تحولات كبرى في 2024.. ومن واشنطن يرصد حصاد عام استثنائي
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
وللوقوف على تأثيرات هذه الأحداث على المنطقة والعالم استضافت حلقة خاصة من برنامج "من واشنطن" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- الناشط الحقوقي الأميركي من أصول مصرية شريف منصور الذي عمل سابقا في لجنة حماية الصحفيين بنيويورك، لمناقشة أبرز الأحداث والتطورات.
وفيما يتعلق بملف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، توقع منصور استمرار عمل المحكمة الجنائية الدولية رغم التهديدات الأميركية، مشيرا إلى احتمال فرض الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب -بعد تنصيبه- عقوبات على المحكمة كما فعل سابقا في قضية أفغانستان.
وأضاف منصور أن المحكمة ستواصل عملها بدعم من جنوب أفريقيا وبعض الدول الغربية، مثل أيرلندا وإسبانيا وبلجيكا.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب في 20 مايو/أيار الماضي إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما شهد عام 2024 مقتل العديد من الصحفيين في غزة، من بينهم مصور الجزيرة أحمد اللوح.
في المقابل، حصل مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح على جائزة جون أوبشون لنادي الصحافة الوطنية بواشنطن اعترافا بتضحيته الاستثنائية في خدمة حرية الصحافة.
إعلانوفي كلمة خاصة للبرنامج، أكد الدحدوح على رمزية الجائزة التي تدل على أن الصحفيين الفلسطينيين ليسوا وحدهم في هذه المأساة.
دموع إنسانية
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف مساء الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023 منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لجأت إليه عائلة الدحدوح، على اعتبار أنه من المناطق الآمنة، حيث طلب الاحتلال من سكان غزة النزوح جنوبا لتجنب القصف.
وبعد استشهاد عائلته قال الزميل الدحدوح "من الواضح أن مسلسل استهداف إسرائيل الأطفال والنساء والمدنيين مستمر"، مضيفا أن الاحتلال "استهدف عائلتي في منطقة بعيدة عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلاءه"، وقال "بنتقموا منا بالأولاد، دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال".
من جهته، علق مدير مركز حرية الصحافة في نادي الصحافة الوطنية بواشنطن بيل مكارن على أهمية هذا التكريم، مؤكدا أن الديمقراطية الأميركية تعتمد على إعلام الجمهور الذي يقرر اختياراته، وأن غياب تدفق المعلومات يجعل من المستحيل ممارسة الحكم بالطريقة المبتغاة.
وفي سياق متصل، أحيا سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الأمل بشأن مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في سوريا قبل 12 عاما.
وكان الصحفي اختفى في سوريا يوم 14 أغسطس/آب 2012 أثناء تغطيته أحداث الثورة السورية، واتهمت واشنطن حينها نظام الرئيس المخلوع الأسد بالمسؤولية عن اختفائه.
تناقض الصحافة الغربية
وفي حديث خاص للبرنامج كشفت شقيقة تايس أن أخاها كان مهتما بمحنة الأطفال والشعب السوري، وأنه ذهب إلى سوريا في عام 2012 للتأكد من وصول الحقيقة إلى العالم.
وفي تقييمه لدور وسائل الإعلام في تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة، أشار منصور إلى وجود تناقض واضح في تعامل الصحافة الغربية مع القضية، إذ برز التفاوت في مستوى التضامن بين الصحفيين الأوكرانيين والفلسطينيين.
إعلانولفت إلى أن الجزيرة كانت المؤسسة الإعلامية الدولية الوحيدة التي رفضت الرقابة الإسرائيلية على المحتوى.
وأفردت الحلقة فقرة لمداخلة للناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال باتريك رايدر مع البرنامج تحدث فيها عن منظور إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتطورات الحرب على غزة، في ظل اتهامات توجه إلى الإدارة بتوفير الغطاء العسكري والسياسي والدبلوماسي لإسرائيل في حربها.
26/12/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ما أهمية ميناء رأس عيسى الذي دمرته واشنطن غرب اليمن؟
أثارت عملية تدمير الولايات المتحدة "ميناء رأس عيسى" اليمني الواقع تحت سيطرة جماعة "أنصارالله" الحوثيين، في محافظة الحديدة على البحر الأحمر الخميس الماضي، أسئلة عدة عن أهمية هذا الميناء.
والخميس، أعلن الجيش الأمريكي أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين، والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء والمحافظات ذات الكثافة السكانية شمال ووسط وغرب اليمن.
"أهمية ميناء رأس عيسى"
ويشكل "ميناء رأس عيسى" النفطي الواقع على بعد 60 كلم شمال مدينة الحديدة، أهمية استراتيجية لليمن، فقد أنشئ في الثمانينات لتصدير النفط الخام القادم من محافظة مأرب (شمال شرق) إلى البحر الأحمر.
ويعد هذا الميناء أكبر الموانئ النفطية في اليمن، حيث ترسو على بعد أميال منه سفينة "صافر" كخزان عائم، كانت محملة ما يزيد عن مليون برميل من النفط قبل أن يتم تفريغها لناقلة نفط بديلة العام 2024 من قبل الأمم المتحدة نتيجة تهالكها.
ويتم ضخ نفط محافظة مأرب وبعض الحقول المجاورة، إلى ميناء رأس عيسى عبر خط أنابيب النفط مأرب - رأس عيسى.ويحتوى الميناء على 34 خزانا مختلفة الأحجام طاقتها التخزينية الكلية تبلغ 3 ملايين برميل تقريبا، فيما بدأ الحوثيون بتوسيع طاقته التخزينية لأكثر من 4 ملايين برميل.
"خسارة اليمن لا تعوض"
وفي السياق، قال السفير اليمني لدى منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم " يونسكو"، محمد جميح إن ميناء رأس عيسى هو واحد من ثلاثة موانئ رئيسية في الحديدة إلى جانب "ميناء الحديدة الرئيسي" و"ميناء الصليف الذي كان يصدر منه الملح".
وأضاف جميح في حديث خاص لـ"عربي21" أن ميناء رأس عيسى أنشئ في الثمانينات لتصدير النفط الخام القادم من محافظة مأرب عبر أنبوب يمتد من المحافظة الغنية بالنفط إلى منطقة رأس عيسى على ساحل البحر الأحمر، حيث الميناء.
وهذا الميناء وفقا للدبلوماسي اليمني عبارة عن "حاويات ضخمة لتخزين النفط اليمني لتصديره إلى الخارج"، حيث يحتوي على ثلاث خزانات ضخمة تتسع لما يقارب 3 ملايين برميل من النفط الخام.
وأشار جميح إلى أن هذا الميناء أيضا كان متصلا به خزان النفط العائم المسمى "صافر" التي بقيت تحت سيطرة إلى أن تم تفريغ ما فيها من نفط خام بعد نداءات دولية متكررة بعد تآكل الخزان وبدء التسرب وارتفعت المخاوف من حدوث كارثة بيئية.
وفي آب/ أغسطس 2023، أعلنت الأمم المتحدة، إنه تم الانتهاء من تفريغ النفط من ناقلة النفط المتهالكة "صافر" إلى الناقلة البديلة قبالة سواحل اليمن الغربية في البحر الأحمر.
كما حمل السفير اليمني لدى يونسكو الحوثيين المسؤولية عن خسارة اليمن للخزان العائم "صافر" المحاذية لميناء رأس عيسى، فضلا عن خسارة الميناء كاملا في الاستهداف الأمريكي له الخميس.
وقال : "كان الاستهداف الأمريكي لميناء رأس عيسى الخميس، على اعتبار أن هذا الميناء يزود الحوثيين بالوقود الذي تهربه هذه الميليشيات عبر شبكات تهريب دولية تقوم بتهريب النفط من إيران ومن العراق ومن أماكن مختلفة للاستمرار في حروبها".
وعبر الدبلوماسي اليمني عن أسفه من تدمير هذا الميناء، الذي قال أيضا إنه أحد المنجزات الاستراتيجية للجمهورية اليمنية في الثمانينات بعد اكتشاف النفط في مأرب، بينما "خلال لحظات قليلة دمر هذا الميناء بشكل كلي".
وأكد على أن خسارة اليمن لهذا الميناء "لا يمكن أن تعوض ولا يمكن تقديرها بثمن".
والجمعة، أعلن الحوثيون عن ارتفاع حصيلة الضربات الأمريكية مساء الخميس، على ميناء نفطي في محافظة الحديدة في غرب اليمن إلى 80 شهيدا، ما يجعلها الأكثر دموية في الحملة الجوية المكثفة التي أطلقتها واشنطن قبل شهر.
ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عن مكتب الصحة العامة بمحافظة الحديدة قوله: "ارتفاع حصيلة استهداف العدو الأمريكي لمنشأة رأس عيسى إلى 80 شهيدا و150 جريحا، في حصيلة غير نهائية".
ومنذ منتصف آذار/ مارس الماضي، شنت قوات أمريكية مئات الغارات الجوية على اليمن، ما أدى إلى استشهاد 125 مدنيا وإصابة 256 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.
وتأتي هذه الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماما".