صرح كبير في شارع المعز، يجذب الأنظار بواجهته المميزة التي تتزين بزخارف ونقوش خطية ونباتية محفورة بالحجر، لتبدو للناظرين ساطعة كالشمس، فهو مسجد الأقمر، الذي جاءت تسميته لاستخدام الحجارة البيضاء للمرة الأولى في بناء المساجد، وكانت تشبه في المساء ضوء لون القمر.

جدران ليست بالمرتفعة كثيرًا، تتميز بنقوشها المختلفة التي تدل على مدى أهمية وعراقة المسجد، الذي لفت أنظار الزوار من مختلف دول العالم عند زيارتهم لشارع المعز، وأرضية كبيرة يكسوها السجاد الأخضر، فضلا عن وجود غرفتين صغيرتين بجانب باب المسجد لاستخدامها عند قراءة القرآن الكريم من المصلين، الذين يصطفون بجوار بعضهم من أجل تأدية فرض الصلاة.

التقت «الوطن» خلال زيارتها لـ«مسجد الأقمر» ببعض الأهالي، الذين يروون ذكرياتهم مع المسجد ورصدت فرحتهم بافتتاحه بعد عمليات الترميم والتجديد.

«الأقمر» بمثابة نبض شارع المعز

بنبرة يكسوها الحنين، قال الحاج إبراهيم حسن، أحد سكان شارع المعز، إن مسجد الأقمر له مكانة خاصة في قلوب أهالي القاهرة الفاطمية، فهو بمثابة نبض شارع المعز، «مبسوط جدا بتطوير الأقمر وترميمه لأن المساجد العريقة تاريخنا عايش فيها وإحنا عايشين فيه وتجديده بيتجدد معاه التاريخ» وفق ما رواه.

«كنت كل يوم بعدي عليه فترة الترميم كنت مستني أشوف النتيجة إيه خاصة إن مسجد الأقمر له حكايات طويلة مع الأهالي فهو أشهر وأقدم جامع في المنطقة» حسب ما رواه صاحب الـ65 عامًا، موضحًا أنه وأصدقاءه دائما يتحدثون عن تطوير المساجد الذي شهدته البلاد خلال الفترة الماضية، كما أنه يشكر الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي على هذا التطوير خاصة مساجد الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب وأخيرًا الأقمر.

فرحة أهالي شارع المعز بترميم مسجد الأقمر

يسير بخطوات بطيئة متكئًا على عصاه داخل مسجد الأقمر بعد افتتاحه لتأدية صلاة الظهر، فهو دائمًا يحب أن يؤدي فروضه في مساجد عريقة أبرزها الحسين والأقمر، «الجامع بقى شكله جميل بعد التجديد فهو اسم على مسمى، الأقمر ليه تاريخ كبير وعريق وكنت دايما بحب أصلي فيه أو الحسين لكن مبقتش أقدر أروح الحسين كل صلاة ومن لما اترمم الأقمر بقيت أنزل فيه على طول» هكذا تحدث الحاج مصطفى محمود، بنبرته الحانية عن ذكرياته مع مسجد الأقمر.

بنظرات من الإعجاب والانبهار، ظل صاحب الـ77 عامًا ينظر حوله معمقًا نظراته على جدران مسجد الأقمر، الذي أصبح في شكل مختلف في غاية الروعة، «طبيعي أي حد يكون فخور بالل بيحصل دا وأنه في اهتمام بأماكن ومساجد تاريخية عريقة بدل ما تتهجر وأهل المعز كانوا مبسوطين أوي بافتتاح جامع الأقمر وظهوره على الشكل اللي تميز به».

احتفالات مختلفة بافتتاح «الأقمر»

لم يختلف الأمر كثيرًا عند الشاب يونس أحمد، مقيم في شارع المعز، الذي انتابته حالة من الفرح لحظة افتتاح مسجد الأقمر، الذي يتمتع بمكانة كبيرة لموقعه المميز وتصميمه الفريد من نوعه، «يوم افتتاح المسجد كان فيه ناس بتوزع حلويات مجانًا احتفالا بيه كنت مبسوط وانا شايف الناس مستنية افتتاحه بفارغ الصبر كان دايما والدي يقولي أن مسجد الأقمر ليه طابع مختلف وبهجة كبير في قلوبنا خاصة في شهر رمضان» على حد تعبير صاحب الـ32 عامًا.

وفي إحدى زوايا مسجد الأقمر، كانت تؤدي فرضها «صلاة الظهر»، وعلى وجهها علامات الرضا والسكينة، فهي الحاجة سميرة محمد، إحدى سيدات منطقة الحسين، لم يكن الرجال فقط من فرحوا بافتتاح مسجد الأقمر، بل كانت السيدات أكثر فرحًا بهذا الافتتاح، «من زمان كنت أنا وكام واحدة قبل رمضان نروح ننضف المساجد اللي في المنطقة وكان منهم مسجد الأقمر كانت فيه راحة مختلفة زي الحسين كدا الحمد لله انه اتفتح من تاني بشكله الجميل دا» حسب تعبيرها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسجد الأقمر المعز مسجد الأقمر

إقرأ أيضاً:

رمضان عبد المعز: 3 أمور لا يحبها الله سبحانه وتعالى في العباد (فيديو)

تحدث الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، عن أهمية الاعتدال في حياتنا اليومية، قائلاً: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا، وأن تناصحوا لولاه أموركم، هذه هي الأسس التي يجب أن نبني عليها حياتنا».

وأضاف الداعية الإسلامي، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الأحد: «أما الأمور التي يكرهها الله فهي: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، لذا، علينا أن نتجنب الإسراف، وأن نكون معتدلين في كل جوانب حياتنا، فالاعتدال هو خير الأعمال، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا».

أهمية الصدقة في حياتنا

وأشار إلى أهمية الصدقة: «مكانة الصدقة عظيمة في حياتنا، ويجب علينا أن نتذكر أن ما لدينا من فضل هو نعمة يجب أن نتشاركها مع الآخرين، من كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له».

الإنفاق وعدم الإسراف

وتابع: «في سورة الفرقان، وصف الله عباد الرحمن بأنهم الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، فهذا هو الاعتدال الذي نحتاجه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، أي أننا نأكل لنعيش، وليس العكس».

مقالات مشابهة

  • باحث أوروبي: امتلاك الحوثيين صاروخ "فرط صوتي" سيمكنهم من ضرب أهداف برية داخل السعودية (ترجمة خاصة)
  • بحضور وزير الأوقاف.. اختتام كتاب الشمائل المحمدية بالمجلس الحديثي من مسجد الإمام الحسين
  • القبض على عامل صور طالبة داخل حمام جامعة خاصة بأكتوبر
  • مجزرة جديدة تطالُ بلدة جنوبية.. تدمير منزل على سكانه!
  • قوات إسرائيلية خاصة تنفذ عمليات داخل لبنان تمهيدا لتوغل بري محتمل
  • قوات إسرائيلية تتسلل إلى لبنان وهجوم بري وشيك الليلة
  • ياسين: لا يمكن لبلد أن يتعامل مع تهجير ربع سكانه مهما كان مستقراً
  • خاص.. ملعب بادل تنس داخل متحف الحضارات لإقامة افتتاح بطولة العالم
  • رمضان عبد المعز: 3 أمور ترضي الله و3 أمور يكرهها
  • رمضان عبد المعز: 3 أمور لا يحبها الله سبحانه وتعالى في العباد (فيديو)