إسلامي يعلن موعد عيد الفطر 09:24 | 2025-03-29 29/03/2025 09:24:48 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:26 | 2025-03-30 داخل منزلين في بحمدون وصوفر.. قوى الأمن تكشف ما كانت تقوم به عصابة خطيرة مع السوريين 05:22 | 2025-03-30 عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح 05:16 | 2025-03-30 أمين الفتوى في طرابلس والشمال: آن الأوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام 05:04 | 2025-03-30 مفتي عكار أدّى صلاة العيد في حلبا 05:00 | 2025-03-30 بعد الخلافات الكثيرة... هل التحالف بين "حزب الله" و"التيّار" مستحيل؟ 04:52 | 2025-03-30 الراعي: الوطن لا يقوم إلّا بتضافر جهود جميع أبنائه فيديو "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) Lebanon 24 "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) 03:59 | 2025-03-25 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) 01:50 | 2025-03-25 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) 23:43 | 2025-03-24 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ يشدد على عدم التهاون في تطبيق القانون ومتابعة التعديات على الأراضي وأملاك الدولة
  • الحب في ألفاظ العربية
  • بلا مشايخ ورجال دين.. صلاة عيد غير مسبوقة في شوارع العراق
  • الكابينت يصادق على مشروع استيطاني ينهي إمكانية قيام دولة فلسطينية
  • شيخ العقل: لن نتخلّى عن هويّتنا
  • رئيس الدولة يؤدي صلاة عيد الفطر بجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي
  • رئيس الدولة يؤدي صلاة عيد الفطر في جامع الشيخ زايد في أبوظبي
  • رئيس الدولة والشيوخ يؤدون صلاة العيد في جامع الشيخ زايد الكبير
  • رئيس أمن الدولة يهنئ القيادة بمناسبة حلول عيد الفطر
  • محافظ كفر الشيخ يعقد اجتماعًا لمتابعة منظومة التصالح.. صور