السودان فوق والمشتركة فوق
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
من لم يعرف حتى الآن أنه يكتب للسودان تاريخ جديد فهو لا يعرف شيئاً من سنن التاريخ وفقه سيرورته أو هو فقط لا يريد يعرف، تكبرا ومكابرة،
لامني أحد حاملي الأقلام العنصرية لوقوفي المتحمس مع القوات المشتركة المتكونة في الغالب من قوات حركات حاملة للسلاح كنا يوما من الأيام نجلس في المقاعد المواجهة لهم في مفاوضات السلام ،وكانوا يعارضوننا ويهاجموننا، ويستعينون علينا بكل من يعينهم ، وكانوا يومئذ يروننا العدو ونراهم الخصم اللدود المعارض، لكنما جرت مياه كثيرة تحت الجسر من يومذاك.
السودان دار ووطن للسودانيين جميعا، وهم الآن يقاتلون صفا واحدا دفاعا عنه ضد مليشيا ومرتزقة مستعملون من الخارج، وكلهم عندنا وطنيون شرفاء سواء كانوا من وادي النيل أو دارفور أو من الشرق أو الغرب وسواء كانوا من البجا أو الشايقية أو الزغاوة أو الفور أو الرزيقات أو المسيرية فكل من أصطف في الصف الصحيح فهو منا ونحن منه، ولا نامت أعين العملاء وكسرت أقلام حبرها الشك والكراهية والعنصرية.
د. أمين حسن عمر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها
الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها وأدت إلى تورطهم بشكل كبير.
فقد بدا وكأن الدعم السريع ينتصر على الجيش. فقد سيطرت قوات الدعم في بداية الحرب على معظم العاصمة وحاصرت مقرات الجيش وأسقط بعضها ثم بعد ذلك انتشرت خارج العاصمة وأسقطت عدد من الفرق في دارقور والجزيرة وسنار!
أعتقد أن هذا الوضع جعل الإمارات تتورط في دعم المليشيا بكل قوة دون خشية من العواقب. لو انهزم الدعم السريع منذ بداية الحرب ربما كان الوضع مختلفا.
كانت المليشيا متقدمة وتدل مؤشرات ظاهرية على أنها ستضمن على الأقل اتفاق سلام يكون لها فيه اليد العليا إن لم تسيطر بالقوة على كامل السودان.
ولكن منذ 26 سبتمبر حين عبرت قوات الجيش جسور الخرطوم وبحري تغيرت الأمور. تم تحرير منطقة جبل مويا والاستيلاء على كميات من السلاح الإماراتي ثم تواصل زحف الجيش في سنار والجزيرة والعاصمة حتى تحرير القصر الجمهوري. تحول درامي في سير المعركة، وتزامن ذلك مع التصعيد السياسي ضد الإمارات وبقية الدول الداعمة للمليشيا.
لا أحد يراهن على الضعيف المهزوم، وكان الرهان على الدعم السريع كقوي وكمنتصر، وكانت الأمور في البداية توحي بذلك قبل أن يبدأ الجيش السوداني هجومه الشامل.
إتجاه المعركة أصبح واضحا الآن بينما يتقدم الجيش في كردفان وقد أصبحت العاصمة وراء ظهره، أما دارفور حيث آخر معاقل المليشيا فقد أصبحت هي الهدف الجديد للجيش وليس كردفان التي هي مجرد محطة في الطريق إلى دارفور.
إكتشاف هزيمة مليشيا الدعم السريع بالنسبة لداعميه جاء متأخرا وبعد فوات الأوان. لقد تورطوا مع الطرف الخاسر وسيدفعون الثمن.
حليم عباس